رمضان… كيف نستقبله ؟ وكيف نغتنمه ؟

تاريخ الإضافة 1 مارس, 2024 الزيارات : 5537

رمضان… كيف نستقبله ؟ وكيف نغتنمه ؟

شهر رمضان من الشهور التي لها عند المسلمين مكانةٌ عظيمةٌ  لما تجده النفوس من بهجةٍ وفرحةٍ واطمئنان وحب للخيرات وفعل للطاعات وتهيؤ عظيم في القلوب ولين في الأبدان لفعل الخيرات وترك المنكرات .

رمضان : الشهر الذى أنزل الله فيه القرآن .
قال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ  مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } ……الآية  185 : البقرة

وهــــــو:الشهر الذى ابتعث الله فيه نبيه وخليله وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم .

وهــــــو : الشهر الذى جعل الله منه إلى رمضان ما بعده كفارة :
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر “

وهــو:الشهر الذى إذا دخلت أول ليلة من لياليه كان ما كان من الخير :
فعند البخارى: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ”
وفى رواية عنه أيضا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين”

وهــو : الشهر الذى جعل الله فيه لأصحاب الذنوب والخطايا المخرج وكذلك لطالبى الجنة والعلو فى الدين
فعند البخارى: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا ننبئ الناس بذلك قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة *
وعند مسلم: عن أبى هريرة حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه “

وهــو :الشهر الذى جعل الله فيه العمرة كحجة ليس هذا فحسب بل كحجة معه صلى الله عليه وسلم :
فعند البخارى فى كتاب الحج : عن عطاء قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يخبرنا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار سماها ابن عباس فنسيت اسمها ما منعك أن تحجين معنا قالت كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه لزوجها وابنها وترك ناضحا ننضح عليه قال فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة*
وفى رواية:” عمرة في رمضان تعدل حجة” متفق عليه.
قوله : { عمرة في رمضان تعدل حجة } في الثواب، لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض.

وهــو :الشهر الذى جعل الله فيه ليلة هى خير من ألف شهر فى دين وعمل العبد المؤمن :

فعند البخارى فى كتاب صلاة التراويح:عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول : “تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان “

وهــو : خير الشهور على المؤمنين وشر الشهور على المنافقين :

ففى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:” أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله ما مر على المسلمين شهر هو خير لهم منه ولا يأتي على المنافقين شهر شر لهم منه إن الله يكتب أجره وثوابه من قبل أن يدخل ويكتب وزره وشقاءه من قبل أن يدخله ذلك أن المؤمن يعد فيه النفقة للقوة في العبادة ويعد فيه المنافق اغتياب المؤمنين واتباع عوراتهم فهو غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على الفاجر”……  أحمد…والبيهقى ، عن أبي هريرة .وحسنه الألبانى فى صحيح الترغيب..

ولابد هنا أيها الاخوة الكرام من معرفة أن هذا الضيف : يأتى ومعه كثير من أسباب الإعانة والتغيير التي يمن الله بها على عباده المؤمنين الذين يؤمنون

ولذلك لابد إن أردنا الخلاص مما نحن فيه من الغبن وقلة الايمان وكثرة الشرور…. أن نكون من أولئك الذين يقدرون هذا الضيف قدره.

…لابد أن نجعل استقبالنا لهذا الضيف الكريم نقطة تحول كبيرة فى حياتنا الايمانية وفى انفسنا , نقطة تحول نتحول بها :
أولا :من كثرة الذنوب والمعاصى والكسب الحرام من الوظائف المحرمة والأعمال التى فيها ظلم العباد والنظر الى المحرمات وظلم الزوجات وإساءة التربية للأولاد وغير ذلك كثير من الذنوب

وثانـــيا :أن تجعل من رمضان سببا لنيل الشرف وهو قيام الليل ففى الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس”… أخرجه الحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان عن سهل بن سعد البيهقي في شعب الإيمان عن جابر” وقال الألبانى رحمه الله فى صحيح الجامع .حسن برقم : 73
وفى الحديث “من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”

وثــالــثا:ادخال السرور على أخيك :
أن دخول شهر رمضان على المسلمين هو بمثابة دخول الغوث عليهم فى دينهم ودنياهم , فأبواب الفرج تتفتح وفى الحديث “اذا كان رمضان فتحت أبواب الخير” ولم يقيد أو يستثن , وهذا معناه أن كل أبواب الخير الدنيوية والأخروية تفتح , وكلنا يشهد بذلك ويحسه , حتى أن الناس تقول { رمضان الرزق فيه واسع } , ومن هذا المنطلق لابد أن تجعل من رمضان باب خير عليك وعلى أهل بيتك , فلا مانع من التوسيع على أهل بيتك بلا تكلف واسراف ، والتوسيع على أخوانك من أرحامك ومن جيرانك ومن أصحابك هو من أفضل الأعمال …
ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ” أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا، أو تقضي عنه دينا، أو تطعمه خبزا) وقال الألبانى حسن

ورابــــعا :حسن الخلق ولين الجانب والألفة :
فلنجعل من رمضان نقطة تحول من سوء الخلق والفظاظة الأحقاد والغل وسوء الطوية وسوء معاشرة الأزواج والاساءة لهن ، والنشوز على الأزواج وعدم طاعتهم ، والخروج من كبر النفس ، والتعالى بعضنا على بعض ، وتقطيع الأرحام والسعى فى الأرض فسادا ، وفحش اللسان والكذب والخيانة والغيبة والنميمة…وغير ذلك..من السوء فلنتحول من ذلك كله ومن كل خلق سئ ، نجعل من أيام هذا الشهر معسكرا تربويا , نقيم أنفسنا فيه على الأخلاق الحسنة وهى فرصة عظيمة لتحصيل ذلك الخير الكثير ففى الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم:” إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة القائم الصائم”…… أبو داود وابن حبان في صحيحه عن عائشة.وقال الألبانى صحيح

وخامــــسا:… المؤمن عف اللسان :
إن سوء اللسان من سوء الخلق ولكنه أخطره ولذلك ينبغى أن نعرف هذه الخطورة ونحذرها ولعل كثير الشقاق بيننا وعدم الألفة والتفرق بين أصحاب النهج الواحد بل ان من أعظم ما يخلق العداوة بين الأولياء والأرحام والأصهار حتى بين الرجل وامرأته كثير منها ان لم تكن كلها…. بسبب اللسان…نعم إن للسان خطورة شديدة ومن أعظمها خطورة بعد التكلم بالكفر والعياذ بالله …سب المؤمن…ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ” ساب المؤمن كالمشرف على الهلكة”…… الطبراني في الكبير عن ابن عمرو,وفى صحيح الجامع برقم : 3586 ، وقال حسن

سادسا /الصدقة:
والصدقة فى القرآن جاء ذكرها بما يدل على عظيم قدرها:
قال تعالى:” مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ” 261 : البقرة

سابعا / مجاهدة النفس:
 فى رمضان فرصة كبيرة لتربية النفس ؛ وتخليصها مما يهلكها, فلابد أن يجعل المؤمن من الدنيا سجن عما حرم الله وعما يفسد الدين وينقص الايمان ,وهى كذلك للمؤمن ولابد ففى الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر”….. أخرجه أحمد في مسنده ومسلم فى صحيحه والترمذي وابن ماجة

وغير ذلك من أبواب الخير الكثيرة نسأل الله أن يوفقنا إلى ما فيه مرضاته .

 

 


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 278 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم