سؤالي عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من صام يوما في سبيل الله ” مالمقصود بقوله في سبيل الله . وجزاكم الله خيرا .
الجواب :
أولا / روايات الحديث : ورد هذا الحديث الذي تشير إليه في سؤالك بعدة روايات هي :
عن أبي سعيد الخدري مرفوعا 1″من صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ باعدَ اللَّهُ بذلِكَ اليومِ النَّارَ من وجْهِهِ سبعينَ خريفًا” صححه الألباني في صحيح ابن ماجة
2- عن عقبة بن عامر مرفوعا ” من صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ باعدَ اللَّهُ منهُ جَهَنَّمَ مَسيرةَ مائةِ عامٍ“حسنه الألباني في صحيح النسائي
3- عن أبي أمامة الباهلي | مرفوعا ” من صام يومًا في سبيلِ اللهِ جعل اللهُ بينه و بين النارِ خَندقًا بين السماءِ و الأرضِ ” صححه الألباني في صحيح الترغيب
إذاً: هذه أجور عظيمة يحصلها الصائم, فتغفر له ذنوبه المتقدمة والمتأخرة, ويبعد الله وجهه عن النار سبعين عاماً وفي رواية مائة عام, ويجعل بينه وبين النار خندقاً أعظم ما بين السماء والأرض؛ بحيث لا يرى منظر النار, ولا يعتريه هول ولا فزع, ولا يشم ريحها ولا يرى لهيبها. هذا أجر صيام يوم واحد إذا تقبل عند الله جل وعلا.
ولفظة: (في سبيل الله) الواردة في الحديث قصرها بعض أهل العلم على الصيام في الغزو وفي الجهاد إذا لم يشق الصيام على الإنسان، فله هذا الأجر الكبير عند ذي الجلال والإكرام، فمن صام وهو مجاهد غاز يوماً لله جل وعلا له هذا الأجر الكبير.
والقول الثاني :إن المراد من قوله: (في سبيل الله) أي: طلباً للأجر عند الله وابتغاء وجه الله سواء كان مجاهداً أو لا. وهذا الذي قرره الإمام ابن حجر عليه رحمة الله في فتح الباري, فقال: إن الأمر أعم من ذلك, فمن صام (في سبيل الله) يعني: في القتال والغزو له ذلك الأجر, ومن صام في حال الإقامة طلباً للأجر عند الله فله ذلك الأجر, وكلمة (في سبيل الله) أعم من الغزو ومن غيره, فلا داعي لقصرها على نوع من أنواع معانيها. فقوله عليه الصلاة والسلام: ( من صام يوماً في سبيل الله ) أي: يوما طالباً للأجر في صيامه من الله جل وعلا.