اغتنم خمسا قبل خمس (3) وغناك قبل فقرك

تاريخ الإضافة 3 أغسطس, 2023 الزيارات : 7929

(3) وغناك قبل فقرك

نظرة الإسلام للمال :

قبل أن ندخل إلى الموضوع أود أن أوضح أن البعض يعتقد أن الغنى والتدين لايلتقيان وأن الغني لا يحبه الله وكل هذا غير صحيح .

يقول العلامة الشيخ يوسف القرضاوي :

المال في ذاته ليس شرًا ولا مذمومًا في نظر الإسلام ، ربما كان ذلك في نظر المسيحية ، في الإنجيل : لا يدخل الغني ملكوت السماوات حتي يدخل الجمل في سم الخياط ، وجاء رجل من الأغنياء أراد أن يتبع المسيح فقال له اذهب فبع مالك ثم اتبعني !!!

لكن محمدًا صلي الله عليه وسلم لم يحرم الأغنياء من ملكوت السماوات ولم يأمر من أراد أن يتبعه أن يتخلص من ماله بل نراه عليه الصلاة والسلام يقول: ما نفعني مال كمال أبي بكر، وكان سيدنا أبو بكر من التجار الذين رزقهم الله بسطة في المال وكان ماله في خدمة الدعوة، حتي أنه في غزوة تبوك جاء بماله كله ليسلمه للنبي صلي الله عليه وسلم فقال له ماذا أبقيت لأهلك ؟ قال له أبقيت لهم الله ورسوله .

وكان عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف من أثرياء المسلمين وكانت أموالهما معدة أيضا للإنفاق في سبيل الله .

وقد امتن الله عليه صلي الله عليه وسلم بالغني فقالألم يجدك يتيما فآوي ، ووجدك ضالا فهدي ، ووجدك عائلا فأغني

وامتن الله علي الصحابة حينما وسع عليهم في الرزق (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الأنفال 26

ومن أدعية النبي صلي الله عليه وسلم بخصوص المال ، حيث كان يقول ( اللهم إني أسألك الهدي والتقي والعفاف والغني )

 

وعن سعد بن أبي وقاص( أن الله يحب العبد التقي الغني الخفي )

وحين جاءت أم سليم بابنها أنس ليخدم النبي وهو ابن عشر سنين فقالت ادع الله له فدعا له بعدة دعوات منها أن يكثر الله ماله .

وقال النبي صلي الله عليه وسلم لعمرو بن العاص (نعم المال الصالح للرجل الصالح )

والمال فتنة لمن افتتن به ، فيمكن أن يكون عند الإنسان الملايين ولكنها في يده وليست في قلبه ، ومما يوضح ذلك ملك سليمان عليه السلام ، وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين كان البعض منهم من الأغنياء مثل عبد الرحمن بن عوف وطلحة وغيرهم ، بقوله : هؤلاء لم يأخذهم المال من دينهم بل جعلوا المال في خدمة الدين لم يجعلوا الدين في خدمة المال .

 

كذب قصة دخول عبدالرحمن بن عوف الجنة حبوا :

والقصة تروى على هذا النحو “بينما عائشة رضي الله عنها في بيتها إذ سمعت صوتًا رجت منه المدينة فقالت: ما هذا؟ فقالوا عير قدمت لعبد الرحمن بن عوف من الشام، وكانت سبع مائة راحلة، فقالت عائشة رضي الله عنها: أما إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: “رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوًا“.
فبلغ ذلك عبد الرحمن فأتاها فسألها عما بلغه فحدثته قال: فإني أشهدك أنها بأحمالها وأقتابها وأحلاسها في سبيل الله“.

قال النسائي: هذا حديث موضوع،

وذكرها الإمام ابن الجوزي في الموضوعات وقال :
وبمثل هذا الحديث الباطل تتعلق جهلة المتزهدين ويرون أن المال مانع من السبق إلى الخير، ويقولون: إذا كان ابن عوف يدخل الجنة زحفًا لأجل ماله كفى ذلك في ذم المال، والحديث لا يصح
وحاشا عبد الرحمن المشهود له بالجنة أن يمنعه ماله من السبق لأن جمع المال مباح، وإنما المذموم كسبه من غير وجهه،، ومنع الحق الواجب فيه، وكم قاصٍ يتشدق بمثل هذا الحديث يحث على الفقر، ويذم الغنى فلله در العلماء الذين يعرفون الصحيح ويفهمون الأصول”.

وإن تعجب فعجب كيف يأخذون بهذه القصة الواهية التي تدعو إلى البطالة والعجز والكسل والفقر، ويتركون الصحيح الذي يدعو إلى العفاف والسعي للعمل.

سنة التداول :

من سنن الله في الكون سنة التداول بمعنى أنه لن يبقى الضعيف ضعيفا ولا القوي قويا ، ولن يدوم غنى الغني ولا فقر الفقير ، ولعل الأزمة المالية الأخيرة خير شاهد على ذلك .

ومن هنا لا ينبغي على مسلم أن يغتر بما آتاه الله من مال فهو قادر كما أغناه، فهو سبحانه قادر على إفقاره، وإغناء غيره من الناس ، ومن هذا ما قاله أحدهم لصديقه الذي أغناه الله فتعالى على صاحبه وأعرض عنه

تراني مقبلا وتصد عنـى     وتزعم إنني أبغى رضاك
سيغنيني الذي أغناك عنى      فلا فقرى يدوم ولا غناك

فالدنيا لا يدوم فيها شيء على حال ومن هنا أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية باغتنام حال الغنى قبل الفقر .

 

كيف نغتنم الغنى قبل الفقر ؟

يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : نعلم أن المال إما أن يكون نعمة أو يكون نقمة ، فإن المال لا يطلب لذاته في هذه الدنيا ، وإنما يطلب عادة لما يضمنه من مصالح ، ولما يحققه من منافع ، إنه وسيلة ، والوسيلة تحمد أو تعاب بمقدار ما يترتب عليها من نتائج حسنة أو سيئة.

وقد قال الله تعالى في المال وما يسوق لأصحابه في الدنيا والآخرة من خير أو شر:( فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ) الليل11:5 .أهـ

المال أمانة :

والمال أمانة ووديعة يجب أن ترعي ..لأن المسلم سوف يسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟

 

والإسلام يقول لك : أبصر جيداً المال الذي تكسبه أمن حرام هو أم من حلال ؟ فإن كان من حرام فلا حق لك فيه ، وما يجوز أن تستبقيه ، بل يجب أن تتركه فوراً ، فإذا كسبت من حلال ، فللإسلام هنا توجيهات :

1. ألا تظن نفسك المالك الأصيل لهذا المال ، بل أشعر أن المالك الأصيل له هو ربك الذي ملكك ومنحك وأعطاك !! وأنت لست إلا صاحب يد عارضة عليه ، ومن فضل الله عليك أن جعل يدك في هذا المال تعطي نفسك ، وتعطي غيرك ، والمالك الأول هو رب العالمين.

وهذا المعنى هو الذي أكده القرآن في قوله جل شأنه : ( وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ ) الحديد : 7

سئل أعرابي كان في قطيع غنم يملكها لمن هذا القطيع ؟

فقال : هو لله عندي !!

فاعتبر نفسك مستخلفاً ، وهذه النظرية – نظرية الاستخلاف – تجعلك تدقق فيما تنفقه على نفسك أو على غيرك ، أي ليست حريتك مطلقة ، فأنت مراقب في تصرفك ، مراقب من صاحب المال الذي وظفك فيه .

2. يوجب الإسلام علينا فريضة الزكاة ، وهي فريضة ليست هينة ، ولو أن المسلمين أخرجوا زكاة أرصدتهم وأموالهم وتتبعوا بها ثغرات المجتمع وعورات الناس لأراحوا الأمة من بلاء كثير.

ولقد حدث أيام الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيزرحمه الله ، حدث ببركة العدل أن الزكاة أخرجت في أفريقيا (أي في مصر ، وليبيا ، وتونس ، والجزائر ، والمغرب ) خرجت الزكاة فلم يوجد لها من يأخذها في هذه الأقطار الرحبة كلها ، لأن الله أغنى الناس بعدل عمر .

فماذا صنع عمر ؟

أمر بأن يشترى بالزكاة عبيد ويحررون بمال الزكاة واعتبر ذلك مصرفاً بنص الآية : { وَفِي الرِّقَابِ } التوبة : 60

إن الخير الكثير يمكن أن يتحقق إذا وجدت فيه نية التراحم والعطاء ، ووجد القصد الذي يستهدف وجه الله بما يعطي وبما ينفق ، وقد قاتل الإسلام من أجل الزكاة ، وكان قتاله فيها حاسماً ، ولعله أول قتال ظهر في تاريخ البشرية.

كان الناس يتقاتلون لأمور كثيرة ، ولكن أول جيش ظهر في تاريخ الإنسانية يحارب ليرغم الأغنياء على إخراج الحق المعلوم للفقراء والمساكين ما فعله أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

3. قد تكون الزكاة حداً أدنى ، فإن المجتمع ربما ظهرت له حاجات ، وهنا على الناس أن ينفقوا ، وهنا يجيء دور الصدقة ، وهو ما أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام ، وهو يعلم الناس في مجتمع المدينة المنورة كيف يتعاونون ويتراحمون :

“من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ، وإن أربع فخامس أو سادس” رواه البخاري ،

وفي الحديث أيضاً : “من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من زاد له” قال أبو سعيد : “فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في الفضل” رواه مسلم.

صنائع المعروف تقي مصارع السوء :

هذه قصة أستاذ جامعي أصيب بمرض القلب ووصل إلى حالة يرثى لها فقرر له الأطباء عملية تجرى له في انجلترا…ووصل إلى حد اصفرار وجهه …

وفي أحد الأيام…ذهب إلى الجزار ليشتري بعض اللحم وهو في طريقه للخروج وجد امرأة عجوزاً تبحث في بقايا العظام الملقاة خارج المحل فسألها: لم يا أماه تبحثين في هذه العظام، فقالت له : ابنتي توفيت وتركت لي أربعة من الأولاد اشتهوا اللحم في هذا اليوم فجئت ابحث لهم عن بعضه لعلي آتيهم به …فرق قلب هذا الرجل، فأخذ بيد العجوز،  وأدخلها إلى المحل وقال للجزار:  سوف تمر عليك هذه المرأة كل خميس فأعطها 2 كيلو من اللحم . . وقال لها سأظل ادفع ثمن هذا اللحم ما دمت على قيد الحياة . فدعت له المرأة بكل إخلاص.

فلما رجع إلى البيت قال له زوجته مالي أرى وجهك مشرق على غير العادة. فحكى لها قصته.

وعندما أتى موعد سفره للخارج ليجري العملية أصر على عدم الذهاب لأنه كان يشعر بتحسن، ولكن تحت ضغط زوجته عليه وإصرارها بذهابه، سافر إلى لندن، وعندما قابل الطبيب تفاجئ الطبيب متسائلا: قل لي من أجرى لك العملية بهذه الدقة؟ فقال له الرجل : لم اجر العملية قط !

و حكى له قصته مع تلك المرأة العجوز….

قلت صدق رسول الله (صنائع المعروف تقي مصارع السوء )

4. وحرم الإسلام إنفاق المال فيما نهى عنه فلا يُنفق في المعاصي والذنوب التي لا تعود إلا بالضرر ، كذلك لا يُسرف ولا يُبذر كما أنه لا يبخل ولا يقتر فلا إفراط ولا تفريط، قال تعالى:

 

( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )الفرقان 67

وقال تعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط )الإسراء: 29

وقال تعالى( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) الأعراف: 31

إلى غير ذلك من الآيات التي تحث على الاعتدال بلا تبذير ولا بخل ولا شح .

كما قال صلى الله عليه وسلم : «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة». رواه البخاري
وعن عبد اللَّه بن الشخير قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: ألهاكم التكاثر قال: يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت».
رواه مسلم

 

ولا يفوتني هنا أن أذكر عادة التدخين

 التي تعتبر تبديدًا للمال فيما يضر الإنسان صحيا وماليا وحكم الإسلام في التدخين الآن أصبح واضحًا حيث أفتى الكثير من العلماء بحرمته بعد أن أثبت الطب الأضرار الصحية المتسببة عنه والتي لا يحصى، وقد اعتمد العلماء في فتواهم على ثلاث آيات من كتاب الله تعالى:

– الآية الأولى( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ )( الأعراف: 157 ) إذا صنفنا التدخين بين طيب وخبيث لاشك أنه خبيث بكل المقاييس.

– الآية الثانية:( وَلاَ تُلْقُوا بأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) ( البقرة: 195 ) وقد أثبت الطب أن التدخين يسبب الكثير من الأمراض الفتاكة أخطرها مرض سرطان الرئة ومعنى هذا أن المدخن يعتبر بلا شك مبذرًا لماله فيما لا يعود عليه بخير ولكن بضرر شديد.

الآية الثالثة: (إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِين ) (الإسراء: 27) والمدخن يعتبر بلا شك مبذرا لماله فيما لا يعود عليه بخير ولكن بضرر شديد.

5. الضروريات قبل الكماليات:

أن ينفق المسلم ماله أولا على الضروريات والحاجيات قبل الكماليات ولا يقدم الكماليات على الضروريات التي تتوقف عليها حياة الإنسان كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن والزواج فإذا اكتفى في جانب الضروريات والحاجيات فلا مانع أن ينفق على الكماليات التي لا تتنافى مع الشريعة كالأجهزة المنزلية بكافة أشكالها وغير ذلك من تحسينات..

 

6إطعام الطعام :

من صور اغتنام المال سنة غيبت اليوم من دنيا الناس وهي إطعام الطعام ،ولقد كان السلف يحرصون على إطعام الطعام ؛ سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ في الله، فلا يشترط في الذي تطعمه الفقر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام

ومن ثمرات إطعام الطعام :

التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم، فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة:” لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ”  رواه مسلم

كما ينشأ عنه أيضًا مجالسة الصالحين، واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك…

7- الهدية

ومن صور اغتنام المال  الهدية تلك الوسيلة التي تطفئ  نيران الضغائن، فللهدية عظيم الأثر في  استجلاب المحبة وإذهاب الضغائن وتأليف القلوب.
وهي دليل الحب ، وشعار التقدير ، ولذلك فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم الهدية ، ومنحها ، وحث على التهادي: ” تهادوا تحابوا”

8– الصدقات الجارية

وهي من أفضل صور اغتنام المال ؛ هل فكرت يا أخي المسلم لعمل صدقة جارية لك في الدنيا حتى تكون نورا لقبرك بعد وفاتك وتجعل الحسنات تنهمر إليك سواء بالحياة أو الممات، وتعلم كما قال صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث إلا من ثلاث ( صدقه جارية ، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )

وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره ، وولدا صالحا تركه ، ومصحفا ورثه ، أو مسجدا بناه ، أو بيتا لابن السبيل بناه ، أو نهرا أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته” والحديث حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه.
قصة مسجد كأني أكلت :

في كتابه الشيق “روائع من التاريخ العثماني” كتب الأستاذالفاضل “أورخان محمد علي .. قصة أغرب اسم جامع في العالم : “هل سمع أحد بمثل هذا الاسم الغريب ؟

alt

( كأني أكلت (

هذا هو اسم جامع صغير في منطقة “فاتح” في اسطنبول والاسم باللغة التركية “صانكي يدم” أي “كأنني أكلت” أو “افترض أنني أكلت”!! ووراء هذا الاسم الغريب قصة غريبة طريفة ، وفيها عبرة كبيرة. ثم يكمل الأستاذ أورخان قصة هذا الجامع فيقول:

“كان يعيش في منطقة “فاتح” شخص ورع اسمه “خير الدين كججي أفندي”، كان

صاحبنا هذا عندما يمشي في السوق ، وتتوق نفسه لشراء فاكهة ، أو لحم ، أو حلوى ، يقول في نفسه :

صانكي يدم” “كأنني أكلت” ثم يضع ثمن تلك الفاكهة أو اللحم أو الحلوى في صندوق له.

ومضت الأشهر والسنوات ، وهو يكف نفسه عن كل لذائذ الأكل ، ويكتفي بما يقيم أوده فقط ، وكانت النقود تزداد في صندوقه شيئا فشيئا ، حتى استطاع بهذا المبلغ الموفور القيام ببناء مسجد صغير في محلته ، ولما كان أهل المحلة يعرفون قصة هذا الشخص الورع الفقير ، وكيف استطاع أن يبني هذا المسجد أطلقوا على الجامع اسم

(جامع صانكي يدم(

كم من المال سنجمع للفقراء والمحتاجينalt

وكم من المشاريع الإسلامية سنشيد في مجتمعنا وفي العالم

وكم من فقير سنسد جوعه وحاجته

وكم من القصور سنشيد في منازلنا في الجنة إن شاء الله

وكم من الحرام والشبهات سنتجنب لو أننا اتبعنا منهج ذلك الفقير الورع

وقلنا كلما دعتنا أنفسنا لشهوة زائدة على حاجتنا: “كانني أكلت

 

 


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 278 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم