من كلام السلف عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

تاريخ الإضافة 10 ديسمبر, 2022 الزيارات : 11401

 من كلام السلف عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

سئل حذيفة رضي الله عنه عن ميت الأحياء فقال‏:‏ الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه‏.‏

وقال بلال بن سعد‏:‏ إن المعصية إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها فإذا أعلنت ولم تغير أضرت بالعامة

وقال سعيد بن جبير‏:‏ إن لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر إلا من لا يكون فيه شيء لم يأمر أحد بشيء

وخطب مروان بن الحكم قبل صلاة العيد فقال له رجل‏:‏ إنما الخطبة بعد الصلاة فقال له مروان‏:‏ اترك ذلك يا فلان فقال أبو سعيد‏:‏ أما هذا فقد قضى ما عليه‏.‏

أرى الدنيا لمن هي في يديه ***** هموماً كلما كثرت لديه
تهين المكرمين لها بصغر ***** وتكرم كل من هانت عليه
إذا استغنيت عن شيء فدعه **** وخذ ما أنت محتاج إليه

وتسلق عمر رضي الله عنه دار رجل فرآه على حالة مكروهة فأنكر عليه فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين إن كنت أنا قد عصيت الله من وجه واحد فأنت قد عصيته من ثلاثة أوجه‏.‏

فقال وما هي فقال قد قال تعالى ‏”‏ ولا تجسسوا ‏”‏ وقد تجسست‏.‏

وقال تعالى ‏”‏ وأتوا البيوت من أبوابها ‏”‏ وقد تسورت من السطح وقال‏:‏ ‏”‏ لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ‏”‏ وما سلمت‏.‏

فتركه عمر وشرط عليه التوبة‏.‏

ولما جمع معاوية وجهاء القوم ليأخذ البيعة لابنه يزيد تكلم الجميع، فأثنوا على يزيد إلا الأحنف بن قيس بقي ساكتاً، فأربك بسكوته المجلس، فقال معاوية: يا أحنف، لمْ تقل شيئاً, فقال: أخاف الله إنْ كذبت، وأخافكم إن صدقت, فكان تلميحاً أبلغ من تصريح.

وعظ المأمون واعظ وعنف له في القول فقال‏:‏ يا رجل ارفق فقد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني وأمره بالرفق فقال تعالى‏:‏ ‏”‏ فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ‏”‏ فليكن اقتداء المحتسب في الرفق بالأنبياء صلوات الله عليهم‏.‏

وعن الأصمعي قال‏: دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك بن مروان وهو جالس على سريره وحواليه الأشراف من كل بطن وذلك بمكة في وقت حجة في خلافته فلما بصر به قام إليه وأجلسه معه على السرير وقعد بين يديه وقال له‏:‏ يا أبا محمد ما حاجتك فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين اتق الله في حرم الله وحرم رسوله فتعاهده بالعمارة واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار فإنك بهم جلست هذا المجلس واتق الله في أهل الثغور فإنهم حصن المسلمين وتفقد

أمور المسلمين فإنك وحدك المسئول عنهم واتق الله فيمن على بابك فلا تغفل عنهم ولا تغلق بابك دونهم‏.‏

فقال له‏:‏ أجل أفعل ثم نهض وقام‏.‏

فقبض عليه عبد الملك فقال‏:‏ يا أبا محمد إنما سألتنا حاجة لغيرك وقد قضيناها فما حاجتك أنت فقال‏:‏ مالي إلى مخلوق حاجة‏.‏

ثم خرج فقال عبد الملك‏:‏ هذا وأبيك الشرف‏!‏

إذا كان هذا عقلك فقد استرحت !!!

في زمن الإمام أحمد بن حنبل قالوا له إن ” القرآن مخلوق ” ، قال لهم القرآن كلام الله غير مخلوق …. سجنوه وضربوه … وقال الذي ضربه : ضربت أحمد سبعة عشر سوطا ًَ لو ضربها جبل لانهد .

**** قال أبو سعيد الواسطى : دخلت علي أحمد السجن قبل الضرب فقلت : يا أبا عبد الله ، عليك عيال ولك صبيان وأنت معذور كأني أسهل عليه الإجابة .

وكأنه يقول بلغة عصرنا وراك عيال ويحتاجون إليك قل ما يريدون وأخرج ألست من داخل قلبك تعتقد أن القرآن كلام الله ، إذا ًَ لا حرج عليك ، طالما أن قلبك مطمئن بالإيمان .

فقال الإمام أحمد ” يا أبا سعيد ، إذا كان هذا عقلك فقد استرحت !!! “

وما أكثر العقول المستريحة في زماننا ….

وروى أن عمر بن هبيرة خلا بالشعبي والحسن‏‏ ، فأقبل على الشعبي فقال‏:‏ يا أبا عمرو إني أمين أمير المؤمنين على العراق وعامله عليها ورجل مأمور على الطاعة ابتليت بالرعية ولزمني حقهم فأنا أحب حفظهم وتعهد ما يصلحهم مع النصيحة لهم وقد يبلغني عن العصابة من أهل الديار الأمر أجد عليهم فيه فأقبض طائفة من عطائهم فأضعه في بيت المال ومن نيتي أن أرده عليهم فيبلغ أمير المؤمنين أني قد قبضته على ذلك النحو فيكتب إلى أن لا ترده فلا أستطيع رد أمره ولا إنفاذ كتابه وإنما أنا رجل مأمور على الطاعة‏.‏

فهل علي في هذا تبعة وفي أشباهه من الأمور والنية فيها على ما ذكرت قال الشعبي‏.‏

فقلت أصلح الله الأمير إنما السلطان والد يخطئ ويصيب قال‏.‏

فسر بقولي وأعجب به ورأيت البشر على وجهه وقال فلله الحمد

ثم أقبل على الحسن فقال‏:‏ ما تقول يا أبا سعيد ؟

قال‏:‏ قد سمعت قول الأمير يقول إنه أمين أمير المؤمنين على العراق وعامله عليها ورجل مأمور على الطاعة ابتليت بالرعية ولزمني حقهم والنصيحة لهم والتعهد لما يصلحهم وحق الرعية لازم لك وحق عليك أن

تحوطهم بالنصيحة وإني سمعت عبد الرحمن بن سمرة القرشي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏”‏ من استرعى رعية فلم يحطها بالنصيحة حرم الله عليه الجنة ‏”‏

ويقول‏:‏ إني ربما قبضت من عطائهم إرادة صلاحهم واستصلاحهم وأن يرجعوا إلى طاعتهم فيبلغ أمير المؤمنين أني قبضتها على ذلك النحو فيكتب إلى أن لا ترده فلا أستطيع رد أمره ولا أستطيع إنفاذ كتابه وحق الله ألزم من حق أمير المؤمنين والله أحق أن يطاع ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فأعرض كتاب أمير المؤمنين على كتاب الله عز وجل فإن وجدته موافقاً لكتاب الله فخذ به وإن وجدته مخالفاً لكتاب الله فانبذه

يا ابن هبيرة اتق الله فإنه يوشك أن يأتيك رسول من رب العالمين يزيلك عن سريك ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك فتدع سلطانك ودنياك خلف ظهرك وتقدم على ربك وتنزل على عملك

يا ابن هبيرة إن الله ليمنعك من يزيد ولا يمنعك يزيد من الله وإن أمر الله فوق كل أمر وإنه لا طاعة في معصية الله وإني أحذرك بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين‏.‏

فقال ابن هبيرة‏:‏ أربع على ظلعك أيها الشيخ وأعرض عن ذكر أمير المؤمنين فإن أمير المؤمنين صاحب العلم وصاحب الحكم وصاحب الفضل وإنما ولاه الله تعالى ما ولاه من أمر هذه الأمة لعلمه به وما يعلمه من فضله ونيته‏.‏

فقال الحسن‏:‏ يا ابن هبيرة الحساب من ورائك سوط بسوط وغضب بغضب والله بالمرصاد يا ابن هبيرة‏:‏ إنك إن تلق من ينصح لك في دينك ويحملك على أمر آخرتك خير من أن تلقي رجلاً يغريك ويمنيك‏.‏

فقام ابن هبيرة وقد بسر وجهه وتغير لونه‏.‏

 


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 277 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم