من كلام السلف عن الصبر والشكر

تاريخ الإضافة 11 مايو, 2022 الزيارات : 7203

من كلام السلف عن الصبر والشكر

وجد في رسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري‏:‏
عليك بالصبر واعلم أن الصبر صبران أحدهما أفضل من الآخر الصبر في المصيبات حسن وأفضل منه الصبر عما حرم الله تعالى‏.‏

وقال أبو سليمان‏:‏ والله ما نصبر على ما نحب فكيف نصبر على ما نكره

ويقال إن امرأة فتح الموصلي عثرت فانقطع ظفرها فضحكت فقيل لها‏:‏ أما تجدين الوجع فقالت‏:‏ إن لذة ثوابه أزالت عن قلبي مرارة وجعه‏.‏
وقال داود لسليمان عليهما السلام‏:‏ يستدل على تقوى المؤمن بثلاث‏:‏ حسن التوكل فيما لم ينل وحسن الرضا فيما قد نال وحسن الصبر فيما قد فات‏.‏

كما روي عن الرميصاء أم سليم رضي الله عنها أنها قالت‏:‏ توفي ابن لي وزوجي أبو طلحة غائب فقمت فسجيته في ناحية البيت فقدم أبو طلحة فقمت فهيأت له إفطاره فجعل يأكل فقال‏:‏ كيف الصبي قلت‏:‏ بأحسن حال بحمد الله ومنه فإنه لم يكن منذ اشتكى بأسكن منه الليلة ثم تصنعت له أحسن ما كنت أتصنع له قبل ذلك حتى أصاب مني حاجته(جامعها)
ثم قلت‏:‏ ألا تعجب من جيراننا‏!‏ قال‏:‏ ما لهم قلت‏:‏ أعيروا عارية فلما طلبت منهم واسترجعت جزعوا فقال‏:‏ بئس ما صنعوا‏!‏ فقلت‏:‏ هذا ابنك كان عارية من الله تعالى وإن الله قد قبضه إليه فحمد الله واسترجع ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال‏:‏ ‏”‏ اللهم بارك لهما في ليلتهما ‏”‏ قال الراوي‏:‏ فلقد رأيت لهم بعد ذلك في المسجد سبعة أفراد كلهم قد قرؤوا القرآن‏.‏

وقال ابن مسعود‏:‏ الشكر نصف الإيمان‏.‏

وقد روي أن وفداً قدموا على عمر بن عبد العزيز رحمه الله فقام شاب ليتكلم فقال عمر‏:‏ كبر كبر‏!‏ فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين لو كان الأمر بالسن لكان في المسلمين من هو أسن منك‏!‏ فقال‏:‏ تكلم فقال‏:‏ لسنا وفد الرغبة ولا وفد الرهبة أما الرغبة فقد أوصلها إلينا فضلك وأما الرهبة فقد آمننا منها عدلك وإنما نحن وفد الشكر جئناك نشكرك باللسان وننصرف‏.‏

وقال بعض الحكماء – وقد قيل له ما النعيم ؟
فقال‏:‏ الغنى فإني رأيت الفقير لا عيش له‏.‏
قيل‏:‏ زدنا‏!‏ قال‏:‏ الأمن فإني رأيت الخائف لا عيش له‏.‏
قيل‏:‏ زدنا‏!‏ قال‏:‏ العافية فإني رأيت المريض لا عيش له‏.‏
قيل‏:‏ زدنا‏!‏ قال الشباب فإني رأيت الهرم لا عيش له‏.‏

وقيل‏:‏ طلاقة الوجه عنوان ما في النفس‏.‏

كما شكا بعضهم أرباب البصائر وأظهر شدة اغتمامه به فقال له‏:‏
أيسرك أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم ؟ فقال‏:‏ لا
فقال‏:‏ أيسرك أنك أخرس ولك عشرة آلاف درهم ؟ فقال‏:‏ لا
فقال‏:‏ أيسرك أن أقطع اليدين والرجلين ولك عشرون ألفاً؟ فقال‏:‏ لا
فقال‏:‏ أيسرك أنك مجنون ولك عشرة آلاف درهم ؟
فقال‏:‏ لا فقال‏:‏ أما تستحي أن تشكو مولاك وله عندك عروض بخمسين ألفاً‏!‏
وحكي أن بعض القراء اشتد به الفقر حتى ضاق ذرعاً فرأى في المنام كأن قائلاً يقول له‏:‏ تود أنا أنسيناك من القرآن سورة الأنعام وأن لك ألف دينار ؟
قال‏:‏ لا قال‏:‏ فسورة هود قال‏:‏ لا قال‏:‏ فسورة يوسف قال‏:‏ لا فعدد عليه سوراً ثم قال‏:‏ فمعك قيمة مائة ألف دينار وأنت تشكو فأصبح وقد سري عنه‏.‏
ودخل ابن السماك على بعض الخلفاء وبيده كوز ماء يشربه فقال له‏:‏ عظني‏!‏ فقال‏:‏ لو لم تعط هذه الشربة إلا ببذل جميع أموالك وإلا بقيت عطشاناً فهل كنت تعطيه قال‏:‏ نعم فقال‏:‏ لو لم تعط إلا بملكك فهل كنت تتركه قال‏:‏ نعم‏.‏
قال‏:‏ فلا تفرح بملك لا يساوي شربة ماء‏.‏

وكان الربيع بن خثيم قد حفر في داره قبراً فكان يضع في عنقه وينام في لحده ثم يقول‏:‏ ‏”‏ رب أرجعون لعلي أعمل صالحاً ‏”‏ ثم يقوم ويقول‏:‏ يا ربيع قد أعطيت ما سألت فاعمل قبل أن تسأل الرجوع فلا ترد‏.‏

قال رجل لسهل رضي الله تعالى عنه‏:‏ دخل اللص بيتي وأخذ متاعي‏!‏ فقال‏:‏ اشكر الله تعالى لو دخل الشيطان قلبك فأفسد التوحيد ماذا كنت تصنع ؟!!
ولذلك استعاذ عيسى عليه الصلاة والسلام في دعائه إذ قال‏:‏ اللهم لا تجعل مصيبتي في ديني‏.‏
وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه‏:‏ ما ابتليت ببلاء إلا كان لله تعالى علي فيه أربع نعم‏:‏ إذ لم يكن في ديني وإذ لم يكن أعظم منه وإذ لم أحرم الرضا به وإذ أرجو الثواب عليه‏.‏
وقال علي كرم الله وجهه‏:‏ ألا أخبركم بأرجى آية في القرآن قالوا‏:‏ بلى فقرأ عليهم‏:‏ ‏”‏ وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ‏”‏ فالمصائب في الدنيا بكسب الأوزار فإذا عاقبه الله في الدنيا فالله أكرم من أن يعذبه ثانياً وإن عفا عنه في الدنيا فالله أكرم من أن يعذبه يوم القيامة‏.‏

ودخل عمر بن عبد العزيز على ابن له مريض فقال‏:‏ يا بني لأن تكون في ميزاني أحب إلي من أن أكون في ميزانك فقال‏:‏ يا أبت لأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب‏.‏

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه نعي إليه ابنة له فاسترجع وقال‏:‏ عورة سترها الله ومؤنة كفاها الله وأجر قد ساقه الله تعالى ثم نزل فصلى ركعتين ثم قال‏:‏ قد صنعنا ما أمر الله تعالى قال تعالى‏:‏ ‏”‏ واستعينوا بالصبر والصلاة ‏”‏‏.‏

وعن ابن المبارك أنه مات له ابن فعزاه أحدهم فقال له‏:‏ ينبغي للعاقل أن يفعل اليوم ما يفعله الجاهل بعد خمسة أيام فقال ابن المبارك‏:‏ اكتبوا عنه هذه‏.‏

وقال حاتم الأصم إن الله عز وجل يحتج يوم القيامة على الخلق بأربعة أنفس على أربعة أجناس‏:‏ على الأغنياء بسليمان وعلى الفقراء بالمسيح وعلى العبيد بيوسف وعلى المرضى بأيوب صلوات الله عليهم‏.‏


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 278 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم