من كلام السلف عن اليأس مما في أيدي الناس
قال علي بن أبي طالب : رضيّ الله عنه يا بني ذُقت الطيبات فلم أذق أطيب من العافية
وذقت المرارات فلم أجد أمر من….الحاجة إلى الناس
ونقلت الحديد فلم أجد أثقل من الدّين………
..ورأيت الأغنياء فلم أجد.. أغنى من القنوع
وأكلت الصبر وذقت الاذى فلم أرّ شيئا اقسى من الفقر
وعاداني الأعداء فلم أجد أعدى من نفسي إذا جهلت
ولبست الثياب الفاخرة فلم ألبس شيئا أجمل من التقوى
الجاهل يشكو الله إلى الناس
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ كما في كتابه الفوائد صـ 79: الجاهل يشكو الله إلى الناس، وهذه غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه، فإنه لو عرف رَبَّه لما شكاه، ولو عرف الناسَ لما شكا إليهم.
ورأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجلٍ فاقته وضرورتَه فقال:
يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك
في ذلك مثيل:
والعارف إنما يشكو إلى الله وحده، وأعرف العارفين من جعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس، فهو يشكو من موجبات تسليط الناس عليه.
فهو ناظرٌ إلى قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } (الشورى: 30)
وقوله: { وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } (النساء: 79)
وقوله: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ }(آل عمران:165)
فالمراتب الثلاثة:
أخسَّها أن تشكو الله إلى خلقه، وأعلاها أن تشكو نفسك إليه عز وجل ، وأوسطها أن تشكو خلقه إليه. أهـ