خمسة أعمال لا تتركها في شهر شعبان

تاريخ الإضافة 16 فبراير, 2024 الزيارات : 1505

خمسة أعمال لا تتركها في شهر شعبان

من عظيم نِعَمِ المولى سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين الطائعين أنْ هيَّأ لهم أسباب الفوز بمرضاته، والتزود من الخير والأعمال الصالحة؛ وذلك من خلال مواسم تكثر فيها الخيرات والبركات، ويزداد العبد فيها قربًا ودرجات؛ ومن هذه المواسم التي ينتظرها المؤمن ويهتم بها شهر شعبان؛ شهر رفع الأعمال إلى رب العالمين، شهر الاستعداد لرمضان.

وهناك خمسة أمور ينبغي ألا نغفل عنها في شعبان:

أولا/ محاسبة النفس:

أخبرنا رسول الله أن الأعمال ترفع إلى الله تعالى رفعا يوميا وأسبوعيا وسنويا، وأن الرفع السنوي في شهر شعبان؛ وهو رفع أعمال السنة كلها؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين)؛ إذن فشعبان هو شهر نهاية السنة الإيمانية فنحتاج في خاتمة العام أن نحاسب أنفسنا ، فالأيام تمر والأشهر تجري وراءها تسحب معها السنين، وتجر خلفها الأعمار، وتنقضي الآجال، وبعدها يقف الجميع بين يدي الملك الجليل، للسؤال عن الكثير والقليل.

وصدق القائل :

 إنَّا لَنَفرح بالأيام نقطعُهــــا *** وكُلُّ يومٍ مضـى يُدْنِي مِن الأجَلِ
فاعمَلْ لِنَفْسِكَ قبل الموت مُجتهداً *** فإنما الربحُ والخسرانُ في العمَـلِ

نعم كل يوم يمر بنا يباعد عن الدنيا ويقرب إلى الآخرة، يباعد من دار العمل ويقرب من دار الجزاء.

ففي نهاية السنة الإيمانية وددت لو توقفنا وقفة عظة وعبرة ؛ فكم من حبيب فيه فارقنا! وكم من اختبار وبلاء فيه واجهنا! وكم من سيئات فيه اجترحنا! وكم من عزيز أمسى فيه ذليلاً! وكم من غني أضحى فيه فقيراً! وكم من حوادثَ عِظامٍ مرت بنا! ولكن أين المعتبرون المبصرون؟

و تعاقب الشهور والأعوام على العبد، قد يكون نعمة له أو نقمة عليه، فطول العمر ليس نعمة بحد ذاته، فإذا طال عمر العبد ولم يعمره بالخير فإنما هو يستكثر من حجج الله تعالى عليه.

أخرج الإمام أحمد والترمذي والحاكم عن أبي بكرة –رضي الله تعالى عنه- أنه قال: قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: “خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله“

ويقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه: ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي.

وقال الحسن البصري يا ابن آدم، إنما أنت أيام مجموعة، كلما ذهب يوم ذهب بعضك.

وقال عمر بن الخطاب : “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر على الله “

فهل خلوت بنفسك يوماً فحاسبتها عما بدر منها من الأقوال والأفعال؟ وهل حاولت يوماً أن تعد سيئاتك كما تعد حسناتك؟

اللهم اغفر لنا الذنوب، واستر لنا العيوب، وفرج عنا الكروب، وتقبل منا صالح الأعمال، برحمتك يا أرحم الراحمين.

ثانيا/ الصيام:

ومن آكد هذه الأعمال أيضًا : الإكثار من الصيام؛ فإن الصيام في شهر شعبان هو سُنَّة كما جاء في الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع الإعمال فيه إلى رب العالمين, فأحِبُّ أن يرفع عملي وأنا صائم“ أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني .

وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يُفطِر، ويُفطِر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان).

ورفع الأعمال إلى الله تعالى مع كونه صائماً أدعى إلى القبول عند الله تعالى ؛ فلكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يختم السنة الإيمانية بالصيام في شعبان كما ابتدأها بالصيام في رمضان ، والصيام خير الأعمال ، وأعظمها أجرا، وهذا لا ينفي فضيلة بقية الأعمال الصالحة من قيام الليل والنوافل والذكر والدعاء …..الخ

ولماذا خص الصيام؟

قالوا: لأن الصيام يُوقِظ الجوارح من غفلتها، فتكون في أحسن حال وأكملها عند رفع الأعمال.
ولأنه عبادة مستمرة، ووقته ممتد بخلاف العبادات الأخرى، فإذا حدث الرفع في أي وقت، يكون متلبسًا بعبادة الصيام؛ ولذلك لم يقل: وأنا أقرأ القرآن أو أصلى أو أذكر؛ وإنما خص الصيام.
وقالوا: لأن عبادة الصيام تستدعي معها بقية العبادات؛ فتجد أن الصائم يستيقظ للسحور، ويدرك وقت السحر، وصلاة الفجر، وغيرها من أبواب الخير.

▪︎ومما يحثنا على الإكثار من الصيام في شعبان:

 أنه من أفضل الأعمال التي تتضاعف فيها الأجور والحسنات.

 وما من يوم يصومه العبد إلا وزادت فرصة نجاته من النار.

 والصوم في شعبان هو بمثابة السُنَّة القبليَّة لشهر رمضان؛ فإن الله تعالى جعل لكل فريضة نافلة قبلية وبعدية.

 والإكثار من الصيام دليل وبرهان عملي على محبة الله تعالى.

 كذلك فرصة قضاء الفوائت من شهر رمضان الماضي.

 وكذلك من أهم الثمرات المرجوة أن يكون خير استعداد للصيام في شهر رمضان؛ فتدخل فيه بنشاط وقوة وتتلذذ بالصيام؛ لأنك قد اعتدت عليه مبكرًا، ولعلنا نرى ونشاهد أحوال الناس أول أيام رمضان ممن لم يصوموا قبل رمضان.

إذن فصيام شعبان استعدادا لرمضان وتعميرا لأوقات الغفلة بالطاعة والعمل الصالح ، فقد كنا في رمضان الماضي كلنا نشاط وهمة وطاعة ومسارعة بالخيرات ، فلما انتهى رمضان انشغلنا بالدنيا وغفلنا كثيرا عن الطاعة … وتكاسلنا …. وفرطنا …. فأنعم الله علينا بشهر شعبان لنحسن ختام العمل في نهاية السنة الإيمانية ، وليكون بداية تنشيط الهمم للعمل الصالح استعدادا لشهر رمضان .

 ثالثا/ إصلاح ذات البين:

وشعبان فرصة لإصلاح ذات البين لكل متشاحنين أو متخاصمين من أجل الدنيا، روى ابن ماجه من حديث أبي موسى الأشعري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى لَيطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن).

فنسعى للاصلاح بين كل متخاصمين وهذا من أحب الأعمال إلى الله ؛ فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ألا أخبركم بأفضل من الصلاة والصيام والصدقة ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال إصلاح ذات البين (العداوة والبغضاء)، وإفساد ذات البين هي الحالقة”. رواه أبو داود

فإذا غفر الله تعالى للعبد في شهر شعبان ظهرت آثار هذه المغفرة عليه، وهو يستقبل شهر رمضان بصفحة بيضاءَ، وفي أحسن الأحوال؛ فيزداد فيه من الاجتهاد بالطاعات والعبادات، وتحصيل أسباب المغفرة والرحمات بإذن الله تعالى.
ما السر في استثناء المشرك والمشاحن من المغفرة؟

في هذا الحديث بيان عموم مغفرة الله تعالى لجميع الخلق إلا من استثني، وهم صنفان: مشرك، ومشاحن.

فأما المشرك فهو الذي عبد غير الله تعالى، بأي نوع من أنواع العبادة، فمن أشرك بالله استحق العقوبة وهي: عدم المغفرة، والخلود في النار، كما قال تعالى:{إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} [المائدة72 ]

من هو المشاحن؟

 الشحناء العداوة، والتشاحن تفاعل منه. والشحن : عداوة تملأ القلب، فالمشاحن هو :المخاصم، والمقاطع،  وقد جاء في الحديث:( دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد، والبغضاء، وهي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على ما تتحابون به؟، أفشوا السلام بينكم) [ رواه الترمذي ].

فالوصف المشترك بين الشرك والشحناء أن كليهما يحلق الدين ويفسده، والفرق أن الشرك يبطل الدين فلا يبقي منه شيئا، أما الشحناء فتهتكه وتتركه بلا روح، وإن لم تجتث أصله..

وذلك أن مبنى العبادات في الإسلام على الاجتماع، كالصلاة في جماعة، وفريضة الحج لا تكون إلا باجتماع، والصيام الفرض في وقت واحد في شهر واحد للجميع، والزكاة فريضة اجتماعية…. وهكذا.

فكل الشعائر شرعت جماعية، لم يخص بها فرد دون آخر، وكلها تؤدى جماعة بأوقات متحدة، وبأحكام واحدة، فلا بد إذن في إيقاعها والقيام بها من اجتماع، وأساسه التآلف والمحبة، فإذا انتفى التآلف تضررت تلك العبادات، بعضها بالنقصان والخلل، وبعضها بالزوال والترك.

فلا تجد المتباغضين يجتمعون للصلاة في صف واحد، جنبا إلى جنب؟

ولا تجد المتباغضين يعطف بعضهم على بعض بصدقة أو إحسان؟

و لا تجد المتباغضين يجتمعون على دعوة أو أمر بمعروف ونهي عن منكر ؟

فالشرك مفسد لعلاقة الإنسان بربه…والشحناء مفسدة لعلاقته بإخوانه المؤمنين، وإذا فسدت علاقته بربه وبإخوانه لم يبق له من دينه شيء، فكيف يغفر الله له؟

وإذا فسدت علاقته بإخوانه هتك دينه وأضرّ به، لذا حرم فضل تلك الليلة المباركة.

 سئل النبي صلى الله عليه وسلم : “أيُّ الناسِ أفضلُ؟ فأجاب: «كلُّ مخمومِ القلبِ، صدوقِ اللسانِ»، قالوا: صدوقُ اللسانِ نعرفُهُ، فما مخمومُ القلبِ؟ قال: «هو النقيُّ التقيُّ، لا إثمَ عليهِ، ولا بغيَ، ولا غلَّ، ولا حسدَ»” صححه الألباني.

فالشحناء والخصومات تجعل القلب مشغولا بغير الله مشغول بردات الفعل وماذا قلت وماذا قال وهو كذا وأنا …

الحياة قصيرة والعمر أقصر يا إخواني فماذا إذا قضينا هذه الحياة في مشاحنات وخصومات وقطيعة ومؤامرات وهو قال وأنا قلت وهم دبروا وأنا أكيد وأنا سأنتقم وهم ماذا بعد؟ بماذا فزت أصلا؟

 فهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة فلا تضيع عمرك في مشاحنات وخصومات ثم حرمان من رضوان الله تعالى وحرمان من عفو الله ومغفرته وضعف في الإقبال على الله .

القلب المغلول الحسود الذي فيه غيرة وفيه حقد هل سيقبل على الله؟ هل سيخشع في صلاة؟ هل سيجد همة وعزما أنه يفتح المصحف ويقرأ؟ أو يذكر الله؟ كلا فهو دائما على باله كيف ينتقم؟ على باله ماذا قالوا عنه؟ ماذا سيرد عليهم؟ ماذا سيفعل؟ فهو يعمل من أجل حظ النفس والمشاحنات وهذه الأمور التي تجري.

 ولذلك يا إخواني دائما يتعلم المسلم أن يتجاوز ويعلو على هذه الأمور فلا يستهلك صحته ووقته وجهده في كل هذه الأشياء التي تضيع العمر وتمرض القلب.

رابعا/ رفع اللياقة الإيمانية:

في الرياضة عندما يكون هناك مباراة مهمة يقومون بعمل معسكر مغلق للاعبين ، لماذا؟ حتى يقوموا بالتمارين اللازمة ويركزوا في مباراتهم الهامة.

نفس الحال بالنسبة لرمضان أنا سنة كاملة لم أصم لما ابدأ الصيام اثنين وخميس أصوم وأفطر فأتعود على الصيام حينا بعد حين إذا دخل رمضان لا أجد صعوبة في أول أيام رمضان لا صداع ولا تعب ولا خمول.

ومن أعمال شعبان أيضًا المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها،والإكثار من النوافل، وقيام الليل ولو بركعتين.

ومن الأعمال أيضًا قراءة القرآن الكريم: فهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يصف لنا حال المسلمين في شهر شعبان بقوله: (كان المسلمون إذا دخل شعبان أكبُّوا على المصاحف فقرؤوها)، ويقول سلمة بن كهيل رحمه الله: “كان يُقال: شهر شعبان شهر القراء”.

ومن الأعمال أيضًا الذكر: نروي القلوب، وري القلوب بذكر الله… القلوب يا إخواني يصيبها العطش كما يعطش الزرع تماما!!!

قلوبنا ظمأى أحد عشر شهرا قلوبنا ظمأى متعبة مستنزفة مستهلكة نحتاج إلى مداواتها بذكر الله بالاستغفار بالتسبيح حتى نعيد لها الري والنضارة والطهارة فإذا جاء رمضان جاءنا ونحن على خير، وقد أصقلت القلوب بعد الصدأ، اللهم طهر قلوبنا.

فالذكر ري للقلوب الذكر تطمئن به القلوب الذكر يعيد إلى القلوب النضارة ويعيد إليها البهجة ويعيد إليها السعادة قال تعالى: (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) ويل للقاسية قلوبهم الذين لا يخطر ببالهم ذكر الله، استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله -نسأل الله عافيته- فهؤلاء الذين نسوا الله نسوا أن الله الخالق وهو الرازق وأن مردنا جميعا إلى الله فبغفلتهم عن الله صاروا في هذا التيه وهذا النسيان الذي وقعوا فيه -نسأل الله عافيته-

ومنها التوبة إلى الله تعالى:فهي واجب الوقت، بل واجب العمر كله، وقد أمرنا الله تعالى بها في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [التحريم: 8]، وقال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

وروى مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها).

 فما أحسن حال العبد وهو يستقبل هذا الموسم بتوبة صادقة نصوح لله عز وجل…. ‏أن يستقبل هذا الموسم بعهد جديد وصورة جديدة؛ لأنه يريد أن يفتح صفحة جديدة مع الله تعالى؛ فلا بد أن يسبق ذلك تخلية قبل التحلية؛ فيتخلى من الذنوب والمعاصي، وذلك بالتوبة إلى الله تعالى، ثم يكون بإذن الله أهلًا لكي يتحلى بالتقوى والإقبال عليه بالطاعات والقربات.

نسأل الله العظيم أن يوفقنا للتوبة والعمل الصالح، وأن يبلغنا شهر رمضان ونحن في صحة وعافية.

خامسا/ النية الصالحة قبل رمضان:

فنية المرء أبلغ من عمله: وهذا ليس بحديث، لكنه من كلام العلماء والمعنى صحيح بمعنى أنا الآن بيني وبين رمضان ثلاثة أسابيع جدد النية لله.

 لما تسأل شخصا ماذا ستفعل في رمضان؟ يقول: والله سأصوم مثل الناس، يا أخي هذا هو الفرض التنافس فيما زاد على الفرض لأنه واجب لن يختلف فيه اثنان.

 ما الجديد؟ إذا قلت لك أنت كمسلم ماذا تفعل؟ تقول أنا والله نطقت الشهادتين هذا هو شرط الإسلام … هذا أمر وجب على الجميع استوى فيه الجميع بعد الشهادتين فماذا ستفعل في رمضان سأصوم- إن شاء الله- هذا أمر لا مجال للنقاش فيه يعني هذا فرض ماذا بعد الصيام؟ ما هي أوجه الربح والفوز الذي ستتعرض له في رمضان؟

إذا كان رمضان عبارة عن صيام وتصلي العشاء على السرير وتنام!!!

فما الفرق بين رمضان وسائر الشهور؟

 ثلاثون يوما وليلة يا إخواني سنتعرض فيها لرحمات الله لفضل الله.

 سيدنا النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: (ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة) كل ليلة فيها فوز كل ليلة فيها سعادة كل ليلة فيها رضوان.

 إخواني ما قولكم في رجل مر بثلاثين يوما وليلة يتعرض فيها لمغفرة وعتق من النار وفوز بالجنة ولا يربح شيئا من ذلك؟

هذا من الخاسرين والعياذ بالله وهذا معنى دعاء جبريل لما صعد النبي المنبر ثلاث درجات فقال أمين أمين أمين، والصحابة سألوه عن ذلك فقال إن جبريل جاءني وقال خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له هذا خائب هذا خاسر والعياذ بالله، مر عليه شهر باكمله ولم يفز بمغفرة الله خاب وخسر- نسأل الله العافية-

فنية المرء ابلغ من عمله، فنجدد النية لله من الآن ، ونريد إن شاء الله أن تعود المساجد فتمتلئ بفضل الله، ونتنافس فيه على الخيرات ونتسابق فيه إلى مرضات الله …. فإذا حصل عارض أو كان هناك مانع -عافاكم الله – واحد مرض أو سافر لم يستطع  الصلاة بالمسجد ظروفه حياته عمله الى اخره نقول له يكتب لك الأجر كاملا.

 فلنري الله تعالى من أنفسنا خيرا ، وقد بدأ العد التنازلي لشهر رمضان فنهيئ قلوبنا ونهيئ أنفسنا لاستقبال الضيف الكريم ونري الله تعالى من أنفسنا خيرا.

اسأل الله العظيم الكريم جل وعلا أن يجعلنا هداة مهتدين. لا ضالين ولا مضلين. 


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 91 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع