زوجها يلعنها كثيرا فماذا تفعل ؟
صديقتي زوجها يلعنها ويلعن اولادها كثيرا و دائم الغضب و السب والشتم، رغم انها بارة به وصبورة جدا وبناتها مؤدبات خلوقات صغيرات في السن، وهي تتالم كثيرا ولا تعرف ماذا تفعل، غير الاحتساب والدعاء له بالهداية، مع العلم انه ايضا يسب ويخاصم اهله اي انه لا يوجد احد لردعه، فكيف تردعه او تكف اذاه عنها وعن بناتها، ولا تستطيع الطلاق لانها مغتربة؟
اللعْن هو الدعاء على الغير بالطرد والإبعاد من رحمة الله، وهو من أعظم وأشد آفات اللسان، ومن الذنوب العظيمة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها، وحذر منها، وتوعَّد فاعلها، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتُغلق أبوابُها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلاً، وإلا رجعت إلى قائلها) رواه أبو داود وحسنه الألباني.
والمطلوب أن نجلس مع هذا الأخ ونبين له خطأه وأن كثرة اللعن سبب لغضب الله والافضل اختيار وقت النصيحة فلا ننصحه وهو غضبان ويسب ويلعن.
سوف أذكر عدة أمور علاجية للتخلص بإذن الله من هذه العادة السيئة.
1- الدعاء: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر من الآية:60]، فألحوا على الله في أن يخلصكم من اللعن ويرزقكم ألسنة طاهرة نقية لا يخرج منها إلا ما يرضيه
2- التعويد : فكما تعوّدت ألسنتنا على اللعن نعودها على تركه فبدل أن تقول الله يلعنك يا فلان قل الله يهديك الله يصلحك
3- مرافقة الصالحين: فالقرب من أهل الخير والصلاح علاج نافع لهذه العادة الذميمة، فلن نستطيع أن نلعن ونحن معهم وإذا انفلت اللسان بزلة ساعدونا على تركها ومع الزمن سوف تستقيم ألسنتنا ولا يخرج منها إلا كل ما يرضي ربنا.
4- مجاهدة النفس: قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69]. فكل الأمور التي ذكرتها لعلاج اللعن لابد لها من المجاهدة والمصابرة والتصبُّر لكي يتحقق الأمر الذي نريده.