أصلح لي شأني كله (خطبة مفرغة)

تاريخ الإضافة 26 فبراير, 2022 الزيارات : 7208
الكثير منا في هذه الحياة يشكو من كثرة الضغوط والأعباء وأن يومه لا يكفيه في عمله وأنه لا يجد راحته و عنده أمور وأمور …
نقول يا أخواني : إن الله تبارك وتعالي وصف الإنسان فقال : ( وخلق الإنسان ضعيفا ) 
فنحن لن نستطيع أن نقوم بحاجات أنفسنا كلها ولن نستغني أبداً عن الله عز وجل ، ولذلك تعلمنا أننا في كل ركعة من ركعات الصلاة نقول لرب العزة :
(إياك نعبد وإياك نستعين )
فنحن يارب لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك .
ما قصرت عنه همتك وقدراتك فكِله إلي الله ….. بل كِل الأمور كلها لله عز وجل.
اجعل حاجاتك كلها علي الله سبحانه وتعالي فهو رب العالمين .
ومن معاني اسم الرب : أنه المالك المتصرف المربي، فهو جل وعلا خلقنا من العدم ، وأنعم علينا بنعمة الوجود، وتكفل بأرزاقنا ، ويعلم كل نفس مستقرها ومستودعها ، ولا يخفي عليه شيء من أمرنا سبحانه وتعالي .
حينما يركن الإنسان إليّ نفسه سيجد الضعف والعجز والتعب، ويجد من نفسه المرض والضغط والعصبية والغضب لأن كل واحد منا له طاقة .
عندك ضغوط في العمل وفِي الدراسة وفِي الأولاد والحياة الزوجية … ضغوط في الحياة بكل ألوانها وأشكالها استعن بالله !
إركن إلي الله سبحانه وتعالي :
لما قال نبي الله لوط ( لو أن لي بكم قوة أو آوي إليّ ركن شديد ) قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( رحم الله أخي لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد ) يقصد الله عز وجل 
والركن الشديد معناه أن الإنسان مع ضغط الأمور ، أو الأمور التي يعجز هو عنها يميل فيحتاج إلى من يركن إليه ليسنده ليعيده إلى وضعه الأصلي فأنا هنا ضعفت لم أستطع هذا الأمر ؛ فآوي إليّ ركن شديد إلي الله تبارك وتعالي .
أنتم الفقراء إليّ الله
إخواني وقد قال الله لنا عز وجل ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ) 
جعل الله تعالى خلقنا مبنيا علي الحاجة أنت لا تستطيع أن تستقل بنفسك عن أي شيء أنت بطبعك محتاج ….. محتاج الي الطعام والشراب والتنفس والراحة إلى العمل والرزق والمال و…..الخ
أمور وحاجيات كثيرة جعلها الله فينا نتحرك ونسعي ونعمل لكن مع كل هذا نضعف ولا نستطيع أن نحقق كل شيء ، فعلمنا الله أن نلجأ إليه فنحن الفقراء المحتاجون إليه ، وهو الغني الذي لا حاجة له سبحانه وتعالي ، وهوالغني الذي لا تنفد خزائنه، وهو الغني الذي لا يصيبه مثل ما يصيبنا فلا يمرض ولا يتعب ولا يعجز ولا يضعف ولا يشيخ – سبحانه جل جلاله – له صفات الجلال والكمال .
( يا أيها الناس أنتم الفقراء إليّ الله …)
يعني أنتم دائماً محتاجون إلى الله لا غني لكم عن الله بحال والله هو الغني الحميد سبحانه.
يا حي ياقيوم برحمتك أستغيث :
وعلم النبي فاطمة ابنته أن تدعو بهذا الدعاء في كل صباح ومساء قال : قولي : ( يا حي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) 
ما معني هذا الدعاء؟
ياحي ياقيوم : توسل إلى الله سبحانه وتعالى باسميه (الحي والقيوم) والحي سبحانه هو الذي لا بداية لوجوده، ولا آخرية لوجوده، فهو الأول كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ليس قبله شيء وهو الآخر ليس بعده شيء.
وهو حي : حياة كل حي مستمدة منه ؛ لكنه سبحانه وتعالي غني لا يحتاج في حياته ولا لبقائه لأحد ، وهو حي لا نهاية لوجوده فكل واحد منا له تاريخ ميلاد ، وليأتين يوم علينا ولنا تاريخ وفاة ، نسأل الله أن يتوفنا وهو راضٍ عنا .اللهم آمين .
أما رب العزة ذي الجلال هو الحي الباقي الذي لا يموت ولذلك قال لنبينا في سُوَرة الفرقان:  ( وتوكل علي الحي الذي لا يموت ) الله دائم باقٍ لا يصيبه ما يصيبنا من الضعف والشيخوخة والمرض والموت والانتهاء سبحانه فهو الحي .
وهو الْقَيُّوم : قيوم صيغة مبالغة من فعل قام فهو قائم، ثم إذا بالغنا نقول: قيام و قيوم،  فهو القائم علي تدبير أمر السماوات والأرض .
الواحد فينا ربما لا يقوم إلا علي أسرة من أربعة أو خمس أفراد، وعنده ما عنده من المشاكل والضغوطات والأعباء ، فما بالك إذا كان مسئول عن شركة أو دولة ، فما بالك برب العزة جل وعلا وهو مالك السماوات والأرض سيحانه وتعالي ، ومع هذا لا يعجزه ذلك ، ولا يضعف… هو لا يحتاج إلى من يعينه ولا إلى من ينصره، ولذلك أنت تتوسل إلى الله بحياته وقيوميته ” ياحي يا قيوم ” .
العلماء قالوا :إن اسم الله الحي يدل علي كمال الذات بمعني أنك إذا وصفت الله باسمه الحي فأنت تصفه بالسميع والبصير والقدرة والقوة ومثل هذه الصفات .
والقيومية دالة علي كمال الأفعال ، أي أنه قائم علي أمر السماوات والأرض لا يخفي عليه شيء ، ولا تغيب عنه مثقال ذرة، ولا يحتاج إلى أعوان ولا أنصار ولا إلى أولياء ، ولا من يمدونه فهو الغني جل في علاه .
ولذلك يقول أنس : ” كان النبي إذا كربه أمر -أي اشتد به أمر- يقول ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث “
وفِي حديث ابن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي قال:  ( اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب في ثلاث سُوَر من القرآن البقرة وآل عمران وطه ) يقول أبو أمامة فالتمستها أي بحثت  في هذه السور الثلاث قال : فوجدتها في سورة البقرة ( الله لا إله إلا هو الحي الْقَيُّوم ) 
وفِي آل عمران ( الله لا إله إلا هو الحي الْقَيُّوم ) ، وفِي طه ( وعنت الوجوه للحي الْقَيُّوم ) 
إذن التوسل إليّ الله بأسمائه الحسني وخاصة بهذين الاسمين هو توسل بحياته الدائمة وبقائه وقيوميته عَلِي الكون .
فأنا أقول: يارب أنت القوي وأنا الضعيف….
يارب أنت الغني وانا الفقير…..
أنا المحتاج أنا الذي لا أستطيع أن أستقل بحاجة نفسي وأمري…..
ياحي يا قيوم برحمتك أستغيث
وهنا الاستغاثة بصفة من صفات الله لأنها أوسع صفة من صفات الله عز وجل كما قال سبحانه:  ( ورحمتي وسعت كل شيء) 
فرحمة الله وسعت كل شيء وسعت المؤمن والكافر وسعت الانس والجن والبهائم حتي إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:  ( إن الدابة لترفع حافرها عن ولدها مخافة أن تطأه ) وهذا من رحمة الله عز وجل التي بثها في الخلق جميعاً .
فأنا أتوسل إلى الله ( ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله)
أصلح لي شأني كله:
هذا هو موضع الشاهد حين يدعو الإنسان يارب أولادي يارب شغلي يارب ديوني …
فيعجز لساني عن عد المشكلات التي أتعرض لها فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يلخص لنا ويقول: ( أصلح لي شأني كله)
أصلح لي نفسي
أصلح لي عملي
أصلح لي زوجتي
أصلح لي أولادي
أصلح لي شغلي … جاري … والدي …أصلح لي كل شيء ، أصلح لي شأني كله
يارب أنت وكيلي وكلتك جميع أمري
يارب أبرأ من الحول والقوة إلا بك…
يارب أنا ضعيف … أنا فقير … أنا عاجز …أنا لا أملك من أمري شيئا .
أصلح لي شأني كله ولا تكلني إليّ نفسي طرفة عين .
تكلني من وكله يعني ركن إليه واعتمد عليه يعني تقول: يارب لا تجعلني أركن إلى نفسي فإني إذا ركنت إليها لن أَجِد ما يعينني . 
ومبالغة في التعبير يقول:
” ولو طرفة عين”
وهو أسرع شيء يتخيله الإنسان أن تغمض العين وتفتح هذه غمضة عين أو طرفة عين فأقول يارب لا تكلني إلى نفسي ولو قدراً ضئيلاً مقدار طرفة العين .
ومشهور علي الألسنة (ولا أقل من ذلك) وهذا ليس من كلام النبي لكن هناك رواية أخري ( لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا لأحد من خلقك ) معناه اجعلني غنياً بك متوكلاً عليك لا أخشي ولا أخاف وأنا في جنابك يارب .
والإنسان منا حين يظن أنه مستغني عن الله يكله الله إلى نفسه ، فدائماً حين يعطي الله الإنسان ينسي أن الذي أعطاه قادر علي أن يمنع .
لما تعطي لابنك مالا ثم تجد ابنك يعصي أمرك أو يعقك أو لا يهتم بدراسته تقول له: هات ما أعطيتك فتمنع عنه عطاءك …….
فَلَو فهم الابن أنك تعطي قادر علي أن تمنع إذن ينتبه ويسمع كلام والده لابد أن ينتبه .
فأنت أيها العبد الذي أعطاك قادر علي المنع …… إذا أعطاك مالاً قادر علي أن يمنعه …
إذا أعطاك علماً … مكانة …قوة أي شيء أعطاك الله إياه فهو من الله ( وما بكم من نعمة فمن الله )
يا إخواني مهما بلغنا من الأموال هل نستطيع تنظيم حركة النفس الداخل والخارج ؟
هل نستطيع تنظيم ضربات القلب؟
هل نستطيع أن نجد معدة تهضم الطعام ؟
هل نستطيع أن نجد الراحة في النوم ؟
حينما يستعصي النوم علي بعض الناس منا يصل إلى درجة من الضغط النفسي تصل إلى الجنون !!!
فهو وإن هيأ الأمن والراحة والاستجمام فلن يستطيع أن يهب لنفسه النوم كل هذه نعم من الله ( وما بكم من نعمة فمن الله )
لا تظن أنك بقدراتك وصلت إلى ما أنت فيه أو بمهارتك …
هذا من فضل الله أنعم عليك بهذه الموهبة وسخر لك هذا الأمر .
هل هناك أعظم ملكاً من نبي الله سليمان ؟
أعطاه الله ما أعطاه وسخر له الجن والانس والطير ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون )
وسبحان الله لما رأي عرش بلقيس عنده لا اغتر ولا تكبر ولا تعالي وإنما قال: ( هذا من فضل ربي )
وبالعكس قارون لما وهبه الله ما وهبه من الكنوز لم يقل الله وهبنا له ملايين أو مليارات إنما قال تعالي :  ( ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ) مفاتح الخزائن فقط العصبة أي العدد من عشرة لأربعين من الرجال إذا أرادوا حمل المفاتيح لا يستطيعون … وهذه المفاتيح فما بالك بالخزائن ؟!!!
لماقيل لقارون : (أحسن كما أحسن الله إليك ) قال:  ( إنما أوتيته علي علم عندي) هذه مهارة وعلم وخبرة وأنا (businessman) بزنس مان كبير …. فلما خسف الله به وبداره الأرض ( ما كان له من فئه ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين ) 
إذن يا إخواني دائماً إذا كنت في نعمة انسبها لله ( وما بكم من نعمة فمن الله )
سيدنا محمد خرج من مكة هووأبو بكر ومعهم الدليل يطارده أهل مكة وجعلوا جائزة لمن يأتي به حياً أو ميتاً … ورجعها بعد ثماني سنوات معه عشرة آلاف من الجنود ….. هل اغتر النبي – صلى الله عليه وسلم –  وحوله الجنود حينما أشعل كل واحد منهم شعلة فحولوا ليل مكة ظهرا؟
ماذا فعل النبي؟
حينما دخل إلى مكة طأطأ رأسه أحني رأسه حتي كادت ذقنه أن تمس الرحل -أي ظهر الجمل- إجلالاً وتواضعاً لله لا كبراً ولا إعجاباً بنفسه وقدراته العسكرية وجنوده الذين حوله أبدا .

فرعون في عز قوته وصولجانه غرق هو وجنوده لا نفعهم ولانفعوه!!!!

سبحان الله وكانوا من قبل مستكبرين مفسدين في الأرض ( واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ) 
ثم أهلكه الله هو وجنوده فما كان له من ناصر وما كان له من منقذ ….والأمثلة كثيرة .

قصة شقيق الشيخ أيمن سويد :

الشيخ أيمن سويد يقول كان لي أخ فصيح اللسان ومع صغر سنه كان حافظ لكتاب الله خطيباً مفوهاً فأصابه بعض الشيء من الإعجاب بنفسه والعجب مرض خطير ،إبليس لما أعجب بنفسه قال لله : (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) والعجب معناه أن الإنسان يري أن ما عنده ليس عند غيره وأنه الفلتة وأنه الموهوب المبدع وليس هناك غيره ، وأنه الملهم الوحيد ولكن الذي أعطاك هو الله .
يقول فكان هذا الأخ علي مافيه من صغر السن والفصاحة والبيان ، وكان يحب لعب كرة القدم ؛ فذات مرة في أحد المباريات جاءت كرة عالية فاستقبلها برأسه ، وكانت ضربة شديدة فوقع في الأرض … أغمي عليه …. 

يقول : فلما أفاق أخي كأن الذاكرة قد محيت تماما ً !!!

انتبه وجعل ينظر إلى من حوله لما حكي لأخيه من بعد قال : من أنا ؟ ومن هؤلاء ؟ من الذي أتي بي إلى هنا ؟

لاشيء يذكره مطلقاً لا اسمه ولا هيأته ولا صفته واستمر الحال علي هذا الأمر عدة دقائق، وهو في حيرة مشلول الفكر، لا يتذكر شيء وبدأت الذاكرة تعود حيناً فحين ….فبكيت بكاءًا شديداً وعلمت أن هذا درس لا أنساه .
أن تكون حافظ للقرآن وفصيح وبليغ ولاعب كرة أعطاك الله ما أعطاك قادر علي أن يسلبه منك في لحظة .

درس للجميع سبحان الله!!!

قصة أحد الأطباء المشاهير في الطب البديل:

أحد الأطباء المشهورين في الطب البديل في عالمنا العربي يقول نجحت في حياتي في علاج كثير من الأمراض ، وجاءني الكثير ممن يعانون من  الأمراض سنين طويلة وبوصفتي الطبية وبعلمي وخبرتي شفاههم الله علي يدي …. وصرت أُطلب بالهاتف من هنا وهنالك نحتاجك هنا وهنا.

فعظمت علي نفسي أنا إنسان هام جدا لأن المرضي يحتاجون الي …

المرضي يجدون في وصفاتي وفي علاجي الشفاء والراحة ….

فقال : داخلني ما داخلني من الإعجاب بالنفس .

وسبحان الله أصابه شيء من الإجهاد والتعب فذهب إلى المستشفي وقام ببعض الفحوصات فقال له الطبيب : عندك سرطان !!! قال سرطان ؟؟؟ نعم 

فقال فما الحل ؟

قال له الطبيب:  لن تعيش أكثر من ستة أشهر!!!

تخيلوا مع قمة المجد والشهرة والغني لن تعيش أكثر من ستة أشهر !!!

قال فركنت إلى ربي ، وعلمت أنها رسالة من الله !!!

يامن ادعيت أنك هنا وهناك تصف العلاج لهذا وهذا اشف نفسك !
قال فركنت إلى الله أخذت بالأسباب.

آخذ جلسات الكيماوي ، ومع خبرتي بالطب البديل أعالج نفسي …… ثم لازمت صلاة الليل في السحر مافاتتني ليلة طوال هذه الأشهر إلا وأنا بين يدي ربي قبل الفجر أسجد بين يديه وأبكي .
يقول : سبحان الله وبعد الجلسة الثالثة قمنا بالفحوصات فتعجب الطبيب وقال ليس هناك أي أثر لأي سرطان!!!

وهو حي يرزق إلى الآن …. وهذه القصة لها أكثر من خمس سنوات أو أكثر .
فسبحان الله هو طبيب مشهور فالله قال له : ياطبيب اشف نفسك أنفع نفسك !!

لكن نحن فقراء إلى الله نحن عندنا علم لوصف الدواء لكن ليس عندنا قدرة علي الشفاء سبحان الله !!!

قصة شيخ في خطبة جمعة :

حتي في مجال عملي أحد الشيوخ ذكر لي هذه القصة قال : كان هناك افتتاح مسجد سيحضر فيه العديد من القيادات والمسئولين وهناك اهتمام إعلامي وشعبي بهذا الأمر قال فاختاروني لأداء الخطبة لفصاحتي وبلاغتي ، فقلت : أنا سأقوم بتحضير خطبة يكون فيها حديث الناس وحرصت علي إبراز نفسي وعلي أن أخاطب في الناس ما يثنوا علي به بعد ذلك .

ثم كان يوم الخطبة فلما صعدت ووقفت أمام الناس وقلت : الحمدلله رب العالمين….. مُحي من رأسي كل شيء …..

قال : أقسم بالله أني حاولت أن أتذكر سورة الفاتحة ما تذكرتها وتصببت عرقاً مع ملابسي وعمامتي وهيأتي ……. وأنا لا أستطيع أن أكمل كلمة بعد الحمد لله رب العالمين انظر إلى الناس وينظرون إليّ  ماذا أفعل ؟

فقلت :هذا أبلغ درس لي من الله حتي لا أركن إلى نفسي وأغتر بما أعطاني فاعتذرت وقلت : أنا أشعر بعارض كبير يمنعني من مواصلة الكلام ولذلك أرشح الشيخ فلان أن يكمل الخطبة …. ونزلت.

وما إن قَعَدت لأستمع إلى خطبة زميلي حتي رجعت الخطبة كلها في ذهني وكأن شيء لم يكن.

الشاهد يا إخواني ( وما بكم من نعمة فمن الله )

لا تركن إلى نفسك لا تعتمد علي نفسك.

لاتظن أنك بما أعطاك الله خلاص استغنيت عن الدنيا أنا عندي وأنا أملك وأنا لي …
إلغ الأنا، أنت بالنسبة إليّ الله لا شيء، من أنت بالنسبة إليّ رب العزة ذي الجلال؟!

فهنا دائماً يا إخواني مع الضغوطات وكثرة الأعباء وكثرة المشاغل ومع كل هذا اسأل الله أن يعينك أن يقويك أن يذهب عنك الضعف بقوته ،أن يذهب عنك العجز بقدرته ، أن يذهب عنك الفقر بغناه ، أن يذهب عنك الذل بعزته .
أنت عبد لله فلا تدعن أن تقول في صباحك ومساؤك:

( ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين ) 

* ألقيت هذه الخطبة بمركز الجسر بمدينة لافال بكندا يوم الجمعة الموافق 29‏/6‏/2018


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 352 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم