علاج الـفتور بعد رمضان
يقول الله سبحانه وتعالى (واعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ)
(وخاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم قائلا {فَإذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وإلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}
ها نحن قد ودعنا شهر رمضان بأيامه الفاضلة ولياليه العامرة فاز فيه من فاز بالرحمة والغفران والعتق من النيران وخسر فيه من خسر بالذنوب والعصيان
فلماذا تضعف الهمم بعد رمضان؟
وكيف لمن ذاق حلاوة الطاعات في رمضان أن يتكاسل عنها بعده؟
أرأيتم إلى التجار إذا ما انتهى عامهم بادروا إلى جرد حساباتهم وبضائعهم؟
هكذا حال المؤمن مع الله.. إنه يحقق معنى حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن تُوزن عليكم
وإذا كان رمضان مدرسة كما نردد دائما فبماذا خرج منها الدارسون؟
وكيف سيكون صنيعهم بما تعلموه فيها؟
الفتور بعد رمضان
الفتور هوأن يقل النشاط عمّا كان في رمضان.. هو الكسل والتراخي بعد الجد والنشاط ، ولا شك أنه من الآفات التي تعرض للنفس بين الحين والآخر ، وذلك من طبيعتها التي خلقها الله تعالى عليها .
وهذا طبيعي بعد رمضان لأننا نقول رمضان موسم الطاعات.. متجر المتقين، فطبيعي أن يقل النشاط بعده .
إن بقاء قلب المؤمن على الدرجة الرفيعة من الإيمان التي يجدها في أعظم العبادات قدرًا ، وأكثرها تأثيرًا ؛ كالصلاة ، والحج ، والصيام وتلاوة القرآن ، وقيام الليل ، أمر متعذر ؛ لانشغال القلب بأعمال الدنيا ، وملذاتها ، وما يعتريه فيها من أفراح وأتراح ، وليس هذا من الرياء أو النفاق في شيء ، وقد وجد هذا أفضل القرون من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقد روى مسلم في صحيحه : عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ ، قَالَ : لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ ؟
قَالَ قُلْتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ
قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا تَقُولُ ؟
قَالَ قُلْتُ : نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ ، فَنَسِينَا كَثِيرًا
قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قُلْتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ!!!
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : وَمَا ذَاكَ ؟
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أن لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ ، سَاعَةً وَسَاعَةً ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ) .
والمعنى أن الذي ينقطع للعبادة بكليته لا يفتر عنها هم الملائكة فلو بقيتم على حالكم لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ ولكن ساعة فيها إقبال على الله وساعة فيها انشغال بالدنيا والسعي على المعاش .
فليس الخطرفي الفتور ؛الخطر أن ينقطع الإنسان عن الله بعد رمضان، بعد ما كان يصلي يترك الصلاة، بعد ما كان يقرأ القرآن ما عاد يفتح المصحف، بعد ما كان يحرص على الجماعة ما عاد يذهب إلى المسجد، بعدما لبست الحجاب خلعته .
فمن أداه فتوره إلى ترك الفرائض والوقوع في المحرمات ، فهو على خطر عظيم ، وفتوره حينئذ معصية تستوجب الخوف من سوء الخاتمة نسأل الله العافية .
أما من كان فتوره في الفضائل والنوافل ، وهو مع ذلك محافظ على الفرائض والواجبات ، مجتنب للكبائر والمحرمات ، ولكن قلَّ نصاب الساعات التي كان يقضيها في العبادة مثلا كقيام الليل ، أو في قراءة القرآن الكريم ، فمِثلُه يُرجَى له أن تكون فترته عَرضا زائلا ، وآفةً مؤقتة ، تنتهي بعد مدة قصيرة إن شاء الله .
وهذا هو معنى الحديث ” إن لكل شيء شرة، ولكل شرة فترة، فإن صاحبها سدد وقارب فأرجوه، وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه ” رواه الترمذي
وفي الحديث الآخر عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال: ” لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن فتر إلى سنتي فقد نجا، وإلا فقد هلك ” رواه أحمد
وما ورد عن شقيق بن عبد الله رحمه الله قال : ( مَرِضَ عبدُ الله بن مسعود ، فعدناهُ ، فجعل يَبكي ، فعوتب
فقال : إني لا أبكي لأجل المرض ، لأني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : المرض كفارة .
وإنما أبكي أنه أصابَني على حال فترة ، ولم يُصِبْني في حال اجتهاد ، لأنه يُكتَب لِلْعبد من الأجر إذا مَرِض ما كان يُكتب له قبل أن يَمرض فَمَنَعَهُ منه المرض ” .
قال ابن القيم رحمه الله : ” فتخلل الفترات للسالكين أمرٌ لازمٌ لا بد منه ، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد ، ولم تُخرجه من فرض ، ولم تدخله في محرَّم ، رُجي له أن يعود خيرا مما كان .
إذن فالفتور بمعنى أخذ الهدنة ثم استعادة النشاط فهذا لا شئ فيه أما الفتورالمؤدي إلى الانقطاع فهاكم أسبابه ومن ثم علاجه
أسباب الفتور المؤدي إلى الانقطاع
السبب الأول : عدم تعهد العبد إيمانه من حينٍ لآخر
من حيث الزيادة أو النقص ، فبدون مراجعة الإنسان نفسه مع حال إيمانه ، تتكالب عليه أسباب الفتور من كل جانب ، ولذا فإنه يجب على المؤمن إذا رأى في إيمانه قصورًا ، أو شعر بشيءٍ من مظاهر الفتور ، أن يتزود من أسباب الإيمان ، وينهل من معينه .
كان عمريقول لأصحابه : ( هلموا نزدد إيمانًا ، فيذكرون الله ) .
وكان ابن مسعود يقول في دعائه : ( اللهم زدنا إيمانًا ويقينًا وفقها ) .
وكان معاذ بن جبل يقول للرجل : ( اجلس بنا نؤمن ساعة ) .
2) الجهل بما أعده الله تعالى للمتقين في الجنة :
أونسيانه ، أو عدم مذاكرته بين الحين والآخر ، فإذا ما وقع الإنسان في شيء من هذا ، فتر عن العبادة ، وتكاسل عنها ؛ لأنه فطر على التعلق بالشكر ، وطلب الجائزة على المعروف ، وقد هيأ الله ذلك لعباده إلى حدٍ لا تتصوره أذهانهم ، ولا يخطر على بالهم
قال تعالى ( هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ(49)جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الْأَبْوَابُ(50)مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ(51)وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ
(52)هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ(53)إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ) سورة ص.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( قَالَ اللَّهُ : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) رواه البخاري .
آخر من يدخل الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر من يدخل الجنة رجل يمشي على الصراط فهو يمشي مرة و يكبو مرة و تسفعه النار مرة فإذا جاوزها التفت إليها
فقال : تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين و الآخرين فترفع له شجرة فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها و أشرب من مائها
فيقول الله يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها ؟
فيقول لا يا رب و يعاهده أن لا يسأله غيرها و ربه يعذره ، لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها فيستظل بظلها و يشرب من مائها
ثم ترفع له شجرة أخرى هي أحسن من الأولى فيقول : أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها و أستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول يا ابن آدم ألم تعاهدني ألا تسألني غيرها ؟ فيقول لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها ؟
فيعاهده أن لا يسأله غيرها و ربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها و يشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة و هي أحسن من الأوليين فيقول أي رب أدنني من هذه فلأستظل بظلها و أشرب من مائها لا أسألك غيرها
فيقول يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟
قال بلى يا رب أدنني من هذه لا أسألك غيرها و ربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة
فيقول: أي رب أدخلنيها فيقول: يا ابن آدم ما يعريني منك ؟
أيرضيك أن أعطيك الدنيا و مثلها معها ؟
فيقول: أي رب أتستهزئ مني و أنت رب العالمين ؟
فيقول: إني لا أستهزئ منك و لكني على ما أشاء قادر
رواه الإمام أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه
3- الانبهار بالدنيا وزينتها
والاغترار بنعمها الزائلة ، وإن للدنيا من الفتنة العظيمة ما يتغيّر به حال العباد من الثبات إلى الفتور ، ومن القوة إلى الضعف ، من هنا حذّر خالقها سبحانه من الاغترار بها فقال : ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) .
يقول الحسن البصري : والذي نفسي بيده ، لقد أدركت أقوامًا كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي يمشون عليه .
4) طول الأمل
وهذا هو قاتل الهمم ، ومفتر القوى ، ويكفي طول الأمل مذمة الله له ، حيث قال في كتابه : ( ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) .
تـزود مـن التقـوى فـإنك لا تدري— إذا جـن ليـل هـل تعيش إلى الفجر
فكـم مـن صحيح مات من غير علة—- وكـم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكـم مـن فتـى يمسي ويصبح آمنا —–وقـد نسـجت أكفانـه وهو لا يدري
5) الرفقة السيئة
فكلما حدثته نفسه بالعودة إلى الثبات ، والعزيمة على الرشد ، فتنته هذه الرفقة بعرض جديد من ألوان الهوى ، وصور الفساد والخنا ، فتراه يتوهم السعادة في مجالستهم ، والسهر معهم وسوف يوفي الله تعالى المغتر برفقة السوء حسابه ، ويريه كيف تكون الحسرة ، فإن كان المتحسر في الدنيا يعض على إصبع واحد حسرة وندامة ، فلسوف يعض على كلتا يديه فجيعة وقهرًا .
وقد صور الله تعالى هذه الحسرة فقال : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا(27)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(28)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ) الفرقان .
6) الانفراد والعزلة
ففي زمن كثرت فيه المغريات ، وتنوعت فيه وسائل الشهوات ، وسهلت فيه الخلوة بما حرم من المثيرات ، أصبحت العزلة وسيلة إلى الفتور ، وطريقًا إلى الضعف ؛ لأن المسلم حينما ينفرد لا يعرف صوابه من خطئه ، ولا قوته من ضعفه ، فتراه يسير متخبطًا في عمى ، بلا دليل يدل ، ولا حكيم يرشد ،فيجتمع عليه نفسه الأمارة بالسوء والشيطان الداعي إلى الضلالة فيسهل قياده من الشيطان ، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .
من هنا : جاءت التعليمات النبوية بالأمر بالتمسك بالجماعة ، والتحذير من الفرقة والاختلاف ، لأن الله لا يجمع الأمة على ضلالة ، فمن تمسك بهديها اهتدى ، ومن شق جماعتها ضل وغوى .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ )
وأعني بذلك أن تكون لنا صحبة وأخوة في الله نعين بعضنا على طاعة الله
فصاحبك من إذا نسيت الله ذكرك وإذا ذكرت الله أعانك والمرء على دين خليله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
7)الغفلة عن محاسبة النفس
فترى أحدنا يسير في هذه الدنيا ولم يجعل على نفسه حسيبًا ، فتكثر عثراته ، وتتضاعف زلاته ، لا يعرف ما فعل ، ولا يدرك ماذا قال ، ولا يتراجع عن خطأ ، ولا ينشط لفعل طاعة ، كل تصرفاته مرتجلة ، لا يضع لنفسه أهدافًا ، ولا يسأل نفسه ماذا أنجز في يومه ، وكم قصّر في حق ربه ، وكم ضيّع من حقوق عباده … .
فهل حاولنا أن نخلو بأنفسنا ساعة نحاسبها عما بدر منها من الأقوال والأفعال ؟ وهل حاولنا يومًا أن نعد سيئاتنا كما نعد حسناتنا ؟
بل هل تأملنا أن طاعتنا قد لا يخلو بعضها من الرياء والسمعة ، كيف القدوم على الله _يا عباد الله _ ونحن لأنفسنا غير محاسبين ، ولحساب الله غير مطيقين ، قال عمر بن الخطاب : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا ) .
علاج الفتور
إذا كنا قد عرفنا جملة من أسباب الفتور في العبادة ، ووضعنا أيدينا على الداء ، فقد جاء دور الكلام على الدواء .
إن الدواء الناجع لداء الفتور هو بإيجاز قطع كل الأسباب التي سبق ذكرها ، التي من شأنها أن توقع المسلم في الفتور فيتعهد المسلم إيمانه ويتعرف على ما أعده الله تعالى للمتقين في الجنة ، وعدم الاغترار بالدنيا والركون إليها وطول الأمل مع قلة العمل،واتخاذ الرفقة الصالحة التي تعين على طاعة الله ،ومحاسبة النفس وتزكيتها بحضور دروس العلم ،وأخذ بالتدرج في العمل فخير العمل أدومه وإن قل ،وقليل دائم خير من كثير منقطع .
يقول على بن أبي طالب- رضي الله عنه- يقول: “إن للنفس إقبالا وإدبارا، فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة وإذا أدبرت فاقصرها على الفرائض”.
ونردد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ) رواه مسلم
أسأل الله سبحانه أن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ويجعلنا من الراشدين .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، وأدخلنا الجنة مع الأبرار ، برحمتك يا عزيز يا غفار .
وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين .
هذا الموضوع مستفاد من رسالة بعنوان الفتور للدكتور ناصر العمر -حفظه الله –
لتحميل الرسالة كاملة :
الفتور للدكتور ناصر العمر
د. خالد الطويل
بارك الله فيك وجزاك خيرا على هذا الموضوع الرائع معالي أستاذنا الدكتور الحبيب
abojannah
الله يعزك ويرفع قدرك