كتاب تذكير المؤمنين بسنن سيد المرسلين
ثلاثون سنة مهجورة
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وجعل سنته منهجًا قويمًا، وسبيلاً مستقيمًا لمن أراد النجاة والسعادة في الدارين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن من عظيم رحمة الله بعباده أن جعل لهم في اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم خيرًا عظيمًا، وفتح لهم أبواب الأجر والثواب بكل عملٍ يقتدون فيه بالنبي صلى الله عليه وسلم، سواء كان في العبادات أو المعاملات أو الأخلاق.
ومن المؤسف أن كثيرًا من هذه السنن قد هُجرت مع مرور الزمن، وغابت عن واقع المسلمين، إما بسبب الجهل بها أو بسبب ضعف العناية بنقلها وتعليمها، فكانت الحاجة ملحة لإحياء هذه السنن، والتذكير بها، وتعليمها للأمة.
إن هذا الكتاب “السنن المهجورة” يأتي ليسد هذه الحاجة، فهو مجموعة خواطر نافعة تجمع بين التأصيل العلمي والتطبيق العملي، حيث يقدم مجموعة من السنن النبوية التي كاد كثير من الناس أن يتركوها وينسوها، مع بيان أدلتها الشرعية من الكتاب والسنة، وشرح كيفية تطبيقها في الحياة اليومية.
وهذا الكتاب كان مجموعة خواطر ألقيت خلال شهر رمضان عام 1445هـ.
وهو لا يهدف إلى مجرد العرض النظري للسنن، بل يسعى إلى إعادة إحيائها في المجتمع الإسلامي، وجعلها جزءًا من سلوك المسلم في عباداته ومعاملاته.
وإن العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم من أوثق عرى الإيمان، وأعظم وسائل نيل محبة الله، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31].
ومن هنا، فإني أدعو كل مسلم ومسلمة إلى الاستفادة من هذا الكتاب، وإحياء هذه السنن في حياته اليومية، ونشرها بين الناس، لتكون نبراسًا ينير الدرب، وطريقًا يوصل إلى رضا الله وجنته ؛ عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (مَنْ أحْيا سُنَّةً من سُنَّتِي قدْ أُمِيتَتْ بَعدِي فإنَّ لهُ من الأجرِ مِثلَ مَنْ عَمِلَ بِها من غَيرِ أنْ يَنْقُصَ من أُجُورِهِمْ شيءٌ ومَنِ ابْتدَعَ بِدعةً ضَلالَةً لا يَرْضَاها اللهُ ورسولُهُ كان عليه مِثلُ آثامِ مَن عَمِلَ بِها لا يُنقِصُ ذلِك من أوزارِ الناسِ شيئًا) رواه الإمام الترمذي وحسنه.
نسأل الله أن يجعل هذا الكتاب سببًا في نشر سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وأن ينفع به المسلمين، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
لتحميل الكتاب اضغط هنا
تذكير المؤمنين بسنن سيد المرسلين ثلاثون سنة مهجورة