قوانين السعادة
27) لا تخف من كلام الناس

أوضح لنا القرآن الكريم أن أعلى صور العبودية الصحيحة لله عز وجل هي : الاستجابة لأمر الله تعالى، وإن خالفك جميع الناس.
ونلحظ هذا في أنبياء الله أجمعين ، فقد أثنى الله تعالى على أعلى الخلق منزلةً ودرجةً ، وهم الأنبياء بأنهم عباد الله فسمى نبينا عبدالله قال تعالى : ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ [الجن: 19]
وقال تعالى : ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: 30]
وقال: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾ [ص: 41]
وقال تعالى عن أنبيائه: ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ﴾ [ص: 45]
والنبي ﷺ رأي مشهد الأنبياء كما في الحديث عَنِ ابنِ عباسٍ رضِي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلّي الله عليه وسلم: “عُرِضتْ عليّ الأممِ، فرأيتُ النبيَّ ومعه الرُّهيْط، والنبيَّ ومعه الرجلُ والرجلان، والنبيَّ وليس معه أحدٌ”
فهذا بيان وتوضيح أن الحق لا يعرف بموافقة الناس وإن كانوا كثرةً غالبة إنما يعرف بموافقة منهج الله.
الخوف من كلام الناس :
عليك أيها المسلم أن ترضي الله أولا؛ لا أن ترضي الناس، فإن رضا الله غايةٌ لا تترك ، ورضا الناس غايةٌ لا تدرك!!
أيهما أسهل أن ترضي واحداً أم ترضي آلاف الناس ؟
لا شك أني إن أرضيت واحدا ، وهو الله جل جلاله، سيكون أسهل من إرضاء آلاف، وقد بين الله تعالى مشهد التوحيد بهذه المثل فقال : ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 29]
متشاكسون: أي متنازعون مختلفون، فهذا مثل ضربه الله لعبد مملوك لمجموعة من السادة كل سيد منهم له رأي يختلف عن صاحبه، يأمره بكذا وينهاه عن كذا ، ويخالف صاحبه ، والثاني، والثالث، وهكذا متشاكسون.
(ورجلاً سلماً لرجل) عبد لسيد واحد؛ هل يستوى العبد المشتت بين مجموعة من السادة المتشاكسين مع عبد لسيدٍ واحد ؟!
فأول غاياتي : إرضاء الله أولاً حتى وإن خالفني الناس.
أدلة الأحكام المتفق عليها عند علماء الأصول : الكتاب والسنة والإجماع والقياس، لكن صار عندنا دليل جديد يستدل به الناس في زماننا وهو: كل الناس تفعل هكذا … هذا دليل جديد !!ومتى كان الناس مصدراً لأدلة الأحكام؟
الأدلة على جواز الشيء أو حرمته لا يؤخذ به من كلام الناس !!!فالناسُ بشر يصيبون ويخطئون، والناسُ سعيهم شتى، وعقولهم متباينة، ورب العزة قال: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ [هود: 118-119]
فالاختلاف في البشر كبير وكثير ومتنوع فمن أُرضى؟ وكيف يكون الناس مصدرا لِحل الشيء أو حرمته ؟
وهذا أمر خطير بُلينا به ، وهو أن جماعة من الناس اذا سأل عن حكم شرعي، وقلت له : الجواب كذا يقول لك: كل العالم يفعلون هكذا !!! ولو أن كلمة العالم كلمة فيها مبالغة ، ولو تفحصت الأمر لعلمت أن كلمة العالم هذه ربما اثنين من أصدقائه أو ثلاثة من معارفه … هذا هو العالم بالنسبة لصاحبنا!!!
فكل العالم يفعلون هكذا، كل الناس يذهبون الى كذا… هذا ليس دليل شرعي.
ومن الأعراف الباطلة: مجاراة الناس في معصية الله، أو في عاداتهم الباطلة في بعض المناسبات مثل : الإسراف في الأفراح ، أو البدع في الأحزان، أو ما شابه ذلك من بعض العادات والأعراف الظالمة في بعض المجتمعات كحرمان البنات من الميراث .
هذه كلها غير مقبولة أنا عبدُ لله ؛ فيجب علي أن أفعل ما يرضى الله عز وجل لا ما يرضى الناس .
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ( مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ ، سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَسْخَطَ عليه الناس ) رواه ابن حبان والترمذي بلفظ : ( مَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ ) وقد اختلف في رفع هذا الحديث إلى النبي ﷺ، ووقفه على عائشة.
قصة زيد بن محمد (بن حارثة):
قبل بعثة نبينا المصطفى الكريم صلي الله عليه وسلم تبنى النبي صلى الله وسلم ، وكان زيد حرا لكنه بيع بعد إحدى الغارات وأخذوه أسيراً ، وبيع بَيْع العبيد، فاشتراه حكيم بن حزام ،ثم أهداه إلى خديجة فأهدته للنبي صلى الله وسلم، وجاء أبوه وعمه يطلبونه على أن يدفعوا فيه ما يشاء النبي فداء له.
فقال ﷺ : أو خير من ذاك؟ قالوا وما ذاك؟
قال: نأتي بالغلام ونسأله .
قال: تعرف من هذين؟ قال أبي وعمي.
قال أي الأمرين تختار أن تبقي معي أو أن تذهب مع أبيك وعمك؟
قال بل أبقى معك !!
هذا قبل الإسلام اختار زيد النبى صلي الله عليه وسلم !!
فإكراماً له بعد هذا المشهد، وطمأنةً لأبيه وعمه؛ وقف النبي عند الكعبة، وقال: أيها الناس، زيدُ ابنى أرثه ويرثني وصار يُعرف: بـ(زيد بن محمد) ومضت السنون وكان من ضمن التشريعات أو الأعراف الجاهلية أن الابن المُتبنى إذا تزوج بامرأة ثم طلقها لا يحل لأبيه بالتبني أن يتزوجها.
أراد الله عز وجل إبطال هذه المسألة الجاهلية، لأن هذا التبني ليس حقيقةً ، فلا ينبني على هذه الأبوة الكاذبة شيئا.
وتزوج زيد من زينب بنت جحش بنت عمة النبي ﷺ وبيّن الله عز وجل لنبينا أن زيدا سيطلق زينب وأنك ستتزوجها، والنبي يستحى أن يدعى الناس عليه شيئا، فلا يخبر بذلك.
فأنزل الله وحياً يُتلى وقال لنبينا: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ [الأحزاب: 37]
هذا كلام رب العالمين لنبيه المصطفى الكريم حينما استحى من الناس أن يبلغهم أنه سيتزوج زوجة ابنه سابقا بالتبني ، لأن التبني قد حرم قبل ذلك فصار زيد ينسب لأبيه ( زيد بن حارثة) وليس زيد بن محمد كما عرف ، وإكراما له رضي الله عنه فهو الصحابي الوحيد الذى ذكر باسمه بالقرآن
وأم المؤمنين زينب لم يتول تزويجها أهلها ولا أحد من أوليائها إنما زوجها الله، وكانت تفتخر على زوجات رسول الله بهذا وتقول: زوجكنَّ أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات !!
فتنزل الوحي لإبطال عرف جاهلي يخالف شرع الله ، ويُعاتب النبي ﷺ من رب العالمين (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) ويثني على أولياءه فيقول : ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [الأحزاب: 39]
إذن طالما أنك على حق فلا يضرك من خالفك، لأنك ترضى الله وحده لا شريك له.
ترك المعصية خوفا من الناس:
ترك المعصية يكون خوفا وحياء من الله ، أما تركها خوفا من الناس فلا أجر فيه، وفعل الطاعة من أجل الناس لا أجر فيها لأنها ستكون رياء
فإذا فعلت طاعة تفعلها لله وإن تركت معصية تتركها لله .
مثال ذلك: شخص لا يليق بأسرته ومكانته أن يُعلم عنه أنه يشرب خمر فترك هذه المعصية ليس حياء من الله إنما خوفاً من أن يعرف عنه أنه يفعل هذا.
مثال ثان: واحد كان يتكسب مال حرام وكذا فخشي أن تعرف زوجته أو أهل زوجته وأصهاره يعرفون أنه يفعل ويفعل فتركها خوفا من هذا الأمر .
مثال ثالث: واحد يصلي أمام الناس في المناسبات وهو ليس في نيته الصلاة أصلاً ولكنه صلى حياء من الناس. أو رياء لئلا يقول الناس عليه كذا وكذا
وهذا شأن المنافقين في زمن النبي ﷺ فقد كانوا يصلون معه الصلوات النهارية يصلون الظهر، والعصر، والمغرب أما العشاء والفجر فلا لأن الظلام يعم الكون ولا أحد يراهم، وهؤلاء قال تعالى عنهم : ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا﴾ [النساء: 108]
أما عن عمل الطاعة لله عز وجل فقد قال : ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110]
ترك الشبهات لسلامة الدين والعرض :
الشبهات هي: أي أمر فيه شبهة وشك فلا بد من توضيحه للناس لنفي التهمة عنك؛ فلا تضع نفسك في موقف تحتاج فيه أن تدافع وأن تبرر وأن توضح، لأن أغلب الناس عندهم مبدأ: (الحسنات تطوى والسيئات تنشر)، قال علي بن أبى طالب: ( إياك وما يسبق الى القلوب انكاره ولو كان عندك اعتذاره)
إنها صفية زوجتي!!
عن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله ﷺ معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً فحدّثته، ثم قمتُ فانقلبت، فقام معي ليقلبني -وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد رضي الله عنهما-، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي ﷺ أسرعا، فقال النبي ﷺ: ( على رسلكما، إنها صفية بنت حيي ) ، فقالا: سبحان الله يا رسول الله!، فقال: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يَقذف في قلوبكما سوءا -أو قال شيئا- ) متفق عليه، واللفظ للبخاري .
فقصد النبي ﷺ من هذا الموقف الاستبراء للعرض وعدم الوقوف في مواقف الريبة؛ حتى يقطع دابر الفتنة، ويحمي سمعته أن تلحق بها تهمة؛ وذلك لأن الخواطر تبدأ فكرةً، ثم لا يلبث اللسان أن يبوح بها لقريب أو صديق، ومع مرور الوقت تتناقل الألسنة قالة السوء، ليوصم صاحبها بما هو بريء منه ولا حيلة له في دفعه، فتضيع الثقة وتشوّه السمعة.
إنها صفية زوجتي قُضي الأمر؛ لأن بعض الناس قد يفعل أمورا بسجيته وطيبته ويقول: أي واحد يتكلم سأقطع لسانه!!وكيف ستقطع لسان الناس كلهم يا أخي ؟لا بد إن كان موضع شبهة أن توضح، إنها صفية زوجتي !!!
أي موطن كنت فيه وظننت ولو واحد بالمئة أن الذى أمامك سيوقعك ولو في قلبه بإضمار شبهة أو اتهام، فلا بد أن تنفي عن نفسك التهمة؛ فهذا مما راعاه النبي “ﷺ، ومن هذا الباب قول النبي “ﷺ: (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه )
فتطلب البراءة في دينك بالسلامة من الشبهة ولعرضك من أن يذمك الناس، أو أن يقولوا عنك شيئا يؤذيك أو يشوه سمعتك .
من الحكمة مراعاة كلام الناس في مآلات الأمور:
راعى النبي صلي الله عليه وسلم أيضا كلام الناس فيما تؤول إليه الأمور، يعنى حينما تكون على حق، ولكن من الحكمة ألا تتكلم بهذا الحق إلا في وقته وفى حينه.
مثال ذلك: عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين آذى النبي أذى شديدا ولكن النبي ﷺ لما قيل له نقتله، قال: (حتى لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)، وهذا من حكمته “ﷺ، لأن الإعلام المعادي والدعاية المضادة موجودان في كل زمان ، فلا يلزم أن يكون الإعلام قنوات أو صحف … قديما كان الإعلام هو ركب المسافرين، الأشعار، الأخبار، كانوا يتناقلونها … فمن سينقل الخبر لن يقول: قتل ابن سلول لأنه قال في النبي : ( ليخرجن الأعز منها الأذل) ، ورمي عائشة بالإفك ….الخ جرائمه، لن يقولوا هذا؛ إنما سيقولون: هذه عاقبة من يتبع محمد، هناك خلاف على الزعامة … هناك خلاف على الملك… عبدالله بن سلول يتنازع مع محمد في الملك… قتله حتى لا يستولى على الحكم منه …. قتله حتى لا يتصدر الزعامة دونه…وتتعدد الرؤى والتحليلات على وفق أهواء المعادين، سبحان الله!!!
فقال الرسول ﷺ: (حتى لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه) وهذا من حكمته ﷺ .
مثال ثان: لما بنت قريش الكعبة قصرت بهم النفقة فبنوا الكعبة على غير قواعد الخليل إبراهيم، ولما فتح النبي ﷺ مكة قال لعائشة: ( لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لهدمت البيت وأقمته على قواعد إبراهيم) ، فلم يفعلها النبي ﷺ لماذا؟ خوفا من أن يتقول الناس وخاصة ( أعداء الإسلام ) سيقولون: أول ما دخل الكعبة هدمها… لو كان نبياً ما تجرأ على ذلك ، هدم الكعبة استباح الحرمة، فهنا راعى النبي عقلية الناس وأنهم حديثو عهد بالإسلام ولم يهدم الكعبة.
مثال ثالث: رأى النبي ﷺ عمارا وأمه وأباه يؤذون ويعذبون في مكة، ماذا قال؟ لم يفعل فعلا متهوراً ولم يأمر باغتيال أبي جهل ، لأن هذا ليس وقت المواجهة، إنما قال: صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة هذا أقصى ما يفعله رسول الله ﷺ آنذاك.
في موطن أخر بعد الهجرة إلى المدينة قال الله تعالى : ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: 39]
الخلاصة:
- من يخشى كلام الناس يعيش أسيرًا لتوقعاتهم وأحكامهم، وهذا يجعله قلقًا، مترددًا، ومتعبًا ذهنيًا.
- أما إذا حرر نفسه من هذا الخوف، شعر بخفة وطمأنينة؛ لأنه لا يحمل همًّا زائدًا لا يملك التحكم فيه.
- رضا الناس غاية لا تُدرك، بينما رضا الله هو الغاية الكبرى، فإذا جعل المسلم همه أن يرضي الله أولاً، ولم يبالِ بأقوال الناس، وجد في قلبه سكينة وسعادة.
- من لا يخاف من كلام الناس يعيش بشخصية متوازنة؛ يخطط لحياته ويعمل وفق مبادئه؛ متبعا صراط الله المستقيم.
- الذي ينشغل بكلام الناس قد يدخل في جدال لا ينتهي، أو يسعى دائمًا لتبرير نفسه، لكن إذا تجاهل الأقوال، وتعلّم التغافل، عاش مرتاح البال، وأعطى لنفسه مساحة للعيش بسلام مع الآخرين.