كتاب خواطر إيمانية حول عظمة الله رب العالمين
الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، واستسلم كل شيء لقدرته، وذل كل شيء لعزته، وخضع كل شيء لملكه.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الذي أرسله ربه رحمة للعالمين، ليخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد
إن إدراك عظمة الله جل جلاله مفتاح لأبواب خير كثيرة، وسبيل إلى زيادة الإيمان واستشعار القرب من الله سبحانه وتعالى؛ فحينما نتأمل في ملكوت السماوات والأرض، وندرك أن الله هو الخالق المدبر، الذي أتقن كل شيء خلقه، فإن ذلك يولد في القلب رهبة وخشوعًا، ويقود إلى طاعة الله ومحبته.
إن الجهل بالله سبحانه وتعالى هو السبب الأساسي في انحراف الإنسان عن الصراط المستقيم، وهو الذي يجعل القلوب تغفل عن ذكره، وتغتر بزينة الدنيا الفانية.
وتأتي هذه الخواطر الإيمانية لتكون زادًا للقلوب، ونورًا للبصائر، فتأخذنا في رحلة تأملية بين آيات الله في الكون، وبين أسمائه الحسنى وصفاته العظيمة، لتكشف لنا عن عظمة الله المطلقة التي لا يحيط بها عقل ولا يدركها بشر.
وهذه الخواطر الثلاثون ألقيت في شهر رمضان عام 1445هـ، وكنت قد استلهمت فكرتها من سلسلة للشيخ محمد صالح المنجد بعنوان (عظمة الله رب العالمين)، فزدت فيها ونقصت وقدمت وأخرت، ثم قمت بشرحها بأسلوبي بعد الرجوع لكتب العلماء في التفسير والحديث، والآن قمت بتدوينها لعل الله ينفع بها من يقرأها من إخواني الأئمة والدعاة وطلبة العلم، وسائر المسلمين.
وقد كان من أبرز ما دفعني إلى كتابة هذه السطور هو إدراكي لحاجة المؤمن المستمرة إلى استحضار عظمة الله فيدفعه ذلك للإحسان في عباداته وتأديتها على أكمل وجه، ويورثه العلم بعظمة الله الخشية في القلب فتحول تلك الخشية دون معاصيه، ويدرك المؤمن عند وقوع أقدار الله أن لله تدبيرا وتقديرا يليق بجلاله.
ومن تأمل في خلقه عز وجل، واستشعر لطفه وعدله وحكمته، ازداد إيمانه واطمئن قلبه، وسعى إلى مرضاته.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به كل من قرأه، وأن يكون سببًا في تقوية الإيمان في القلوب، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين.
لتحميل الكتاب اضغط على الرابط التالي:
خواطر إيمانية حول عظمة الله رب العالمين