يا محب الرسول عليك بخمسة أمور
إخواني وأحبابي الكرام حينما يهل علينا شهر ربيع الأول فإننا نتذكر ميلاد الحبيب النبي محمد صلى الله عليه وسلم والحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينقطع في مساجدنا أبدا، فالحمد لله مساجدنا عامرة بالصلوات وبمدارسة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنها تذكرة وموعظة للقلوب، ونحن أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد شرفنا الله تعالى بهذا الشرف، وهذه الكرامة أن نكون من هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس كما قال الله تعالى.
الخلاف في حكم الاحتفال بميلاد الرسول :
لكني أحزن كثيرا، لأن كثيرا من المسلمين حولوا هذه الذكرى إلى مادة للجدال ما بين الكلام عن الاحتفال وعن بدعية الاحتفال.
هذا يغار على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتهم غيره بأنهم لا يحبونه، وهذا أيضا بدافع الغيرة يقول: إن هذا الأمر بدعة، ويتهم الآخرين بأنهم مبتدعة وكثر القيل والقال رغم أن المسألة قال بها كثير من العلماء، وتتسع الآراء ويتسع الذهن لتقبل هذا الأمر، لأنه خلاف في أمر فرعي يقبل الاجتهاد والاختلاف.
فمن العلماء من يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده ولا صحابته الكرام، فلا داعي لهذا الأمر، ومنهم من يرى أن هذا كان سببه أن الناس كانوا حديثي عهد بالإسلام ورابطتهم برسول الله قوية، وقربهم من تنزل الوحي، وعصر الوحي قريب فلم يكونوا بحاجة لذلك، أما وقد حدث في عصرنا من غفلة الكثير من الناس عن هذه الأمور وبعدهم عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يعتبر الاحتفال بدعة .
وأنا أميل لهذا الرأي وخاصة للمسلمين المقيمين في الغرب، بل أخص بالذكر أبنائنا الذين لم ينشئوا على ما تنشأنا عليه.
أبناؤنا يا إخواني نشأوا على احتفالات ليست لها علاقة بديننا، تضخيم الاحتفالات هنا بالكريسماس والهالوين وغيرها أدى إلى أن هذه المناسبات عند الأطفال هي مناسبات يحتفلون بها.
فكيف بنا نتغافل عن إحياء مناسباتنا الإسلامية وإحياء وتجديد هذه الأمور في نفوس أبنائنا؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن من الصغر تربينا على أن قدره عظيم وجليل، نسمع في المدرسة، ونسمع في الإعلام ، ونسمع في المساجد، ونسمع من آبائنا وأمهاتنا والمحيط حولنا.
أما أبناؤنا فأنى لهم أن يسمعوا شيئا؟ وأنى لهم أن يعرفوا ما عرفناه؟ أو أن يتربوا على الجو الذي تربينا فيه وإظهار هذا الأمر والكلام عنه؟
فإحياء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والارتباط به أمر مطلوب في زماننا هذا.
هل كل متروك بدعة؟
مجرد ترك الرسول -صلى الله عليه وسلم- لفعل لا يدل على حرمة الفعل – وهذا معلوم عند علماء أصول الفقه – فليس كل متروك إذا فعلناه صار بدعة ، وعلى سبيل المثال لأقرّب المسألة :
القرآن لم يجمع في مصحف واحد زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكن لما رأى عمر أن عددا كبيرا من حفاظ القرآن استشهدوا في معركة اليمامة أول خلافة أبي بكر الصديق في معركة المسلمين مع مسيلمة الكذاب وقومه ، أشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي بكر رضي الله عنه أن يجمع القرآن في مصحف واحد ، في بداية الأمر لم يوافق أبو بكر قائلا كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ فما زال به عمر حتى انشرح صدره لهذا الأمر ووافق فجمع القرآن لأول مرة في مصحف واحد .
ولا أريد الإطالة في هذه النقطة، إنما أريد أن نتجاوزها ونصل إلى قناعة وهي أن كلا القولين لهما وجاهة.
القول بأنه ليس هناك سنية للاحتفال بميلاده صلى الله عليه وسلم، أو القول بأنه يستحب إحياء هذه المناسبات حتى نحييها في نفوس الغافلين، وننبه من لم ينتبه ونستحث الناس على الارتباط برسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا أريد أن يكون احتفالنا برسول الله أو كلامنا عنه صلوات ربي وسلامه عليه من باب الكلام المدبج الجميل الذي يشنف الأذان أو بإلقاء الأشعار، وإن كان هذا كله أمر يحبه الله ويرضاه لأنه فيه زيادة تحبيب في رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن أنا أقصد أننا كمسلمين نحتاج إلى أن نسأل أنفسنا أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
هل نحن فعلا صادقون في محبته؟ أم أننا أدعياء نتكلم كلاما مرسلا بدون دليل؟
هناك خمس علامات ينبغي عليك كمسلم أن تعرفها لتعرف أين أنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
العلامة الأولى/ طاعة رسول الله فيما أمر والانتهاء عما نهى:
لأن طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من طاعة الله عز وجل، قال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله)[النساء :80] وقال سبحانه وتعالى: ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) [الحشر:7]
ولهذا أقول وكلي حياء: إن هناك من ينتسب إلى الإسلام في زماننا هذا ثم يقول نأخذ بالقرآن ولا نأخذ بالسنة؟
ومن الذي جاءك بالقرآن؟ من الذي علمك القرآن؟ من الذي كان سببا في هدايتك لطريق الله عز وجل؟
أليس هذا عور عن الحق أن تبصر بعين واحدة؟ فترى أن القرآن حق وترد السنة بعينك العوراء؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.
الذي علمنا القرآن هو رسول الله ، وسنته هي الوحي الثاني بعد القرآن، فأنى لنا نقبل القرآن الذي جاءنا به رسول الله ونترك السنة التي جاءنا بها رسول الله أيضا ؟
كيف صدقنا هو في القرآن ثم نرد ما جاءنا به في السنة؟ (وأعني بالسنة السنة الصحيحة وليست الأحاديث المكذوبة ولا الموضوعة.)
الله عز وجل قال لنا في أول سورة الحجرات : (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله)[الحجرات 1]
أي: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة كما قال ابن عباس.
وقال غيره : لا تقدموا آراءكم على كلام الله ورسوله.
فأنا كمسلم أحب الله ورسوله، أقدم محبة رسول الله على أي محبة بعد محبة الله عز وجل، وأقدم طاعته وطاعة أمره على هوى نفسي، فإذا لم أدرك ولم أعي معنى الأمر الإلهي أو الأمر النبوي، فالقصور في عقلي النقص عندي، وليس في كلام الله، ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الذين عندهم إعجاب زائد بعقولهم جعلوا عقولهم هي الإله المعبود، فما قبله العقل يقبله وما يرفضه العقل يرفضه!!!
وهل عقل الإنساني يدرك ويعي كل شيء؟
إن الشرعُ نورٌ يستضيء به العقل، فكما أنَّ العين لا تبصر إلا بنور الشمس، كذلك العقل لا يبصر إلا بنور الشريعة فهي هداية لهذا العقل من التخبط في مهاوي الضلال والردى والغواية والبدعة والمعصية.
فنسأل أنفسنا أين نحن من هذه العلامة؟
طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي علامة مبينة لمعنى الحب الصادق. قال تعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فتى عوني يحبكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم.)[ “آل عمران 31 ]
العلامة الثانية/ توقير رسول الله صلى الله عليه وسلم:
توقير الرسول: المقصود به إجلاله واحترامه وإكباره،
فحينما نتكلم عنه أو نخبر عنه فإننا نتكلم عن سيد ولد آدم نتكلم عن خليل الله وحبيبه نتكلم عن الذي سيشفع في الخلائق بين يدي رب العالمين، نتكلم عن الذي جاهد ثلاثا وعشرين سنة في سبيل الله ليبلغ الأمانة ويؤدي لنا الرسالة كاملة لا نقص فيها.
حينما نتكلم عن رسول الله ومكانته فله منا كل توقير وله منا كل إكرام نرفعه إلى مكانته صلوات ربي وسلامه عليه، قال تعالى : (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه ) [الفتح: من الآية9 ]
ومعنى التعزير: النصرة كما قال ابن تيمية : ( التعزير اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه ، والتوقير : اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال ، وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار. )
وحتى لا يتشتت الذهن كلمة التعزير أحيانا تأتي في كلام الفقهاء بمعنى العقوبة المقدرة دون حد من حدود الله، هذا معنى آخر للكلمة.
لكن المعنى في هذه الآية أنها كلمة جامعة لكل ما فيه نصرة وتأييد لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي سورة الأعراف قال تعالى( فَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ مَعَهُۥۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ) [الأعراف 178]
فنحن نوقر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونجعله في مكانته اللائقة به ونتحدث عنه بكل إجلال وكل احترام وكل توقير فهذا خير خلق الله صلوات ربي وسلامه عليه.
قال تعالى: ﴿لَّا تَجۡعَلُوا۟ دُعَاۤءَ ٱلرَّسُولِ بَیۡنَكُمۡ كَدُعَاۤءِ بَعۡضِكُم بَعۡضࣰا﴾ [النور 63] أي: لا تنادوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ينادي أحدكم على صاحبه، لا تتكلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنك تتكلم عن واحد يجلس معك في المقهى، أو صاحبك الذي يرافقك إلى العمل.
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم له قدره ومكانته إذا سُمع اسمه نصلي عليه، وإذا تكلمنا عنه تكلمنا عنه بما يليق بمكانته وقدره وجلاله صلوات ربي وسلامه عليه.
العلامة الثالثة/ هي الاقتداء بأخلاقه:
الاقتداء بأخلاقه صلى الله عليه وسلم ؛ فإن جانب الأخلاق هو أصدق جانب نقتدي فيه برسول الله .
فالرسول صلى الله عليه وسلم كان رحيما ورحمة للعالمين. وقال : (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)
فإذا تخلقت بهذا الخلق خلق الرحمة بين العباد، ما تكون النتيجة؟
إذا تخلقت بخلق الصدق بخلق الأمانة بخلق الحلم وعدم الغضب بخلق العفو؟
هذه هي الأخلاق الكريمة القويمة لنبينا صلى الله عليه وسلم فليكن كل واحد منا نسخة من هذه الأخلاق.
والله مدح نبينا فقال: ( وإنك لعلى خلق عظيم) وأمته مأمورة أن تقتدي به في هذه الأخلاق .
وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم الأخلاق الطيبة الحسنة الكريمة…. علمنا أن أقرب الناس منه منزلة يوم القيامة أحسنهم أخلاقا :
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنَكم أخلاقًا) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
هذا هو أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمن أراد أن ينال حب رسول الله محبة صادقة فعليه بالخلق الحسن، فليكن رحمة بين الناس.
قصة رجل رأى الرسول بالرؤيا:
أذكر أن أحد الإخوة الأفاضل قال لي اشتقت لأن أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤيا فسألت أحد الشيوخ فقال لي أكثر من الصلاة عليه.
قال فالحمد لله كنت أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ألفين ثلاثة آلاف، وأنا في المواصلات ، وأنا في العمل…حتى رأيت هذه الرؤيا:
رأيت كأن رسول الله في مكان، والناس يدخلون ليسلموا عليه … وعندما أردت الدخول وجدت الذي يقف أحد إخواني زملاء العمل ، يقف على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت للدخول، وقد سررت كثيرا أني رأيت زميلي هو حاجب أو سكرتير الدخول على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال لي :هل اسمك معنا فبحث في أوراق كانت معه؟ ثم قال: نعم اسمك معنا تفضل.
قال: فدخلت ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصف لنا صلى الله عليه وسلم.
وحينما استيقظت شغل بالي صديقي الذي معي في العمل ما هي درجته وما هي رتبته؟ أنا جئته ضيف وهو واقف سكرتيرا للمكان الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقلت له: لي عندك بشرى بشرط أن تخبرني بماذا بلغت هذه الدرجة؟ فما زال به حتى أخبره فقال: والله هذه بيني وبين ربي لي أخ توفي من أربع سنوات في حادث سيارة وترك عدة أبناء، لما مات قلت لأبنائه أنا أبوكم أنفق عليكم كما أنفق على أبنائي فأنا والحمد لله رب العالمين أولاد أخي يعيشون معي وأنفق عليهم ، لا أفرق بينهم وبين أبنائي أبدا.
قال بهذه بلغت ما بلغت .
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار إلى السبابة والوسطى)
أحد علماء الأزهر بتنزانيا:
وأذكر أني جمعتني جلسة بأحد علماء الأزهر رجل ما شاء الله في العلم والحكمة وهو من كبار السن يعني له باع طويل في الدعوة إلى الله، قال: كنت في بعثة الأزهر في تنزانيا لعدة سنوات، قال: هناك في تنزانيا مسلمين وغير مسلمين يحبون الإسلام جدا لدرجة أنك كلمة مسلم هناك لا تعني مسلم فقط إنما تعني أمين. أمين عندك أمانة.
فإذا أراد رجل أن يمدح رجلا بالأمانة : يقول له أنت مسلم. يعني أنت أمين. أو أنت إنسان صادق!!
قال وهذا لأن الذين جاؤوا قبلنا أسسوا لنا، فنحن كنا نعيش مرفوعي الرأس في وسط هؤلاء الناس الذين كانوا يحبوننا ويتلقونا بالترحاب والإكرام لأننا مسلمين.
فسبحان الله، التجار أو الذين انتقلوا أو سافروا لهذه البلاد أسسوا لمعنى أن المسلم يساوي كلمة صادق أمين.
ما بالك لو كان العكس كيف كان حال هؤلاء؟ هل سيرحب بهم الناس؟
فأنت في عملك في دراستك بين جيرانك بين الناس جميعا في أي مكان كن سفيرا لدينك، كن سفيرا للإسلام.
كن على أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الأمر الرابع / قراءة سيرته:
لعل الكثير منا يعلم أشياء عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنه يحتاج الى أن يرتبها في رأسه، عندك كتاب جميل جدا مختصر اسمه : (الرحيق المختوم ) اقرأ فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتعرف عليه وعلى حياته.
وعندنا على اليوتيوب وغيره لكثير من الشيوخ مئات الدروس والحلقات عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فإذا لم تقرأ اسمع.
تعرف أكثر لتعلق قلبك أكثر برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقراءة سيرته يجعل قلبك يتعلق بالرسول أكثر ويتعلق به وبحبه و بالشوق إليه صلوات ربي وسلامه عليه.
الأمر الخامس / الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
وأقلها أن تقول: اللهم صلي على محمد وآله .
وأفضل صيغة للصلاة عليه الصيغة الإبراهيمية التي في التشهد: فَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْك ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم : ( فَقُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد).
ومن أذكار الصباح والمساء الصلاة عليه عشراً في الصباح وعشراً في المساء، قال – صلى الله عليه وسلم – ” من صلّى عليّ حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة “و ” من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطّ عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات ” صححه الألباني
وبعد ذلك زد كما تشاء، فمن صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً.
فضل الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم
1- ” من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً ” صحيح
2- “من كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة ” حديث حسن.
3- أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا محمد! أما يرضيك أن ربك عز وجل يقول: إنه لا يصلي عليك من أمتك أحد صلاة، إلا صليت عليه بها عشراً، ولا يسلم عليك أحد من أمتك تسليمة إلا سلمت عليه بها عشراً، فقلت: بلى أي ربي) رواه أحمد وهو حديث صحيح.
4- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني آت من عند ربي عز وجل، فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة، كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها) رواه أحمد
فهذه أربع مكافآت لمن يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشر حسنات تكتب، وعشر سيئات تمحى، وعشر درجات ترفع، ويرد عليه بمثل ما صلى على رسوله صلى الله عليه وسلم.
5- ولأجل هذه النعمة التي أنعم الله بها على نبيه صلى الله عليه وسلم، فقد سجد عليه السلام شكراً لربه عليها كما جاء في الحديث الصحيح، وأخبر عليه السلام أيضاً، بقوله: (ما من عبدٍ يصلي عليّ إلا صلت عليه الملائكة، مادام يصلي علي، فليقِل العبد من ذلك أو ليكثِر) حديث حسن.
6- وخص الله ملائكة معينين وظيفتهم السياحة في الأرض لتبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم سلام أمته عليه، فقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام أحمد وغيره: (إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام)
7- ويقول عليه الصلاة والسلام : (إن لله تعالى ملكاً معيناً أعطاه الله سمع العباد، فليس من أحد يصلي عليّ إلا أبلغنيها، وإني سألت ربي ألا يصلي عليّ عبد صلاة إلا صلى الله عليه عشر أمثالها). حديث حسن رواه الطبراني
8- وقال عليه الصلاة والسلام موضحاً أكثر: (أكثروا الصلاة عليّ، فإن الله وكل بي ملكاً عند قبري، فإذا صلى علي رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد! إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة) حديث حسن
سبحان الله ملك أعطاه الله أسماء العباد يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام كل واحد باسمه،.
9- وقال عليه الصلاة والسلام: (ما من واحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي، حتى أرد عليه السلام) حديث حسن، رواه أبو داود.
فترد الروح إليه صلى الله عليه وسلم لكي يرد على المصلي منا عليه صلاته وسلامه، فأي أجر وأي فضل أعظم من هذه الأشياء.
10- وبلغ من فضل الله علينا أنه جعل صلاتنا على رسوله صلى الله عليه وسلم تبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أينما كان المصلي عليه في أي مكان من أقطار الأرض، فقال عليه الصلاة والسلام: (حيث ما كنتم فصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني) سواء كنت عند قبره أو كنت في هذا المكان، أو كنت في أقصى الأرض، فإذا صليت على رسول الله بلّغ الله تعالى صلاتك لرسوله صلى الله عليه وسلم.
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك،
اللهم ارزقنا اتباع سنة نبيك وأمِتنا على ملته وانفعنا يوم القيامة بشفاعته
واحشرنا إلى الجنة في زمرته. واسقنا بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا.
اللهم كما آمنا به ولم نره فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا المصطفى المختار وعلى آله وصحبه الأطهار وسلم تسليما كثيرا.