الرد المبين على منكري سنة النبي الأمين

تاريخ الإضافة 27 أغسطس, 2025 الزيارات : 546

الرد المبين على منكري سنة النبي الأمين

عناصر الخطبة:

أولا/ إنكار السنة مؤشر خطير

ثانيا/ حجية السنة

ثالثا / تفرد الامة الإسلامية باتصال السند

رابعا/ لماذا الهجوم على البخاري؟

 

أولا/ إنكار السنة مؤشر خطير

كلنا والحمد لله رب العالمين إذا سئلنا عن حبنا لرسول الله ﷺ فهذا سؤال لا يحتاج إلى كثير بحث أو طول تأمل، فكلنا نحب رسول الله ﷺ، لكن لكل قول حقيقة، فأنا حينما أقول أنا أحب رسول الله، فما هي حقيقة قولي؟

من أولى الحقائق الدالة على صدق محبتك لرسول الله ﷺ أن تصدقه في كل ما جاء به، وإني لا أحب أبداً أن أقف على المنبر، وأتكلم عن الشبهات أو عن الأمور التي فيها إرجاف، أو تشكيك في الدين، لكن لما يتحول الأمر إلى ظاهرة ويتكرر، وتصلني العديد من القصص البائسة لمسلمين يشهدون معنا الصلاة ، وينكرون حجية السنة، وأن علينا أن نأخذ بالقرآن فقط ، فإن هذا مؤشر خطير.

لماذا مؤشر خطير؟

لأن إنكار السنة كأنه تكذيب برسول الله ﷺ، فمن الذي جاءنا بالقرآن؟

إنه رسول الله ﷺ.

 فكيف نصدقه في القرآن ولا نصدقه في السنة؟

أقول لهذا الرجل: أتشهد أن لا إله إلا الله؟

نعم، أشهد أن لا إله إلا الله.

من الذي علمك أن تشهد أن لا إله إلا الله؟

 إنه محمد رسول الله.

 فكيف قبلت الشهادة بالتوحيد ورددت على من جاءك بها ما أخبرك به وحياً عن ربه جل وعلا؟

ثانيا/ حجية السنة

ومسألة حجية السنة مسألة قديمة حديثة ومكانها الدراسات الشرعية في الجامعات الإسلامية، لكن أنا أريد منك كمسلم تحب الله ورسوله حقاً أن تدرك الأمر بوضوح تام، ما هو شكل الدين بدون السنة؟

 لو فرضنا جدلا أننا سنقبل قول من ينكرون السنة ولن نأخذ من السنة شيئاً.

ما هو شكل الدين بدون السنة؟

  • من أين لكم العلم بالصلوات الخمس؟ هل ورد في القرآن مواقيت الصلاة وعدد ركعات الصلاة وكيفية الصلاة؟ لم يرد شيء في القرآن، فالسنة شرحت ما أجمل في القرآن بقول الله تعالى: “وأقيموا الصلاة”[البقرة :43]
  • كيف عرفتم أنصبة الزكاة وأن هناك زكاة تسمى زكاة المال (الذهب والفضة)، وهناك زكاة التجارة، وزكاة الثروة الحيوانية، والثروة الزراعية، هذه نصابها كذا، مقدار الزكاة كذا، هذه التفاصيل من أين جئنا بها؟ من السنة.
  • الحج ومناسك الحج، من أين عرفنا مسألة الإحرام من الميقات، الميقات الزماني والمكاني، الطواف بالبيت سبعاً، السعي بين الصفا والمروة سبعاً، الوقوف بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة، رمي الجمار في اليوم الأول من أيام العيد سبع جمار، ثم إلى آخره إلى آخره، من أين علمنا بهذه التفاصيل؟

أنتم تريدون ديناً غير هذا الدين الذي نعرفه!!!

ولذلك أقول لمن يردد هذا الكلام بجهل: إن ما تفعله إنما هو خروج من الدين والعياذ بالله، لأن الله سبحانه وتعالى كما أوحى لنبينا بالقرآن أوحى إليه بالسنة، قال رسول الله ﷺ:  ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ، وإن ما حرم رسول الله – ﷺ – كما حرم الله )

ومعنى قوله:  ومثله معه: يقصد السنة، والمثلية هنا يقصد بها الحجية، حجية السنة كما حجية القرآن، يعني إذا ورد الأمر من رسول الله ﷺ أو النهي، فهو تماماً كما ورد في القرآن، طبعاً مع الاختلاف في رتبة الحكم الشرعي، لكن أقصد الحجية، أن هذا كلام أنت كمكلف مخاطب به، وهذا مصداق قول الله عز وجل:  (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) [المائدة:92] و( من يطع الرسول فقد أطاع الله)[النساء 80]،و(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)[الحشر :7]

فكما جاء النبي بكلام الله عز وجل القرآن، فقد جاء بالسنة، والنبي ﷺ كان يوحى إليه بالسنة كما يوحى إليه بالقرآن، إلا أن القرآن نزل نصاً من الله فبلغه لنا رسول الله كما نزل عليه به جبريل، أما السنة فقد بلغها لنا رسول الله بلفظه هو.

إذن، فاللفظ القرآني لفظ مقدس ليس فيه أي شك، أما اللفظ النبوي فهو لفظ رواه لنا رسول الله بوحي أوحاه الله تعالى إلى نبينا وعبر عنه بلفظه، أنا أحملك رسالة: قل لفلان كذا وكذا وكذا، أنت لا تحتاج إلى أن تكتب نصاً تتلوه، إنما فهمت فحوى الرسالة فتعبر عنها بلسانك.

فالرسول علمه الله عز وجل (وعلمك ما لم تكن تعلم)[النساء 113] فلما علمه السنة أخبرنا بها صلوات ربي وسلامه عليه.

وهناك أسئلة عديدة، النبي سئل عنها كان يتوقف فيها حتى يسأل جبريل:

 ثبت أن رجلاً سأل النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! أي البلاد أحب الله؟ وأي البلدان أبغض إلى الله؟ –والبلاد هنا بمعنى: المواطن والأماكن فقال: لا أدري حتى أسأل جبريل، فأتاه جبريل فأخبره أن أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق).

كان الرسول يستطيع أن يجيب اجتهاداً مثلاً، لكن (وما ينطق عن الهوى)[النجم: 3] فلما جاءه جبريل أخبر بالإجابة.

وسئل النبي: أي الأجلين قضى موسى؟ في قصة المرأتين في مدين، الرجل الصالح خيره أن يتزوج إحدى بناته ومهرها أن يكون أجيراً على الغنم ورعاية الغنم ثماني حجج أو سنوات ، قال: فإن أتممت عشراً فمن عندك، قال: يا رسول الله، أي الأجلين قضى موسى؟ إما عشر وإما ثمانية، لن يخطئ أحدهما، قال: حتى أسأل جبريل، فلما سأل جبريل قال: حتى أسأل رب العزة، الله أكبر، قال الجواب: قضى أتمهما وأكملهما.

إذاً عندنا أمور لم يكن النبي يفتي بها من رأسه أو من عند نفسه، إنما كان ينتظر الوحي لأنه لم يؤذن له بأن يتكلم فيها، أوليس عنده علم في هذه المسألة ، والأمثلة كثيرة، لكن أنا أوضح بعض الأمثلة حتى نستوعب أن السنة وحي من الله عز وجل.

وهذا عبد الله بن عمرو بن العاص من شباب الصحابة الأكابر، قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله ﷺ أريد حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله ﷺ بشرٌ يتكلَّم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ، فأومأ بأصبعه إلى فيه، فقال: (اكتب؛ فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق)

ثالثا / تفرد الامة الإسلامية باتصال السند

السنة وحي من الله كما أن القرآن وحي من الله، وإن تفاوتت الرتبة في الثبوت، القرآن ثبوته قطعي متواتر، أما السنة فتميزت بما يعرف بسلسلة السند، وهذا هو موضع الشبهة التي يرددونها، يقولون: كم بيننا وبين رسول الله؟ 

ألف وأربعمائة سنة، طيب كيف لنا أن نعرف أن هذا هو الحديث الذي قاله رسول الله؟

متى ولد البخاري؟

سنة 194هجرية.

طيب كيف عرف البخاري أن هذا كلام رسول الله؟

ويغيب عن هذا الجاهل المفتون أن هناك شيئاً تميزت به هذه الأمة اسمه السند، السند المتصل إلى رسول الله ﷺ، فالحديث قاله رسول الله، سمعه منه الصحابة، فنقل الصحابة الحديث إلى أمثالهم من الصحابة والتابعين، والتابعون نقلوا الحديث إلى من بعدهم، ومن بعدهم…. وهكذا.

أنا مثلاً، وهذا لا أذكره على سبيل تزكية نفسي، أستغفر الله، إنما حتى أقرب الأمر، أنا عندي إجازة في القرآن الكريم في رواية حفص، كل من يحفظ القرآن على يد شيخ مجاز يعلم هذه المسألة، أول ما يختم القرآن الشخص يعطيه إجازة، ما هي الإجازة؟ الإجازة هي السند المتصل بالتلاوة من أول شيخك إلى رسول الله ﷺ، بيني وبين رسول الله ﷺ 43 شيخا من أول شيخي إلى رسول الله ﷺ ، فهذا سند متصل إلى رسول الله، هل تعلمون أن الإمام البخاري في بعض الأحاديث، بينه وبين رسول الله ثلاثة فقط؟ وهذه التي أطلق عليها النبي ﷺ تسميتها بالسلسلة الذهبية، وهي من أعلى الأسانيد المتصلة إلى رسول الله ﷺ

فالبخاري يقول: حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال رسول الله ﷺ ….

هذا السند المتصل كالسلسلة، حلقة تمسك بحلقة، حلقة تمسك بحلقة، ولذلك البخاري تميز بأنه اشترط أعلى درجات الصحة في الأحاديث التي ضمها في كتابه.

رابعا/ لماذا الهجوم على البخاري؟

ولماذا البخاري يغيظهم إلى هذا الحد؟ يعني ما سمعتهم مرة يتكلمون عن الترمذي أو أبو داود أو ابن ماجه، مع احترامنا طبعاً لكل علمائنا، لكن أقصد الهجوم كله على البخاري، لماذا؟

لأن البخاري هو القمة، فلو أفلحوا في هدم البخاري فما دونه أسهل، حتى يصلوا إلى تحطيم الرمزية الكبيرة لصحيح البخاري في نفوس المسلمين، لدرجة أن العامة من المسلمين إذا حدث بينه وبين أحد رأيا أو شيئا يقول: (هل غلطنا في البخاري)، لأنهم يعلمون ما معنى البخاري.

 واصطلح العلماء على قولهم بأن صحيح البخاري هو أصح الكتب بعد كتاب الله.

 لماذا؟

لأن الإمام البخاري وضع أعلى درجات اتصال السند وضبط المتن، لا يروي حديثاً عن رسول الله في صحيحه إلا إذا اتصل سنده من أول البخاري إلى رسول الله، فالبخاري يروي عن الراوي الذي روى عن التابعي، والتابعي روى عن الصحابي، والصحابي روى عن رسول الله مباشرة، أي انقطاع في السلسلة لا يقبله البخاري، وهذا يسمى من أمثلة الحديث الضعيف عند العلماء ولا يؤخذ به في الحلال والحرام، إنما يعمل به في الفضائل.

 واشترط الإمام البخاري، وهذا ما تميز به عن مسلم، أن يثبت معاصرة الراوي لمن روى عنه واللقاء، الاثنين التقوا، الإمام مسلم كان يكتفي بالمعاصرة، يعني أن الاثنين في زمن واحد.

البخاري يروي مثلاً عن واحد من أهل مكة، شيخه لم يقم بمكة، لم ينزل إلى مكة، لا يقبل البخاري هذا في صحيحه، لابد أن يثبت التقاء الاثنين بمكة، أو بالمدينة، أما إذا لم تثبت اللقيا، فالإمام البخاري لا يضع الحديث في صحيحه،

وبقي رحمه الله عليه 16 سنة يجمع هذا الصحيح، 16 سنة يجوب البلاد الإسلامية شرقاً وغرباً، يسمع لحديث رسول الله وينتخب مما سمع أعلى درجات الصحة، عدد الأحاديث في صحيح البخاري 7275 حديثاً، وبحذف المكرر تصل لأربعة آلاف حديث.

وقال إنه يحفظ من الضعيف والمكذوب أضعاف أضعافها.

ثم يأتي قزم لا يحفظ جزء عم ، وربما لا يعرف آداب الاستنجاء، ينكر قائلا:

وهل البخاري سمع الرسول؟

أي نعم ،سمع من سمع من الرسول ونقل عمن نقل عن الرسول ﷺ.

أكذوبة أن أبا حنيفة لم يصح عنده إلا 17 حديثا:

والعجيب أن عندهم شبهة يرددونها بحماقة أو بجهل، يقولون: لم يصح عند أبي حنيفة إلا 17 حديثاً!!!             

 وهذا كلام سخيف، لأنا لو قرأنا في كتب المذهب الحنفي بداية من الإمام أبي حنيفة مروراً بتلامذته لرأينا الكثير من الأحاديث في كتبهم ، يعني هذه أكذوبة لا تصح لا واقعاً ولا حتى فقهاً، واحد يتكلم في المسائل الشرعية والفقهية والأحكام، سبحان الله، يعني لم يصح عنده إلا 17 حديثاها غير صحيح فمن أين جاء هذا العلم الغزير؟ مذهب الإمام أبو حنيفة كان مذهب الخلافة العثمانية، وإلى الآن الإخوة في العراق وباكستان والهند وفي الشام وفي أماكن كثيرة مذهبهم المذهب الحنفي، سبحان الله!! فكيف لم يصح عنده إلا 17 حديثاً؟

هذا كلام لا يصح لا واقعاً ولا حتى تاريخياً، وكلها أكاذيب تردد.

كان الإمام البخاري رجلاً ربانياً:

والإمام البخاري كان رجلاً ربانياً يا إخواني، وفقه الله تعالى إلى ترتيب عجيب في صحيحه، أتدرون بماذا بدأ الإمام البخاري كتاب الصحيح؟

 بدأ بكتاب بدء الوحي.[1]

 ما هو الكتاب الأخير؟ كتاب التوحيد.

بدأ بكتاب بدء الوحي وانتهى بكتاب التوحيد، وكتاب بدء الوحي كتاب تفرد به الإمام البخاري دوناً عن غيره من المحدثين، الإمام مسلم والترمذي وغيرهم، وكأنه يشير إلى هذا المعنى الذي نحكي فيه، وهو أن السنة جاءت وحياً من الله تعالى، وبينها لنا رسول الله ﷺ، وبين أنه يجب على المسلم في كل عمل وكل عبادة أن يبدأ بتجديد وتحديد نيته لله بحديث “إنما الأعمال بالنيات”، هذا أول حديث في صحيح البخاري: “إنما الأعمال بالنيات”، ما هي نيتك؟ ماذا تريد؟

فبدأ بكتاب بدء الوحي وكأنه يجيب على سؤال: ما هو مصدر هذه الأحاديث؟

هذا الوحي من الله، أوحى به الله إلى نبيه ﷺ.

 ثم ختمها بالتوحيد، إشارة إلى أنه يسأل الله الخاتمة على التوحيد.

 وآخر حديث في الصحيح حديث: “كلمتان خفيفتان على اللسان، حبيبتان إلى الرحمن، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”

 فختم الكتاب بكتاب التوحيد وختمه بالتسبيح، والحمد ، مقتدياً بحبيبنا وإمامنا ﷺ لما قال له الله: “إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، فسبح بحمد ربك واستغفره، إنه كان تواباً”

هؤلاء هم العظام العمالقة:

هؤلاء هم العلماء، هؤلاء هم العظام العمالقة، أما الأقزام النكرات الذين يملك أحدهم كاميرا هاتف أو صفحة على الفيسبوك، ثم يأتي بمنتهى البساطة ويقولون: أنا لا أصدق، أنا لا أسلم، أنا أرفض!!

 أيها القزم، الزم حدك، الزم حدك ولا تتكلم عن هؤلاء العمالقة، هؤلاء قمم كالجبال، رضوان الله عليهم، حفظوا لنا الدين وبذلوا النفس والنفيس والأيام والأوقات والليالي وأفنوا الأعمار في سبيل أن يصلك الحديث هكذا، يصلك وأنت مطمئن، فإذا رأيت حديثاً ذُيِّل برواه البخاري، فهو في أعلى درجات الصحة، لا يحتاج إلى كلام ولا جدال.

لكن أنا لم أفهم الحديث، الحديث غير واضح؟

 اسأل أهل العلم، كل علم له رجال، ما في أحد يتطفل على أحد في علمه وهو لا يدري شيئاً، أنا إذا حدثتكم عن المعلومات الطبية، سيكون بيننا طبيب يضحك علي ويقول: الشيخ معلوماته ضحلة، لماذا؟

لأن هذا ليس تخصصي، أنا أتكلم في فن غير فني، في تخصص غير تخصصي، ربما أقول لكم معلومة ساذجة في المحاماة، وبيننا محامي فيقول: الشيخ يعني كيف يقول هذا الكلام؟

لماذا نسلم بأن من تكلم في غير تخصصه جاء بالعجائب ولا نسلم بهذا في القرآن؟

ذات مرة أحد الشباب سألني في موضوع.

 فقلت له: أفضل من تكلم في هذا الموضوع الشيخ يوسف القرضاوي رحمة الله عليه.

 قال: لا، أعوذ بالله، هذا خبيث.

 قلت: الشيخ القرضاوي خبيث؟

شيخ الإسلام، علم من أعلام الأمة، ومفخرة هذه الأمة كلها، خبيث؟

قلت له: كم تحفظ من القرآن؟

 قال: ما تيسر.

 قلت له: حدد بالضبط كم تحفظ؟

قال: قصار السور!!

قلت: كم تعرف من السنة؟

 قال: ما تيسر.

 قلت: هل قرأت الأربعين النووية؟

 قال: نعم، قرأت بعضها.

 فقلت له منفعلا: أيها القزم، تحفظ قصار السور وبعض الأحاديث من الأربعين النووية قرأتها، وتأتي للقرضاوي وتقول إنه خبيث؟

طبعاً ليس المقصود القرضاوي بذاته ، أو غيره من أسماء العلماء، المقصود هو الجرأة على تحطيم الرموز بمنتهى البساطة.

 يأتي شخص نكرة لا حظ له من العلم ويسب إمام علَم بمنتهى السهولة.

إما اتباع الحق أو اتباع الهوى

من يتكلم في الأمور الشرعية إما أنه متبع للحق وإما أنه متبع لهواه، فالحق فيما جاء به القرآن أو تكلم به رسول الله ﷺ أو ما ترتب على فهم القرآن والسنة، أما الهوى فهو هذا الهراء الذي نسمعه بين الحين والآخر.

قال جل وعلا: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه)[الكهف :28]، هنا اتباع الهوى، وقال: ( يا داوود، إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) [ص:26]

 وقال: (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم) [القصص:50]

الخلاصة:

  1. أي مسلم لابد وأن يعتقد أن رسول الله ﷺ كما أوحي إليه بالقرآن فقد أوحي إليه بالسنة.
  2. سنة رسول الله فيما صح عن رسول الله يجب العمل بها، لأن هذا من تمام طاعة الله جل وعلا.
  3. العلماء لما نقلوا لنا سنة رسول الله نقلوها بالسند المتصل إلى رسول الله، ليس هناك خبط عشواء ولا تأليف ولا أكاذيب؛ إنما هذا بالسند المتصل، فجردوا أنفسهم لله، حتى وصل إلينا العلم، ووصل إلينا الدين والحديث كما نراه الآن.
  4. الهدف من الهجمة على الإمام البخاري وتسفيهه وتخطئته والجرأة عليه إنما هو تحطيم أعلى رأس، وأول سد من سدود السنة، لأن ما بعده أسهل وأيسر في ظنهم، ونسي هؤلاء أن هذا دين الله، وأن هذا رسول الله، وأن هذه الأمة باقية بأمر الله.

*********** 

اللهم اجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين،

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك،

 وحب كل عمل يقربنا إلى حبك،

وارزقنا اللهم حب نبيك وحب سنته، والموت على ملته،

وانفعنا يوم القيامة بشفاعته،

واحشرنا إلى الجنة في زمرته،

اللهم كما آمنا به ولم نره، فلا تفرق بيننا وبينه

حتى تدخلنا مدخله مع النبيين والصديقين

والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

اللهم آمين


[1] كلمة كتاب في عرف العلماء قديما مثل كلمة فصل الآن يقال الفصل الأول الفصل الثاني وهكذا..، لكنهم كانوا يقولون كتاب الوضوء، كتاب الصلاة في نفس الكتاب.

Visited 85 times, 1 visit(s) today


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 16 أبريل, 2025 عدد الزوار : 14348 زائر

خواطر إيمانية

كتب الدكتور حسين عامر

جديد الموقع