الرد المبين على منكري سنة النبي الأمين

تاريخ الإضافة 14 September, 2024 الزيارات : 228

الرد المبين على منكري سنة النبي الأمين

لكل قول حقيقة:

كلنا والحمد لله رب العالمين إذا سئلنا عن حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا سؤال لا يحتاج إلى كثير بحث أو طول تأمل، فكلنا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن لكل قول حقيقة، فأنا حينما أقول أنا أحب رسول الله، فما هي حقيقة قولي؟

من أولى الحقائق الدالة على صدق محبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصدقه في كل ما جاء به، وإني لا أحب أبداً أن أقف على المنبر وأتكلم عن الشبهات أو عن الأمور التي فيها إرجاف أو تشكيك في الدين، لكن لما يتحول الأمر إلى ظاهرة ويتكرر وتصلني العديد من القصص البائسة لمسلمين يشهدون معنا الصلاة وينكرون حجية السنة وأن علينا أن نأخذ بالقرآن فقط، فإن هذا مؤشر خطير.

لماذا مؤشر خطير؟

لأن إنكار السنة كأنه تكذيب برسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن الذي جاءنا بالقرآن؟

إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف نصدقه في القرآن ولا نصدقه في السنة؟

أقول لهذا الرجل: أتشهد أن لا إله إلا الله؟ نعم، أشهد أن لا إله إلا الله.

من الذي علمك أن تشهد أن لا إله إلا الله؟ إنه محمد رسول الله، فكيف قبلت الشهادة بالتوحيد ورددت على من جاءك بها ما أخبرك به وحياً عن ربه جل وعلا؟

حجية السنة:

ومسألة حجية السنة مسألة قديمة حديثة ومكانها الدراسات الشرعية في الجامعات الإسلامية، لكن أنا أريد منك كمسلم تحب الله ورسوله حقاً أن تدرك الأمر بوضوح تام، ما هو شكل الدين بدون السنة؟ سنقبل قولكم أننا لن نأخذ من السنة شيئاً.

ما هو شكل الدين بدون السنة؟

من أين لكم العلم بالصلوات الخمس؟ هل ورد في القرآن مواقيت الصلاة وعدد ركعات الصلاة وكيفية الصلاة؟ لم يرد شيء في القرآن، فالسنة شرحت ما أجمل في القرآن بقول الله تعالى: “وأقيموا الصلاة”[البقرة :43]

كيف عرفتم أنصبة الزكاة وأن هناك زكاة تسمى زكاة المال (الذهب والفضة)، وهناك زكاة التجارة، وزكاة الثروة الحيوانية، والثروة الزراعية، هذه نصابها كذا، مقدار الزكاة كذا، هذه التفاصيل من أين جئنا بها؟ من السنة.

الحج ومناسك الحج، من أين عرفنا مسألة الإحرام من الميقات، الميقات الزماني والمكاني، الطواف بالبيت سبعاً، السعي بين الصفا والمروة سبعاً، الوقوف بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة، رمي الجمار في اليوم الأول من أيام العيد سبع جمار، ثم إلى آخره إلى آخره، من أين علمنا بهذه التفاصيل؟

أنتم تريدون ديناً غير هذا الدين الذي نعرفه!!!

ولذلك هذا الأمر يا إخواني إن كان البعض يردده بجهل، نقول له إن ما تفعله إنما هو خروج من الدين والعياذ بالله، لأن الله سبحانه وتعالى كما أوحى لنبينا بالقرآن أوحى إليه بالسنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ، وإن ما حرم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما حرم الله ) ومثله معه يقصد السنة، والمثلية هنا يقصد بها الحجية، حجية السنة كما حجية القرآن، يعني إذا ورد الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو النهي، فهو تماماً كما ورد في القرآن، طبعاً مع الاختلاف في رتبة الحكم الشرعي، لكن أقصد الحجية، أن هذا كلام أنت كمكلف مخاطب به، وهذا مصداق قول الله عز وجل:  (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) [المائدة:92] و( من يطع الرسول فقد أطاع الله)[النساء 80]، و(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)[الحشر :7]

 فكما جاء النبي بكلام الله عز وجل القرآن، فقد جاء بالسنة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يوحى إليه بالسنة كما يوحى إليه بالقرآن، إلا أن القرآن نزل نصاً من الله فبلغه لنا رسول الله كما نزل عليه به جبريل، أما السنة فقد بلغها لنا رسول الله بلفظه هو.

إذن، فاللفظ القرآني لفظ مقدس ليس فيه أي شك، أما اللفظ النبوي فهو لفظ رواه لنا رسول الله بوحي أوحاه الله تعالى إلى نبينا وعبر عنه بلفظه، أنا أحملك رسالة: قل لفلان كذا وكذا وكذا، أنت لا تحتاج إلى أن تكتب نصاً تتلوه، إنما فهمت فحوى الرسالة فتعبر عنها بلسانك.

فالرسول علمه الله عز وجل (وعلمك ما لم تكن تعلم)[النساء 113] فلما علمه السنة أخبرنا بها صلوات ربي وسلامه عليه.

وهناك أسئلة عديدة، النبي سئل عنها كان يتوقف فيها حتى يسأل جبريل، فقد ثبت أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي البلاد أحب الله؟ وأي البلدان أبغض إلى الله؟ –والبلاد هنا بمعنى: المواطن والأماكن- فقال: لا أدري حتى أسأل جبريل، فأتاه جبريل فأخبره أن أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق).

 كان الرسول يستطيع أن يجيب اجتهاداً مثلاً، لا، لكن (وما ينطق عن الهوى)[النجم: 3] فلما جاءه جبريل أخبر بالإجابة.

سئل النبي: أي الأجلين قضى موسى في قصة المرأتين في مدين، الرجل الصالح خيره أن يتزوج إحدى بناته ومهرها أن يكون أجيراً على الغنم ورعاية الغنم ثماني حجج أو سنوات ، قال: فإن أتممت عشراً فمن عندك، قال: يا رسول الله، أي الأجلين قضى موسى؟ إما عشر وإما ثمانية، لن يخطئ أحدهما، قال: حتى أسأل جبريل، فلما سأل جبريل قال: حتى أسأل رب العزة، الله أكبر، قال الجواب: قضى أتمهما وأكملهما.

إذاً في أمور لم يكن النبي يفتي بها من رأسه أو من عند نفسه، إنما كان ينتظر الوحي لأنه لم يؤذن له بأن يتكلم فيها، أوليس عنده علم في هذه المسألة ، والأمثلة كثيرة، لكن أنا أوضح بعض الأمثلة حتى نستوعب أن السنة وحي من الله عز وجل،

عبد الله بن عمرو بن العاص من شباب الصحابة الأكابر، قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشرٌ يتكلَّم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأومأ بأصبعه إلى فيه، فقال: (اكتب؛ فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق)

الأمور الشرعية إما أن تتبع فيها الوحي وإما أن تتبع الهوى:

إذاً فالسنة وحي من الله كما أن القرآن وحي من الله، وإن تفاوتت الرتبة في الثبوت، القرآن ثبوت قطعي متواتر، أما السنة فلها ما يعرف بسلسلة السند، وهذا هو موضع الشبهة التي يرددونها، أنا أريد فقط قبل أن أجيب عن هذه الشبهة أن أوضح شيئاً يا إخواني:

أن الأمور الشرعية إما أن تتبع فيها الوحي وإما أن تتبع الهوى، لا ثالث لهما، الذي يتكلم في الأمور الشرعية إما أنه متبع للحق وإما أنه متبع لهواه، فالحق فيما جاء به القرآن أو تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما ترتب على فهم القرآن والسنة، أما الهوى فهو هذا الهراء الذي نسمعه بين الحين والآخر، اسمعوا، قال جل وعلا الآية: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه)[الكهف :28]، هنا اتباع الهوى، وقال: ( يا داوود، إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) [ص:26] وقال: (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم) [القصص:50]

إذاً في وحي وفي هوى، لكن أنا أريد أن أحصنك كمسلم ضد هذا الهراء الذي يتردد لتشكيك المسلمين في دينهم.

يقولون: كم بيننا وبين رسول الله؟ 

ألف وأربعمائة سنة وكذا وكذا، طيب كيف لنا أن نعرف أن هذا هو الحديث الذي قاله رسول الله؟

متى ولد البخاري؟ سنة 194هجرية.

طيب كيف عرف البخاري أن هذا كلام رسول الله؟

ويغيب عن هذا الجاهل المفتون أن هناك شيئاً تميزت به هذه الأمة اسمه السند، السند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالحديث قاله رسول الله، سمعه منه الصحابة، فنقل الصحابة الحديث إلى أمثالهم من الصحابة والتابعين، والتابعون نقلوا الحديث إلى من بعدهم، ومن بعدهم…. وهكذا.

أنا مثلاً، وهذا لا أذكره على سبيل تزكية نفسي، أستغفر الله، إنما حتى أقرب الأمر، أنا عندي إجازة في القرآن الكريم في رواية حفص، كل من يحفظ القرآن على يد شيخ مجاز يعلم هذه المسألة، أول ما يختم القرآن الشخ يعطيه إجازة، ما هي الإجازة؟ الإجازة هي السند المتصل بالتلاوة من أول شيخك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم 43 شيخا من أول شيخي إلى رسول الله، فهذا سند متصل إلى رسول الله، هل تعلمون أن الإمام البخاري في بعض الأحاديث، في بعض العلماء اصطلحوا على تسميتها بالسلسلة الذهبية، بينه وبين رسول الله ثلاثة فقط؟ هذه من أعلى الأسانيد، فالبخاري يقول: حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال رسول الله في سند متصل، هذا السند المتصل كالسلسلة، حلقة تمسك بحلقة، حلقة تمسك بحلقة، ولذلك البخاري تميز بأنه اشترط أعلى درجات الصحة في الأحاديث التي ضمها في كتابه.

لماذا الهجوم على البخاري؟

حتى تدركوا يا إخواني لماذا الهجوم على البخاري، لماذا البخاري أغاظهم إلى هذا الحد؟

لأن البخاري هو القمة، فلو أفلحوا في هدم البخاري فما دونه أسهل، يعني ما سمعتهم مرة يتكلمون عن الترمذي أو أبو داود أو ابن ماجه، مع احترامنا طبعاً لكل علمائنا، لكن أقصد الهجوم كله على البخاري، لماذا؟ حتى يصلوا إلى تحطيم الرمزية الكبيرة لصحيح البخاري في نفوس المسلمين، لدرجة أن العامة من المسلمين إذا حدث بينه وبين أحد رأيا أو شيئا يقول: (هل غلطنا في البخاري)، لأنهم يعلمون ما معنى البخاري وأنه اصطلح العلماء على تسميته بأنه أصح الكتب بعد كتاب الله، لماذا؟

لأن الإمام البخاري وضع أعلى درجات الضبط، لا يروي حديثاً عن رسول الله في صحيحه إلا إذا اتصل سنده من أول البخاري إلى رسول الله، فالبخاري يروي عن الراوي الذي روى عن التابعي، والتابعي روى عن الصحابي، والصحابي روى عن رسول الله مباشرة، أي انقطاع في السلسلة لا يقبله البخاري، وهذا يسمى من أمثلة الحديث الضعيف عند العلماء ولا يؤخذ به في الحلال والحرام، إنما يعمل به في الفضائل، واشترط الإمام البخاري، وهذا ما تميز به عن مسلم، أن يثبت معاصرة الراوي لمن روى عنه واللقاء، الاثنين التقوا، الإمام مسلم كان يكتفي بالمعاصرة، يعني أن الاثنين في زمن واحد، يعني البخاري يروي مثلاً عن واحد من أهل مكة، شيخه لم يقم بمكة، لم ينزل إلى مكة، لا يقبل البخاري هذا، لابد أن الاثنين التقيا، يثبت لقياهم بمكة، يثبت لقياهم بالمدينة، أما إذا لم تثبت اللقيا، فالإمام البخاري لا يضع الحديث في صحيحه، وبقي رحمه الله عليه 16 سنة يجمع هذا الصحيح، 16 سنة يجوب البلاد الإسلامية شرقاً وغرباً، يسمع لحديث رسول الله وينتخب مما سمع أعلى درجات الصحة، عدد الأحاديث في صحيح البخاري  7,275 حديثاً، وبحذف المكرر تصل لأربعة آلاف حديث.

وقال إنه يحفظ من الضعيف والمكذوب أضعاف أضعافها، ….ثم يأتي قزم…ينكره ويقول لك: وهل البخاري سمع الرسول؟

سمع من سمع من الرسول ونقل عمن نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

والعجيب أن في شبهة هذه يرددونها بحماقة أو بجهل، يقولون: لم يصح عند أبي حنيفة إلا 17 حديثاً، وهذا كلام سخيف، لأنا لو قرأنا في كتب المذهب الحنفي بداية من الإمام أبي حنيفة مروراً بتلامذته لرأينا الكثير من الأحاديث في كتبهم ، يعني هذه أكذوبة لا تصح لا واقعاً ولا حتى فقهاً، واحد يتكلم في المسائل الشرعية والفقهية والأحكام، سبحان الله، يعني لم يصح عنده إلا 17 حديثاً،هذا غير صحيح  فمن أين جاء هذا العلم الغزير؟ مذهب الإمام أبو حنيفة كان مذهب الخلافة العثمانية، وإلى الآن الإخوة في العراق وباكستان والهند وفي الشام وفي أماكن كثيرة مذهبهم المذهب الحنفي، سبحان الله!! فكيف لم يصح عنده إلا 17 حديثاً؟

هذا كلام لا يصح لا واقعاً ولا حتى تاريخياً، لكن كلها أكاذيب تردد.

كان الإمام البخاري رجلاً ربانياً:

والإمام البخاري كان رجلاً ربانياً يا إخواني، وفقه الله تعالى إلى ترتيب عجيب في صحيحه، أتدرون بماذا بدأ الإمام البخاري كتاب الصحيح؟ بدأ بكتاب بدء الوحي، ما هو الكتاب الأخير؟ كلمة كتاب في عرف العلماء زمان مثل  كلمة فصل الآن يقال الفصل الأول الفصل الثاني وهكذا..، لكنهم كانوا يقولون كتاب الوضوء، كتاب الصلاة في نفس الكتاب، فبدأ بكتاب بدء الوحي وانتهى بكتاب التوحيد، آخر كتاب في كتب صحيح البخاري كتاب التوحيد، وكتاب بدء الوحي كتاب تفرد به الإمام البخاري دوناً عن غيره من المحدثين، الإمام مسلم والترمذي وغيرهم، وكأنه يشير إلى هذا المعنى الذي نحكي فيه، وهو أن السنة جاءت وحياً من الله تعالى، وبينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين أنه يجب على المسلم في كل عمل وكل عبادة أن يبدأ بتجديد وتحديد نيته لله بحديث “إنما الأعمال بالنيات”، هذا أول حديث في صحيح البخاري: “إنما الأعمال بالنيات”، ما هي نيتك؟ ماذا تريد؟

فبدأ بكتاب بدء الوحي وكأنه يجيب على سؤال: ما هو مصدر هذه الأحاديث؟

هذا الوحي من الله، أوحى به الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم ختمها بالتوحيد، إشارة إلى أنه يسأل الله الخاتمة على التوحيد، وآخر حديث في الصحيح حديث: “كلمتان خفيفتان على اللسان، حبيبتان إلى الرحمن، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”، فختم الكتاب بكتاب التوحيد والتسبيح، والحمد لله رب العالمين، مقتدياً بحبيبنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم لما قال له الله: “إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، فسبح بحمد ربك واستغفره، إنه كان تواباً”

هؤلاء هم العظام العمالقة:

هؤلاء هم العلماء يا إخواني، هؤلاء هم العظام العمالقة، أما الأقزام…النكرات الذين يملكون كاميرا هاتف أو صفحة على الفيسبوك ويأتون بمنتهى البساطة ويقولون: أنا لا أصدق، أنا لا أسلم، أنا أرفض، أيها القزم، الزم حدك، الزم حدك ولا تتكلم عن هؤلاء العمالقة، هؤلاء قمم كالجبال، رضوان الله عليهم، حفظوا لنا الدين وبذلوا النفس والنفيس والأيام والأوقات والليالي وأفنوا الأعمار في سبيل أن يصلك الحديث هكذا، يصلك وأنت مطمئن، فإذا رأيت حديثاً ذُيِّل برواه البخاري، فهو في أعلى درجات الصحة، لا يحتاج إلى كلام ولا جدال.

طيب، أنا لم أفهم الحديث، الحديث غير واضح، اسأل أهل العلم، كل علم له رجال، ما في أحد يتطفل على أحد في علمه وهو لا يدري شيئاً، أنا إذا حدثتكم عن المعلومات الطبية، سيكون بيننا طبيب يضحك علي ويقول: الشيخ معلوماته ضحلة، لماذا؟ لأن هذا ليس تخصصي، أنا أتكلم في فن غير فني، في تخصص غير تخصصي، ربما أقول لكم معلومة ساذجة في المحاماة، وبيننا محامي فيقول: الشيخ يعني كيف يقول هذا الكلام؟

طيب، لماذا نسلم بأن من تكلم في غير تخصصه جاء بالعجائب ولا نسلم بهذا في القرآن؟

ذات مرة أحد الشباب سألني في موضوع، فقلت له: أفضل من تكلم في هذا الموضوع الشيخ يوسف القرضاوي رحمة الله عليه، قال: لا، أعوذ بالله، هذا خبيث، قلت: الشيخ القرضاوي خبيث؟ شيخ الإسلام، علم من أعلام الأمة، مفخرة لهذه الأمة، رحمه الله عليه، خبيث؟

قلت له: أخي، الله يرضى عليك، كم تحفظ من القرآن؟ قال: ما تيسر، قلت له: لا، حدد، الله يرضى عليك، حدد، قال: قصار السور، آه والله يا إخواني، قلت: كم تعرف من السنة؟ قال: ما تيسر، قلت: هل قرأت الأربعين النووية؟ قال: نعم، قرأت بعضها، فقلت له: أيها القزم، تحفظ قصار السور وبعض الأحاديث من الأربعين النووية قرأتها، وتأتي للقرضاوي وتقول إنه خبيث؟ طبعاً ليس المقصود القرضاوي أو غيره من أسماء العلماء، المقصود هو الجرأة على تحطيم الرموز بمنتهى البساطة، أن واحدا نكرة لا حظ له من العلم ويسب إمام علم بمنتهى السهولة.

وأحد الخبثاء طالع الآن على الإنترنت وله ذيوع وانتشار، ينادي بحرق كتب ابن حجر والنووي، وأنهم أشاعرة، والأشاعرة ليسوا من أهل السنة، وقضية كبيرة فيها خبث عجيب ومقصود حتى ينشغل الناس عن غزة وأحداث غزة والمصائب التي تنزل على رأس الأمة، فيفتن به الشباب ويفتت به الناس.

إخواني وأحبابي الكرام، هذه بعض الخواطر، وإلا فالموضوع يحتاج إلى محاضرات، لكن خلاصة الأمر:

  • أي مسلم لابد وأن يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أوحي إليه بالقرآن فقد أوحي إليه بالسنة.
  • سنة رسول الله فيما صح عن رسول الله يجب العمل بها، لأن هذا من تمام طاعة الله جل وعلا، (من يطع الرسول فقد أطاع الله)
  • العلماء لما نقلوا لنا سنة رسول الله نقلوها بالسند المتصل إلى رسول الله، ليس هناك خبط عشواء ولا تأليف ولا أكاذيب إنما هذا بالسند المتصل، فجردوا أنفسهم لله حتى وصل إلينا العلم ووصل إلينا الدين والحديث كما نراه الآن.
  • الهدف من الهجمة على الإمام البخاري وتسفيهه وتخطئته والجرأة عليه إنما هو تحطيم أعلى رأس، وأول سد من سدود السنة، لأن ما بعده أسهل وأيسر في ظنهم، ونسي هؤلاء أن هذا دين الله، وأن هذا رسول الله، وأن هذه الأمة باقية بأمر الله، وأنه يوم أن تخلو الأرض من هذه الأمة فاعلم أن الساعة بين عشية وضحاها، هذا ما قاله رسول الله: “لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض أحد يقول: الله، الله”، فهؤلاء كما قالوا كناطح جبل، يعني جاؤوا في جبل اسمه الإسلام، اسمه السنة، ويظنون أنهم سيصلون إلى شيء، ولكنهم هم من أتباع الهوى أو من المقلدين الجهلة، فندعوهم إلى التوبة إلى الله وعدم الجرأة على دين الله وعدم القول في دين الله بغير علم.

اللهم اجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين، 

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك،

وارزقنا اللهم حب نبيك وحب سنته، والموت على ملته،

وانفعنا يوم القيامة بشفاعته، واحشرنا إلى الجنة في زمرته،

اللهم كما آمنا به ولم نره، فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

اللهم آمين

 


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 14 May, 2024 عدد الزوار : 985 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

أحدث المقالات

“لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ… “

حقوق آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-

فضل الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم

الرد المبين على منكري سنة النبي الأمين

ماذا كتب مايكل هارت عن الرسول في كتابه الخالدون مئة؟

قدر الحبيب النبي عند الرب العلي

لماذا نحتفل بميلاد الرسول ؟

محمد النبي الإنسان

يا محب الرسول عليك بخمسة أمور

“وإنك لعلى خلق عظيم”

الرسول صلى الله عليه وسلم كأنك تراه

جوانب العظمة في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-

الرسول القدوة

شمس محمد تسطع على العالم محمد الغزالي

مرافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة

كيف ربى الرسول أتباعه على العزة والكرامة

بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ

الاشتياق إلى النبي للشيخ محمد المنجد

أنت مع من أحببت

ما الحكمة في أن رسول الله كان أميا ؟

كيف ربى الرسول أصحابه ؟

شرح حديث “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان”

سبيل الوصول إلى محبة الرسول

خصائص رسالة النبي صلى الله عليه وسلم

وسراجا منيرا

وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ

خصائص النبي محاضرة للشيخ المنجد

 (24) Towards Salvation of the Heart. Part (3)