حقوق آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-

تاريخ الإضافة 21 September, 2024 الزيارات : 220

حقوق آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-

نتكلم اليوم عن قضية “حقوق آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-“ لتأكيد وتبيين الحق فيها.

ودائماً حينما يتكلم الشيعة، عن هذه القضية المحورية في عقيدتهم عن آل البيت، يصلون بهم إلى درجة الغلو في حبهم، ويتهمون أهل السنة بأنهم لا يحبون آل البيت أو لا يتحدثون عن حب آل البيت وما شابه ذلك.

فأريد أن أفرد هذه الخطبة لأبين آل بيت رسول الله، مكانتهم وحقوقهم في دين الله عز وجل، قولاً حقاً لا غلو فيه ولا تمييع ولا إفراط.

من هم آل البيت؟

آل الرجل أهله، أصلها أهل، ثم أبدلت الهاء همزة فصارت آل، فلما توالت الهمزتان أبدلوا الثانية ألفا.

وآل بيت النبي هم أزواجه وذريته وبنو هاشم وبنو المطلب.

لقول الله تعالى بعد أن أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالحجاب: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) [الأحزاب 33]

وفي صحيح مسلم بالإسناد إلى صفية بنت شيبة قالت: «خرج النبي غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ٣٣﴾ [الأحزاب:33].

وأما آل المطلب فقد جاء عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه قال: “مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد رواه البخاري ويدخل في آل البيت بنو هاشم بن عبد مناف، وهم آل علي، وآل عباس، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل الحارث بن عبد المطلب . جاء ذلك فيما رواه الإمام أحمد عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا فينا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة؛ فحمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل فأجيب؛ وإني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به – فحث على كتاب الله ورغب فيه – قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال: إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم ؟ قال: ” هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس ” قال: أكل هؤلاء حرم الصدقة ! قال: نعم. رواه أحمد 

ما هي حقوق آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

أولا/ وجوب محبتهم:

فإن محبتهم من الإيمان، وهي محبة تابعة لمحبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن المراد بالمودة هنا قدرا زائدا عن مودة غيرهم من المؤمنين، ولو كانوا من الأقربين.

ومن الأدلة على ذلك:

1- ورد في قول الله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)[الشورى :23].

من العلماء من قالوا إن معنى الآية: قل لا أسألكم أجراً في مقابل ما أدعوكم إليه إلا أن تراعوا القربى التي بيني وبينكم؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم من بني عبد مناف، وهم بطن من بطون قريش؛ فراعوا هذه القرابة وهذا النسب الذي يجمعنا جميعاً، فلا تؤذوني ولا تؤذوا من اتبعني. هذا قول في التفسير.

القول الثاني: قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى، أي أن تراعوا حرمة قرابتي وآل بيتي، فلا تتعرض لهم بأذى ولا انتقاص.

2-حديث في صحيح مسلم، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي”، قالها ثلاث مرات.

ومعنى “أذكركم الله” يعني أذكركم بأنه ينبغي عليكم أن تراعوا حرمة آل البيت بحبهم وعدم انتقاصهم أو إيذائهم أو النيل منهم، لأن هذا يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3-  وفي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني”، وفي رواية في الصحيحين: “فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها، ويؤذيني ما آذاها”.

4- وقال عن الحسن بن علي رضي الله عنهما: “إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين” (رواه البخاري).وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للحسن: “اللهم إني أحبه فأحب من يحبه”

هذه بعض الأحاديث التي تبين حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن المسلمين، والحمد لله، نكنّ لرسول الله ولآل بيته الكرام كل حب وإكبار وتقدير. فلهم المكانة، ولهم الدرجة، ولهم المحبة في القلوب التي ينبغي أن تكون رمزاً وإشارة إلى حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثانيا/  إكرامهم وتوقيرهم :

التوقير بمعنى الاحترام والإجلال لحرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابتهم منه. وقد كان الصحابة يتعاملون مع آل بيت النبي بهذه النظرة، نظرة التوقير والاحترام.

ومن الأدلة على ذلك:

1- عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كان يأتي الصحابة ليأخذ عنهم حديث رسول الله ويتعلم منهم، فكان يأتي زيد بن ثابت رضي الله عنه، فلما أراد زيد أن يركب الدابة، أمسك عبد الله بن عباس بركاب الدابة، (الزمام أو الحبل) قال: ما تفعل يا ابن عم رسول الله؟ قال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا. قال: أرني يدك. فلما أراه يده، قبلها. قال: هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا. فكانوا ينزلون آل بيت رسول الله المنزلة التي تليق بهم.

2- وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول: “لأن أصل قرابة رسول الله أحب إلي من أن أصل قرابتي”.

3- ولما رأى الحسن وهو يلعب بين الصبيان، حمله وقال ضاحكاً: “بأبي شبيه النبي، ليس شبيهاً بعلي”، وعلي يضحك رضي الله عنه. ومعنى “بأبي” يعني أفديه بأبي، وهذه كلمة تقال من باب الإكرام والتوقير والحب فنقول لمن نحب: فداك أبي وأمي.

4- عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول لعم النبي العباس رضي الله عنه: “والله لقد كان إسلامك أحب إلي من إسلام الخطاب”، الخطاب والد عمر، لأن ذلك كان يسرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

5- ولما خرج عمر مع المؤمنين لصلاة الاستسقاء، قال رضي الله عنه: “اللهم إنا كنا نستسقي بنبيك فتسقينا”، يعني يخرجون وعلى رأسهم إمامهم نبيهم صلى الله عليه وسلم فيدعو النبي ويؤمنون ويسقيهم الله عز وجل. أما وقد مات رسول الله وارتقى إلى الرفيق الأعلى، قال: “فإنا نستسقي إليك بعم نبينا”، وقدم العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو في صلاة الاستسقاء. وهذا من باب الإكرام والتوقير لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثالثا/  الصلاة عليهم عند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

فنحن نقول في الصلاة بعد التشهد: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد…)

( وآل محمد ) لأهل العلم قولان مشهوران:

الأول : هم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، وبنو هاشم وبنو المطلب.

والدليل:

1- أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة قالت: «إن كنا آل محمد صلى الله عليه وسلم لنمكث شهرا ما نستوقد بنار؛ إن هو إلا التمر ظاهرا».

2- وأخرج البخاري في صحيحه: عن أنس قال: «سمعته أي النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ما أمسى عند آل محمد–صلى الله عليه وسلم– صاع بر ولا صاع حب” وإن عنده لتسع نسوة». فهذه دلالة صريحة على دخول أزواج النبي في كلمة “آل محمد”.

القول الثاني: ( آل محمد ) أتباعه إلى يوم القيامة؛ وممن اختاره: جابر رضي الله عنه والثوري ، وبعض أصحاب الإمام الشافعي ، والنووي ، والأزهري – رحمهم الله تعالى- .

قال الناظم رحمه الله:

آل النبي همو أتباع ملته على…. الشريعة من عجم ومن عرب

لو لم يكن آله إلا قرابته صلى….. المصلي على الطاغي أبي لهب

 

وعليه حمل قول الله –تبارك وتعالى–: {وإذ نجيناكم من آل فرعون } [البقرة:50.]

والمقصود : أتباع فرعون وليس أولاده ؛ فإنه لم يكن له ولد أصلا – باتفاق المفسرين–، ولذلك قبل أن تتبنى امرأته آسية –عليها السلام– موسى –عليه السلام– كولد، كما قال الله تعالى: {وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون} (القصص:9).

ولا خلاف أن الذين كانوا يذبحون أبناء بني إسرائيل والذين أغرقهم الله، هم جند فرعون وأتباعه، وليس أولاده.

ويشهد لذلك إجماع العلماء أن الكفار من ذرية محمد ليسوا من آله ولا من أهله.

وقال الله –سبحانه وتعالى–: {ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين (45) قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين} (هود:46).فخرج أن يكون ابن نوح من أهله لأنه كافر، رغم أنه ولده من صلبه.

وقوله –تبارك وتعالى–: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه…} [غافر:28] أي أن هذا الرجل كان من أتباع فرعون كما يظهر، فدخل في آل فرعون عندهم، لكنه كان في حقيقة أمره مؤمن يكتم إيمانه.

وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غير سر يقول: ألا إن آل أبي – يعني فلان (طالب)– ليسوا لي بأولياء، إنما ولي الله وصالح المؤمنين”

عموماً، سواء كانت الصلاة على النبي هي صلاة على آل النبي خاصة زوجاته أمهات المؤمنين وآل بيته من نسل فاطمة الزهراء وغيرهم، أو كان أتباعه المؤمنين، فهم مشمولون في القولين.

يعني إذا صلينا على النبي وآله جميع المؤمنين، فهذا يشمل آل بيته أيضاً رضوان الله عليهم. لكن فقط أنا أحرر القول حتى نفهم معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. فنحن نقول: “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد”. 

ومن اللطائف أن بعض العلماء قالوا إن من بر الرجل بوالديه أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. قالوا كيف ذلك؟ قال: لأنه إذا صلى على النبي وآله شمل والداه بالصلاة، لأن آل النبي هم أتباعه، فكأنه بذلك يوصل البر لوالديه بصلاته على النبي وعلى آله. اللهم صل على سيدنا وحبيبنا وإمامنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام.

رابعا/  عدم الغلو فيهم:

هذا حق لهم؟ نعم، هذا حق أن ننزلهم منازلهم. فآل النبي ليسوا معصومين، ليسوا أنبياء يوحى إليهم، وليسوا منزهين عن الخطأ. آل النبي بشر كسائر البشر، أصابوا وأخطأوا، وهذا لا ينقص من قدرهم ولا مكانتهم ولا يقلل من شأنهم ولا يحط من درجتهم. إنما لنبين الحقائق، لأن الشيعة عدوا الأئمة معصومين، بل ربما البعض منهم يغلو إلى درجة رفعهم إلى مراتب الألوهية، وبعضهم يرفعهم إلى درجات أعلى من النبوة.

وهذا ليس اعتقاداً صحيحاً يا إخواني. فلا يجوز بحال من الأحوال إذا دعونا الله أن ندعو آل البيت. يعني هذا الذي ينادي: “يا حسين، يا فاطمة، يا علي”، هذا نداء لغير الله عز وجل، ولا يفرح النبي أبداً ولا آل بيته الكرام المؤمنين أن يستغاث بهم من دون الله تعالى. فنبينا المصطفى الكريم، الله تعالى أمره أن يعلمنا بقوله: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) [الأعراف:188] فهذا رسول الله.

وعلم ابن عمه عبد الله بن عباس، قال: “يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل لله”. فتقول داعيا، يا الله،  اللهم إني أسألك يا رب العالمين….. فإذا سألت، لا تسأل الرسول ولا علي ولا فاطمة ولا الحسين ولا أي اسم من الأسماء البشرية.

وقد توسع هذا الشرك الآن، ولي الله فلان، والعارف بالله فلان، وسيدي فلان. ووصل الأمر في الأمة الإسلامية إلى تقديس القبور والمشاهد التي فيها أضرحة لمشايخ أو أحد من آل البيت أو من الصوفية، إلى أنهم يسألون من دون الله ويرجون من دون الله ويستغاث بهم من دون الله سبحانه وتعالى.

وهذا، إخواني، شرك يقع بسببه غضب الله ومقته، لأن الله يغار، وغيرته أن تنتهك محارمه. وهل أبغض إلى الله من الشرك؟

هل هناك ذنب أعظم من الشرك أن ينادى غير الله؟ فهذا غير مقبول.

ونجد أن الشيعة غالوا في هذه المسألة غلواً كبيراً، حتى إنهم يعدون  هذا من أقرب القربات وأعظم الأعمال أن تنادي على آل البيت وتستغيث بهم وتدعوهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله. حتى أنا سمعت أحد المعممين يقول: إن هتلر النازي المعروف في الحرب العالمية، كاد أن ينهزم في إحدى المعارك واشتد الأمر عليه واشتد الحصار، فنادى بأعلى صوته: “يا حسين”، فانتصر. لا إله إلا الله، هتلر النازي انتصر لأنه نادى على الحسين؟ لا إله إلا الله.

فهذا طبعاً ولا شك من المبالغات السخيفة والعجيبة التي لا يصدقها عقل، لكنهم يستسيغون هذه الأمور وينشرونها على أنها حق ودين، وهذا لا ينبغي يا إخواني.

وجناب التوحيد لله عز وجل يجب أن يصان من أي شيء يمسه. لما سأل عبد الله بن مسعود النبي: “أي الذنب أعظم؟” قال: “أن تجعل لله نداً وهو خلقك”. هذا أعظم ذنب لا يغفره الله عز وجل.

فاحترامنا وإجلالنا وتوقيرنا وإكبارنا لآل بيت رسول الله كل هذا لا يعني أبداً أن نرفعهم إلى درجة الألوهية أو إلى درجة النبوة أو نعتقد أن لهم عصمة أو تصريفاً في الكون أو تدبيراً للأعمال.

كل هذا يتنزه الرسول عنه وآل بيته الكرام، لأنهم عبيد لله عز وجل، لم يدعوا لأنفسهم هذا ولم يطلبوا من البشر ذلك مطلقاً.

ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم بين أن العبادة يوم القيامة لن يأتوا بين يدي الله بأحسابهم، يعني لن يأتي أحد من آل البيت ويقول: “أنا من آل بيت رسول الله”.

السؤال هنا: ماذا قدمت لهذا اليوم؟

الله عز وجل قال: “فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم”. فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون.

وقال رسول الله: “من بطأ به عمله”، يعني عمله الصالح ضعيف أو قليل، “لم يسرع به نسبه”، يعني لن يأتي يوم القيامة استوجب النار أو فعل كبائر أو مظالم، ثم يسأل: “أنت من آل البيت؟ تفضل ادخل الجنة”. هذا غير موجود.

 وقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين أنزل الله عز وجل ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) قال : ( يا معشر قريش – أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا ) رواه البخاري ومسلم

ورؤي علي زين العابدين حفيد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي خشية وخضوعاً لله عز وجل. فقيل له: “تبكي وأنت من آل بيت رسول الله؟ يعني أنت لك الكرامة والبشرى وكذا”. قال: إن الله خلق الجنة لمن أطاعه.. ولو كان عبدًا حبشيًا… وخلق النار لمن عصاه ولو كان حرًا قرشيًا… أليس الله تعالى يقول: (فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون * فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون)[المؤمنون:101،103]

ولما سرقت امرأة شريفة من قريش، سرقت طبعاً، حد السرقة قطع اليد. فهم ذلك قريشاً، كيف لشريفة قرشية أن تقطع يدها؟ وهذا معرة عليها وعلى أهلها وقبيلتها.

من يشفع لنا عند رسول الله؟ لم يجدوا إلا أسامة بن زيد، وكان النبي يحبه فهو “الحبيب ابن الحبيب” أسامة بن زيد، لأن النبي تبنى زيد والده قبل أن يحرم التبني.

فذهب أسامة ليشفع عند رسول الله في شأن هذه المرأة، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: أتشفع في حد من حدود الله؟، ثم قام فاختطب ثم قال:  (إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يداها) متفق عليه.

 ولذلك لعلكم قرأتم في تواريخ بعض الطغاة، كانوا يحاولون عمل بروباجندا إعلامية بأن يأتي أحدهم ويقول إنه من آل بيت رسول الله؛ كالقذافي الذي كان يدعي أنه من آل بيت رسول الله، وصدام حسين كان يدعي أنه من آل بيت رسول الله، وغيرهم كثير. هذه بعض الأمثلة.

ولو ثبت هذا، لو ثبت فعلاً أنهم من آل بيت رسول الله، هل هذا معناه أن لهم العصمة؟

هل هذا معناه استحلال ما سفكوا من دماء؟

هل هذا معناه استحلال ما سرقوا من أموال المسلمين؟

هذا كما قال البعض إن من ادعى من آل بيت رسول الله، فلعله كان من نسل أبي لهب!!!

 فليس معنى أن واحداً من آل بيت رسول الله أن يفعل ما يشاء، يأكل، يسرق، ينهب، يظلم، يسفك الدماء، وهو مسؤول وزعيم عربي وحاكم لدولة إسلامية ومن آل البيت.

هذا لا يبرر أبداً لا الظلم ولا سفك الدماء ولا سرقة الأموال ولا كبت الحريات وما يفعلونه. إنما هذا من باب، كما قلت، الشو(الظهور) الإعلامي وتحبيب الناس في الرجل، وأنه من آل بيت رسول الله، وأنه من نسل كذا، وأنه كذا.

لكن سبحان الله، هؤلاء الذين ينسبون أنفسهم لآل بيت رسول الله وهم ظلمة فجرة، هم عار على الإسلام قبل أن يكونوا عاراً على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

خامسا/ تحريم أكل الصدقة عليهم:

قال صلى الله عليه وسلم:(إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد، ولا لآل محمد ) رواه مسلم .

ومعنى أوساخ الناس أنها تطهير أموالهم ونفوسهم. 

سادسا/ إعطاؤهم خُمُس الخمس من الغنيمة والفيء:

قال تعالى:{واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير }(الأنفال:41)، وقال:{ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم }(الحشر:7).

الخلاصة:

آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نحبهم ونوقرهم ونحترمهم ونجلهم، ولهم منا كل إكبار وتقدير واحترام. ونصلي عليهم حينما نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. وأيضاً نعلم أن آل بيت رسول الله بشر، منهم من يصيب ومنهم من يخطئ. ليسوا هم في درجة الألوهية ولا النبوة، وليسوا معصومين، إنما يصيبون ويخطئون. فمن أصاب فالحمد لله، ومن أخطأ فإن النبي بين: “لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها”. ويوم القيامة كل سيأتي بعمله لا بنسبه. صلى الله على النبي محمد وعلى آله وصحبه وآل بيته الكرام أجمعين، وألحقنا الله بهم على خير. اللهم آمين.


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 14 May, 2024 عدد الزوار : 991 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين