لماذا نحتفل بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم؟
حينما يهل علينا شهر ربيع الأول فإنا نتذكر دائما أنه شهر ميلاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا النبي العظيم الذي شرفنا الله بأن نكون من أتباعه ومن أمته ، وأكرمنا الله بحبه واتباع سنته ، فهذا شرف كبير لنا نسأل الله أن نكون أهلا لهذا الشرف .
ودائما ما يثار بيننا مسألة الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهل هي سنة أم بدعة ؟
وتجد هذا الجدال يكثر ويحتد حتى نخرج من الشهر بدون فائدة غير أن كل فريق حشد الأدلة التي تعزز رأيه وتؤيده .
ولم نسأل أنفسنا ما هو واجبنا تجاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟
وهناك مسائل كثيرة هامة تتحول للأسف لمادة للجدال ، ونحن في عصر مع الفوضى الكبيرة في التوجيه وكثرة وسائل التواصل والإعلام صار لكل واحد رأيا في كل شيء سواء كان في تخصصه أم خارج نطاق تخصصه ،هناك من يتكلم في الطب وهو حتى لم ير حائط كلية الطب ، ويفتى في مسائل الدين الكبيرة والقضايا العويصة وهو لا يعرف إلا قصار سور جزء عم ، فالكثيرصار يتكلم في غير تخصصه بل ويجادل لاثبات صحة رأيه فصار حب الجدال سمة المتعالمين من أهل زماننا !!
المهم أريد أن أركز الحديث عن الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم
أولا / معنى احتفل واحتفى يعنى أظهر اهتمامه بشئ كما قال إبراهيم عليه السلام لأبيه : ” -(سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا )- [مريم/47] حفيا أي يحتفي بي إذا دعوته وسألته سبحانه وتعالى .
فأنا حينما أقول أنا أحتفي أو احتفل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا معناه أنه احتفال يقع في الإطار العام للشريعة وهو محبة رسول الله ، والحديث عن سننه وإحياء ما اندثر منها عند الناس ، وهذا بلا شك مما نتقرب به إلى الله عز وجل ، والذين يقولون إنه بدعة يقولون إنه ليس لنا إلا عيدان الفطر والأضحى وما سواهما من الأعياد من البدع المحدثة!!!
لم يقل أحد إن ميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عيد يعامل عندنا كعيدي الفطر والأضحى وإلا لنادينا على الناس وقلنا صلاة عيد مولد النبي الساعة كذا وكذا …لم يقل بذلك أحد ، وهذا كلام لا يقول به عاقل ،ولو أن عند الغرب رجلا بعشر أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- لملأوا الدنيا ضجيجا بالحديث عنه ، وعن أقواله وأفعاله وحياته وقصصه ، ثم نحن ما زلنا كل عام نتساءل هل الاحتفال جائز أم غير جائز ؟
يا إخواني لا بد أن نبلغ هذه الرسالة العالمية إلى العالم أجمع هذه هي مهمتنا الكبرى ، أن ندل الناس على هذا النور الذي أكرمنا الله سبحانه وتعالى به ، نورالإسلام ونور الرسالة ، وأن يكون رسول الله رحمة للعالمين كما قال تعالى -( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )- [الأنبياء/107] وكيف للعالمين أن يعلموا أنه رحمة وهم لا يدرون شيئا عنه .
ثانيا / ليس كل متروك بدعة :
مجرد ترك الرسول -صلى الله عليه وسلم- لفعل لا يدل على حرمة الفعل – وهذا معلوم عند علماء أصول الفقه – فليس كل متروك إذا فعلناه صار بدعة ، وعلى سبيل المثال لأقرّب المسألة :
القرآن لم يجمع في مصحف واحد زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكن لما رأى عمر أن عددا كبيرا من حفاظ القرآن استشهدوا في معركة اليمامة أول خلافة أبي بكر الصديق في معركة المسلمين مع مسيلمة الكذاب وقومه ، أشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي بكر رضي الله عنه أن يجمع القرآن في مصحف واحد ، في بداية الأمرلم يوافق أبو بكر قائلا كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ فما زال به عمر حتى انشرح صدره لهذا الأمر ووافق فجمع القرآن لأول مرة في مصحف واحد .
ولك أن تسأل هل معنى ذلك أن القرآن لم يجمع في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- في مصحف واحد؟
نعم لأن القرآن نزل مفرقا في ثلاث وعشرين سنة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ووسائل الكتابة لم تكن بالصورة الحديثة التي نحن عليها الآن الأوراق والطباعة إنما كانوا يكتبون على عسب (جريد) النخيل وعلى العظام العريضة والحجارة الرقيقة الرخام ، بالإضافة إلى أن القراءة والكتابة لم تكن منتشرة في زمانهم بل كانت الأمية هي الغالبة ، فكان رأي عمر نعم الرأي .
لماذا لم يحتفل الصحابة بميلاد النبي ؟
لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا صحابته في حاجة لهذا الأمر لأن النبي بينهم ، فلما مات كان الصحابة الذين جالسوا الرسول وعاشوا معه ما زالوا موجودين فلم يكن هناك داع أو حتى مجرد طرح لسؤال هل نحتفل أو لا نحتفل بميلاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ؟
لكن لما امتدت القرون بدأ بعض العلماء في التفكير في هذا الأمر وهو تعظيم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإحياء سننه وإحياء سيرته في الأجيال الجديدة والكلام عنه وعن أخلاقه -صلى الله عليه وسلم-
ثالثا / حاجة الأجيال الناشئة في الغرب للتعرف على الرسول :
ولذا أرى أن المسلمين في الغرب بأمس الحاجة لإحياء هذه المعاني لأننا نشأنا ببلادنا وعندنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معظم وموقر يتحدث عنه المحيط الذي حولنا نسمع عنه في المدرسة ومن المعلم والأهل والمسجد والعلماء …الخ ، أي واحد فينا يسمع اسم الرسول يقول مباشرة : صلى الله عليه وسلم، عليه الصلاة والسلام ، لماذا ؟
لأننا تربينا على هذا ، أما الجيل الذي نشأ هنا فإنه لم يتشرب هذه المعاني لم يعشها ولم يرها ، إنما يرى بعينيه الاحتفالات الضخمة بالهالوين والكريسماس وغيرها ، بالإضافة لجو البهجة والفرح والحلوى المحيط بها هنا ، فإذا جئنا إلى الاحتفال بالرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا بالاختلاف القائم هل نحتفل بميلاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أم لا ؟
فإذا به ينشا لا علاقة له بالرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا يعرفه ولا يحبه ، والله سبحانه وتعالى قال : -( أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون )- [المؤمنون/69]
هاتوا الجيل الذي ولد ونشأ هنا واسألوهم ماذا تعرف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟
هل يتعلق قلبك برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟
فلنتكلم بصراحة ستجد قلبه معلق باللاعب الفلاني بنادي كذا واللاعب الذي حصل على كذا ، واليوتيوبر الفلاني الذي يحقق في الشهر كذا …الخ، فقلوبهم معلقة بالشخصيات المشهورة في الرياضة أو الإعلام أو الثقافة فقط ، لكن ما مدى تعلق أبنائنا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟
والله يا إخواني هذه مسألة مهمة جدا ، فما أحوجنا بهذه البلاد أن نحيي الكلام عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفوس أبنائنا وبناتنا ، وأن نربيهم على حبه والتأثر به وبشخصيته -صلى الله عليه وسلم-
إذا كانوا يتحدثون عن شخصيات كرتونية ووهمية هنا صارت هي الأمجاد والعظماء في أنفس الأطفال ، فما بالنا ننسى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته هؤلاء العظماء الأجلاء الذين غيروا وجه الدنيا وحولوا البشرية من عبادة الأصنام وعبادة البشر إلى عبادة الله الواحد الأحد .
ماذا نفترض وجوده في عقليات أبنائنا غيرهذا العنكبوت الكرتوني الذي صار في معظم الأفلام التي يشاهدها أبناؤنا ويتعلق بها الصغار والشباب ،ويكون عندهم هذا الحس بأن فلان صاحب القوات الخارقة ، من العظماء خاصة مع المؤثرات الكبيرة في الجرافيك والتقدم في تقنيات صناعة الأفلام صارت هذه المشاهد الخرافية وكأنها حقيقة وواقع ، والكل يعلم أنها وهمية ، لكن هذه الشخصيات الوهمية صار لها بأس كبير وقدوة ورمز معظم عند الكثير من أبنائنا في اللاوعي أو اللاشعور ، فنحن نحتاج أن نتحدث مع أبنائنا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن صحابته ونحيي في أنفسهم الاعتزاز بالانتماء لهذا الدين العظيم ، وحبنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته وأخلاقه ، فنحيي الكلام عن هذه الأمور .
يا إخواني ما هو عندك بديهي تربيت عليه هو غائب عند ابنك أو ابنتك لم يسمعوا به ولا يعرفونه ، وأنى لهم أن يسمعوا أو يعرفوا وهو شيء غير موجود لا في مدرسة ولا مجتمع محيط ولا إعلام ؟
رابعا / كيف نربي أبناءنا على حب الرسول ؟
فالدور الكبير الذي علينا هو أن نتكلم عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أبنائنا ونحيي فيهم هذه المسائل من خلال بعض هذه الخطوات العملية :
1- فمثلا القدوة الصالحة ، وأنا أكرر الحديث عن القدوة لأن الطفل ابن بيئته يتأثر بها كثيرا حينما يعرض ابنك عليك شيئا تأكله فتقول : أنا صائم ، فيسأل هل نحن في رمضان ؟ كلا ولكن سنة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن نصوم يومي الاثنين والخميس فأنا أصوم اتباعا لسنة الرسول .
صلى الفريضة ، هيا بنا نصلي ركعتى السنة ، ماذا تعني ركعتي السنة ؟ نحن نتكلم مع أبنائنا دون أن ندرك أن أبناءنا لا يدركون ما نتكلم عنه ، فتقول له : عندما نصلي الفريضة ربما يكون في الصلاة نقصا أو خطأ لم ننتبه إليه تكون السنة مكملة لهذا النقص ، فسن لنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذه السنة ونحن نؤديها اتباعا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-
2- كذلك يتعلم أن يأكل بيمينه ويشرب بيمينه هكذا سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، بخلاف ما يتعلمونه في الاتيكيت أن الشوكة باليد الشمال والسكين باليد اليمنى ويأكل بشماله ، فنعلمه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال : يا غلام سم الله وكل بيمينك ، وقال : إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ، فلا نتشبه بالشيطان .
3- نعلمهم أذكار الأحوال ، لما تركب السيارة ارفع صوتك بالدعاء ( بسم الله الحمد لله {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف:13-14]”
وعندما تخرج من البيت تقول : بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَلا حوْلَ وَلا قُوةَ إلاَّ بِاللَّهِ
فالطفل لن يستطيع أن يمسك بكتيب حصن المسلم ليحفظها عن ظهر قلب ولا حتى أنت ، لكن الأذكار ستعرف بالتكرار ، حينما نأكل من يذكرنا بدعاء الطعام ؟ قل يا فلان بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وارزقنا خيرا منه ، إذا كان حليبا نقول وزدنا منه ، بعد الفراغ من الطعام نقول : الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، أو نقول : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين.
دعاء الحمام يقول عند الدخول بسم الله ، أعوذ بالله من الخبث والخبائث، وبعد الخروج يقول: غفرانك .
عندما يعطس يقول النبي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، فَإِذَا قَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلْيَقُلْ : يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ ) .
4- يرجع من المدرسة فنعلمه أن يسلم فيقول السلام عليكم ورحمة الله ، لو دخل كما يفعل الكثير من أبنائنا دون أن يلقى السلام أو يقول أي شئ ويلقى بالشنطة على طول يده ويذهب ليلعب ، نقول له أخرج مرة أخرى وأغلق الباب ثم ادخل وقل السلام عليكم ورحمة الله.
نفعل هذا مرة واثنين وثلاثة ، ليتعود ويتعلم .
5- نعلمه آداب الاستئذان وأن يدق على باب الغرفة قبل أن يدخل ونقول له : هذه سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
الرسول سأله رجل فقال يا رسول الله أستأذن على أمي فقال نعم ، قال الرجل إني معها في البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن عليها ، فقال الرجل إني خادمها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة، قال لا قال فاستأذن عليها)
6- نعلم أبناءنا أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذه الأخلاق العظيمة التي سمت على جميع الأخلاق ، لما مدح الله نبينا لم يمدح فيه الصلاة ولا الصيام ولا طول القيام إنما مدح فيه الأخلاق ، فقال تعالى : -( وإنك لعلى خلق عظيم )- [القلم/4] فنعلم أبناءنا أخلاقه -صلى الله عليه وسلم- كالرحمة والحلم والكرم والجود ….الخ ، فلما نعلم أبناءنا هذه الأمور بسلاسة ومن خلال مواقف متعددة أو من خلال القصص ، هذا كله ينشئ أبناءنا على حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة قدره ومكانته .
7- من الممكن أيضا بالنسبة للأطفال الصغار موضوع الرسم والتلوين لو تطبع له ورقة مكتوب عليها أحب رسول الله ، أو فيها صورة مصحف ، أومسجد ….الخ .
8- لو أننا في هذا الشهر نحتفل بالرسول -صلى الله عليه وسلم- ما رأيك أن تكتب رسالة في كارت صغير كما يعلمونهم هنا بالمدارس ، ونعلقه له بالغرفة أو مكان بارز بالبيت فيفرح ويفخر بما فعله ويشعر بانتمائه وحبه للرسول -صلى الله عليه وسلم-
9- أيضا حكاية معجزاته صلى الله عليه وسلم، وربط ذلك بقدرة الله وتأييده ،وخاصة أن الأطفال يبهرهم أي شئ فيه الخروج على المألوف فنحكي لهم مثلا : معجزة انشقاق القمر ،والإسراء والمعراج ،والهجرة ….الخ ، كل هذا بأسلوب مشوق مناسب لعقلية الأطفال .
10- الحديث عن القرآن هذا الكتاب العظيم الخالد الذي لا يعرف على وجه الأرض كتاب بتاريخ القرآن الكريم ؛ القرآن الذي كتب وسطروبقي على حاله لم يزد عليه ولم ينقص منه ، أي كتاب في الدنيا يوجد منه الطبعة الأولى والثانية والعاشرة مع حذف وإضافة وتقديم وتأخير، أما المصحف فهو كما هو، كما أنزله الله سبحانه وتعالى بلا زيادة ولا نقص ، فيعتز بحفظه للقرآن .
الكثير من الآباء عنده همّ أن أولاده يحفظون القرآن الكريم كله ، وهذا شئ طيب ونحبه ونرغب في ذلك ، لكن إن عجز ابنك عن ذلك ؟ أنا يئست ؟ أشعر بأن هذا البلد كذا وكذا … أقول لك لا داعي لليأس أبدا لا بد من أن نؤمن بالقدرات والملكات المختلفة ، في طفل عنده قابلية للحفظ وآخر متوسط وثالث ضعيف …الخ دعك من الطفرات التي تشاهدها على اليوتيوب من يحفظ القرآن بالصفحة ورقم الآية ، هذه قدرات ومواهب خاصة ليست متوفرة في جميع البشر ، هذه أشياء متفردة لكن ليس معناه أن تقطع صلته بالقرآن ، إذا عجز عن الحفظ الكثير يحفظ قليلا، إذا عجز عن حفظ القليل يتعلم كيف يقرأ القرآن ، حتى لا يكون القرآن ثقيلا على لسانه ، أنا أحزن عندما أرى بعض أبنائنا يمسكون بمصاحف مكتوبة بالأحرف اللاتينية ، لأنه لا يجيد القراءة بالعربية هذا هو العجز أن نكون عربا وأبناؤنا عجما !!! يقرأون القرآن بالأحرف اللاتينية .
11- أيضا لا اريد أن تكون الصلاة وحفظ القرآن عقابا للأبناء ، أو أن تهدده بالعقاب إذا لم يحفظ وإذا لم يصلي إنما نجعل أبناءنا عندهم حب على هذه العبادات ، وصدقوني يا إخواني إن أسهل وسيلة في التربية التربية بالإكراه والضغط والتهديد بالعقاب (من أطاع عصاك فقد عصاك) لكنها غير منتجة كثيرا ، الوسيلة الصعبة في التربية لكنها منتجة فعلا التربية الإقناعية أن يقتنع ابنك بما يفعل ويحب ويحرص على ما يفعل ؛ فنربي في أبنائنا حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحب سنته ونربي فيهم تعظيمه وتوقيره والحديث عنه بدلا من التعلق بالشخصيات الخرافية والوهمية واللاعب الذي باعوه بكم مليون ويلبس الفانيلة رقم كذا ….الخ .
أخيرا / فلتعرف الدنيا من هو محمد ؟
نريد أن نتكلم عن رسول الله في المحيط الذي نحن نعيش فيه الكثير منكم يجيد بدل اللغة ثلاثة لماذا ليس عندنا استعداد أن نتكلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آتاك الله لغة فاكتب وتكلم وأرسل …. ، رب كلمة تقولها لا تلقي لها بالا يهدي الله بها خلقا كثيرين ، لتعرف الدنيا من هو محمد ؟
ووسائل التواصل الاجتماعي حاليا تنتشر فيها الأخبار والمقاطع المصورة انتشارا سريعا جدا .
بالإضافة لهذا ليرى من حولك فيك أخلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما تقرأ أن رسول الله رحمة للعالمين لماذا لا تكون أنت أيضا رحمة لكل من حولك من الناس فتكون رحمة في معاملتك في بيعك وشرائك وفي جيرانك رحمة بزوجتك رحمة بأولادك ، وتتعلم الحلم والكرم وسعة الصدر وسائر الأخلاق الحسنة للرسول -صلى الله عليه وسلم- .
فكن أنت سفيرا لهذا الدين العظيم وكن خير خلف لخير سلف .
الخلاصة :
1- الاحتفال بالرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا كان من باب إحياء سنته والحديث عن أخلاقه وسيرته فهذا مطلب يقع في الإطار العام للشريعة وليس معنى ترك رسول الله وصحابته الاحتفال أنه حرام ، فالأمور بمقاصدها .
2- إذا نتج عن الاحتفال بعض الأمور المحرمة أو المكروهة فلا شك في حرمتها أو كراهتها لكن لا يعنى هذا أن الاحتفال حرام ، فقل لي كيف تحتفل أقول لك حكم احتفالك .
3- نحتاج لإحياء الحديث عن سنته وأخلاقه وسيرته مع الجيل الذي نشأ هنا ولم يتشرب قلبه حب رسول الله ولم يتعرف عليه ، والأبناء كالتربة الخصبة ترمي فيها البذرة وترعاها فتثمر ، لكن إذا تركناها هكذا سينبت فيها أي شئ وسيكون عرضة للخرافات والأوهام والعنكبوت والضلال والبدع والتيارات الضالة.
4- أن مسلمي الغرب يقع على عاتقهم واجب التعريف بالرسول -صلى الله عليه وسلم- لغير المسلمين فتعرف الدنيا كلها من هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي نفخر أننا أتباعه وأننا من أمته -صلى الله عليه وسلم- .
Amany osman
السلام عليكم…..المواضيع اللتي تتعلق برسول الله جميلة ومثريه وفقك الله فيها فجزاك الله خيرا…..
لي سؤال…..هل 12 ربيع الأول يوم وفاته? واذا كان فكيف يحتفل بيه هذا اليوم بالذات؟