النصيحة شعار للمؤمنين، وهي مظهر من مظاهر الحكمة في الدعوة، وهي إحسان إلى الخلق، ودعوة إصلاح وتقويم إلى الصراط المستقيم، ودليل محبة، وعلامة رأفة ورحمة للمسلمين.
والنصيحة يصاحبها أهداف سامية بالغة السمو؛ فمن أهدافها تحقيق معاني الأخوة بين المسلم وأخيه، وبين الداعي والمدعو.
وأيضًا من أهدافها: المشي بالدعوة مع المدعو في مسارها الصحيح بالتعديل والتوجيه
والنصح.
فما هي النصيحة وما فضلها وما آدابها هذا ما سنعرفه في السطور التالية .
معنى النصيحة :
أصل النصح في اللغة: الخلوص، يُقال: نصحت العسل إذا خلصته من الشمع.
ويقال : إن أصل النصيحة مأخوذ من قولهم : نصح الرجل ثوبه، إذا خاطه، شبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من إصلاح المنصوح له بفعل الخياط فيما يسده من خلل الثوب ويجمعه من الصلاح فيه.
والنصيحة لعامة المسلمين: تكون بتعليمهم ما يجهلونه من أمر الدين، وإرشادهم إلى مصالحهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم، والترحم على صغيرهم، وتخولهم بالموعظة الحسنة.
فدليل محبتك لإخوانك المسلمين، وعلامة رأفتك ورحمتك بهم أن تقوم بمناصحتهم، ووصيتهم بالحق؛ لما في ذلك من ربح.
يقول الله -تعالى-: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) سورة العصر
وقال – صلى الله عليه وسلم -: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ”، قُال الصحابة: “لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ”) رواه مسلم
والمسلم يعلم أن النصيحة هي أحد الحقوق التي يجب أن يؤديها لإخوانه المسلمين، فالمؤمن مرآة أخيه، يقدم له النصيحة، ويخبره بعيوبه، ولا يكتم عنه ذلك.
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ ».قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ ».(أي سِرْ في جنازته) رواه مسلم
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يشترط على من بايعه من أصحابه النصح لكل مسلم، قال جرير بن عبد الله: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم) رواه البخاري
فهنا اشترط الرسول صلى الله عليه وسلم في البيعة النصح، لأهميته، وقرنه بالسمع والطاعة، والصلاة والزكاة وكل هذا دلالة على عظم النصح.
ولهذا يذكر أن جرير بن عبد الله اشترى غلامه له فرساً بثلاثمائة درهم، فذهب جرير بن عبد الله إلى البائع، وقال له: إن فرسك خير من ثلاثمائة فجعل يزيده حتى بلغ به ثمانمائة درهم.
آداب النصيحة:
1- الإخلاص:
على الناصح أن يرجو بنصيحته وجه الله تبارك وتعالى، فلا يقصد بنصيحته الأغراض الدنيوية من رياء، وسمعة، وحب شهرة وغيرها، أو عيب المنصوح والحطَّ من قدره.
كماقال الله تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ” البينة: 5
، وقال صلى الله عليه وسلم ) :إنَّما الأعمال بالنيات، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى(
2- اللين والرفق :
فالنصيحة تكون بالحكمة والموعظة الحسنة واللين؛ لأن الكلمة الطيبة مفتاح القلوب، قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } النحل: 125.
وكما يقول الشيخ القرضاوي: إن الله قال بالتي هي أحسن ولم يقل بالتي هي أخشن .
وقال الله تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } (ءال عمران 159) .
وقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ” إنّ اللهَ يحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كُلِّهِ” رواه مسلم .
قولا لينا :
دخل أحد الوعَّاظ على أحد الأمراء فأغلظ عليه في القول، وأسرف في النكير؛ فقال له: “ما هكذا تكون النصيحة؛ إن الله – عز وجل – قد أرسل من هو خير منك إلى من هو شر مني، وأمرهما أن يلينا له في القول، ويحسنا العرض؛ فقال -عز من قائل-: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) طه: 43-44“.
قصة معاوية بن الحكم :
وهذا معاوية بن الحكم عطس رجل بجانبه في الصلاة ، فقال له معاوية يرحمك الله فجعل بعض المسلمين يلتفتون إليه من هذا الذي يتكلم في الصلاة فلما رآهم يلتفتون إليه اضطرب وخاف قال: ويل أمي ما لكم تنظرون إلي ، فلما تكلم زيادة جعل الصحابة يضربون أفخاذهم أي أسكت أسكت ففهمت أنهم يسكتونني فسكت …. يقول معاوية : فبأبي وأمي هو صلى الله عليه وسلم والله ما رأيت معلما خيرا منه ما كهرني (ما عبس في وجهي ) ولا نهرني ( ما رفع صوته عليه) وما شتمني إنما قال: { يا معاوية إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي للتسبيح والتهليل والذكر والدعاء}
أعرابي يبول في المسجد :
وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يحدث أصحابه ..فبينما هم على ذلك .. إذا برجل يدخل إلى المسجد .. يتلفت يميناً ويساراً .. ثم توجه إلى زاوية من زوايا المسجد .. ثم جعل يحرك إزاره !!عجباً !! ماذا سيفعل ؟!
رفع طرف إزاره ثم جلس بكل هدوء .. يبول ..!!
عجب الصحابة .. وثاروا .. يبول في المسجد !!
و توجهوا جميعا إليه .. والنبي صلى الله عليه وسلم ينادي فيهم : لا تزرموه (لا تقطعوا عليه بوله ) حتى إذا انتهى الأعرابي من بوله .. دعاه النبي صلى الله عليه وسلم بكل رفق .. فأقبل يمشي حتى إذا وقف بين يديه .. قال له صلى الله عليه وسلم بكل رفق : إن هذه المساجد لم تبن لهذا، إنما بنيت للصلاة وقراءة القرآن .
وبعد الصلاة قال الاعرابي بصوت مسموع : اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً !! فتبسم صلى الله عليه وسلم قائلا : لقد تحجرت واسعاً !! أي إن رحمة الله تعالى تسعنا جميعاً وتسع الناس .. فلا تضيقها علي وعليك .
قصة سورة عبس :
ولا ننس في هذا الشأن قصة سورة عبس وخلاصتها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوماً يخاطب بعض وجهاء قريش، وقد طمع في إسلامهم، فبينما هو يكلمهم، إذ أقبل ابن أم مكتوم(وكان أعمى)، فجعل يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله علمني مما علمك الله وجعل يكررها، وود النبي صلى الله عليه وسلم أن لوكف ساعته تلك لئلا ينفر هؤلاء الذين يكلمهم ؛ طمعاً ورغبة في هدايتهم، وعبس في وجه ابن أم مكتوم، وأعرض عنه ، فأنزل الله تعالى: { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ }
الشاهد إذا كان رب العزة قد أنزل قرآنا يتلى يعاتب فيه خير الخلق وإمام الانبياء والمرسلين لأنه عبس في وجه أعمى ، هذا الأعمى لم ير وجه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مكشر ولكن رآه الله جل وعلا فعاتب فيها النبي الكريم فماذا عنا نحن إذا أغلظنا النصيحة وعبسنا وكشرنا عن أنيابنا في وجه من ننصح ؟!
يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله : عندما يكون الدواء مرا يوضع في كبسولة ليسهل على المريض بلعه ، فالنصيحة مرة تحتاج إلى تخفيف مرارتها بالسكر والسكر هنا هو : البسمة الطيبة والكلمة الرقيقة والرفق بالمنصوح .
-3 الإسرار بالنصيحة:
أن تكون النصيحة في السر: المسلم الناصح لا يفضح المنصوح ولا يجرح مشاعره، فكلنا ذوو خطأ، كما قال الشاعر :
من الذي ما أساء قط *** ومن له الحسنى فقط
ويقول آخر:
من ذا الذي ترضي سجاياه كلها .. كفي المرء نبلاً أن تعد معايبه
لماذا يكون النصح سرا ؟
أ- النصح سرا أدعى لقبول النصيحة ، فحينئذ يفتح الله للناصح القلوب، لأنه يستر العيوب، وقد قيل: النصيحة في الملأ (العلن) فضيحة.
وكما قال أبو الدرداء -رضي الله عنه -: “من وعظ أخاه سرًّا فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه“.
ب-لا يختلف اثنان في أن النصيحة في العلن يكرهها الناس، فكل الناس يكرهون أن تـُبرز عيوبهم أمام الناس، ولكن إذا أخُذ الرجل جانبًا ونـُصِح على انفراد؛ لكان ذلك أدعى للقبول، وأدعى لفهم المسألة، ولأحبَّك الرجل؛ لأنك قدمت إليه معونة، وأسديت إليه خدمة بأن نصحته وصحَّحت خطأه.
يقول الإمام الشافعي – رحمه الله-:
تعمدني بنصحك في انفرادي *** وجنبني النصيحة في الجماعة
فـإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي *** فلا تجزع إذا لـم تـُعط طاعة
ج -النصيحة سرا يُظهر فيها الناصح حرصه على المنصوح وحبه له، وأنه لا يقف منه في نصحه موقف المتعالي ، وكانوا يقولون: “من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيَّره”، ذلك أن الناصح الصادق ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له؛ وإنما غرضه إزالة المفسدة وإخراج أخيه من غوائلها.
د -فضح عيب المنصوح هتك لستره وتشهير به وهذا ليس من أخلاق المؤمنين ،وفي هذا المعنى يقول الفضيل بن عياض – رحمه الله -: “المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير“.
هـ – نصيحة العلانية تجرِّئ الناس على الذنوب وتشهرها، وفي هذا يقول أهل العلم: “اجتهد أن تستر العصاة؛ فإن ظهور عوراتهم وهنٌ للإسلام، أحق شيء بالستر العورة“.
متى يكون الجهر بالنصيحة أفضل من الإسرار ؟
أما إذا كان الخطأ متكررًا شائعًا، أو كان المقصود تحذير الناس من الوقوع فيه، أو تعليم الناس أمرًا هامًّا يحتمل التباسه عليهم؛ فحينئذ يكون الجهر بالنصيحة أفضل من الإسرار، وحين يجهر الناصح بالنصح لا يسمِّي شخصًا معينـًا بعينه، ولا يذكر اسمًا؛ بل يفعل كما يفعل الرسول – صلى الله عليه وسلم – حين وقف ينبِّه على بعض الأخطاء التي وقعت من أناس معلومين؛ فقال: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا… » رواه مسلم
4- الابتداء بذكر الايجابيات ثم يغمر فيها النصيحة التي يريد :
كل شخص مهما كان شريراً فإن فيه جوانب خير وفيه إيجابيات، فإذا أردت يا أخي الناصح أن تكون نصيحتك ذات وقع حسن، فعليك أن تذكر في ثنايا الكلام وطيات الحديث شيئاً من إيجابيات الشخص الذي يقف أمامك يستمع النصيحة، وشيئاً من مزاياه الطيبة، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يستخدم هذا الأسلوب مع الجميع، حيث كان يستميل قلوبهم بتلك الألفاظ الحسنة التي فيها ذكر لبعض سجاياهم، فكان يقول لأشج عبد القيس: (إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة)
فمثلا تقول: يا أخي! أنت الحمد لله عندك ميزات وعندك قدرات وإمكانيات، وعندك كمال في جوانب كثيرة، وعندك استعداد لتكمل النقص في نفسك في الجوانب الفلانية، فهلا أكملت النقص في هذه الأشياء، والحمد لله أن الله أعطاك قدرات ومواهب وأعطاك إمكانية واستطاعة لتتلافى هذه الأشياء، وتؤسس في نفسك الخصال الحميدة الفلانية، وتمنع هذه الأخلاق الرديئة من البروز والظهور بصبرك على نفسك، وبقوة نفسك وشخصيتك تستطيع أن تفعل كذا وكذا، هذه من العبارات التي تستمال بها قلوب الناس.
5- ما على الرسول إلا البلاغ :
كما قال تعالى : ” َمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ ” المائدة:99
البعض يريد عندما ينصح أن تكون النتائج لحظية؛ فيحب من الناس أن يغيروا ما بهم بمجرد أن يُنصحوا، وهذا خطأ دعوي متكرر، بل يبين الحق ويوضحه ويترك للمنصوح فرصة للتراجع عن ما هو فيه من خطأ قال تعالى ( لست عليهم بمسيطر ) الغاشية 22 .
6-لا تفتش عن الأخطاء الخفية :
حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة ولا تفتش عن الأخطاء الخفية لتصلحها لأنك بذلك تفسد القلوب، وقد نهى الشارع الحكيم عن تتبع العورات؛ كما في الحديث : «لا تؤذوا عباد الله، ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته» رواه الإمام أحمد عن ثوبان
وعن معاوية مرفوعاً: ” إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم”.
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل.
وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور.
وقال الحسن البصري رحمه الله ما زال التغافل من فعل الكرام.
و الحكمة تقول من تـتـبع خفيَّات العيوب، حُرِم مودات القـلوب
7- مناسبة الزمان والمكان :
نحتاج لمراعاة زمن التذكير ومكانه فإن كان الزمان والمكان مناسبا فلا نتردد بالنصيحة وتوجيهها وإذا كان المكان والزمان غير مناسبا فلا تتردد بالسكوت وتأجيل النصيحة قال ابن مسعود( إن للقلوب شهوة وإقبالا وفترة وإدبارا فخذوها عند شهوتها وإقبالها وذروها عند فترتها وإدبارها)
8- الإيجاز في النصيحة :
فالناس يملون إذا سمعوا كلاماً مكرراً ومعاداً ومطولاً، فإنهم يحبون في الغالب أن تعطيهم زبدة الكلام كما يقولون، فالإيجاز في النصيحة من الأشياء التي تجعل النصيحة مقبولة ولها أثر في النفوس
فاختصر قدر المستطاع .. إذا أردت أن تنصح فلا تلق محاضرة ..!!
ولو تأملنا النصائح النبوية الشخصية المباشرة .. لوجدناها لا تزيد الواحدة منها عن سطر واحد .. أو سطرين ..
– يا علي .. لا تتبع النظرة النظرة .. فإن لك الأولى وليست لك الثانية .
– يا عبد الله بن عمر .. كن في الدنيا كأنك غريب .. أو عابر سبيل .
– يا معاذ .. والله إني أحبك .. فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك .. وشكرك .. وحسن عبادتك .
– يا عمر .. إنك رجل قوي .. فلا تزاحمن عند الحجر .
– وهذا عمر رضي الله عنه عند موته التفت إلى شاب كان مسدلا(مطيلاً) ثوبه، تحت الكعبين ؛ فقال عمر ردوا علي الغلام ، فقال له عمر :يا ابن أخي ، ارفع ثوبك . فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك.
9- الذكاء في النصيحة :
نعم فأحيانا الاسلوب الغير مباشر يكون افضل في النفوس فعلى سبيل المثال :
– النبي -صلى الله عليه وسلم- يريد أن ينصح عبد الله ابن عمر بقيام الليل ، ماذا يفعل ؟ قال : نعم الرجل عبد الله لوكان يصلي من الليل .
-وفي حديث آخر قال: يا عبد الله ، لا تكن مثل فلان . كان يقوم الليل ، فترك قيام الليل .
– وعطس رجل عند عبد الله بن المبارك وسكت … لم يقل الحمد لله ؛ فالتفت إليه عبد الله ، قال : إذا عطس المسلم ماذا يقول ؟قال : يقول الحمد لله .
قال عبد الله : يرحمك الله .
– أحد السلف ، استلف رجل منه كتابا، فلما أعاده إليه بعد أسبوع أو أسبوعين وجد الرجل صاحب الكتاب على الكتاب آثار طعام !!! وبعد مدة جاء الرجل يريد كتابا آخر ، فوضع له الكتاب في طبق ثم ناوله إياه فقال ذاك الرجل : جزاك الله خيرا أنا لا أريد طبقا ، أنا أريد كتابا فقط . قال نعم لكن الكتاب حتى تقرأ فيه والطبق حتى تحمل فيه طعامك !!!
-وقصةالحسن والحسين رضى الله عنهما مرَّا على شيخ يتوضأ ولا يحسن الوضوء ،فاتفقا على أن ينصحا الرجل ويعلماه كيف يتوضأ ، فوقفا بجواره، وقالا له: يا عم، انظر أَيُّنا أحسن وضوء.
فتوضأ كل منهما ، وجعل الرجل يتابعهما فإذا بالرجل يرى أنهما يحسنان الوضوءوأنه هو الذي لا يحسنه، فقال بل أنا الذي لا أعرف الوضوء والله أنتما على صواب وأنا على خطأ.