من السنن الإلهية: قانون النعم وتغيرها

تاريخ الإضافة 6 ديسمبر, 2024 الزيارات : 44

من السنن الإلهية

قانون النعم وتغيرها

ما زلنا نواصل الحديث عن السنن الإلهية، وموضوعنا في هذا اللقاء عن سنن الله تعالى في النعم والنقم.

نعم الله تعالى علينا نعم كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، منها النعم الدائمة كنعمة الليل والنهار والشمس والهواء والماء وسائر الأرزاق، ومنها النعم المتجددة التي يمنحها الله لعبده من مال أو طعام أو شراب، أو نعم معنوية كالعلم والهداية والطمأنينة وراحة البال. كل هذه نعم لله عز وجل، “وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا” [إبراهيم: 34].

أولا/ المُنعم هو الله وحده:

وأول قانون من هذه القوانين أو سنة ثابتة من سنن الله في النعم أن المُنعم هو الله وحده، وأن المُعطي هو الله وحده.

قال تعالى: “وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ” [النحل: 53]، أي إسناد النعمة إلى الله وحده، وأنه وحده هو المُنعم والمُعطي لعباده، وهو سبحانه جل شأنه صاحب الإنعام والفضل والكرم.

وهذا من التوحيد لله عز وجل، ومن تمام عبودية العبد لربه جل في علاه،قال تعالى: “وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً” [لقمان: 20].

فالعبد يتقلّب في نعم الله ليل نهار، والله تعالى ينزل نعمه على عباده مؤمنهم وكافرهم، لا يقطع نعمه ولا عطاءه عن عباده، وهو القائل جل شأنه: “كُلًّا نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۖ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا” [الإسراء: 20].

ولذلك علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أننا إذا أصبحنا وإذا أمسينا نقول لننسب الفضل لله عز وجل: “اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر”.

وحينما يغترّ العبد بعطاء الله تعالى ويظن أنه جلب المال أو الصحة أو النجاح أو ما شابه ذلك بنفسه، فإن الله يوكله إلى نفسه.

مثال نبي الله سليمان وقارون:

نبي الله سليمان آتاه الله ملكاً لن يكون لأحد من بعده، سخّر له الجن والإنس والطير والريح وعلّمه منطق الطير، فلما رأى عرش بلقيس مستقراً عنده قال: “هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ” [النمل: 40].

وهذا قارون الذي أتاه الله من الكنوز، التي لم تكن ملايين ولا مليارات، بل قال: “إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوٓأُ بِٱلۡعُصۡبَةِ أُوْلِي ٱلۡقُوَّةِ” [القصص: 76]، العصبة أو العصابة عددٌ من الرجال، يعني حوالي عشرة رجال إذا أرادوا حمل المفاتيح تثقل عليهم، فما بالكم بالخزائن؟ فلما قيل له في إخراج زكاة ماله، قال: “إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِيٓ” [القصص: 78]، نسب الفضل لنفسه وأراد أن يتنكر لفضل الله عليه. ماذا كانت النتيجة؟ “فَخَسَفۡنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلۡأَرۡضَ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةٖ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُنتَصِرِينَ” [القصص: 81].

ثانيا/ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡ:

القانون الثاني : “وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” [إبراهيم: 7]. تأذّن، أي أعلم. الأذان هو الإعلام بالشيء، ومنه الأذان الإعلام بدخول الصلوات الخمس. فالمعنى هنا أن هذا إعلام من الله عز وجل أن المزيد مرتبط بالشكر.

فإذا كنت في نعمة من نعم الله تعالى، وترجو من الله دوامها وتتطلع إلى المزيد منها، فاسأل الله تعالى من فضله وانسب التمجيد والثناء إلى الله بما أنعم. فمن شكر النعمة لله عز وجل أن تنسبها إلى الله وأن تثني عليه بها، وتمجّد الله بنعمه، وأن تجعل في هذه النعمة شيئاً لله تعالى.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها” (رواه مسلم).

حينما تحمد الله، فأنت تشكر الله على عطائه وتشكر الله على نعمته. والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث أمر يسره، يقول: “الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات” (رواه ابن ماجه وصححه الألباني). فكان حامداً لله تعالى، ممجداً ومعظماً لربه جل في علاه.

فحينما يُنعم الله عليك بنعمة، فالذي يجعل هذه النعمة تبقى بل وتزيد هو أن تديم الشكر لله تعالى.

ومن شكر نعم الله تعالى أن تجعل فيها شيئاً لله: اجعل من دخلك شيئاً لله، اجعل من علمك شيئاً لله، اجعل من عافيتك شيئاً لله.

شيئاً لله بمعنى أن تساعد المحتاج، تساعد الضعيف، تنفق في سبيل الله تعالى.

إذا أنعم الله عليك بعلم، تبذل من خبرتك، من علمك، من نصحك.

لا تبخل بالنصيحة على أحد، لا تبخل بالعلم النافع على أحد، لأن المسلم، يا إخواني، رحمة في كل مكان يحل به.

فإذا أنعم الله عليك بنعمة، فتحدث بها بأن تبذلها لغيرك. قال تعالى: “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ” [الضحى: 11].

ولا تكن أنانياً أو متعالياً أو ممن يحتكرون كل شيء لأنفسهم وينظرون إلى الناس من أعلى.

فمن شكر النعم ومن دوام النعم أن تُنفق منها، فيجعل الله تعالى البركة فيما أمسكت، والخلف فيما أنفقت.

قال تعالى: “وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ” [سبأ: 39].

ثالثا/ النعم عطاء وتفضل من الله:

القانون الثالث، أن نعلم أن كل النعم من الله إنما هي محض فضله جل وعلا؛ فلا يجب على الله شيء.

نحن عبيد لله، يعطينا ويمنع، يقبض ويبسط.

ليس من حق أحد أن يقترح على الله ما يفعل معه؛ ومن سوء الأدب أن تقول: “لماذا يا رب أعطيت فلاناً ولم تعطني؟ لماذا فلان عنده وأنا ليس عندي؟”. هذا اعتراض على قسمة الله عز وجل؛ والمسلم يرضى بما قسم الله له، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس” (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

لأن صاحب العين الفقيرة يرى كل عطاء عنده نقصاً، ويرى كل نعمة في يده فقراً، والعياذ بالله، فيلزمه الفقر لا يفارقه مهما أعطاه الله وأغناه.

لله عز وجل حكمة في توزيع الأرزاق والنعم والهبات والعطايا.

جل الله في علاه له الحكمة البالغة؛ قد يحيط بها العبد علماً وقد لا يحيط بها علماً.

قد يكون من فضل الله على العبد أن يُنعم عليه بالمال، فيكون غنياً شاكراً، منفقاً، معطياً.

وقد يكون المال بالنسبة لغيره نقمة، فأول ما يفكر فيه هو المعاصي والشهوات والملذات، ويخرب بيته ويهجر زوجته وأولاده ويضيع الحقوق، إلى غير ذلك.

وقد رأينا في دنيا الناس من هذه النوعية الكثير؛ من وسّع الله عليه، فكان أول ما فكر فيه هو تغيير حياته كلها لينسلخ من جلده إلى حياة أخرى كلها بذخ وشهوات وإسراف وإنفاق.

وهذا ليس على الرجال فقط، بل رأينا في الغربة هنا نساء، حينما جاءت إلى هنا، كانت زوجة طيبة صالحة، ما شاء الله عليها، أمّاً مربية فلما اشتغلت وصار عندها دخل وراتب، بدأت تنسلخ من حياتها وكرهت زوجها وبيتها، وبدأت تعيش حياة أخرى، هي حياة الإسراف والبذخ والبعد عن الله عز وجل.

ولله تعالى على عبده نعمة في عطائه كما له عليه نعمة في منعه، فالله تعالى لا يقضي لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيراً له، ساءه هذا القضاء أو سره، قال بعض السلف: يا ابن آدم نعمة الله عليك في ما تكره أعظم من نعمته عليك في ما تحب، وقد قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ [البقرة:216].

وقال آخر: ارض عن الله في جميع ما يفعله بك فإنه ما منعك إلا ليعطيك ولا ابتلاك إلا ليعافيك.

قال سفيان الثوري: منعه عطاء، وذلك أنه لم يمنع عن بخلٍ ولا عدم .

وقال ابن القيم في كتاب الفوائد معلقاً على ذلك: المنع عطاء وإن كان في صورة المنع ونعمة وإن كان في صورة محنة، وبلاؤه عافية وإن كان في صورة بلية، ولكن لجهل العبد وظلمه لا يَعُدُّ العطاء والنعمة والعافية إلا ما التذ به في العاجل وكان ملائماً لطبعه، ولو رزق من المعرفة حظاً وافرا لعد المنع نعمة والبلاء رحمة. اهـ.

لأن الله تعالى يعلم أنه لو أنعم على عبده بهذه النعمة سيهلك، وستكون فيها هلاكه، ولكن الله تعالى يرينا من آياته الكثير والكثير.

أذكر أنه كان لي صديق أعرفه جيداً وأعرف شخصيته وطيبته وحرصه على العمل الصالح وكذا وكذا، وشاء الله تعالى أن يحصل على منصب من المناصب، فصار إنساناً آخر، تحول، سبحان الله! كنت أعجب: كيف هذا؟ فلان الفلاني الذي كان وكان… 

كل شيء انتهى، انسلخ من شخصيته القديمة إلى شخصية متكبرة، متعالية، متغطرسة، لا يتكلم مع أحد، ولا يرد على أحد، ويرى نفسه فوق الناس جميعاً. فدخل عليه المنصب، رغم أنه ليس منصباً كبيراً، لكن استشعاره أنه سيد يأمر وينهى، يضغط على الزر، يضع توقيعه على الأوراق، وينادى بالسيد فلان، وإلى آخره، كل هذا أدخل فيه داء الكِبر، والعياذ بالله، وصار نسخة لا تعرفها، أو التي كنت تعرفها من قبل.

فأحياناً، العبد لا يعرف ما يصلحه، ويتطلع إلى شيء لو أجابه الله فيه لهلك به.

وقد يمنع الله عن العبد لحبه له، وقد يعطي الله العبد لبغض له.

فحينما يتأمل المؤمن عطاء الله تعالى له، سواء كان عطاء شخصياً أو على مستوى الأهل أو الوظيفة أو الأولاد، يعلم أن عطاء الله له كله خير.

ولا أقصد من هذا الكلام أنه من الحرام أن يكون الإنسان متطلعاً أو طموحاً أو يحاول أن يرتقي للأفضل، لا أقصد هذا أبداً.

إنما أقصد ألا يسخط الإنسان على عطاء الله، وألا يستقل ما أنعم الله عليه به، وألا ينظر دائماً إلى ما في يد غيره.

قال الله تعالى: “وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِۦ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٞ مِّمَّا ٱكۡتَسَبُواْ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٞ مِّمَّا ٱكۡتَسَبۡنَۚ وَسۡـَٔلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا” [النساء: 32].

فاسأل الله من فضله، واسأل الله من عطائه، فإذا أعطاك، فكن كعبد الله الصالح سليمان حينما قال: “هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي” [النمل: 40].

رابعا/ الدنيا دار نقص :

القانون الرابع: أن الإنسان منا لن يتحصل على كل شيء في هذه الدنيا. الدنيا سنة الله فيها أنها دار نقص.

هذا النقص قدّره الله عز وجل حتى تستمر الحياة.

لو أن كل واحد منا عنده كل شيء، لماذا يتحرك؟ لماذا يتعب؟ لماذا يبذل الجهد؟

فرب العالمين جعل من نقائص الإنسان أنه يحتاج إلى الطعام، يحتاج إلى الشراب، يحتاج إلى الراحة، إذا كان رجلاً يحتاج إلى زوجة، وإذا كانت زوجة تحتاج إلى أن تكون أمّاً.

هذه الغرائز نواقص في الإنسان، لكنها محركة للسعي والعمل والحركة والبذل والأمل.

ولولا هذه الغرائز وهذه النقائص التي قدرها الله فينا، جل الله في علاه، لتوقفت الحياة.

فجعل الله السعي في الدنيا مبنياً على الحاجة التي تحركنا.

الدافع الذي يجعلنا نتحرك بهمة وجدية، ونسعى ونبذل حتى نصل إلى مبتغانا.

ولكن لن يصل الإنسان إلى كل ما يتمنى وكل ما يرغب، لأن دار التمام ودار السلام التي لا نقص فيها هي الجنة التي وعد الرحمن عباده بالغيب. “وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ” [يونس: 25].

خامسا/ النعم ابتلاء من الله :

القانون الخامس: إن نعم الله سبحانه وتعالى، سواء بالكثرة أو بالقلة، هي ابتلاء.

عطاء الله، كثرة أو قلة، هو ابتلاء من الله عز وجل.

فالذي يُعطى خيراً عنده امتحان، والذي يُحجب عنه أو يُمنع أو يُشدد عليه عنده امتحان.

قال تعالى: “وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ” [الأنبياء: 35]. الابتلاء هنا امتحان.

وهذا معنى الآية: “إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ” [التغابن: 15].

البعض يفهم الآية خطأ، فيفهم أن “فتنة” تعني عداء، لا، ليست عداوة.

“فتنة” تعني اختبار. عندك مادة اسمها “مادة المال”، ستمتحن فيها: من أين اكتسبته؟ وفيما أنفقته؟

وعندك مادة ثانية اسمها “مادة الأولاد”، فأنت عندك العاطفة كأب، وتحب أولادك، وتبذل وتنفق عليهم، لكن هل ستربيهم على الطاعة، على معرفة الله؟ هل ستطعمهم من حلال؟

هل سيدفعك حبك لأطفالك أن تظلم أو تبغي أو تسرق، أم سيكون ذلك دافعاً لك لأن تطعمهم من حلال طيب وتتقي الله فيهم؟

فهذه مادة اختبار، وليس المقصود أن المال والأولاد أعداء للإنسان. “إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ” أي ستُبتلى في هذه الأشياء التي فطركم الله على حبها.

سادسا /أسباب زوال النعم:

القانون السادس: متى تزول النعمة؟ نسأل الله عفوه وعافيته.

1- أول سبب الكفر بالمنعم، جحود عطاء الله سبحانه وتعالى. فحينما يكفر العبد بربه، ويجعل نعمته في معصيته، فإن الله يسلبها منه.

وقد ورد في تفسير قول الله تبارك وتعالى: “إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ” [الرعد: 11]، أي إن الله لا يسلب العطاء إلا إذا قابل العبد عطاء الله بكفر نعمته.

والآية الأخرى في سورة الأنفال أوضح في المعنى: “ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ” [الأنفال: 53]. فتغيير النعم سببه جحود فضل المنعم بعطائه، جل وعلا.

2- استغلال النعم في معصية الله: كما قال الشاعر:

إذا كنت في نعمة فارعها               فإن المعاصي تزيل النعم.

وبادر عليها بشكر الإله               فإن الإله سريع النقِم.

3- من أسباب زوال النعم أن تجعلها في ظلم العباد: من أعطاه الله قوة، فهذه نعمة، فإذا استغلها في ظلم العباد سلبها الله منه، ومن أعطاه الله مكانة اجتماعية، منصباً أو ما شابه ذلك، فاستغله في ظلم الناس، فهذا مؤذن بزوال نعمته، وهكذا، كل ظلم سببه نعمة من نعم الله، فهذا سبب من أسباب زوال هذه النعم، والعياذ بالله.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا شكر نعمه علينا

وأن يجعلنا من أهل طاعته. اللهم آمين.


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 9 ديسمبر, 2024 عدد الزوار : 13977 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع