قوانين السعادة 7- كن مفتاحا للخير

تاريخ الإضافة 16 أبريل, 2024 الزيارات : 267

قوانين السعادة

7- كن مفتاحا للخير

قانون اليوم بعنوان كن مفتاحا للخير .

 من دعاء عباد الرحمن الوارد في سورة الفرقان: (واجعلنا للمتقين إماما)، والكثير منا إذا قرأ هذه الآية أو سمع هذا الدعاء يظن أن (واجعلنا للمتقين إماما ) يعني إماما في الصلاة فقط ، وهذا معنى من المعاني، لكن الآية تشمل كل من كان قدوة يتبعه الناس في باب من أبواب الخير، فكما أن هناك إماما في الصلاة فينبغي أن نعلم أن هناك إماما في القرآن هناك إماما في التفسير في الحديث في التجويد …. إماما في فعل الخيرات وأن هناك إماما في الذكر إماما في السعي للصلح بين الناس إماما في كفالة اليتيم إماما في إطعام الجوعى والفقراء والمساكين إماما في البحث عن المرضى الذين لا يجدون العلاج فيعينهم …

 إذن فكل من يتقدم إماما للناس لفعل خير فهو إمام (اللهم اجعلنا للمتقين إماما)

 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ» رواه الإمام ابن ماجه ،وحسَّنه الألباني

 في هذا الحديث قسَّم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم النَّاس قسمين:

مفاتيح للخير، ومفاتيح للشرِّ

القسم الأول/ مفاتيح الخير:

هؤلاء جعل الله وجودهم في الدنيا رحمة وخيرا وبركة وهداية للناس ، يحبون الخير، ويبحثون عن أي باب فيه منفعة للناس فيبذلون جهدهم لفتحه ، وتجد الواحد منهم ناصحا ومعلما وهاديا ومصلحا ، فهو ساع بالخيرات لوجه الله ، فهم الذين قال عنهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- (خير الناس أنفعهم للناس ) وتجده هؤلاء الصنف ما تنافس الناس في خير إلا وكانت أقدامهم إليه أسبق وأياديهم إليه ممتدة ؛ فهم أئمة في الخير.

القسم الثاني / مفاتيح الشر :

هؤلاء الواحد منهم تجده داعيا إلى ضلالة أو بدعة أو ساعيا في ظلم ؛ فهو إمام في البدعة، أو إمام في الضلالة والشر كما قال الله عن فرعون وجنوده -( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون )- [القصص/41] 

الآن سل نفسك من أي الفريقين أنت ؟

مفتاح خير مغلاق شر ؟ أم مغلاق خير مفتاح شر ؟

ولاحظوا من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من فتح باب خير أغلق باب شر والعكس بالعكس ، فالذي يدعو الناس للتوحيد والإيمان بالله فهو يغلق باب كفر وشرك وإلحاد .

الذي يفتح باب الحلال يغلق باب الحرام .

الذي يفتح بابا للفضيلة يغلق بابا للرذيلة.

الذي يفتح بابا للسنة يغلق بابا للبدعة.

والعكس بالعكس

الذي يدعو إلى بدعة فقد أغلق بابا للسنة .

من دعا إلى الحرام وحبب الناس في الرذائل فإنه يغلق باب الفضائل ….الخ 

وقد جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا المعنى في حديث آخر فقال : (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا)

فمن كان مفتاحا للخير تجده في اي مكان يحل فيه رحمة وبركة يبحث عن المصلحة يعلم ينصح يهدي يسارع بالخيرات يقترح اقتراحا إيجابيا يقول كلمة طيبة هذه الكلمة تكون سببا لبناء مسجد سببا لبناء مستشفى سببا لمدرسة سببا لتأسيس او إحياء لسنة سبحان الله العظيم.

ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى:

كان زاذان مغنياً .. صاحبَ لهو وطرب فمر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بمكان كان يغني فيه زاذان ، فقال : ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى ..ثم مضى .. فقال زاذان لأصحابه : من هذا ؟ قالوا : عبد الله بن مسعود ..قال : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!

قالوا : نعم .. قال زاذان .. فألقى في نفسي الَّتوبة ، فسعيت أبكي ، وأخذتُ بثوبه ، فأقبل علي فاعتنقني وبكى ، وقال : مرحبا بمن أحبه الله ، ثم لازم زاذان ابن مسعود حتى تعلم القرآن .. وصار إماماً في العلم

  فنلمس من هذه القصة أثر كلمة ابن مسعود في زاذان ، بالرغم أن ابن مسعود قال كلمة بسيطة ولكن انظروا مدى تأثر ذلك الشاب بها .
وفي هذا درس لنا أننا نحرص على حسن اختيار الألفاظ مع العصاة الذين يرجى منهم الخير .

سبب تأليف البخاري لصحيحه:

يذكر العلماء أن البخاري سمع شيخه إسحاق بن راهويه يوما يقول : “لو جمعتم كتاباً مختصرا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم”, قال: “فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الصحيح”.

انظر ماذا يقولون؟

وعلى النقيض من ذلك من يتكلم بالكلمة فيها شر وأذى….. وللأسف نحن في زمن صار الناس يطربون للفضائح ، والخوض في الأعراض ، وهتك أستار الناس وحياتهم الشخصية …. يا أخي الحبيب اذكر الخير فينتشر ودع الشر فيندثر

وأحيانا ينشرها البعض مستنكرا يقول:  انظر ماذا يقولون؟ اسمع لهذا المقطع الذي فيه فضيحة أخلاقية لفلان أو فلانة

يا أخي هل تظن الناس على قلب أبي بكر الصديق ؟

هناك من سيرى ويستنكر ويقول أعوذ بالله …. وهناك من سيتلقفها مع ضعف إيمانه وربما وقعت الشبهة أو الشهوة في قلبه بسبب ذلك .

فانتبهوا إخواني فقد نساهم في نشر الشر دون أن نتعمده.

فكن مفتاح خير مغلاق شر .

اذكر الخير واحرص عليه وانشره فإذا رأيت شرا فاطوه وأمته بعدم ذكره ، وإذا وجدت نقصا في عمل من أعمال الخير فانصح برفق ولطف أو مد يدك معينا لهم ، بعض الذين لا يجيدون إلا النقض (وليس النقد ) إذا وجد نقصا في عمل خير سلق الناس العاملين به بلسان حاد ويتهمهم في ذمتهم ودينهم ونواياهم ، ويكيل لهم الاتهامات بلا دليل ، فكن يا أخي مفتاحا للخير وتعاون في كل باب فيه خير، وقدوتك في ذلك أمامنا المعصوم حينما شارك قبل البعثة في حلف الفضول الذي تعاهدوا فيه على نصرة المظلوم ، حتى أنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ قال بعد أن أكرمه الله بالنبوة والرسالة: ( لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان، ما أحبّ أن لي به حمر النعم  ، ولو دعيت لمثله في الإسلام لأجبت )

ولسان حالنا ما قاله الشاعر :

أنا نفس محبة كل خير       كل شيء حتى صغير النبات

فكونوا عباد الله مفاتيح الخير مغاليق الشَّرِّ تفلحوا وتسعدوا في الدُّنيا والآخرة، وتُسعدوا غيركم وتنالوا رضا ربِّكم.
نسأل الله تعالى أن يرينا الحقَّ حقًّا ويرزقنا اتِّباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يجعلنا هداةً مهتدين، مفاتيح للخير مغاليق للشَّرِّ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

 

 


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 9 ديسمبر, 2024 عدد الزوار : 13938 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع