1- حقيقة السعادة، وأين نجدها؟
نبدأ أولى خواطرنا لشهر رمضان 1445هـ ، والتي بعنوان قوانين السعادة في القرآن والسنة.
ما معنى كلمة السعادة ؟
السعادة هي كل ما يُدخل الفرح والبهجة على النفس، وهي الشعور بالرضا والراحة النفسية، وتعني السعادة الحقيقية العيش في فرح ووئام، وحبٍّ.
والسعادة هي مبتغى كل واحد منا … خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعل فيه دوافع أو نوازع تحركه… يعطش فيبحث عن الماء … يجوع فيبحث عن الطعام … يتعب يبحث عن النوم… وهو أيضا يبحث عن الشيء اللي فيه لذه أو متعة، ويبحث عن الاستقرار وعن الطمأنينة، وعن راحه البال.
وهذا هو معنى السعادة: أن يلبي الإنسان احتياجات نفسه ومن يعول وفي نفس الوقت يدفع عن نفسه كل مكروه ويجلب لنفسه كل شيء نافع.
وهذا موضوع كبير وفيه مؤلفات كثيرة لمؤلفين مسلمين وغير مسلمين كتبوا في الموضوع.
ونحن في هذه الخواطر بفضل الله عز وجل سوف نستمد كلامنا من النبعين الصافيين المرجعية الأولى لكل مسلم الكتاب والسنة.
ما سبب اختياري لهذا الموضوع؟
- كثره حالات القلق والتوتر والاكتئاب في عصرنا حتى صار عصرنا عصر الاكتئاب والقلق وانتشار الأمراض النفسية التي كثرت بشكل كبير، والسبب في هذا أن كثيرا من الناس أخطأ طريق السعادة أو أنه بحث عن السعادة في غير مظانها.
- الحياة المادية والرأسمالية جعلت الإنسان أشبه بماكينة تعمل لا مشاعر لها ولا يوجد في قاموسهم معاني الحب والرضا والطمأنينة .
الناس يبحثون عن السعادة في الطريق الخطأ :
- فمن الناس من رأى السعادة في أن يلحد وينكر وجود الله، ليتملص من كل التكاليف فلا يصلي ولا يصوم ولا يوجد عنده حلال وحرام … فانطلق إلى الإلحاد وكأنه يبحث عن السعادة بإنكار أشرف وأعظم معلوم وهو الله عز وجل.
- ومن الناس من جعل السعادة هي العلمانية بأن يفصل دينه عن دنياه وتبقى العبادة طقوس روحية يؤديها إذا أحب ذلك.
- ومنهم من زعم أنها في الحرية المطلقة الليبرالية فيفعل ما يشاء كيفما شاء بأي وقت شاء ويقع في انتكاسة الفطرة ومحاربة للفطرة.
- ومن الناس من رأى أن السعادة أن يكون صانع محتوى مشهور لكن المحتوى الذي يقدمه هو التفاهة ، وصناعة التفاهة رائجة جدا هذه الأيام … كيف تصنع نجما تافها بشكل تافه باختيارات تافهة ، وهذه التفاهة لها سوق رائجة حاليا هات أي تافه عمل حاجة تافهة وانظر لعدد المشاهدات ؟!!
أرسل لي أحد الإخوة مقطع فيديو قال لي رد على هذا الرجل .. ولما فتحت المقطع وجدت 8 مليون مشاهدة ، والتعليقات وصلت لخمسة آلاف … ماذا يقول الرجل يقول: إنه أثبت بالقرآن أن آدم وحواء كان لهم أجنحة والدليل قوله تعالى : (قلنا اهبطوا منها جميعا) [البقرة 38]
فقال : في اللغة العربية الهبوط مثل هبوط الطائرة والطائرة تهبط بأجنحة فآدم وحواء كيف هبطوا من الجنة؟ لو هبطوا من غير أجنحة كانوا انكسروا ، فهنا وفقا للفظ القرآني كان لهم أجنحة!!! طيب يا عبقري زمانك هذه الأجنحة أين هي الآن؟ أنت غلبت من قالوا إن الإنسان أصله قرد.
- وهناك من طلبوا السعادة في أكل الحرام وظنوا أن أكل الحرام هو الفرصة الجميلة للحياة وبالفلوس تشتري كل شيء لكن هذه أكذوبة كبرى، فالمال سبب من أسباب الراحة لكنه ليس سبب من أسباب السعادة .
وهكذا الكل يبحث عن السعادة بأسماء مختلفة.
والسعادة ملخصها :
كلما كنت قريبا من الله كنت سعيدا، وكلما ابتعدت عن الله كنت شقيا، وقد ورد هذا المعني في سوره طه في قوله تعالى: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)[طه:123،124]
هو هذا موضوعنا الذي سنتكلم عنه، كل خاطرة نأخذ قانونا من قوانين السعادة في القرآن أو في السنة ونتكلم عليه.
ونخرج إن شاء الله من شهر رمضان؛ وقد تعلمنا ما هو الطريق الصحيح للسعادة .
ونخرج من دنيانا سعداء بالفوز بطاعة الله والعمل الصالح وفي الآخرة إن شاء الله نسعد بلقاء الله ودخول جنات النعيم بعد رضا الله عنا جميعا.
اللهم ارضنا وارض عنا ووفقنا إلى ما تحبه وترضاه .