قوانين السعادة
(11) البركة من أسباب السعادة

نقرأ في القرآن الكريم ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الملك: 1] ، وتبارك معناها الذي بلغ من الخير والعطاء والإحسان الكثرة والكمال والوفرة فتبارك اسمه فلا يذكر على شيء إلا وجعل الله فيه الخير والبركة ، وما نزل على عباده شيئا إلا وجعل فيه الخير والبركة فتبارك الله رب العالمين .
تعريف البركة :
البركة تأتي في اللغة بمعانٍ عدة: الكثرة، الزيادة، العمل القليل الذي يجعل الله تعالى ثمرته عاجلة، الكسب القليل الذي يجعل الله تعالى فيه خيرا كثيرا، العمل الصغير الذي يجعله الله تعالى عظيما، وهكذا .
كيف تكون البركة من أسباب السعادة ؟
- إذا أنعم الله عليك بالبركة في صحتك فهذه نعمة عظيمة.
- إذا جعل الله البركة في أولادك، يجعلهم موفقين ومسددين وبارّين بك ومطيعين لك فهذه نعمة من الله عظيمة.
- إذا جعل الله البركة بزوجة صالحة أو يكرمِك بزوج صالح يعينك أو تعينك على أمر دينك ودنياك هذه نعمة من الله عظيمة.
- أن يرزقك الله بسيارة ليس فيها أعطال كثيرة، وليس فيها مشاكل هذه نعمة من ربنا عظيمة.
- أن يرزقك الله بعمل تحبه سهل المواصلات وسهل في الإنجاز هذه نعمة من ربنا عظيمة.
أين البركة؟
أين البركة في الوقت؟ أين البركة في المال؟
أين البركة في الأولاد؟ أين البركة في العمل؟
أقول لك البركة موجودة لكن لها أسبابها لأن البركة شيء مرتبط بطاعة الله .
كيف نتحصل على البركة؟
أولا / بالإيمان والتقوى:
حينما تكلم الله عن البركة في سورة الأعراف ماذا قال جل وعلا؟ ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف: 96]
(الإيمان والتقوى) لا يعدك الله معهما بكثرة الأموال وكثرة الأرزاق إنما يعدنا الله تعالى بفتح الإنعام منه بالبركة.
البركة أن يجعل الله في القليل كثيرا، البركة ليست أموال … البركة بركة في الوقت، بركة في العمر، بركة في الأولاد…. أن يجعل الله تعالى في وقتك بركة، في سعيك بركة….أن يجعل الله في زوجك بركة. أن يجعل الله في أولادك صلاحا. ان يجعل الله في بدنك عافية…. أن يجعل الله لك راحة البال. أن ينفي الله عنك القلق والتوتر….أن يباعد الله بينك وبين الأمراض وبين الحوادث والآفات والشرور…. كل هذا من البركات .
ولاحظوا كلمة (لفتحنا )هذا الفتح يبين الكثرة ، وكلمة بركات جاءت مجموعة ( لفتحنا عليهم بركات) إشارة إلى كثرة الخير الوافر من الله سبحانه وتعالى ، وهذا كله بالإيمان والتقوى.
الله تعالى لم يعد أحدنا أنه إذا آمن واتقى أن يزاد في راتبه أو أن يزاد في دخله أو أن يزاد في ممتلكاته إنما وعدنا بالبركة.
فما العبرة بالكثير إن لم يكن فيه بركة؟!!
ما العبرة في الكثير إن لم يكن له ثمرة ؟!!
فيجعل الله تعالى في القليل بركة وخيرا كثيرا.
ولذلك قال العلماء : ومن البركة ما صرفه الله عنك ؛ الكثير منا دائما ينظر الى ما صرف له، ما أخذته يداه، لكن لو تأملنا طويلا في هذا المعنى : ما صرف الله لك وما صرفه عنك لعلمت كم من بركة جعلها الله لك.
عافاكم الله جميعا ونسأل الله الشفاء لكل مريض… من الممكن فايروس لا يرى بالعين لا يهتدي الأطباء إلى علاجه أو تشخيصه؛ أنظر كم ينقص من العافية وكم يهدر من الوقت ومن الجهد ومن القلق والتعب دون أن تصل إلى علاج أو شفاء فيجعل الله تعالى من البركة الشفاء والعافية.
تأملوا أيضا أن يصرف الله عنك حوادث الطريق.
أن يصرف الله عنك الفشل في عمل من الأعمال.
أن يوفق الله تعالى أولادك في دراستهم مثلا، فلا يفشلوا ولا يخيبوا، ولا يضلوا عن الطريق المستقيم.
ومن البركة أن يجعل الله العلاقة بينك وبين زوجتك علاقة طيبة ليس فيها كثرة مشاكل وتوترات … فصرف الله عنك المشاكل، وصرف الله عنك قلة الراحة وكثرة المشاكل.
ومن البركة الجار الطيب الذي لا يسبب لك مشاكل ولا متاعب.
ومن البركة السيارة أن يجعلها الله لك قليلة الأعطال أو منعدمة الأعطال.
ومن البركة العمل الذي تقوم به فيعينك الله تعالى وتشعر بعونه ومدده وإن كان شاقا لأنك تسعى على عفة نفسك.
وهكذا لو تأملنا هذا المعنى لرأينا كم جعل الله لنا من بركات لا نستطيع عدها ولا حصرها.
الكثير منا عنده سخط دائم لأنه دائم النظر الى ما فقد لا إلى ما وجد….
فهو دائم التطلع الى ما في يد غيره لا ما في يده… ولو تأملناها والله لعلمنا أن الله سوى بين الجميع لكنه نوّع في العطاء حتى يكون هنالك سنة التدافع، السعي والحركة في هذا الكون ، قال تعالى:﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: 251]
الدنيا قائمة على العمل، على السعي، والآخرة قائمة على النعيم والثواب.
فإذا أعطي الإنسان كل شيء في الدنيا لتوقفت الحياة لاستغنائه ، لكن تجد عندك نعمة في كذا، ونقص في كذا، فالنقص الذي عندك أنا أكمله ، والعكس بالعكس، فيجعل الله النقص فيه عين العطاء، ويجعل في العطاء عين الإضافة إلى الناس.
إذن أنت تنظر دائما الى نصف الكوب الفارغ ؛ أنظر إلى النصف الملآن….أنظر كم أعطاك الله؟ تأمل كم صرف الله تعالى عنك؟ فتعظم نعمة الله تعالى عليك.
فالإيمان والتقوى سببان لفتح بركات من السماء والأرض وعطاء من الله سبحانه وتعالى لا يعلم الإنسان مداه .
ثانيا / من أسباب البركة : الزكاة :
الزكاة اسم على مسمى قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [التوبة: 103]
زكى في اللغة تأتي من التزكية بمعنى التطهير، وتأتي من الزكاة بمعنى النماء ، زكى المال يعني نما المال، والطعام زكي، كما في الآية: (فلينظر أيها أزكى طعاما ) يعني طعاما طيبا.
فالصدقة أو الزكاة تطهرك من الأنانية والبخل والشح وحب الذات والكبر، وتجعل فيك طهرا من هذه الصفات الخبيثة إلى صفات طيبة، الرحمة والعطف على الناس والرفق بالفقراء وذا الحاجة واليتيم والمسكين إلى غير ذلك.
ومن المعاني زكى المال يعني نما؛ الزكاة ظاهرها النقص؛ أنا معي ألف دولار طلعت زكاة خمسين دولار مثلا، هذا المال صار تسعمائة وخمسين…. إذن في نقص !!
الله تعالى يعدك أن الزكاة فيها البركة فأنت تطهر مالك بهذا القليل، ربع العشر حتى يكون في بقية المال البركة.
تأملوا يا وجوه الخير الله جل وعلا يقول هذا في كتابه: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: 39] أنت ترى بعينك المال ينقص في الظاهر لكن البركة من عند الله في هذا المال.
والنبي ﷺ يقسم بالله عز وجل ( ما نقص مال من صدقة.)
ويبين ﷺ في حديث قدسي عن الله عز وجل: ( يا ابن ادم أنفق أنفق عليك.)
أنفق في طرق الخير وأبواب البر ، وما أوجبه الله عليك من زكاة ومساعدة لمحتاج وفقير، أٌنفق عليك .
فأنت تظن أن النفقة فيها النقص … كلا فإن الله تعالى يعدك بالزيادة .
وفي الحديث يقول النبي ﷺ: “ما من يوم يصبح فيه العباد إلا وينادي ملكان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر: اللهم اعط ممسكا تلفا. “
إذن فالبركة بالزكاة، البركة بالعطاء، البركة بالإنفاق.
من كان يشكو أن دخله لا يكفيه فليتصدق منه:
اجعل من دخلك صدقة لله ثم تأمل بعد ذلك البركة التي يجعلها الله في هذا القليل.
الزكاة لا تجب إلا على الغني الذي حقق الكفاية، لكن الصدقة بابها مفتوح للجميع.
يقول النبي ﷺ: (أفضل الصدقة أن تصدق وأنت شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى. )
دخلك لا يكفيك، دخلك ضئيل جدا ثم تجعل من هذا الدخل القليل صدقة بينك وبين ربك فيجعل الله في القليل بركة وخيرا وكثرة.
كيف ذلك؟
أنا وأنت لن ندركها بالحسابات الظاهرة ، لكن عند الله عز وجل حسابات أخرى…. بركات من السماء والأرض…. فأنا أصدق الله فيما قال (فهو يخلفه) وأصدق رسول الله في قسمه (ما نقص مال من صدقة) وأنفق رجاء بركة الله سبحانه وتعالى في هذا المال.
ثالثا/ من أسباب البركة : الرزق الحلال:
الرزق الحلال معادلة صعبة في هذا الزمن لكثرة تداخل الحرام في الحلال…. وكما ورد في الأثر أنه يأتي زمان على أمتي من لم يأكل الربا أصابه من غباره؛ نسأل الله أن ينجينا وأن يعافينا من الحرام وموارده، اللهم آمين.
فالكسب الحلال صعب ، تحري الشبهة بالبعد عن منطقة الحرام وما تجرها يجعل الإنسان دائما عنده معاناة .
أما الكسب الحرام ففيه سهولة وفيه يسر لكن بشرط أن تتنازل عن مبادئك، وعن دينك، وعن شرفك، وعن أمانتك، وأن تكون غشاشا أو منافقا!!!
والسعادة لا تكون بكثرة المال، وإنما بأن يجعل الله في المال بركة.
يقول النبي ﷺ لحكيم بن حزام: (يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة) شكله جميل وكسب الإنسان وأن يمسك الفلوس في يده هذا شيء مريح للنفس شيء يجعل الإنسان عنده ثقة واطمئنان وشعور بالأمان .
(إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه. ) والمقصود هنا أن تأخذه بعزة، أن تطلب رزقك من طريق حلال يجعل الله تعالى فيه الخير والبركة.
أعجب والله لهؤلاء الذين يسرقون الملايين ويجيعون الشعوب ويحولوا الناس الى فقراء فقر مدقع شديد ثم بعد ذلك يشكون ويتململون وعندهم ما عندهم في الخزائن ، ثم يرحلون ولا ينتفعون بشيء من ذلك.
فالعبرة ليست في كثرة المال؛ العبرة أن يكون حلال أن يكون فيه بركة.
وكان الشاعر يقول:
جمع الحرام إلى الحلال ليكثره أخذ الحرام الحلال فبعثره
الحرام لا يبقي على شيء قال تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾ [البقرة: 276] وهذا المحق يكون في الربا، وفي كل مال مكتسب من حرام، فلا يغرنك كثرة المال إن كان طريقه من حرام فيكون نقمة عليك وعلى أهل بيتك.
لا يغرنك كثرة الممتلكات من حرام، أو من شبهات، أو من غصب ميراث أو بعدم رضا نفس، وبغش أو بكذا أو بكذا… فقد رأينا بأعيننا المرتشين والفسدة والذين يأكلون أموال الناس بالباطل كيف صارت حياتهم والعياذ بالله الى جحيم، وكيف صار أبناؤهم في ضياع، ولذلك قال الله عز وجل : ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ [النساء: 9]
عبرة من قصة موسى والخضر :
وذكر الله تعالى لنا في كتابه قصة الغلامين اليتيمين في قرية أهلها أهل لؤم وبخل ؛ في قصة موسى والخضر لما نزل موسى والخضر في الرحلة الثالثة إلى قرية ﴿فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ [الكهف: 77] وجدا جدارا مائلا آيلا للسقوط؛ فما الذي فعله الخضر؟ أزاح الحائط تماما، بنقضه ثم أعاد البناء بمعاونة موسى.
نبي الله موسى قال لن أسالك لماذا هدمت ؟ ولماذا بنيت ؟ لكن هؤلاء أهل بخل ولؤم ( لو شئت لاتخذت عليه أجرا) خذ منهم أموال نشتري طعاما حتى نتقوت ، وبعد أن ذكر له تفسير الوقائع السابقة ذكر له الثالثة فقال له : ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴾ [الكهف: 82]
تأملوا ، مال حلال يدخره الرجل لأبنائه تحت الجدار لم تكن هناك بنوك ولا خزائن ولما أوشك الجدار أن ينهدم ، وأهل القرية أهل لؤم وبخل سيستولون على هذا المال، ولن يتركوا لهؤلاء الأيتام شيئا؛ يسخر الله تعالى رسوله وكليمه موسى ونبيه الخضر عليهما السلام لإعادة بناء الجدار!!!
ما السر في هذا ؟(وكان أبوهما صالحا) مال حلال لرجل صالح يدخر المال لأبنائه فيوكل الله تعالى من يحفظ المال للأيتام، فخير تأمين على أبنائنا ليس بتأمين مستقبلهم بكثرة المال من حرام إنما تأمينه بالتقوى.
رابعا / من أسباب البركة الاجتماع على الطعام :
بين لنا رسول الله ﷺ: إن الله يحب أن تكثر الأيدي على الزاد، ولما جاءه رجل قال : (يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع)عندنا طعام نأكل ولا نشبع (قال : فلعلكم تأكلون متفرقين)
كل واحد يأكل وحده هذا واقعنا كل واحد عنده ساعة يخرج فيها من العمل ينتهي فيها من الدراسة ،هذا يأكل الساعة كذا ، وهذا يأكل الساعة كذا .
نقول اجعل وجبة تجمع أهل البيت جميعا يجعل الله في هذا الاجتماع خيرا وبركة ، إن الله يحب تكثير الأيدي على الزاد ، لقول النبي ﷺ (طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة، وطعام الأربعة يكفي الخمسة والستة)
فالرجل يقول نأكل ولا نشبع قال : “لعلكم تأكلون متفرقين قال نعم قال فاجتمعوا على طعامكم وسموا الله يبارك لكم فيه. “
وأوصانا ﷺ بالتسمية عند الطعام والأكل باليمين حتى لا يكون للشيطان سبيلا لهذا الطعام ؛ فإنه يستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه فتوصي نفسك وأهل بيتك سموا الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وارزقنا خيرا منه وإن كان حليبا تقول: وزدنا منه ؛ كما كان هديه ﷺ.
ومن البركة أيضا في الطعام أن تأكل من حواف الإناء وليس من وسطه. يقول النبي ﷺ: إن البركة في الوسط فكلوا من جوانبه ولا تأكلوا من وسطه فإن البركة في الوسط.
خامسا / من أسباب البركة تنظيم الأوقات:
تنظيم الأوقات لأن هنالك أوقات بينية كثيرة ضائعة، والنبي ﷺ كان يقول : “اللهم بارك لأمتي في بكورها “
وفي هذا إشارة إلى أنك تأخذ اليوم من أوله، الهمة والنشاط والذهن المتفتح فتستطيع أن تحصل خيرا كثيرا في هذا الوقت المبكر بعد صلاة الفجر لأن فيه العطاء القوي والذهن المتفتح ، أما من ينام إلى الضحى أو ما شابه ذلك فقد ضيع بركة اليوم .
ومن جهة أخرى أن تجعل في الأوقات البينية عملا يفيدك…. الهواتف الذكية الآن في أيدي الجميع فيها فوائد كثيرة لكن تعجب أن الكثير جعلها لسماع الأغاني، وجعلها للألعاب المختلفة، وجعل مضيعة الأوقات في مشاهدة مقاطع الفيديو الكثيرة والمتنوعة ، وكثرة الرسائل التي وصلت إلى حد التخمة في الواتساب اغلبها مضيعة للأوقات.
فاترك كل ما لا نفع فيه ولا فائدة إلى ما فيه نفع وفائدة.
إذا نظمنا أوقاتنا وقمنا باستغلال الأوقات البينية سنرى من هذا الأمر فائدة عظيمة ، ونأخذ بركة دعوة رسول الله ﷺ أول النهار “اللهم بارك لأمتي في بكورها.“