قصة الشيخ محمد متولي الشعراوي مع الساحر الهندي في باكستان
هذه القصة ذكرها الشيخ الشعراوي في تفسيره:
أثناء زيارة الشيخ الشعراوي لباكستان لحضور مؤتمر إسلامي، نزل ضيفًا على الشيخ رياض الخطيب، الذي كان يشغل منصب سفير المملكة العربية السعودية في باكستان.
أخبر الشيخ رياض الشيخ الشعراوي عن ساحر هندي في بلدة صغيرة على تخوم باكستان يقوم بعروض سحرية مدهشة، ودعاه لمشاهدة أحد هذه العروض.
ذهب الشيخان إلى تلك البلدة، حيث قدم الساحر عرضه أمامهما.
قام الساحر بلف قطعة من القطن الأبيض على هيئة حبل، ثم فرده ليقف بشكل مستقيم في الهواء.
بعد ذلك، طلب من طفل صغير مرافق له أن يتسلق الحبل، وبالفعل، بدأ الطفل في التسلق بسرعة وكأن الحبل بنيان صلب، مما أثار دهشة الحضور.
بعد مشاهدة هذا العرض، فكر الشيخ الشعراوي مليًا في تفسير ما حدث، مستندًا إلى قوله تعالى: “سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ” (سورة الأعراف، الآية 116). استنتج الشيخ أن ما شاهده هو تخييل وليس حقيقة.
في زيارة لاحقة، اصطحب معه كاميرا لالتقاط صور للعرض، وعند تحميض الصور، وجد أنها بيضاء تمامًا، خالية من أي صورة للساحر أو الحبل أو الطفل، مما أكد له أن ما حدث كان مجرد خداع بصري.
فسر الشيخ الشعراوي ذلك بأن الساحر قد يكون استعان بالجن لتشكيل هذه المشاهد، مستشهدًا بقوله تعالى: “وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا” (سورة الجن، الآية 6).
وأشار إلى أن الجن عندما يظهر للبشر يتشكل في صور مادية يمكن إدراكها، وبذلك قد يكون الحبل والطفل المتسلق مجرد تجسيدات من الجن لخداع أعين الناس.