كتاب الخطب المنبرية عن الهجرة النبوية
الحمد لله الذي جعل التاريخ عبرةً لأولي الأبصار، وربط القلوب المؤمنة بحب النبي المختار وحب صحابته الأخيار من المهاجرين
والأنصار، والصلاة والسلام على من خطَّ بسنَّته طريق النور في ظلمات الشرك والضلال، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد
في كل عام هجري، يتجدد في ذاكرة الأمة حدثٌ من أعظم الأحداث، ومحطة فارقة في تاريخ البشرية: إنه حدث الهجرة النبوية، الذي مثّل نقطة التحوُّل الكبرى من الاستضعاف إلى التمكين، ومن مرحلة البناء الفردي إلى تأسيس المجتمع والدولة.
وهو ليس مجرد حدث عابر أو انتقال جغرافي، بل كان تأسيسًا لهوية أمة ، وانطلاقةً لدعوة عالمية، وتطبيقًا عمليًا لمنهج متكامل في الإصلاح والبناء.
ومن هنا، تأتي هذه المجموعة من الخطب المنبرية التي تتناول الهجرة النبوية لا بوصفها ذكرى تاريخية، وإنما باعتبارها مدرسة تربوية وفكرية وإيمانية، تستدعي التأمل في دروسها، والاستلهام من معانيها، والاستفادة من هديها في معالجة واقع الأمة الراهن.
ما يميز هذه الخطب أنها لم تقتصر على السرد التاريخي المجرد، بل جمعت بين التأصيل الشرعي، والتحليل الواقعي، والاستنباط التربوي، مع الربط بين الحدث التاريخي والواقع المعاصر؛ لتكون الهجرة منهجٍ عمليٍّ يعالج التحديات التي تواجه الأمة، لا مجرد حدث نحتفي به.
ولفت الأنظار لأهمية التاريخ الهجري كهوية حضارية لأمة الإسلام، والوقوف على أسباب إلغائه كتقويم رسمي لبلاد المسلمين، والعمل على ضرورة إحيائه في حياة المسلمين.
ولتحقيق الاستفادة من السيرة العملية للنبي ﷺ وصحابته: لا تسرد الخطب سيرة النبي كقصص، بل تستخرج منها الدروس المتعلقة بالإعداد، والبذل، واليقين، والعمل المنظم والتخطيط المتقن.
إن هذا العمل المبارك جاء ليقدم للأئمة والدعاة، مادة دعوية ، مستلهمة من مدرسة الهجرة النبوية، باعتبارها منهاجًا دائمًا في التغيير والبناء، لا مناسبة مؤقتة في مطلع العام.
ونسأل الله تعالى أن يكتب القبول لهذا العمل، وأن يجعله لبنة في مشروع نهضة الأمة وهدايتها، وأن يجعل كل من ساهم في إعداده ونشره من الذين قال فيهم: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا) [فصلت: 33]
والله الموفق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وكتبه
د. حسين عامر
مدينة لافال – كندا
1 محرم 1447هـ
لتحميل الكتاب اضغط على الرابط التالي:
الخطب المنبرية عن الهجرة النبوية