شرح الأربعون النووية

7- الدين النصيحة
عَنْ أَبِيْ رُقَيَّةَ تَمِيْم بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النبي ﷺ قَالَ:( الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: للهِ، ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ) رواه مسلم.[1]
راوي الحديث:
تميم الداري وكنيته أبو رقية، لأنه ليس له إلا ابنة وبها يكنى ، وهو تميم بن أوس الداري نسبة إلى قرية في لبنان أو مدينة اسمها دارين، وقال بعض المؤرخين نسبة إلى جده اسمه الدار ابن هانئ، وتميم رضي الله عنه ممن تأخر إسلامهم أسلم سنة 9 هجرية وله قصة التقى فيها بدابة اسمها الجساسة والتقى بالمسيح الدجال بعدها، والقصة مروية في صحيح مسلم ولها حديث طويل ، وتميم كان من قراء الصحابة ومن حفظة القرآن وكان من فقهائهم رضي الله عنهم، وله في صحيح مسلم هذا الحديث فقط وفي كتب السنن ثمانية عشر حديثا.
شرح الحديث
نلاحظ أن في كل الأحاديث التي مضت وهذا الحديث الذي معنا أن الإمام النووي رحمة الله عليه يختار الأحاديث بعناية وأن كل حديث منها يمثل قاعدة من قواعد الدين التي لا ينبغي للمسلم أن يجهلها.
(الدين النصيحة) كلمة الدين تأتي ولها عدة معان:
- الدين بمعنى الجزاء، (مالك يوم الدين)
- والدين بمعنى النظام والقضاء كما في قوله تعالى : في قصة يوسف ﴿ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [يوسف: 76] أي في نظامه وقانونه.
- وكلمة الدين من دان يدين بمعنى يخضع ويستسلم، ومن هنا جاء بمعنى العقيدة، فمن يدين يعتقد ويخضع، سواء عقيدة صحيحة أو باطلة فكل أتباع اعتقاد بحق أو باطل، يسمى هذا المعتقد دينا.
- والمقصود في هذا الحديث من كلمة (الدين ) دين الإسلام بما يحمله من شرائع وأحكام.
(الدين النصيحة) كلمة النصيحة وقع فيها بعض الخلل في الفهم، لأن كثيرا منا يفهمون أن النصيحة هي نصح المخطئ، ولذلك استشكل البعض هذا الحديث وقال: أنا أنصح مسلما لكن كيف أنصح الله؟
معنى كلمة النصيحة في الاستعمال اللغوي، غير الاستعمال العرفي؛ الاستعمال العرفي أن النصيحة هي نصح المخطئ، لكن النصيحة في أصلها واشتقاقها اللغوي تأتي بمعنى تصفية الشيء من الشوائب، يقولون في اللغة العربية نصحت العسل صفيته وخلصته من الشمع، ويقولون نصحت الثوب إذا رقعه وأزال ما به من فتق أو عيوب فالنصيحة لها معنيان:
المعنى الأول: تحري الإخلاص:
لأن النصيحة من النصح وهو الصفاء والتنقية من الشوائب فأنا ناصح أمين، مخلص فيما أقول وأمين فيما أدعوكم إليه، وعندنا في القرآن توبة نصوح أي خالصة من أي نفاق أو رياء أو تعلق بالذنب، لأن من شروط التوبة أن تكون نادما مقرا بالذنب عازما على عدم العودة إليه، فتسمى التوبة النصوح التي لا رياء ولا كذب ولا إصرار على الذنب فيها.
إذن فالمعنى الأول في كلمة النصيحة تحري الإخلاص قولا وعملا.
والمعنى الثاني: بذل الجهد في إصلاح المنصوح:
فإن رأيت عيبا في أخي فمن باب الأمانة ومن حقه علي ولأني أحب له ما أحب لنفسي أنصحه في الله، وعكس النصح الغش، فهذا بائع ناصح أمين، وهذا بائع غشاش يغش أو يدلس في بضاعته.
(الدين النصيحة) في اللغة العربية غالبا المبتدأ يأتي معرفة والخبر يأتي نكرة تقول الأرض واسعة، السماء صافية، هنا جاء المبتدأ والخبر الاثنان معرفين وكلاهما محلي بأل، (الدين النصيحة) ، ما السبب في ذلك؟
قال العلماء: إذا جاء المبتدأ والخبر معرفين أفاد الحصر، كأن المعنى هنا ما الدين إلا النصيحة.
قد يسأل البعض ويقول ما الدين إلا النصيحة؟ لكن الدين فيه أبواب أخرى كثيرة؟ فالنصيحة باب من أبواب الدين؟
نقول لك إن هذا في اللغة العربية محمول على المبالغة في التعبير، كما قال النبي: (الحج عرفة) وهل الحج عرفة فقط ؟ كلا الحج فيه إحرام وفيه سعي وطواف وكذا، فقول النبي الحج عرفة إشارة إلى أنه ركن الحج الأعظم.
وفي اللغة العربية يقولون: إن الحصر نوعان:
حصر حقيقي، وحصر إضافي.
حصر حقيقي : بمعنى أنه ينفي ما عداه، إذا قلت لا إله إلا الله، هذا حصر حقيقي، لا معبود بحق إلا الله، فننفي عبادة نقصد بها أحدا غير الله، لا معبود لا مألوه بحق إلا الله.
الحصر الإضافي: (أي نسبي) وهو ما اختص المقصور عليه بحسب الإضافة إلى شيء معين لا مطلقا، مثال: لا كريم إلا زيد.
فإن الإطلاق لا يصح، إذ قد علم قطعا أن في الناس من هم كرماء غير زيد.
لكنك تقصد القصر في سياق معين، نحو: لا كريم في هذه القرية، أو المدينة أو نحو ذلك.
ومثل (الدين النصيحة) و(الحج عرفة) والقول المشهور (الدين المعاملة) [2]
فمعنى الدين النصيحة: أي عماد الدين النصيحة ، أوما الدين إلا النصيحة.
وفي رواية سنن أبي داوود النبي ﷺ كررها ثلاثا: ( الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة) وقد كررها لإثارة انتباه السامع .
(قلنا لمن يا رسول الله) من ننصح؟
أولا/ النصيحة لله:
قال: (لله) وليس المقصود هنا ظاهر اللفظ، تنزه الله عن ذلك، الله تعالى لا يحتاج للنصيحة بمعنى أن فيه عيب فيصوب، جل الله في علاه، إنما كما ذكرنا النصيحة هي تخليصك للشيء من الشوائب؛ فمعنى النصيحة لله إخلاص التوحيد لله، فأنا أنصح لله أخلص العمل لله، فلا يتعلق بالعمل أي شائبة تؤثّر في صحته، فنفرده سبحانه بالعبادة (إياك نعبد واياك نستعين)، والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وأنه موصوف بكل كمال ومنزه عن كل نقص.
ومن النصح لله كما أن الله أنعم عليك بنعمة طاعته وحبه أن تحبب الخلق في الله، وأن تدلهم على الله ، وأن تدعو من أشرك ، ومن أعرض، ومن كفر ومن أنكر ومن ألحد تدعوه إلى الله سبحانه وتعالى
ويذكر أن نبي الله عيسى سئل من الناصح لله؟ فقال: من يقدم حق الله على حق الخلق.
ثانيا / النصح لكتاب الله:
(ولكتابه) هل الكتاب هنا القرآن أم جميع الكتب السابقة؟
المقصود القرآن وهذا هو التفسير الأغلب عند العلماء الذين شرحوا الحديث، ومنهم من قال: ويشمل الكتب السابقة ومن النصح أن نؤمن أنها كتب أنزلها الله عز وجل على رسله مثل التوراة والإنجيل والزبور، فتكون معنى كلمة كتابه اسم جنس مثل كلمة الإنسان تدل على جنس الإنسان وليس على شخص واحد، فمعنى الكتاب ليس كتابا واحد إنما جنس الكتب المنزلة.
كيف يكون النصح للقرآن؟
أن نؤمن أنه كلام الله عز وجل، التصديق به وبما فيه، ثم امتثال ما فيه من أوامر واجتناب ما فيه من نواه ٍ.
قال عبدالله بن مسعود: في قوله تعالى: (يا أيها الذين امنوا) قال إذا سمعت ( يا أيها الذين امنوا) فارعها سمعك، فخيرا تؤمر به أو شرا تنهى عنه.[3]
ومن النصح لكتاب الله:
- أن نعرف كتاب الله ونعرف كيف نتلوه تلاوة صحيحة.
- حفظ آياته.
- تعليمه، لحديث (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) [4]،وقال: (يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا“) [5]
- وجعل الله تعالى الشرف في كتابه لأنه كلام الله فهو يعلو على أي كلام، وكل ما اتصل بكتاب الله نال من شرف كلام الله عز وجل، وكل من أعان على كتاب الله عز وجل بالتلاوة الصحيحة وأحكام التجويد أو القراءات العشر، أو برمجة التطبيقات على الهواتف الذكية ، فمن يقم بهذا العمل فهو من النصح لكتاب الله عز وجل.
- ومن النصح لكتاب الله الاهتمام بعلم القراءات والتفسير وعلوم القرآن ومعرفة المكي والمدني وأسباب النزول وهناك آيات الأحكام وفقه الدليل الشرعي والاستنباط.
وكل هذه الأمور من النصح لكتاب الله عز وجل، نسأل الله تعالى أن يشرفنا بشرف خدمة كتاب الله تلاوة وفهما وتدبرا وتعلما وتعليما وتفسيرا، اللهم آمين.
ثالثا/ النصح للرسول:
(ولرسوله ﷺ ) كيف ننصح لرسول الله؟
- تنصح لرسول الله بالإيمان به، وطاعته، واليقين أنه ﷺ ما ينطق عن الهوى، وأن ما أمرنا به رسول الله وما نهانا عنه هو وحي يجب الالتزام به واتباعه، قال تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ [النساء: 80] و ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر: 7]
- ومن النصح لرسول الله محبته، وتقديم محبته ﷺ فوق كل محبة ؛ كما قال: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)[6]
- أن نقتدي به في سنته وهديه، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21]، فكلما تعلق قلبك برسول الله ﷺ، تعلق قلبك بالشريعة وتعلق بالسنة.
- ومن النصح لرسول الله نشر أخلاقه في الناس، وتحبيب الناس فيه ﷺ.
- ومن النصح لرسول الله إحياء السنن المهجورة.
- ومن النصح لرسول الله معرفة سيرته، وأحواله وهديه وطريقته لأن هذا نشر لدين الله عز وجل، فالسنة كل ما نقل عن رسول الله من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، فهذا من النصح لرسول الله.
رابعا النصح لأئمة المسلمين:
(ولأئمة المسلمين ) كل من ولي من أمر المسلمين شيئا فهو إمام، الإمامة في الصلاة تسمى الإمامة الصغرى، ثم الإمامة العظمى وهي الحكم بين المسلمين نسمه الملك الرئيس الخليفة السلطان الأمير، كل هذه أسماء تختلف من عصر إلى عصر ومن مكان إلى مكان، ثم كل مسؤولية هي من الإمامة مثل والي المدينة أو المحافظ أو العمدة ثم الوزير ورئيس الوزراء وهكذا… فكل من ولي مسئولية في المسلمين فهو إمام، فله منا النصح ، فعندنا العلماء والأمراء.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمة الله: (وأئمة المسلمين صنفان من الناس:
الأول: العلماء، والمراد بهم العلماء الربانيون الذين ورثوا النبي ﷺ علماً وعبادة وأخلاقاً ودعوة، وهؤلاء هم أولو الأمر حقيقة، لأن هؤلاء يباشرون العامة، ويباشرون الأمراء، ويبينون دين الله ويدعون إليه
الصنف الثاني: من أئمة المسلمين: الأمراء المنفذون لشريعة الله، ولهذا نقول: العلماء مبينون، والأمراء منفذون يجب عليهم أن ينفذوا شريعة الله عزّ وجل في أنفسهم وفي عباد الله)[7]
فالعالم مبلغ عن الله عز وجل، ثم الأمير منفذ ما فيه مصلحة البلاد والعباد.
وقد عرف العلماء مهمة الحاكم : بأنه هو الذي عليه حراسة الدين وسياسة الدنيا.[8]
قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]
وأولي الأمر هنا فسرت بالعلماء وفسرت بالأمراء، ولا مانع من أن يكونا الاثنين، فالعالم يبلغ مرادا الله عز وجل، والعلماء ورثة الأنبياء، فيطاعون لأن في طاعتهم اتباع لمنهج الله ورسوله، والأمراء منفذون لهذا الأمر.
فإذا أمر أولوا الأمر سواء عالم أو أمير أو مسؤول بمعصية أو بما يخالف الصواب هنا نقول له : أنت لست على صواب لأن الله لم يجعل الأمراء والعلماء ملائكة أو أنبياء معصومين إنما هم بشر يصيبون ويخطئون، وقد أبى الله تعالى أن يكون الكمال إلا لذاته سبحانه وتعالى، والعصمة لرسله ، ثم بعد ذلك كل البشر يصيبون ويخطئون، لا يصح القول عن بشر أنه لا يخطئ أبدا كما زعمت الشيعة في أئمتهم.
ولذلك من النصيحة للأمراء طاعتهم فيما لا معصية فيه، وعدم طاعتهم في المعصية ، وكنا نسمع من يظلم ويبرر ظلمه بأن يقول: أنا عبد المأمور، يعنى عندنا آمر، ومأمور وعبد للمأمور !! فهو من السفلة، آخر واحد في الرتبة.
فلا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف كما قال النبي ﷺ، وهذا الحديث له قصة:
أن الرسول أرسل سرية من الجيش وهذه تكون في الغالب هدفها استخباراتي جمع معلومات، وأوصاهم الرسول بطاعة أميرهم (من أطاع أميره فقد أطاعني) وذات يوم غضب عليهم فنادى قائلا: أجمعوا لي حطبا، فجمعوا حطبا، قال أشعلوا فيه النار، أشعلوا النار، قال ألقوا بأنفسكم فيها!! فتوقفوا.
قال: ألم يأمركم رسول الله بطاعتي ألقوا بأنفسكم فيها، فجعلوا يلتفت بعضهم إلى بعض، فألهم الله أحدهم فقال لقد اتبعنا رسول الله فرارا من النار، فكيف نلقي بأنفسنا فيها، فهدأ غضبه وانتهت المسألة، فلما رجعوا ذكروا لرسول الله ﷺ ما حدث، قال لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف)[9]
إذن طاعة الأمراء أو كل من ولي أمر المسلمين طاعتهم فيما لا معصية فيه، ومن النصيحة أن ننصحهم وألا نغشهم وألا ننافقهم، والحاكم العادل يقرب المتخصصين والمستشارين منه، وينزل على آراء أهل التخصص، فعنده أعوان، وبطانة تعينه وتسدده، وترفع له الأمر على صورة وهيئة صحيحة.
ولذلك من الغش الذي عده رسول الله من علامات الساعة لما سأله رجل متى الساعة؟ قال إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال وكيف إضاعتها قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)[10]
فإذا تولى المسؤولية غشاش أو منافق أو لص سنتحول من فساد الدولة إلى دولة الفساد، ومن فساد الإدارة إلى إدارة الفساد، نسأل الله عفوه وعافيته.
هل تجوز معارضة الحاكم؟
بعض الشباب يحدث عندهم خلط في المفاهيم، فالحاكم ليس إلها، وليس نصف إله، إنما هو بشر يصيب ويخطئ، ومن حق أي شخص من الناس أن يعارضه وأن يقول إن الحكومة أخطأت، لأن هذه مصلحة أمة.
ولما كان الخليفة عمر يقول: ماذا لو رأيتم في اعوجاجا؟ فقال احدهم لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا، وهذه كلمة غليظة، فلما هم به بعض الجالسين قال عمر: لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها.
وهذا بشرط أن يكون المتكلم يتكلم بقصد الإصلاح، وليس بقصد الإفساد فلا ينشر إشاعات وأراجيف ويزلزل المجتمع؛ هذا طبعا يخالف شرع الله سبحانه وتعالى،
فإذا كان الحاكم بشر فمعنى ذلك أنه يصيب ويخطئ، ومن الممكن أن يكون المعارض أيضا على خطأ ويكون الحاكم على صواب، لأن الاجتهادات البشرية مما يحصل فيها تنازع في وجهات النظر واختلاف وتنوع في وجهات النظر.
وليست المعارضة مثل بعض الأنظمة الغربية؛ الحكومة تقول يمين المعارضة تقول شمال، القانون الفلاني كذا لا كذا، فالمعارضة من أجل المعارضة تضييع للوقت، إنما المعارضة البناءة أو النقد البناء الذي يصب في مصلحة المجتمع ككل هذا مقبول.
والحاكم إذا رأى من الناس أنهم متيقظون وأنه إذا حاد عن الصراط، أو مال عن الحق والعدل إلى الظلم والجور وقف له الناس؛ فلم يسكتوا على ظلمه هنا سيحسب الحاكم لكل قرار ألف حساب بما فيه مصلحة البلاد والعباد.
مشايخ السلطان والغش لأئمة المسلمين:
مصطلح “مشايخ السلطان” أو “علماء السلطان” يشير إلى فئة من علماء الدين أو المشايخ الذين يسخّرون علمهم وفتاواهم لخدمة الحاكم أو السلطة القائمة، ويقدمون التبرير والشرعية لأفعاله وقراراته، حتى لو كانت ظالمة أو مخالفة للشرع في نظر البعض.
السمات الأساسية لعلماء السلطان:
- تأييد الحاكم: يقدمون الدعم المطلق والمبالغ فيه للحاكم ويوالونه في كل تصرفاته، ويبررون كل أخطائه.
- تطويع النصوص: يعملون على تأويل أو تحريف الآيات والأحاديث النبوية لتناسب مصالح السلطة ورؤيتها السياسية.
- تجنب الحق: يتجنبون الحديث عن قضايا العدل، والشورى، ومحاسبة الحاكم على الظلم، أو أي قضايا تتعارض مع توجهات السلطة، ويتحدثون دائما عن وجوب طاعة أولي الأمر طاعة مطلقة وحرمة الخروج عليهم.
- النفاق والكذب: فهو يخلع على الحاكم كل الصفات التي هو عار عنها مثل العادل والملهم والحكيم والساهر على مصلحة الأمة….الخ.
- الطمع والخوف: غالبًا ما يكون الدافع وراء هذا السلوك هو الطمع في المنافع الدنيوية (كالمال والمناصب) أو الخوف من بطش السلطان.
وحسبنا الله ونعم الوكيل في مشايخ السلطان الذين ضيعوا الدين، ، هذه العمم التي على رمم، وهذه اللحى التي طالت في الباطل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفي المقابل علماء الأمة الصادقين:
وهؤلاء:
- يقولون كلمة الحق ولا يخشون في الله لومة لائم.
- يرفضون بيع علمهم لأجل الدنيا.
- يلتزمون بنصح الحاكم بالمعروف دون مداهنة أو خوف.
- يرون النصح لأئمة المسلمين بطاعتهم في المعروف، وعدم طاعتهم في المعصية.
- ويرون أن من النصح لهم إذا كان هناك ظلم أن يسعوا لرفع المظالم إليهم، وإذا كان هناك خطأ نبين هذا الخطأ، وإذا كان مفسدة يبينوا هذه المفسدة بالوسائل المتنوعة التي تختلف باختلاف كل زمان ومكان.
والوسائل تتغير بتغير الزمان والمكان ، فلا يقبل الجمود على وسيلة بعينها قام بها الأولون، لأن الوسائل متغيرة لكن الغاية واحدة، وهي الإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو رفع الظلم عن المظلومين والقهر عن المقهورين، والأخذ على يد الظالم بأي وسيلة مشروعة مباحة، فالوسائل تتغير لكن الغاية واحدة وثابتة.
المعنى الثاني (أئمة المسلمين) هم العلماء:
قال شراح الحديث إن النصح لأئمة المسلمين العلماء تكون باحترامهم وتوقيرهم والأدب في مناقشتهم، وأن ننزل الناس منازلهم، ونعطي عالمنا قدره، لأنه يحمل كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ ، فإذا أكرمت عالما تقيا نحسبه على خير فأنا لا أكرمه لشخصه أو لجنسه أو للونه أو لطوله وعرضه إنما أنا أكرمت فيه كلام الله، وسنة رسول الله ﷺ، وهذا معنى قول النبي ﷺ (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعطي لعالمنا حقه) [11]
الأمر الثاني المساعدة في نشر علمهم بكافة الوسائل، سواء كانت المساعدة أن أنقل هذا الكلام عبر اليوتيوب، أو نشر هذا المقطع عبر الواتساب أو الفيس بوك، أو طباعة الكتب أو تنظيم المحاضرات بدعوة هؤلاء المشايخ إلى المساجد وإلى المجامع التي يجتمع فيها الناس، وعمل هذه اللقاءات كل هذا من النصح لأئمة المسلمين.
فإذا حدث وخالفت عالما فأنا أخالف ما قال ، أو أخالف منهجه أو اجتهاده لكن لا يحل لي أن أطعن في نيته، أو أنقب عن قلبه؛ فالعالم ننكر قوله ولا نعاديه ولا نواليه إنما نوالي الحق ونعادي ما خالف الحق، لا تعرفوا الحق بالرجال وإنما أعرف الحق تعرف أهله، وليس عندنا إمام معصوم لا يخطئ.
والإمام الشافعي قال: إذا رأيتم قولي يخالف قول رسول الله فخذوا بقول رسول الله واضربوا بقولي عرض الحائط.
والإمام مالك ابن أنس قال: كل الخلق يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر، ويشير إلى قبر النبي ﷺ.
الأمر الخامس: النصح لعامة المسلمين:
(وعامتهم) كل من عدا الأئمة يستحق منا النصح والنصح معناه أن تكون مخلصا له، قال تعالى : (والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، فهذا أخي أحب له ما أحب لنفسي وأكره له ما أكره لنفسي، والنبي ﷺ قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)[12] وتمام المعنى أن يكره لأخيه ما يكره لنفسه.
وهذا جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه أرسل غلامه فاشترى له فرسا من السوق، بكم قال بثلاثمائة، قال إنها تستحق أكثر، فأخذ غلامه وذهب إلى البائع، قال بكم بعتها؟ بثلاثمائة، قال بل يستحق أكثر، فزاده مائة أربعمائة، قال يستحق أكثر، خمسمائة، والراجل غير مصدق نفسه، فهذا أمر غير موجود بالأسواق ولا في التجارة، فما زال يستزيده حتى زاده إلى ثمانمائة، قال يا رجل بعته لغلامك بثلاثمائة وجئت تستزيدني إلى ثمانمائة قال إنه يستحق ذلك، لقد بايعت رسول الله ﷺ على النصح لكل مسلم)[13]
فالنصيحة للمسلمين أن أحب لهم ما أحب لنفسي، وأن أكره لهم ما أكره لنفسي.
ومن النصح تعليمهم ما يجهلون من أمور الدين، والنصيحة لا شك بآدابها ، فالنصيحة من الصغير للكبير، غير النصيحة لصغير، النصيحة من عالم إلى جاهل غير النصيحة من شاب إلى شيخ كبير إلى آخره.
ما هي آداب النصيحة؟
- إذا أردت أن تنصح أخلص النية لله، فنصحك لأخيك لله لا تعالٍ فيه ولا كبر ولا رياء .
- اللين والرفق، قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159]، فهذا نبينا ﷺ، سيد ولد آدم -مع مكانته- لو كان غليظا لانفض الناس من حوله، فما بالك بك أنت هل ستقول وعلى الناس أن تسمع وتطيع، وكما قيل: الحق مر فلا تزده مرارة بغلظتك وسوء خلقك.
وكان الشيخ الشعراوي رحمه الله يقول: إن النصيحة مثل الدواء المر يغلفونه في كبسولة جيلاتينية، حتى تمررها من الحلق فلا تحس بمرارة الدواء، فيذوب الجيلاتين وينتفع الجسم بهذا الدواء… فالنصيحة مرة، غلفها بالسكر، غلفها بابتسامة، غلفها بالرفق ، غلفها بإظهار العاطفة والحب.
قاعدة ثلاثة في واحد :
وكان الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله يقول: في النصيحة استعمل قاعدة ثلاثة في واحد، اذكر ثلاثة محاسن وعيب واحد، اذكر ثلاث إيجابيات وسلبية واحدة، والرسول ﷺ علمنا هذا، لما كان ينصح يقول: نعم الرجل عبد الله، لو كان يقيم من الليل [14].
ويقول لأبي بكرة لما ركع خلف الصف زادك الله حرصا ولا تعد.[15]
- الإسرار: فالنصيحة على الملأ فضيحة، وهذا في النصيحة الشخصية، وما فيه كلام للعامة يقال للعامة، وكل شيء يقدر بقدره.
- ما على الرسول إلا البلاغ، ليس معنى نصحك أنه أمر واجب النفاذ، أنا أبلغ فقط ، رب العزة قال للنبي ﷺ ﴿لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾ [الغاشية: 22] وقال: ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ﴾ [ق: 45]
- ألا تفتش عن العيوب ولا تنقب عن النوايا، فأنت غير مطالب أن تتجسس ولا مطالب أن تتبع العورات، ولا أن تحمل الكلام ما لا يحتمل أو تقول إنه كان يقصد من وراء الكلام كذا وكذا، احمل كلام أخيك وحال أخيك على أفضل المحامل، أحسن الظن به.
- والنصيحة تكون بعلم، وليست عن جهل، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف: 108]
- المسائل المختلف فيها لا إنكار فيها، كما قال الإمام النووي: (المختلف فيه لا إنكار فيه)[16]، وهذه المسألة نعاني منها هنا لأن هناك مذاهب فقهية عديدة ومشارب ومدارس.
من فوائد هذا الحديث:
- أهمية النصيحة ومكانتها في الدين.
- البداءة بالأهم فالأهم، حيث بدأ النبي ﷺ بالنصيحة لله، ثم للكتاب، ثم للرسول ﷺ ثم لأئمة المسلمين، ثم عامتهم، وإنما قدم الكتاب على الرسول لأن الكتاب يبقى، والرسول يموت، على أن النصيحة للكتاب وللرسول متلازمان، فإذا نصح للكتاب نصح للرسول ، وإذا نصح للرسول نصح للكتاب.
- الحديث يُوضح أن النصيحة لا تقتصر على البشر فقط، بل تشمل خمس جهات:
- النصيحة لله: تكون بـتوحيده والإخلاص له في العبادة، والقيام بالفرائض، والابتعاد عن المحرمات.
- النصيحة لكتابه (القرآن): تكون بـالإيمان بأنه كلام الله، وتلاوته حق تلاوته، وتدبر معانيه، والعمل بأحكامه.
- النصيحة لرسوله: تكون بـتصديقه فيما جاء به، وطاعته، وإحياء سنته، ومحبة أصحابه وأهل بيته.
- النصيحة لأئمة المسلمين: تكون بـطاعتهم في المعروف، ونصحهم بالرفق واللين، والدعاء لهم بالصلاح، ويجب عدم الخلط بين طاعة أولياء الأمور وبين العصمة المطلقة لهم.
- النصيحة لعامة المسلمين : تكون بـإرشادهم إلى مصالح دنياهم وآخرتهم، وستر عيوبهم، ونصرتهم، وتعليم جاهلهم.
- وجوب العلم قبل النصيحة: النصيحة لا تكون عن جهل، بل تكون على بصيرة وعلم شرعي.
- النصيحة تُرسخ مفهوم الأخوة الإيمانية، لأن الناصح يُظهر محبته لأخيه حينما يُريد له الخير في الدنيا والآخرة.
- آداب النصيحة: يجب الالتزام بـالإخلاص، واللين والرفق والإسرار بها (لأن النصح على الملأ فضيحة)، وعدم التفتيش عن العيوب أو النوايا.
- لا إنكار في المسائل الفقهية المختلف فيها بين المذاهب.
[1] أخرجه الإمام مسلم في:كتاب الإيمان – باب: بيان أن الدين النصيحة حديث رقم (55).
[2] وهذا ليس بحديث، لكن المعنى له وجه من الصحة :أن معاملة الناس بالأمانة والصدق وجه من الأوجه التي يرضي المسلم بها ربه.
[3] أورده الطبري في تفسيره (1/165) بصيغة قريبة، عن ابن مسعود، من طرق صحيحة.
[4] صحيح البخاري: في كتاب فضائل القرآن، باب خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ، رقم (5027).
[5] رواه أبو داوود في سننه في كتاب الوتر، باب استحباب الترتيل في القراءة، رقم (1464). والترمذي: في كتاب فضائل القرآن، باب (الذي يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارتق)، رقم (2914).وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود وصحيح سنن الترمذي.
[6] صحيح البخاري: في كتاب الإيمان، باب حُبُّ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الإِيمَانِ، رقم (15) وصحيح مسلم: في كتاب الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم (44).
[7] «شرح الأربعين النووية للعثيمين» (ص118)
[8] «الأحكام السلطانية للماوردي» (ص15): ونص كلامه «الإمامة: موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع»
[9] صحيح البخاري: في كتاب الأخبار الآحاد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق، رقم (7257). وصحيح مسلم: في كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية، رقم (1840). ونص الرواية عن علي رضي الله عنه: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ عَلَيْهِمْ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ: اجْمَعُوا لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا، ثُمَّ قَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا، فَأَوْقَدُوا، ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَأْمُرْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِطَاعَتِي؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَادْخُلُوهَا! فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا فَرَرْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّارِ. فَلَمْ يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى خَمَدَتِ النَّارُ، وَسَكَنَ غَضَبُهُ. فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرُوا لَهُ، فَقَالَ: “لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ”
[10] صحيح البخاري: في كتاب العلم، باب من سُئل وهو قائم، رقم (59).أيضًا في كتاب الرقاق، باب رفع الأمانة، رقم (6496).
[11] رواه الإمام أحمد ) 22704) وحسنه الألباني في “صحيح الجامع” (5443): “. وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناد مسند أحمد: ضعيف لكن له شاهد من حديث أبي أمامة يتقوى به”.
[12] صحيح البخاري: في كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه (رقم: 13). وصحيح مسلم: في كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير (رقم: 45).
[13] سنن الدارمي باب: في البيع والشراء (رقم الحديث: 2577) ونص الرواية : روى الدارمي عن يزيد بن الأصم قال: “اشترى جرير بن عبد الله فرساً بأربعمائة درهم، فقال لصاحب الفرس: فرسك خير من أربعمائة، أجعله خمسمائة، ثم قال: فرسك خير من خمسمائة، فما زال يزيده حتى بلغ ثمانمائة درهم، فقيل له في ذلك، فقال: إني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم”. وهذه القصة هي تطبيق عملي للعهد الذي قطعه جرير على نفسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: عندما قال: “بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.” صحيح البخاري (رقم: 57) وصحيح مسلم (رقم: 56).
[14] الحديث متفق عليه: رواه البخاري كتاب التهجد، باب فضل قيام الليل. (1121 و1156) ، ورواه مسلم (2479) بلفظ “لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ” في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عبد الله بن عمر.
[15] صحيح البخاري: كتاب الأذان، باب إذا ركع دون الصف.رقم الحديث: (783) صحيح مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب إدراك ما سبق به من صلاة الجماعة. رقم الحديث (295).
[16] «شرح النووي على مسلم» (2/ 23) ونص كلامه كاملا: «إنما يأمر وينهى من كان عالما بما يأمر به وينهى عنه وذلك يختلف باختلاف الشيء فإن كان من الواجبات الظاهرة والمحرمات المشهورة كالصلاة والصيام والزنا والخمر ونحوها فكل المسلمين علماء بها وإن كان من دقائق الأفعال والأقوال ومما يتعلق بالاجتهاد لم يكن للعوام مدخل فيه ولا لهم إنكاره بل ذلك للعلماء ثم العلماء إنما ينكرون ما أجمع عليه أما المختلف فيه فلا إنكار فيه لأن على أحد المذهبين كل مجتهد مصيب وهذا هو المختار عند كثيرين من المحققين أو أكثرهم»