السنن المهجورة (30) سنن متفرقة منسية

تاريخ الإضافة 3 أبريل, 2025 الزيارات : 14

(30) سنن متفرقة منسية

وأختم هذه الخواطر عن السنن المهجورة بجملة من السنن المنسيات.

 (1) دعاء الخروج من المنزل

عن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قطُّ إلا رفع طَرْفَهُ إلى السماء فقال: «اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَو أُضَلَّ، أَو أَزِلَّ، أَو أُزَلَّ، أَو أَظْلِمَ، أَو أُظْلَمَ، أَو أَجْهَلَ، أَو يُجْهَلَ عَلَيَّ» سنن أبي داود

وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، ولاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟» سنن أبي داود

يخرج المسلم كلَّ يوم من بيته، وفي كلِّ خروجٍ له من المنزل يكون مُعَرَّضًا للتعامل مع طوائف مختلفة من الناس؛ لهذا كان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسأل اللهَ ألا يَضل أحدًا، ولا يتعرَّض للإضلال من أحدٍ، ولا يظلم أحدًا، ولا يتعرَّض للظلم من أحدٍ، وهكذا.

فإذا أُضِيف إلى ذلك: “الوقاية من الشيطان” -كما في رواية أنس بن مالك رضي الله عنه-، فقد تحققت الفضائل كلها، ولهذا فإن الأخذ بالروايتين معًا يجمع الخير والتوفيق للعبد في جميع أعماله خلال يومه وليلته، بفضل الله تعالى ومنّه وكرمه.

(2) الاجتماع على الطعام

عن وحشِيِّ بن حرب رضي الله عنه أن أصحَابَ النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول اللهِ، إِنَّا نَأْكُلُ وَلا نَشْبَعُ. قال: «فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ؟»، قالوا: نَعَمْ. قال: «فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ» رواه أبو داود

فمعنى الحديث أن الاجتماع على الطعام، وتسمية الله قبل البدء فيه يحققان البركة .

(3) دعاء رؤية الهلال

عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: «اللهم أهلله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله» رواه الترمذي، وعند الدارمي بلفظ: «الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما يحب ربنا ويرضى، ربنا وربك الله» قوله: «أَهِلَّهُ» أي: أطلعه علينا، وأرنا إياه؛ والمعنى: اجعل رؤيتنا له مقترنًا بالأمن والإيمان.

 قوله: «بِالْأَمْنِ» أي: مقترنًا بالأمن من الآفات والمصائب.

 قوله: «وَالْإِيمَانِ» أي: بثبات الإيمان فيه.

 قوله: «وَالسَّلَامَةِ» أي: السلامة عن آفات الدنيا والدين.

 قوله: «رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ»: خطاب للهلال الذي استهل، وهذه إشارة إلى تنزيه الخالق أن يشاركه شيء فيما خلق.

(4) الوضوء قبل النوم

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به»، قال: فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، قلت: ورسولك، قال: «لا، ونبيك الذي أرسلت» متفق عليه

 (5) كتابة الوصية

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده» صحيح البخاري

قال نافع: سمعت عبد الله بن عمر يقول: “ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك إلا وعندي وصيتي مكتوبة”.

 (6) دعاء ركوب الدابة حضرا وسفرا

عن علي بن ربيعة رضي الله عنه قال: شهدت عليا رضي الله عنه أتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: “بسم الله” ثلاثا، فلما استوى على ظهرها، قال: “الحمد لله”. ثم قال: “{سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون} [الزخرف من الآيتين:13-14]”، ثم قال: “الحمد لله” ثلاثا، “الله أكبر” ثلاثا، “سبحانك إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”، ثم ضحك، فقلت: من أي شيء ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع كما صنعت، ثم ضحك، فقلت: من أي شيء ضحكت يا رسول الله؟ قال: «إن ربك ليعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب غيرك» رواه الترمذي

 وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر، كبر ثلاثا، ثم قال: «{سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون}، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب، في المال والأهل» )، وإذا رجع قالهن، وزاد فيهن: «آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون» صحيح مسلم

 (7) معاونة الأهل في المنزل

عن أمنا عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكون في مهنة أهله عن الأسود بن يزيد رضي الله تعالى عنه -وكان من كبار التابعين- قال: سألت عائشة رضي الله عنها: “ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة”، وفي رواية: “فإذا سمع الأذان خرج” صحيح البخاري

 (8) السعي في قضاء حوائج الناس

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» رواه الشيخان

 وعند الطبراني في المعجم الأوسط بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «.. ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة- شهرا»

وفي رواية أخرى عند الطبراني أيضا: «.. ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى أثبتها له، أثبت الله عز وجل قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام» المعجم الأوسط.

 (9) الإصلاح بين الناس

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة؛ لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين » رواه الترمذي.

 (10) البشاشة والتبسم

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة. » رواه الترمذي، وصححه الألباني

يعني: إظهارك له البشاشة والبشر إذا لقيته، تؤجر عليه كما تؤجر على الصدقة.

وعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: «ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الترمذي

وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: «ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي» صحيح مسلم.

 (11) الحمد بعد الطعام والشراب

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفعت مائدته قال: «الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه، ربنا» صحيح البخاري.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها» صحيح مسلم

 (12) إهداء الطعام للجيران

 عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني: «إذا طبخت مرقا فأكثر ماءه، ثم انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعروف» صحيح مسلم

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فرسن شاة» صحيح البخاري

فرسن الشاة: هو ما دون الرسغ من يدها، وقيل: هو عظم قليل اللحم، والمقصود المبالغة في الحث على الإهداء.

(13) المضمضة بعد شرب اللبن

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا شربتم اللبن فمضمضوا فإن له دسما) صحيح ابن ماجة

 (14) صلاة ركعتين بعد (اللحاء) الخصومة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكفير كل لحاء ركعتان) صحيح الجامع، معنى اللحاء: أي المنازعة

(15) صلاة ركعتين في المسجد بعد السفر

عن كعب رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس) أخرجه البخاري

(16) الصلاة إلى سترة

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منه) صحيح أبي داود

(17) الذكر الوارد بعد الوتر

في الحديث (وإذا سلم من الوتر، قال سبحان الملك القدوس سبحان الملك القدوس سبحان الملك القدوس، ثلاثا ويمد بها صوته، ويرفع في الثالثة) صحيح أبي داود.

(18) الاستغفار للوالدين

(عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك.) صحيح ابن ماجه

(19) الذكر الوارد في توديع المسافر

كان ابن عمر يقول للرجل إذا أراد سفرا ادن مني أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيقول أستودع الله دينك، وأمانتك وخواتيم عملك) صحيح الترمذي

(20) البدء باليمين في لبس الملابس

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس قميصا بدأ بميامنه) صحيح الترمذي

(21) البدء باليمين عند لبس النعال

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين وإذا نزع فليبدأ بالشمال؛ لتكن اليمين أولهما ينتعل، وآخرهما ينزع) صحيح أبي داود

(22) شرب الماء جالسا

عن أنس وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر (في لفظ: نهى) عن الشرب قائما. أخرجه مسلم

 (23) لعق الأصابع بعد الطعام

(قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط ما بها من الأذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل؛ حتى يلعقها أو يلعقها، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة) صحيح الجامع

(24) أن ينفض الفراش قبل النوم

في الحديث (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخله إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليضطجع على شقه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) صحيح أبي داود


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 16 أبريل, 2025 عدد الزوار : 14044 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع