قوانين السعادة
16- لا تكثر من العداوات مع الناس
قانون السعادة الليلة هو: لا تكثر من عداوات الناس.
خلق الله البشر مختلفين، فكل إنسان له شخصيته المستقلة، وتفكيره المتميز، وطابعه المتفرد ، فالناس منذ خلقهم الله وهم مختلفي الطبائع والرغبات والميول،وهذه سنة الله في الخلق لتدور عجلة الحياة بهذا التنوع البشري، فمن الناس من يتميز بالروح المرحة وآخر خشن التعامل ، ومنهم من يأخذ الأمور بجدية ومنهم من يحب المزاح ومنهم من يحب النكد ، ومن الناس من يميل إلى التشديد، ومنهم من يميل إلى التيسير، منهم ذو الطبيعة المرحة المنبسطة ومنهم ذو الطبيعة الانطوائية المنكمشة.
وإن من العبث كل العبث أن يراد صب الناس كلهم في قالب واحد في كل شيء، وجعلهم نسخا مكررة، ومحو كل اختلاف بينهم، فهذا غير ممكن، لأنه مخالف لفطرة الله التي فطر عليها الناس.
وهذا الاختلاف آية من آيات الله الدالة على عظيم قدرته وبديع حكمته: (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) سورة الروم:22.
روى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا“
وعن أبي موسى الأشعري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:“إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب” صححه الألباني
ويُعلم بداهةً أن معاملة هذه الاختلافات معاملةً واحدةً لا يستقيم، فما يلائم هذا لا يناسب ذاك، وما يحسُنُ مع هذا لا ينفع مع غيره، لذا قيل:(خاطبوا الناس على قدر عقولهم ). ويذكر على أنه حديث لكنه من مراسيل سعيد بن المسيب فهو ضعيف مرفوعا
اختلاف العقول ثراء، أما اختلاف القلوب داء:
لماذا اختلاف القلوب داء ؟
لأن اختلاف القلوب ناتج عن اختلاف في الآراء أدى إلي وجود الكراهية ،والخصومة والعداوة ، القلب امتلأ بالحقد على هذا الشخص الذي خالفني بالتالي أنا استحل عرضه وهيبته واستحل أن أؤذيه وأن أنتقم منه انتصارا لحظ نفسي!!!
لا اله الا الله ، وهذه المسألة لا أدري ما سبب شدتها حتى بين أوساط المتدينين الملتزمين بدينهم .
الامام الشافعي- رحمة الله عليه- تناقش مع تلميذه يونس بن عبد الأعلى في مسألة فاختلفا (الاختلاف وارد في فروع الفقه بين الشيخ وتلميذه) وانتهى الحوار ولم يتفقا ،قال: فأمسك الشافعي بيدي وقال : ما علينا لو اختلفنا في مسألة ولم تختلف قلوبنا .
نحن عندنا تختلف قلوبنا وأضلاعنا وتنهدم الدنيا و نمكر الشر والسوء بمن خالفنا و نتفنن كيف نؤذيه، وكيف ننشر أسراره ونهتك أستاره ، ونفضحه ونشهر به أمام الناس ، ما السبب يا أخي ؟ لقد اختلف معي!!! على مبدأ: من وافقني فهو قديس ومن خالفني فهو ابليس !!! وهذا مبدأ سقيم.
سلامة الصدر جزء من نعيم الجنة:
بعض العلماء لفت لفتة جميلة جدا قال أما تعلمون أن سلامة الصدر جزء من نعيم الجنة ؟
سبحان الله كيف هذا ؟ قال، قال تعالى : ” وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ… “. هل تريد أن تعيش سليم الصدر تتمتع بجزء من نعيم أهل الجنة ؟
لأن مع ضيق الصدر والله تضيق بك الحياة، كلما زدت في الخصام والعداوات كلما تضيق الأرض عليك ويضيق صدرك؛ تماما كالسجان (حارس السجن) فهو مسجون مع المساجين، لكن الفارق أنهم بالداخل، وهو بالخارج ، فإذا أراد أن يكون حرا طليقا فلا بد من إخراج المساجين …. فنفس القصة أنت تتخذ مواقف عاديت فيها أخاك أو أختك أو والدك أو والدتك أو صديقك أو صديقك في العمل … وتزيد في العداوات ثم ماذا بعد؟
بعض الأطباء النفسيين في أوروبا جعلوا من ضمن البرامج العلاجية للمرضى النفسيين أنه يذهب ويقدم بعض الهدايا للأطفال اليتامى، للمرضى، للمحتاجين الذين هم من أصحاب الإعاقة وقالوا : إن هذا يفرز هرمون معين في الجسم يؤدي إلى شعور بالسعادة. سبحان الله !
يعني أنت حينما ترى بسمة على وجه غيرك أنت سبب فيها أنت تفرح أنت تسعد.
طيب أنا لماذا أكتب على نفسي الشقاء ؟
لماذا أنا مصر على أن الحياة تكون كلها تعاسة ومشاكل؟ سبحان الله العظيم.
لا يجب عليك مصادقة الجميع:
لا يلزمك أن تتخذ كل الناس أصدقاء ولا نتخذهم أعداء … وليس كل الناس ملائكة وليس كل الناس شياطين.
عندك دائرة صغيرة مغلقة اسمها دائرة الأصدقاء انتقِ أصدقائي مثل انتقاء الجواهر متوافقين معك في الطباع يذكرك بالله، وفيه صفات طيبة كثيرة.
وليس كل الناس أعداء، فأتعامل مع الناس بالخلق الحسن وبالكلمة الطيبة وبالنصيحة ، أما تقسيم الناس إلى صديق وعدو فهذا خطأ كبير.
بينها وبين أبيها قطيعة من 12 سنة!!
كنت اسمع لبعض المشايخ يقول جاءتني امرأة تقول إن بينها وبين أبيها قطيعة من 12 سنة!! فقال لها: أنا لن أقول لك: قال الله وقال الرسول والمفروض والمتبع… كلا بالله عليك هل اشتقت لأبيك هل وحشك؟ قالت له: والله وحشني ، قال: إذن اكتبي له رسالة حاولي أن تتصلي عليه، قالت: إنه سيرفض، قال لها :اكتبي مرة واثنين وثلاثة، أنت لك أب واحد اكسبيه واكسبي رضاه وفوزي بدعواته.
ورجعت الأخت للشيخ في اليوم التالي قالت له: جزاك الله عني خيرا ، ما إن اتصلت على والدي وسمع صوتي إلا أن قال لها وحشتني يا ابنتي !!!وانتهت القطيعة.
الشيطان يوقع بيننا العداوة والبغضاء ويفسد العلاقات بين الأرحام والأقارب وللأسف هذه العداوات تورث ويخرج أولادك لا يعرفون جدا ولا عم ولا خال .
حكى لي أحد الإخوة أن بمدينتهم أختين البيت ملتصق بالبيت لا تكلم إحداهما الأخرى منذ عشرين سنة تقريبا والسبب أنهما ورثتا بيتا عن أبيهم، وكل واحدة تريد من الأخرى أن تبيع لها البيت سبحان الله العظيم!!
تريد قتل حماتها:
من القصص الطريفة التي قرأتها تزوجت فتاة…و ذهبت للعيش مع زوجها وحماتها… وبعد وقت قصير اكتشفت أنها لا تستطيع التعامل مع حماتها ، فقد كانت الأخيرة تنتقدها و تثير غضبها.. ولم يتوقفا يوما عن الجدال والصراخ، كان الزوج بدوره يعانى أحزاناً ومشقة.. ولم يعد في استطاعة الزوجة التحمل أكثر..
قررت أن تفعل شيئا .. فذهبت ( لصيدلي ) صديق عائلتها..شرحت له الوضع بالتفصيل وسألته أن يمدها ببعض العقاقير السامة حتى تتخلص من حماتها إلى الأبد..
فكر الصيدلي ثم دخل غرفة التحضير دقائق ثم خرج ومعه زجاجة صغيرة مزودة بقطارة وقال : ليس من الحكمة أن تستخدمي سماً سريعَ المفعول، وإلا ثارت حولك الشكوك، لذا سأعطيك هذا العقار الذي يعمل تدريجيا وببطء، وعليك أن تجهزي لها كل يومين طعاما من الدجاج أو اللحم وتضعين عليه نقاط من هذا السم بالقطارة ، وفى هذه الأثناء عامليها بلطف وتودد ..لا تتشاجري معها أبدا مهما كانت الظروف.. عامليها كما لو كانت امك، حتى إذا انقضت أيام عمرها لم يشك فيك أحد…وسعدت الزوجة بهذا الحل وأسرعت إلى المنزل لتبدأ التنفيذ على الفور …..
مضت الأيام والشهور وهى تحرص على التنفيذ بكل دقة وتتذكر دائماً ما قاله الطبيب لعدم الاشتباه، فتحكمت في طباعها وأسواه وعاملتها كما لو كانت أمها..
بعد ستة أشهر تغير جو الأسرة تماما، مارست الزوجة تحكمها في طباعها بقوة وإصرار، نشأ جو من الحب والصداقة بينها وبين حماتها التي تغيرت هي الأخرى وصارت كالأم الحنون لزوجة ابنها..أصبح الزوج سعيدا بما طرأ على جو الأسرة وهو يلاحظ كل ما يحدث..بعد هذه المدة ذهبت الزوجة للصيدلي ولكن هذه المرة لتقول له: من فضلك ساعدني لأمنع السم من قتل حماتي ، فقد صارت جداً لطيفة وأنا أحبها الآن مثل أمي.، أرجوك لا أريدها أن تموت…!!
ابتسم الصيدلي وهز رأسه وقال يا بنيتي: أنا لم أعطك سماً قط لقد كان المحلول الذي بالزجاجة ماء !
أما السم الذى أوشك أن يقتلك فقد كان قابعاً في عقلك ، والآن تأكدت والحمد لله أنك برئتِ منه !
الخلاصة:
- لا تكثر من العداوات.
- كن سليم الصدر .
- ليس كل الناس ملائكة ولا كل الناس شياطين.
- من لم تتخذه صديقا فلا تتخذه عدوا.