قوانين السعادة
13-السعادة في تجنب الفتن
حديثنا اليوم في قوانين السعادة بعنوان: السعادة في تجنب الفتن
في حديث رواه أبو دأود في سننه عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، قالها النبي ثلاثا )
ما معنى الحديث :
من أسباب السعادة أن يرزقك الله سبحانه وتعالى التوفيق في الطاعة، ويجنبك الوقوع في الفتن.
ما هي الفتن؟
الفتن مصدرها في نوعين:
- فتن الشهوات.
- وفتن الشبهات.
أولا/ فتن الشهوات:
أي الشهوات المتعلقة بغرائز الانسان فيشتهي الطعام والشراب والجنس وعندنا الآية في سوره آل عمران ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذٰلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب (14) )
ومعنى (زين) يعني أن الله خلق فينا حب هذه الأشياء، والميل لها، لتكون دافعا للحركة في الدنيا ، ولو كان الإنسان بلا غرائز أو دوافع أو أسباب تدفعه للحركة والسعي والعمل ، ما كان له أن يتحرك…. فركب الله فينا هذه الدوافع لتدور عجلة الكون ، ولما ركبها فينا علمنا أن هناك طريقين لطلبها: طريق الحلال وطريق الحرام.
فكيف تتقي فتنة الشهوات؟
تتقيها بأن تطلبها من حلال ، فعندما تأكل أو تشرب تأكل من حلال تتكسب من حلال، الغريزة الجنسية بالزواج (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) وهكذا حتى نبتعد عن هذه الفتن والوقوع في الحرام.
ثانيا/ فتنة الشبهات :
والتي صارت شرا مستطيرا خاصة في زماننا صارالأمر في كل قناة كل من أحب أن يشتهر يلقي بشبهة على أسماع الناس وصار الموضوع بتعبيرنا : أكل عيش يعني واحد شغلته: ملحد- والعياذ بالله- كنا زمان نسمع عن مهندس عن دكتور محامي مدرس عامل ؛ أما الآن في شغلة جديدة اسمها ملحد يطلع على القنوات ويطلع على وسائل التواصل ويروج للإلحاد.
واحدآخر اسمه مفكر إسلامي وهو لا يعرف شيء عن الإسلام، ولا فهم حاجة عن الاسلام، فيطلع يشكك في الإسلام، وفي آيات القران وفي السنة المطهرة …. وهؤلاء هم الذين تفسح لهم المجالات الإعلامية ليعرفوا ويسمع لهم.
كيف ننجو من فتنة الشبهات؟
1- أن تعتصم بالكتاب والسنة:
اعرف دينك ليكون عندك حصانة من هذه الشبهات، فإذا قال أحد المخرفين إن الخمر ليست حراما وأن الله قال : (فاجتنبوه) ولم يقل: (فلا تشربوه) ويخالف بذلك الكتاب والسنة والإجماع فاعلم أنه مخرف ومخرب للعقول، وأن فاجتنبوه لغويا أبلغ من قوله: (فلا تشربوه)
آخر يقول: الحجاب عادة عربية أوتقاليد قديمة، أو كان فرضا على زوجات الرسول، وهو مستحب لنساء الأمة، وما في ولا آية في القران تقول : إن الحجاب فرض…وهناك أخوات افتتنوا بهذا الكلام ، رغم أن عندنا آية في سورة الاحزاب صريحة في وجوب الحجاب : ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 59] فالحجاب فرض على المرأة المسلمة بالقرآن والسنة والإجماع.
فاعتصم بالكتاب والسنة ومن يأتي ليشككني في الثوابت لا أسمع له، واحذر أن تسمع شبهة، ولا تعرف جوابها لأن السمة العامة للبرامج الآن مهمتها تشكيك المسلمين في دينهم ، وربنا سبحانه وتعالى وصف المنافقين بأنهم (وإن يقولوا تسمع لقولهم) عندهم لحن في القول وألفاظ منتقاة بعناية ومتدربين إعلاميا للتأثير في الجماهير.
2- لا تسمع للفتن أو تنقل الفتن:
وقد قال الله في شأن بعض المنافقين (سماعون للكذب) ممكن تسمع مرة مقطعا من هذه المقاطع فلا تكمله لأنه مضيعة للوقت، لكن في أنفس ضعيفة سماعون يفرحون بذلك وحريصين عليه.
3-الرجوع لعلمائنا الثقات :
فنحن عندنا النص من القرآن أو السنة ودلالة النص ، ما دلالة كلام الله أو كلام رسول الله، ولاحظ أن العصمة لكتاب الله ولسنة رسول الله لكن ليس هناك عصمة للعلماء يعني فهم الشيخ فلان فهم العالم الجليل فلان ليس معصوما بل هو فهم يحتمل الصواب والخطأ ، ولذلك قالوا إن كلام العلماء يستدل له ولا يستدل به لأنه قول غير قطعي ، فإذا جاء من يقول: قال الله تعالى وقال رسول الله، نقول له: تعال لنرى ماذا قال علماء التفسير، وماذا قال علماء الحديث، وماذا قال فقهاؤنا الأعلام؛ فنرد الأمر إلى علمائنا.
والإسلام علمنا احترام التخصص فقال: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) في مسألة صحية اسأل الأطباء، اسمع لطبيب ما ينفع شيخ يفتي فيها، في مسألة قانونية اسمع لمحامي ، ما ينفع أسمع لطبيب، مسألة محاسبية ضريبية اسمع لمحاسب … وهكذا مسألة شرعية اسمع لعالم .
وكل واحد من حضراتكم عنده تخصص ويستطيع أن يتكلم ويبدع في تخصصه، فأنت متقن في تخصصك، لكنك مقلد في التخصصات الأخرى … تأخذ أوامر الطبيب الصحية في الدواء، وفي الوصفة الطبية، وفي العلاج ، ونوعية الطعام الخ، ولو عندك قضية المحامي يقول لك مطلوب منك أوراق كذا، ومستندات كذا ، ومذكرة كذا … فلا يعقل أن من البشر من يفهم في كل شيء .
وهذا مدخل المنافقين للأسف الشديد يدخلون على الناس بمدخل الشبهات فيقع المسلم في الفتنة ويفضل في تشكك ، ومن الملاحظ في الفترة الأخيرة حالات الوسواس كثرت جدا جدا الوسواس القهري في العقيدة وفي الدين وفي الصلاة وفي كل شيء من أمور الغيب بسبب هؤلاء المضللين.
وفي حديث عن النواس بن سمعان ( أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فخفض فيه ورفع تكلم عن فتنته وشدتها وخطورتها حتى خشينا أنه في طائفة من نخل المدينة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم اسمعوا يا اخواني جيدا والله ما الدجال أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم من الأئمة المضلين)
الدجال كذاب أعور ويقول أنا ربكم ومكتوب بين عينيه كافر يقرأها كل مسلم قارئ وغير قارئ ، أقصد ريحته نتنة مقرفة وشكله يفضح كذبه لكن إذا كان الدجال شيخا بلحية أو شيخا معمما بلقب أستاذ دكتور بروفسور علامة الخ هذه الألقاب، وهو إمام ضال مضل فهذا فتنته أشر من فتنة المسيح الدجال.
4- الدعاء أن يثبتك الله على الحق:
والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (تعوذوا بالله من الفتن) اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وسيدنا عمر كان يدعو اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
الخلاصة :
- السعيد من جنب الفتن.
- اعتصم بالكتاب والسنة.
- اغلق أذنك عن سماع الفتن والشبهات فربما تسمع الشبهة فتسبب لديك وسواس وشك وتظل هكذا حائرا لا تستطيع لها جوابا.
- رد الأمر للعلماء العاملين العالمين بالكتاب والسنة.
- الدعاء أن يثبتك الله على الحق.
فمن أراد السعادة والسلامة لدينه ودنياه وآخرته فليتجنب الفتن.