العشر الأواخر وتحري ليلة القدر

تاريخ الإضافة 18 ديسمبر, 2024 الزيارات : 8557

العشر الأواخر وتحري ليلة القدر

عناصر الخطبة:

أولا/ السر في الاجتهاد بالعشر الأواخر.

ثانيا/ فضل ليلة القدر.

ثالثا/ لماذا أخفى الله عنا ليلة القدر؟

رابعا / تحري ليلة القدر.

خامسا / العلامات التي تعرف بها ليلة القدر :

سادسا/ كيف نحيي ليلة القدر.

 

أولا/ السر في الاجتهاد بالعشر الأواخر.

روى مسلم عن عائشة (كان النبي يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ، ما لا يجتهد في غيرها ) رواه أحمد ومسلم
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ” كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره ” رواه البخاري ومسلم

وشد المئزر كناية عن الاجتهاد في العبادة، يُقال للمجتهد في أمر: شمر عن ساقيه، كما يكنى به عن اعتزال النساء.

والمراد بقولها: (أحيا ليله) عبرت عائشة عن القيام بالإحياء، دلالة على أن الأوقات التي لا تغتنم في طاعة الله تعالى أوقات ميتة.

أي أحياه كله بالقيام والتعبد والطاعة وقد كان قبل ذلك يقوم بعضه، وينام بعضه، كما أمره الله في سورة المزمل.

ومعنى (أيقظ أهله): أي زوجاته أمهات المؤمنين، ليشاركنه في اغتنام الخير والذكر والعبادة في هذه الأوقات المباركة.

وبهذا يعلمنا أن يتعهد المسلم أهله وأسرته بالتذكير بمواقع الخير، والأمر به، كما قال تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) طه: 132.

ومن دلائل حرصه صلى الله عليه وسلم على الاجتهاد في العشر الأواخر:

اعتكافه فيها في المسجد، متفرغًا لعبادة الله تعالى، فقد ذكرت عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده ) متفق عليه

والاعتكاف: عزلة مؤقتة عن شواغل الحياة، وإقبال بالكلية على الله تبارك وتعالى، والأنس بعبادته.

والإسلام لم يشرع الرهبانية، ولا التعبد بالعزلة الدائمة، ولكنه شرع هذه الفترات المؤقتة في أوقات معينة، لترتوي القلوب الظامئة إلى المزيد من التعبد والتجرد لله رب العالمين.

ما سر الاجتهاد في العشر الأواخر؟

وسر الاجتهاد والمبالغة في العشر الأواخر يكمن في أمرين:

الأول: أن هذه العشر، هي ختام الشهر المبارك، والأعمال بخواتيمها، ولهذا كان من دعائه عليه الصلاة والسلام: “اللهم اجعل خير أيامي يوم ألقاك، وخير عمري أواخره، وخير عملي خواتمه”.

الثاني: أن ليلة القدر المباركة المفضلة أرجح ما تكون فيها، بل صحت الأحاديث أنها تلتمس فيها.

فاللبيب الكيس من اجتهد في هذه العشر، عسى أن يظفر فيها بهذه الليلة فيغفر له ما تقدم من ذنبه.

ثانيا/ فضل ليلة القدر 

لقد نَوَّه القرآن، ونَوَّهَت السُّنَّة بفضل هذه الليلة العظيمة، وأنزل الله فيها سورة كاملة: (إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر. تَنَزَّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر).

فعَظَّمَ القرآنُ شأنَ هذه الليلة، فأضافها إلى (القدر) أي المقام والشرف، وأي مقام وشرف أكثر من أن تكون خيرًا وأفضل من ألف شهر، أي الطاعة والعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

وألف شهر تساوي ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهر، أي أن هذه الليلة الواحدة أفضل من عمر طويل يعيشه إنسان عمره ما يقارب مئة سنة، إذا أضفنا إليه سنوات ما قبل البلوغ والتكليف.

وهي ليلة تتنزَّل فيها الملائكة برحمة الله وسلامه وبركاته، ويرفرف فيها السلام حتى مطلع الفجر.

وفي السنة جاءت أحاديث جمة في فضل ليلة القدر، والتماسها في العشر الأواخر ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري

وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغفلة عن هذه الليلة وإهمال إحيائها، فيحرم المسلم من خيرها وثوابها، فيقول لأصحابه، وقد أظلهم شهر رمضان: “إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِم الخيرَ كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم” رواه ابن ماجه من حديث أنس، وإسناده حسن

وكيف لا يكون محرومًا من ضيع فرصة هي خير من ثلاثين ألف فرصة؟

ثالثا/ لماذا أخفى الله عنا ليلة القدر؟

ليلة القدر ليست ليلة بعينها محددة وإنما أبهمها الله عز وجل ، ولله حكمة بالغة في إخفائها عنا، فلو تيقنا أي ليلة هي لتراخت العزائم طوال رمضان، واكتفت بإحياء تلك الليلة، فكان إخفاؤها حافزًا للعمل في الشهر كله، ومضاعفته في العشر الأواخر منه، وبهذا يظهر الصادق في طلبها من المتكاسل ، لأن الصادق في طلبها لا يهمه أن يتعب عشر ليال من أجل أن يدركها، والمتكاسل يكسل أن يقوم عشر ليال من أجل ليلة واحدة، بالإضافة لكثرة الثواب بكثرة الأعمال؛ لأنه كلما كثر العمل كثر الثواب‏.‏

رابعا / تحري ليلة القدر

ليلة القدر نتحراها في الليالي الوترية (وبالأخص في السبع الأواخر) كما دلت على ذلك الأحاديث الكثيرة منها :

  • عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ” متفق عليه
  • وعن عبادة بن الصامت قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر ، فتلاحى ـ تخاصم ـ رجلان من المسلمين فقال : ” خرجت لأخبركم بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان ، فرفعت وعسى أن يكون خيراً لكم ، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة ” أخرجه البخاري .
    وفي هذا الحديث دليل على شؤم الخصام والتنازع ، وبخاصة في الدِّين وأنه سبب في رفع الخير وخفائه .
  • وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : ” رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” أرى رؤياكم في العشر الأواخر ، فاطلبوها في الوتر منها ” أخرجه مسلم
  • وعن أبي بكرة : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” التمسوها في تسع بقين ، أو سبع بقين ، أو خمس بقين ، أو ثلاث بقين ، أو آخر ليلة ” وكان أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان صلاته في سائر السنة ، فإذا دخل العشر اجتهد ” أخرجه أحمد والترمذي وصححه
  • وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أرى رؤياكم قد تواطأت ـ توافقت ـ في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ” متفق عليه .

ومن استقراء النصوص السابقة وغيرها يتبين لنا:

  • أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
  • أنها في أحد الليالي‏ الوترية: (21،23،25،27،29)
  • أنها تنتقل كل عام في ليلة من هذه الليالي الخمس؛ فقد تكون ‏مثلًا‏ في هذا العام ليلة سبع وعشرين، وفي العام الثاني ليلة إحدى وعشرين، وفي العام الثالث ليلة خمس وعشرين وهكذا‏.‏‏.‏….
  • ولكن غالبا ما تكون ليلة سبع وعشرين كما قال ابن تيمية وهو ما يبدو من استقراء الواقع أيضا .

 والأدلة على ذلك ما يلي:

  • وقوعها ليلة الحادي والعشرين :
    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” وقد أُريت هذه الليلة ثم أُنسيتها فابتغوها في العشر الأواخر وابتغوها في كل وتر ، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين ” ، فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت فوكف المسجد ـ خر من سقفه ـ في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة إحدى وعشرين فبصرت عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونظرت إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طيناً وماءً ” متفق عليه .

  • وقوعها ليلة الثالث والعشرين :
    عن عبدالله بن أنيس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها ، وإذا بي أسجد صبيحتها في ماء وطين ” قال : فمطرنا في ليلة ثلاث وعشرين ، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف ، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه ” أخرجه مسلم وأحمد.
  •  وقوعها ليلة خمس وعشرين :

وذلك لأن القرآن الكريم نزل في هذه الليلة الكريمة وقد قال تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر)كما صح بذلك الحديث :
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَع ِرضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَالإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ) . رواه أحمد وحسنه الألباني
ومعنى قوله (لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ) أي لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ يوما فيكون النزول ليلة خمس وعشرين لأن الليلة تسبق اليوم .

 

  • وقوعها ليلة السابع والعشرين :
    عن أبي بن كعب يقول : ” والله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها ، وهي ليلة سبع وعشرين ” أخرجه مسلم .
    وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من كان متحرياً فليتحرها ليلة سبع وعشرين ، يعني ليلة القدر ” أخرجه أحمد بسند صحيح
    والظاهر أن ذلك كان في عام بعينه، لا كل الأعوام بدليل الأحاديث السابقة .

    وقال ابن عباس : دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فسألهم عن ليلة القدر ، فأجمعوا على أنها في العشر الأواخر .
    قال ابن عباس : فقلت لعمر : إني لأعلم أي ليلة القدر هي ؟
    فقال عمر : أي ليلة هي ؟
    فقلت سابعة تمضي – أو : سابعة تبقى – من العشر الأواخر .
    فقال عمر : ومن أين علمت ذلك ؟
    قال ابن عباس : فقلت : خلق الله سبع سموات ، وسبع أرضين ، وسبعة أيام ، وإن الشهر يدور على سبع ، وخلق الإنسان من سبع ، ويأكل من سبع ، ويسجد على سبع ، والطواف بالبيت سبع ، ورمي الجمار سبع . . . لأشياء ذكرها . فقال عمر : لقد فطنت لأمر ما فطنا له .
    وكان قتادة يزيد عن ابن عباس في قوله : ويأكل من سبع ، قال : هو قول الله تعالى : ( فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا …….) عبس : 27 ، 28
    لكن كونها ليلة سبع وعشرين أمر غالب والله أعلم وليس دائماً وقد تتبعت ذلك بنفسي عدة سنوات .
    وقد استنبط طائفة من المتأخرين من القرآن أنها ليلة سبع وعشرين من موضعين بسورة القدر :
    أحدهما: أن الله تعالى كرر ذكر (ليلة القدر) في سورة القدر في ثلاثة مواضع منها و(ليلة القدر) حروفها تسع حروف والتسع إذا ضربت في ثلاثة فهي سبع وعشرون.
    والثاني: أنه قال: (سلام هي) فكلمة (هي) هي الكلمة السابعة والعشرون من السورة فإن كلماتها كلها ثلاثون كلمة !!!!
    قال ابن عطية: هذا من ملح التفسير لا من متين العلم
  • وقوعها ليلة تسع وعشرين :
    عن عبادة بن الصامت : أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” في رمضان ، فالتمسوها في العشر الأواخر ، فإنها في وتر إحدى وعشرين ، أو ثلاث وعشرين ، أو خمس وعشرين ، أو سبع وعشرين ،أو تسع وعشرين”.
    وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر : ” إنها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين ، وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى”

خامسا/ العلامات التي تعرف بها ليلة القدر

وقد ورد لليلة القدر علامات، أكثرها لا يظهر إلا بعد أن تمضى منها :

العلامة الأولى : أن الشمس تطلع صبيحتها بيضاء لا شُعاع لها كالقمر عندما يكون بدرا
كما في صحيح مسلم من حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها بيضاء لا شُعاع لها .
وفسر سر ذلك بعض العلماء بأن الملائكة الصاعدة من الأرض إلى السماء تحجب شعاع الشمس بأجنحتها فتكون علامة من علامات ليلة القدر ، وقد رأيت هذه العلامة مرات كثيرة فينظر الناظر إلى الشمس دون أن يشعر بأذى في عينه وسبحان الله العظيم.

الثانية : ليلة الجو فيها معتدل :
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليلة القدر ليلة طلقة ، لا حارة ولا باردة ،تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة ) صحيح ابن خزيمة.

العلامة الثالثة : ليلة مضيئة لا شهاب فيها :
أن السماء ليلتها تكون صافية كأن فيها قمرا ساطعا، كما تكون ساكنة، صاحية ، لا حر فيها ولا برد .
عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليلة القدر ليلة بلجة ” أي مضيئة ” ، لا حارة ولا باردة ،لا يرمى فيها بنجم ” أي لا ترسل فيها الشهب ” ) رواه الطبراني بسند حسن

العلامة الرابعة : أن تكون ليلة ممطرة كما سبق في الأحاديث .
وليس هناك تناقض لاختلاف هذه العلامات وذلك لاختلاف المناخ باختلاف البلاد ومناخها ولتقلب رمضان بين الصيف والشتاء فأحيانا تكون باردة ممطرة وأحيانا تكون معتدلة.

العلامة الخامسة : الطمأنينة :
أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي .

العلامة السادسة :أن المؤمن يجد في القيام لذة وخشوعا أكثر مما في غيرها من الليالي .
ولا يلزم أن يعلم المسلم أي ليلة هي وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص ، سواء علم بها أم لم يعلم ، وقد يكون بعض الذين لم يعلموا بها أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة وذلك لاجتهادهم .

ونقل ابن رجب في لطائف المعارف : إن وقع في ليلة من أوتار العشر ليلة جمعة، فهي أرجى من غيرها.

سادسا / كيف نحيي ليلة القدر :
سبق حديث عائشة (وأحيا ليله ) وكلمة يحيي الليل دليل على أن الليل الذي ليس فيه طاعة لله ليل ميت، فالأزمنة فيها ما هو حي وما هو ميت والأمكنة فيها ما هو حي وما هو ميت، البيت الذي لا يذكر الله فيه بيت ميت وبيت خرب والبيت الذي يذكر فيه اسم الله بيت حي وبيت عامر والإنسان الذي يذكر الله تعالى ولا ينساه ويعمل بطاعته إنسان حي والإنسان الآخر إنسان ميت.

فنحن نحيي هذه الليلة بكل أنواع الطاعات والعبادات ومنها :

  • صلاة العشاء والفجر في جماعة :
    لحديث (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله .)
  • قيام الليل :
    الحرص على صلاة التراويح وصلاة التهجد ، فقد ثبت عن النبي أنه قال: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة، وقد كان النبي يتهجد في ليالي رمضان وكانت قراءته في قيام الليل قراءة مرتلة لا يمرّ بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر، وهذا من أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها.
  • تلاوة القرآن أو استماعه أو تدبره.
  • ذكر الله تعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده:

 وأحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

  • الصدقة :
    وقد وصف عبد الله بن عباس النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يأتي جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم “أجود بالخير من الريح مرسلة”.
  • الدعاء :
    عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : قولي : ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني) رواه أحمد ، والترمذي.

لماذا خص النبي الدعاء بالعفو :
قال ابن رجب الحنبلي : وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر، لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر.
والعفو من أسماء الله تعالى، وهو يتجاوز عن سيئات عباده الماحي لأثارهم عنهم، وهو يحب العفو فيحب أن يعفو عن عباده، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض، فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه، وعفوه أحب إليه من عقوبته، وكان النبي يقول: (أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك)

قال يحيى بن معاذ: ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو.
وكان مطرف يقول في دعائه: اللهم ارض عنا فإن لم ترض عنا فاعف عنا.

قال يحيى بن معاذ: لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتل بالذنب أكرم الناس عليه. يشير إلى أنه ابتلى كثيرا من أوليائه وأحبابه بشيء من الذنوب ليعاملهم بالعفو، فإنه سبحانه يحب العفو .

وقال آخر : جرمي عظيم وعفوك كثير فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم.


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 9 يناير, 2025 عدد الزوار : 14018 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

فقه الصيام

شرح مدارج السالكين