قوانين السعادة 10- القناعة سبب للسعادة

تاريخ الإضافة 17 أبريل, 2024 الزيارات : 52

قوانين السعادة

10- القناعة سبب للسعادة

اليوم نتكلم عن قانون القناعة.

 معناها:

القناعة: هي الرضا بما أعطى الله.

الدنيا دار النقص ، ودار التمام والكمال هي: الجنة إن شاء الله.

 فوطن نفسك على ذلك ، وقد شاء الله ذلك في الدنيا لتدور عجلة الحياة، فلو أن الناس عندهم كل شيء ما ذهبوا ولا عملوا ولا اشتغلوا.

في وصف أهل الجنة:  (على الأرائك متكئون) و ( في شغل فاكهون) و (وفاكهة مما يتخيرون) ما في حاجة تشغلهم… لا يحمل أحدهم هم أكل ولا شرب ولا يدفع إيجار آخر الشهر ولا مصاريف عيال في المدرسة .

فجعل الله الدنيا دار نقص، وما في أحد فيها سيأخذ كل حاجة.

فسعادتك أن ترضى بما قسمه الله لك؛ فقد أعطى الله قسمة العدل لكل واحد منا رزق مقسوم وأجل مقدور.

 والنبي صلى الله عليه وسلم أعطانا معنى رائع جدا للقناعة فماذا قال ؟ قال : “من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا”. أخرجه الترمذي وابن ماجة وحسنه الألباني.

آمنا في سربه :

سربك يعني عيالك وزوجتك وأهل بيتك.

ونعمة الأمن والأمان نعمة عظيمة أن يكون لك بيت يؤويك فتنام وأنت آمن على نفسك وأهل بيتك والله نعمة عظيمة لا تقدر بمال.

وهذه النعمة حرم منها ملوك ورؤساء لا ينام أحدهم بسهولة مثلك فلا بد من الحراسة وفوق الحراسة حراسة ، وكلما زاد ظلمه يزيد خوفه … فأنت والحمد لله لا ظالم ولا يحزنون فتنام وقد وضعت رجلا على رجل ومطلق الدنيا بالثلاثة ولا تخاف شيئا.

 معافى في بدنه:

 أيصحيحًا سالمًا من العلل والأسقام.

أن تأكل وتشرب والحمد لله وتتنفس الحمد لله وعندك قدرة أن تمشي على رجليك الحمد لله.

 أحد الإخوة حينما وقف في حر الشمس عند محطة الباص ينتظر الباص وجاء الباص ومع كثرة الناس لم يصبه الدور ومعنى ذلك أنه سينتظر الباص التالي قال فأصابني السخط على هذا الوضع وقلت لماذا لم يرزقني الله كغيري حتى يكون عندي سيارة موديل كذا وكذا ؟!!

يقول ومع العرق والحر والضيق صرت أنطق بكلمات أستحي منها فلما أردت أن أركن الى شيء للراحة وجدت رجلا بجانبي مقطوع القدمين ….فبكيت حياء من الله عز وجل….. كيف أسخط على الله الذي خلقني بهذه النعمة وغيري مقطوع القدمين لا يستطيع السعي ولا يستطيع الحركة ؟!!

ببركة أذكار المساء أنجانا الله من حادث مروع:

عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قاللم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يمسي : “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.” رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه 

قصة حدثت لي :

سأحكي لكم موقفا حصل لي منذ شهرين :

كنت أركب سيارة متوجها للمسجد مع أحد الإخوة ، فقلت له تعال نردد أذكار المساء ، والله يا إخواني كما أحكي لكم وأنا أردد معه هذا الدعاء فوجئنا ونحن في الطريق السريع بسيارة تأتي من خلفنا على سرعة 140 كم أو أكثر جاءت من خلفنا وكانت سرعتنا طبيعية حوالي 100كم ، فجاءت هذه السيارة المسرعة جدا من خلفنا ثم اتجه على شمالنا ليتجاوزنا ثم تقدم أمامنا بسرعته العالية فاختل توازن السيارة وصار بيننا وبينه أقل من عشرين مترا وصارت سيارته بعرض الطريق ونحن نرى موتا محققا أقسم بالله رأينا الموت  على بعد أمتار منا ، لكن الله اللطيف شاء أن تتحول هذه السيارة بالعرض وينطلق بقوة نحو المنحدر على جانب الطريق وانقلب حوالي عشرة قلبات …

فلولا لطف الله سبحانه وتعالى لكان حادثا مروعا… طبعا أنا وصاحبي كنا في قمة الفزع… فقال لي بصوت مرتعش اتصل بالشرطة أو الإسعاف فقلت له شرطة إيه وكيف اتصل عقلي راح ، لا أذكر ماذا يجب أن نفعل في مثل هذه الحالات …

وبعدها بدقائق كنا خرجنا من الطريق السريع ونحن لم نستوعب الصدمة بعد، فقلت لصاحبي هل تذكر آخر دعاء في الاذكار كنا نقوله؟

إنه هذا الدعاء: ( اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي )

فببركة هذا الدعاء أنجانا الله وصرف عنا هذا الحادث المروع ، والحمد لله الذي عافانا وكتب لنا السلامة.

 عنده قوت يومه:

أي: قدر ما يغديه ويعشيه، والطعام من نعم الله العظيمة، قال تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3، 4].

 فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها:  أي : بتمامها ، والحذافير الجوانب ، وقيل الأعالي ، واحدها : حذفار أو حذفور . والمعنى : فكأنما أعطي الدنيا بأسرها .

من اجتمعت له هذه الخصال الثلاث في يومه، فكأنما ملك الدنيا كلها، وقد اجتمع لكثير من الناس أضعاف أضعاف ما ذكر في هذا الحديث، ومع ذلك فهم منكرون لها، محتقرون ما هم فيه، فهم كما قال تعالى: ﴿ يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [النحل: 83].

سبحان الله هذه النعم يا إخواني لو الإنسان يستشعرها سيعرف معنى السعادة فلا يغتم ولا يهتم ؛ فمن أسباب السعادة القناعة وأن ترى القليل من نعم الله كثير .


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 62 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع