رمضان شهر تزكية الأنفس

تاريخ الإضافة 9 مارس, 2024 الزيارات : 1327

رمضان شهر تزكية الأنفس

هذه أول جمعة من شهر رمضان المبارك الذي أقبل علينا بأنفاسه العطرة ونسماته الزاكية يبشرنا بالقبول من الله- عز وجل- ويستحثنا على الإسراع إلى الله لنيل ثوابه ورحمته.

وأريد أن أتوقف مع حضراتكم في بعض النقاط في استقبال الضيف الكريم شهر رمضان الذي افترض الله تعالى علينا صيام نهاره وسن لنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قيام ليله.

أولا/ الفرح بمواسم الطاعة:

 نفرح ونستبشر بأن بلغنا الله تعالى مواسم الطاعات هذا الشهر الكريم جعله الله تعالى موسما للطاعة فنتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة ، ونستعد لأن نكون ممن ينالون رحمة الله تعالى وعفوه ولطفه في هذا الشهر الكريم والنبي- صلى الله عليه وسلم- كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان فيقول: ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين) وفي رواية أخرى ( فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت النار فلم يفتح منها باب ، وصفدت الشياطين، ومردة الجن ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة)

 إذن جاء الوقت الذي نستعد فيه لمرضاة الله- سبحانه وتعالى- بالعمل الصالح في هذا الشهر الكريم مضى علينا أحد عشر شهرا منذ العام الماضي، كلنا فينا تقصير كلنا فينا ما فينا من المعاصي، فجاء هذا الشهر ليجعله الله تعالى ميدانا للسباق، والتنافس على الخير، والتطهر من الذنوب والمعاصي، والقربى من الله جل وعلا وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب) إشارة إلى كثرة أعمال الخير الموجبة للجنة والفوز بمرضاة الله عز وجل، فنحن حينما نفتح أبواب المسجد يوم الجمعة نفتحها جميعا عن آخرها لكثرة الداخلين ، ولا نقول : فتحنا أبواب المسجد؛ إنما نقول فتّحنا بالمبالغة لكثرة المصلين، وإذا كان العباد يدخلون إلى الجنة بكثرة في هذا الشهر فإن أبواب النار تغلق فلا يفتح منها باب إشارة إلى عتقاء الله- عز وجل- في هذا الشهر.

والرسول- صلى الله عليه وسلم- قال: (ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة) وهناك حديث بعض الإخوة يرددونه (رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار) وهذا حديث لا يصح إنما الصحيح: (أن لله عتقاء من النار كل ليلة) كل ليلة هناك من يستوجب الجنة، ويعتق من النار بفضل الله- عز وجل-

وقد يحتج بعضهم على الله بأن الشيطان وسوس له وأغراه وأغواه، فالله تعالى يمنع الشياطين من الوسوسة في هذا الشهر فيحال بينهم وبين الوسوسة لبني آدم حتى لا يحتج محتج على الله أنه لولا الشيطان لفعل وفعل، الآن حيل بيننا وبين الشياطين وآتانا الله تعالى هذه الهدية المباركة ماذا بقي لننهض؟ وتعلو همتنا في طاعة الله؟

تزكية النفس في رمضان:

 وقد هيأ الله تعالى لنا في هذا الشهر الكريم تزكية للنفس بصورة عجيبة فعندنا في النهار التخلية وفي الليل التحلية كما يقول علماء السلوك.

 ما معنى التخلية والتحلية؟

 حينما يكون عندك إناء ملآن بالماء حتى تضيف إليه شيئا لا بد من إفراغه، فإذا أفرغت منه النصف الثلث إلى آخره فإنك تستطيع أن تملأ هذا الفراغ فلا بد من التخلية حتى تصل إلى التحلية، فأنا عندي الاهتمام بأمور الدنيا الطعام والشراب…، فيأتي الصيام بالنهار بمثابة التخلية تفريغ النفس من انشغالها بشهواتها وطعامها وشرابها ، فإذا حصلت التخلية فإننا نتلقى هدايات الله في المساء في موعد مع مائدة القرآن الكريم نأتي إلى صلاة العشاء وصلاة التراويح ونسمع آيات الله تتلى فتزكو أنفسنا ويجعل الله تعالى فيها هداية ورحمة للسامعين- سبحان الله-

ولذلك هذه المسألة تجعلنا نتساءل:

لماذا لا يكون استماعنا للقرآن ونحن جلوس؟

 مثلا يقرأ القارئ ونحن نستمع إليه لماذا تكون الصلاة بهذه الهيئة؟

 أحد عشرة ركعة نقرأ ما تيسر من القرآن جزء أو ما يقاربه ثم بعد ذلك نمضي إلى حال سبيلنا؟

والجواب: إن الله تعالى يريد منا القيام للاستماع لآيات القرآن مع إجلال له وخشوع بين يديه -سبحانه وتعالى-، ويؤثر ذلك في قلوبنا بالتدبر ويثمر العمل، وملائكة الله تحيط بنا في كل مكان تدعو وتستغفر لجميع الحاضرين وهذا كله من فضل الله علينا.

إذن فسماعنا لكلام الله عز وجل لتطهير أنفسنا وتزكيتها بعد الغفلة الطويلة قبل رمضان، فهي تخلية من الطعام وتحلية بالقيام.

الصيام الحقيقي:

قال العلماء إن أسهل صيام هو الصيام عن الطعام والشراب لأنه امتناع عن الفعل، لكن الصيام الحقيقي أو الأعلى أجرا هو الصيام عن المحرمات.

 ما العلاقة بين الأمرين بين الامتناع عن الطعام والشراب والصيام عن المحرمات؟

 العلماء قالوا: إن الإنسان لما يمتنع عن الشيء الذي لا يستغني عنه وهو الطعام والشراب لأن حياة الإنسان تقوم به فهذا أصعب من الشيء الذي يستغنى عنه.

 مثلا: شخص نمنعه من شرب السجائر أم من شرب الماء أيهما أصعب؟

الامتناع عن شرب الماء أصعب لأن الماء لا يستغنى عنه بحال، السجائر ليست ضرورة من الضروريات.

فهنا لما نقول لك : امتنع عن الحرام الفلاني واحد اثنان ثلاثة… هذه أسهل أم أن نقول لك لا ليس عندك وجبة إفطار ولا غداء وليس عندك ماء وليس عندك أي طعام طوال اليوم هذا أصعب!!

الامتناع عن الصعب وهو الذي لا يستغني الإنسان عنه بحال الطعام والشراب وسائر المفطرات.

ولذلك بين النبي- صلى الله عليه وسلم- حقيقة الصيام بهذا المعنى فقال: ( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر) يعني المقصود هنا ألا تمتنع فقط عن الطعام والشراب وعندك ما عندك من الصفات السيئة والرذائل والقبائح ، إنما كما امتنعت عن الصعب الذي لا تستطيع الامتناع عنه كإنسان وهو الطعام والشراب فامتنع عن الشيء الذي لا يضرك إذا امتنعت عنه أو إذا تركته كالكذب والغيبة والنميمة والنظرة المحرمة وسائر المعاصي التي ربما تلبس بها الإنسان.

 التربية على الإرادة القوية:

والإنسان فينا طوال الشهر يربي نفسه على الإرادة القوية هذا الذي نقصده في موضوع تزكية النفس الإرادة القوية أن يكون عندك إرادة أن تقول للشيء أو للعادة التي اعتدتها لا.

 الآن نمت وضبطت المنبه على الساعة الثالثة والنصف حتى تستيقظ قبل الفجر لتناول السحور فأصابتك غفلة لم تسمع صوت المنبه استيقظت بعد الفجر ماذا تفعل؟

أنت عطشان عطشا شديدا، وربما لم تتناول شيئا من بعد الافطار والمدة طويلة، وعندك يوم عمل طويل مرهق ماذا تفعل؟

إرادتك هنا تتدخل بألا تمتد يدك لا إلى طعام ولا إلى شراب ، رغم حاجتك ، رغم عطشك عندك إرادة تملك نفسك ، فلا تمتد يدك لا إلى طعام ولا إلى شراب ، أيضا عند أذان المغرب قبل المغرب بدقائق أمامك الطعام بمختلف أصنافه وأنواعه الروائح المثلجات كما يفعل الناس عند الإفطار … فكل هذا موجود أمامك وتملك أن تمتد يدك وتأكل لكن لا تفعلها ما الذي يمنعك انتظر أذان المغرب بينك وبين المغرب دقيقتان يعني لا بأس إن شربت قليلا أو أكلت… كلا حتى يؤذن للمغرب.

هذه هي الإرادة أن تمنع نفسك مع شدة احتياجك إلى شربة الماء أو إلى لقمة الطعام أن تقول لا بمعنى لا ، بلا تراجع.

فإذا كان هذا هو الصعب فما بالنا بما هو أسهل حينما تعرض لك المعصية تستطيع بإرادة قوية أن تقول لا لن أفعل هذه.

 هذا الكلام نقوله لأن البعض منا يقول: والله أنا حاولت أترك المعصية الفلانية، ولم أستطع، أنا حاولت أن أقلع عن التدخين ، ولم أستطع، حاولت أن اترك الكذب أو أبطل الغيبة لم أستطع نقول لك لقد استطعت فعل ما هو أصعب ، وهو أن تمتنع عن الطعام والشراب الذيْن بهما حياة كل كائن حي، ورغم شدة احتياجك للطعام والشراب لا تمتد يدك لا إلى هذا ولا ذاك، بل ربما أنت وحدك بل ربما في هذا البلد تدخل أي مطعم في أي وقت ولا يلومك أحد لماذا تأكل في نهار رمضان مثلا .

لكن ما الذي يمنعك؟

 مراقبتي لله خوفي من الله- عز وجل- أنا لا أريد أن أغضب الله لأن الله يراني.

إذن هذا تحقيق لمعنى تزكية النفس أن عندك إرادة لتقول للمعصية أو للحرام أو للعادة السيئة لا، أن تمسك نفسك رغم اشتياقها لهذا الفعل- سبحان الله-! فلا تفعل هذا.

 لسانك تحبسه فلا ينطق بكذب أو غيبة أو نميمة لأنك عندك إرادة تملك إرادة.

 اسألوا أي انسان ناجح في هذه الدنيا في أي مجال سبب نجاحه الأول أنه كان عنده إرادة أن يفعل عنده عزم عنده قوة عنده همة ….

لو سألت من حصل على شهادة عليا في كذا أو عنده خبرات في كذا احكي لنا ما هي طريقة نجاحك؟

أول سبب أنه كان عنده عزم وإرادة وليس أماني.

 نفسي أبطل تدخين،  نفسي ألا يكون عندي العادة الفلانية، لا بد من إرادة وعزم- سبحان الله-! قال تعالى : (فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)

 اسألوا أي فاشل ما سبب فشلك؟

لسان حاله يقول: إنه كان بلا إرادة، كان عنده أماني : نفسي أن أكون غنيا إنسانا جيدا وأرضي ربنا ونفسي في كذا وكذا… كلها أماني أين إرادتك لصناعة هذه الأماني؟

 لا شيء، ولذلك قالوا: إن الأماني هي رأس مال الحمقى!!!

يعني ضعيف الهمة كثير الأحلام قليل العمل.

 هناك بعض الناس إذا تكلم تقول هذا عالم علامة وهو أكسل من الكسل كما يقولون.

 فالصيام يربينا على معنى الإرادة القوية والهمة العالية، أن الفعل إرادة، وأن الخير إرادة ، وأن ترك الشر إرادة، فإذا ملكت نفسك، وملكت إرادتك استطعت أن تغير نفسك، وأن تغير عاداتك، وأن تغير بعض الأشياء القبيحة التي لا تحبها في حياتك، والتي تغضب بها الله- سبحانه وتعالى-

 يقولون إن من أكبر أسباب وقوع الناس في المعصية استشعارهم لذة المعصية وأن فيها منفعة.

  والمعصية فيها إرضاء لحاجات النفس أو إشباع لحاجات النفس، ومع تزيين الشيطان يجعل الإنسان يرغب أكثر وأكثر فيها.

لكن ماذا سيحدث؟

 الذي سيحدث أنه بعد أن زينت له المعصية ووقع فيها لم يشبع لم يرض فرغب في معصية أخرى وثالثة ورابعة…. لا إله إلا الله.

أنت جربت المعاصي وعرفت أن المعاصي بهذا الشكل ليس فيها منفعة إنما هو تزيين الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.

 هنا تربية النفس على ضبط الأمر وضبط الشهوات بلجام، كما شبهها الشاعر شوقي بالطفل قال:

 والنفس كالطفل إن تهمله شب على     حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

الطفل الصغير إذا تركته أمه يرضع هكذا دون فطام سيظل يرضع لأنه لم يوقفه أحد، لكن الأم برغم رحمتها ، وقلبها الكبير وحبها لابنها عند سن معين تمنع الرضاعة وتفطم ابنها رغم بكائه رغم صراخه رغم ألمها، إلا أنها تحتمل حتى يفطم الطفل، ويعيش الحياة الطبيعية، بفطامه عن أمه، وتطيب له الحياة بمختلف أطعمتها وأشربتها بدلا من أن يكون له طعام واحد فقط يعتقد أن فيه السعادة كلها.

 وهذا هو الإنسان يعتقد أن هذه المعصية فقط هي التي فيها حياته ، هي التي فيها سعادته، لو منعت عنه ستنهدم الدنيا، لن أستطيع أن أعيش دون أن أفعل المعصية الفلانية، لن أستطيع أن أسعد أو يكون عندي قبول أو مزاج معتدل إلا إذا فعلت هذه أنا معذور، أنا مضطر، ويلتمس لنفسه الأعذار.

 نقول له: كل هذه تسمى تبريرات نفسية كاذبة، قصة لن أستطيع، وفشلت نقول لك: كل هذه التبريرات نفسية وهمية، اسألوا أي طبيب نفسي يخبركم أن القناعات عند أي شخص هي التي توجه السلوك، أنا استطعت الآن أن أقول للطعام والشراب رغم العطش والحر أو مع الجوع استطعت أن أوقف هذه اللذة وأقول لا مدة خمس عشرة ساعة تقريبا مثل هذه المدة الطويلة رغم علمك أن جفاف حلقك علاجه الماء وجوع بطنك علاجه الطعام ،  لكن لا تفعلها.

فنفس الحال الأسهل عليك أن تعتقد أن حياتك دون المعاصي ستكون أطيب وأحسن وأفضل وأن اللذة التي تعتقدها هي لذة واهية، وقد أباح الله تعالى لنا من الطيبات الكثير مما لا يعد ولا يحصى، لكن شخص يترك كل الطيبات ويتعلق قلبه بشيء خبيث حرمه الله- سبحانه وتعالى-

وهذا كما قلنا كالطفل الصغير يعتقد أن رزقه ولذة طعامه في هذا الحليب من أمه فقط، ولا يدري أن الله طيب له في هذا الكون من الأطعمة اللحوم والخضروات والفاكهة وإلى آخره، مما لذ وطاب – سبحان الله-

فلقصر نظره وعدم وعيه الكامل يعتقد أن فطامه شيء صعب، وشيء عسير لكنه يتجاوز المرحلة ويسعد في حياته.

فكذلك أيها المسلم الله تعالى حرم علينا بعض الأشياء وتحريمه حتى يختبرنا، هذا هو الاختبار هي موجودة وتقدر عليها لكنك تمنع نفسك عنها.

إذن فأنا أزكي نفسي في رمضان بهذا الشكل تربية الإرادة، إرادة القدرة على الفعل والانضباط في المواعيد، إمساك إفطار، إمساك إفطار، وهكذا دون تغيير طوال الشهر الكريم ثلاثين يوما نتربى على هذه المعاني، فنخرج من رمضان عندنا إرادة قوية، عندنا استعداد للتغيير، عندنا والحمد لله قدرة على ترك الصفات السيئة وتزكية لأنفسنا بالتحلي بالصفات الطيبة.

هذا هو الهدف الأسمى من الصيام وليس الهدف كما يظن البعض توفير الطعام والشراب ، فنحن نأكل بأثر رجعي عند أذان المغرب.

فالمسألة ليست تعذيبا للنفس ، كما يظن البعض أو كما يراها البعض من غير المسلمين، إنما هي تربية على الإرادة والهمة والقوة، وأيضا فيها تغيير من عادات السلوك النمطية أضف إلى هذا تجديد خلايا الجسم وتطهيره من السموم ، وفيها علاج لبعض الأمراض، وهذا ليس موضوعنا، لكن أقول إننا كمسلمين والحمد لله رب العالمين ننظر إلى هذا الأمر بأنه في المقام الأول طاعة لله وتزكية لنفوسنا وتطهيرا لقلوبنا، وفيها تحقيق لمعنى التقوى، أنك تستطيع أن تفعل ما تفعل وأن تقول ما تقول ثم تمتنع خوفا من الله، الذي يسمع كل شيء ويرى .

نسأل الله- سبحانه وتعالى- أن يبلغنا هذا الشهر الكريم وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضى .


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 43 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع