ثمرة الصيام الغالية : (لعلكم تتقون)
يقول الله في كتابه الكريم وهو أصدق القائلين: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) [ البقرة: 183]
هذه أول جمعة من الشهر المبارك فالحمد لله الذي بلغنا رمضان، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من خير عباده في خير شهر، وأن يوفقنا الى العمل الصالح الذي يرضيه عنا.
ونحمد الله تعالى أن بلغنا رمضان ونحمد الله أن وفقنا لصيامه ونسأله أن يعيننا على صيام الشهر كله وعلى قيامه وعلى إدراك فضله جل وعلا.
إدراك رمضان نعمة عظيمة:
فقد ثبت في الحديث عن طلحة بن عبيد الله: أن رجلين من بلي( حي من قضاعة ) قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا، فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث، فقال: من أي ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله؛ هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض. وفي رواية: ( أَليسَ قد صام بعده رمضان ، وصلى ستَّة آلاف ركعة وكذا ركعة صلاة سنة ؟! ) . رواه أحمد بإسناد حسن وابن ماجه ، وصححه الألباني.
فقوله: (فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض) يعني من الأجر والفضيلة فهذه نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى.
وقد سمعنا عن عدد من الوفيات في آخر أسبوع من شهر شعبان، فمد الله في أعمارنا وساقنا إلى هذا الفضل وبلغنا رمضان.
ثمرة الصيام الغالية : (لعلكم تتقون)
إخواني والصيام ليس توفيرا للطعام ولا للشراب فالله سبحانه وتعالى قال في حكمة الصيام (لعلكم تتقون) وكثيرا ما نقرأ هذه الآية دون أن ننتبه لمعناها ما العلاقة بين الامتناع عن الطعام والشراب والتقوى؟
هنا مسألة لابد من الانتباه اليها وهي مسألة مراقبة الله تعالى في السر التقوى معناها: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية أو حاجز بينك وبين عذاب الله وعقابه وهذا لا يكون إلا بأن تفعل ما أمرك الله به وتنتهي عما نهاك الله عنه.
قد يكون الرقيب البشري في نفس أعظم من رقابة الله- سبحانه وتعالى- فنحن نتربى في هذا الشهر على تقوية هذا المعنى أنت مع طول اليوم ربما تشعر بالحاجة إلى الطعام، ولكنك لا تستطيع أن تمتد يدك إلى طعام أو شراب ما الذي يمنعك؟ وأنت في بيتك لا يراك أحد إلا الله- سبحانه وتعالى- ما الذي يمنعك؟ هذا هو الرقيب الإيماني هذه هي التقوى في أوضح صورها.
الناس قاموا بضجة كبيرة على بداية الصيام متى نصوم ؟ متى الهلال؟ متى وقت الفجر؟ ووقت المغرب؟ لماذا كل هذا التحري؟
حتى يكون أمر الصيام منضبطا في أعلى درجات الضبط أصوم في الوقت الذي أراده الله وأمسك في الميعاد الذي قدره الله، أفطر في وقت المغرب بالضبط، أنا أحتاج إلى أن تكون عبادتي منضبطة إلى أقصى حد.
بعد الفجر بخمس دقائق قمت من النوم لم تتسحر اشرب قليلا من الماء!!
لا ما ينفع… لا أحد يراك… كلا ما ينفع.
وحينما يطول النهار ويشتد الحر قبل المغرب بدقائق أمامك الماء البارد أمامك الطعام الشهي مد يدك … لا لا لا ينفع، لماذا؟ لم يؤذن للمغرب إلى الآن.
هذه هي التقوى، فالتقوى أن يكون بينك وبين الحرام حاجز.
ليس هناك شرطة لتطبيق الصيام على الناس في أي دولة من الدول من صائم؟ ومن مفطر؟ لا يستطيع أحد أن ينقب عن بواطن الناس صاموا أو أفطروا، فرقيبك هو الله- سبحانه وتعالى-
هذا المعنى نستطيع بكل سهولة أن نفعله في كل أمورنا سواء رآنا الناس أو لم يرنا الناس، كنا في السر، أوكنا في العلن، هل أستطيع أن أمتنع عن الحرام؟
فرب العزة أراد أن يربينا على معنى تقوية الإرادة، لأن الأنسان عنده نوازع أو غرائز تتنازع معه فيما يحبه وما يألفه وما يكرهه وأصعب شيئا على النفس أن تفطمها عما ألفته، وأي واحد فينا لو امتنع عن الحرام لن يضره يعني -عافانا الله – نحن ما نشرب الخمر هل في واحد عنده مشكل في هذا الأمر يشتاق أو يتشوف إلى هذا الحرام أبدا أعوذ بالله.
الخنزير حرمه الله، أكل الميتة الحيوان غير المذبوح ذبحا شرعيا، هل عندك مشكل في أن تأكل أو لا تأكل؟ هل عندك ضرر بالامتناع؟ كلا أنا لا أتضرر لكن الضرر يقع بالامتناع عن الحلال الذي ألفته النفس.
لماذا يكون الرجيم (النظام الغذائي للتخسيس) يكون صعبا وقاس عند الكثير من الناس؟
لأنه أمامه الطعام ولا يمد يده له، بإمكانه أن يأكل كما كان يأكل لكن يحاول ويجاهد حتى لا يفسد الرجيم الذي نواه لإنقاص وزنه، فالأمر صعب لأن فطم النفس عن مألوفاتها ليس سهلا، لكن إذا تعلق بطاعة الله استجيب وأطيع وأصبر على طاعة الله، وعندي وقت أترقبه للإمساك ووقت للإفطار، وهناك مرضى وكبار سن يصومون بالكاد، ويتحملون ذلك طاعة لله، ويقول أحدهم أنا أستحي أن أفطر في الشهر الكريم.
فهذا كله تربية على التقوى أن أقدر على الحرام ولا أفعله، اتركه أو أتعفف عنه طاعة لله، فلا آخذ حقا ليس لي ولا أسرق ولا أغش لماذا؟ تقوى الله … خشية الله بالغيب.
(لِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَخَافُهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ)
ولذلك تأملوا معي قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَيَبۡلُوَنَّكُمُ ٱللَّهُ بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلصَّيۡدِ تَنَالُهُۥٓ أَيۡدِيكُمۡ وَرِمَاحُكُمۡ لِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَخَافُهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [المائدة: 94]
كما نعلم يحرم على من أحرم بالحج أو العمرة أن يصطاد أي صيد فكان الصيد ابتلاء من الله، وكان الصيد سهل المنال (تناله أيديكم) أي يمسك الصيد بيده، ولكنه في الإحرام ممنوع من هذا الأمر فرغم قدرته على أن يمسك الصيد بيده ويذبحه ويأكله إلا أن الله حرمه عليه فامتنع.
ما الحكمة من ذلك؟
الجواب: (ليعلم الله من يخافه الغيب) فمن أراد المعصية يذهب إلى مكان كذا، من أراد أي شيء فيه حرمة يذهب إلى كذا، الآن معنا الهواتف الذكية المتصلة بالإنترنت وفيها ما فيها من الحلال والحرام والخير والشر والأذى، وفيها ما فيها من الصور والمقاطع إلى آخره، أمامك بلمسة يد تفتح كذا وتغلق كذا وتتنقل من إلى … وتشاهد ….، ولا أحد سيقول لك ماذا تفعل؟
نفس الحال صيد تناله يدك ليس بعيد المنال لا يطلع عليك أحد إلا الله- سبحانه وتعالى- فصرنا في زمان الحرام فيه سهلا والفتنة في هذا تقع للصغير والكبير فهنا الابتلاء، نسأل الله تعالى أن يعافينا.
ولذلك النبي- صلى الله عليه وسلم- قال لمعاذ بن جبل: (اتق المحارم تكن أعبد الناس) من السهل أن أصلي ومن السهل أن أصوم ومن السهل أن أقرأ القرآن، وأتصدق لكن أصعب شيئا أن تحجز النفس عن الحرام، هنالك من نجح كثيرا في الصلاة وتلاوة القرآن والعمل الصالح ولم ينجح في معاملة الناس، لم ينجح في حسن المعاملة مع جاره مع والديه مع أخيه مع الناس في التجارة- سبحان الله-!
إذا قدر أن يظلم سيظلم ثم يقول: أنا حججت بيت الله الحرام!!
يا أخي ما أسهل الحج لكن ما أصعب أن تتعفف عن المال الحرام ولذلك كان العلماء يقولون: ( ترك دانق من حرام أفضل عند الله من سبعين حجة نافلة ) دانق: الدرهم ستة دوانق (مثل السنت والدولار هنا) فترك ذلك يعني شيئا يسيرا يعني مثل خمسة سنت.
فترك دانق من حرام أفضل عند الله من سبعين حجة نافلة!!! لماذا؟ لأن هذه أشد.
الحج سهل وجميل وروحانيات وإحرام: لبيك اللهم لبيك لكن أن تقدر يدك على الحرام وتمنعها هذا هو الصعب، أن تقدر عينك على الحرام وتمنعها هذا هو الصعب، أن يقدر لسانك على الحرام كالغيبة أو الكذب وتمتنع هذه هو الصعب.
فإذا كان البعض يقول ما أسهل الحرام في أيامنا تلك؟ أقول ما أعظم التقرب إلى الله بالتعفف عن الحرام هذا باب من أبواب العبادات العظيمة في زماننا النبي- صلى الله عليه وسلم- بيّن أن المتمسك بدينه في هذا الزمن كالقابض على الجمر قال: للعامل في هذه الأيام أجر خمسين منكم قالوا منا أم منهم يا رسول الله؟ قال بل منكم أنكم تجدون على الخير أعوانا وهم لا يجدون على الخير أعوانا)
لماذا لأن الحرام يغازل شهوات النفس وغرائزها ويحركها، ما الذي يحجزك؟ ما الذي يمنعك؟ رقابة الله خوفك من الله- سبحانه وتعالى-
فما أحوجنا في الصيام أن نتربى على هذا المعنى؟
إذن تقوى الله في السر والعلن أن تجعل بينك وبين الحرام حاجزا أن تقدر على الحرام وتمسك نفسك عنه، هذا هو الهدف من الصيام.
وقال النبي- صلى الله عليه وسلم- «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» وفي رواية أخرى: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل» والجهل أي: السفه وعمل أهل الجهالة.
إذن الصيام ليس صيام البطن فقط بل كما علمنا العلماء أن يصوم سمعك وبصرك ويدك عن كل ما فيه أذى أو معصية.
فمعنى الحديث أن الإنسان إذا صام ولم يدع الزور – وهو قول الباطل والكذب – وقول الزور والعمل بالزور؛ فليس لله حاجة في أن يمتنع عن الطعام والشراب وهو يقارف هذه الخطايا؛ لأن المقصود بالصيام هو حصول التقوى لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فإذا لم يثمر هذا العمل تقوى الله – عز وجل -؛ فإن الله – عز وجل – ليس محتاجًا لأن يعذب الإنسان نفسه بالامتناع عن الطعام والشراب وهو يقارف الخطايا.
كل عمل ابن آدم له إلا الصوم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :” قال اللهُ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ, والصيامُ جُنَّةٌ ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ : إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ, والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لَخَلوفِ فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِ المسكِ ، للصائمِ فَرْحتانِ يفرَحْهُما إذا أَفطرَ فَرِحَ ، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومِهِ “رواه البخاري
وفي رواية عند الإمام أحمد : “يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ إنَّمَا يتْرُكُ طعامَهَ وشَرَابَهُ مِن أجْلِي فصيامُهُ لَه وأنا أجزِي بِه كلُّ حسنةٍ
بعشرِ أمثالِهَا إلى سبعمائِةِ ضعفٍ إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ”
لماذا أضاف الله الصوم لنفسه فقال : (إلا الصيامَ ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ)؟
الإضافة هنا إضافة تشريف وتعظيم ، كما يقال : بيت الله ، وإن كانت البيوت كلها لله .
وأن المراد بتقدير الأجر أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته ، لأن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير . ويشهد لهذا رواية مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره ، وهذا كقوله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
فالملائكة تكتب الأعمال وتقدر الحسنات لكنها لا تستطيع تقدير أجر الصيام فجعل الله تعالى جزاء الصائمين عليه، لا على الملائكة، ولك أن تتأمل شرف هذه العبادة أن يتولى أكرم الأكرمين الجزاء والمكافأة؟
يعني أنا لو قمت بعمل مسابقة داخلية في هذا المسجد لحفظ القرآن كمْ تكون جائزة الفائز الأول؟
لن تتجاوز الألف دولار، هذا يليق بإمكاناتنا وما نستطيعه، لكن إذا قلنا إن الجائزة ستكون على مستوى وزارة أوقاف أو شؤون إسلامية لا يليق أن تكون الجائزة للفائز الأول ألفا لا بد من أن تكون مبلغا كبيرا عشرون ثلاثون ألفا.
لكن إذا قلنا أن الذي سيكرم الفائزين هو الملك أو الرئيس فلا يليق بالملك أو الرئيس أن يكرم بعشرين ألفا ، لا بد من أن تكون جائزة تليق بالملك ، أو تليق بالرئيس، طيب حينما نقول أن الذي سيكرم الصائمين هو الله رب العالمين تكريما يليق بذي العزة والجلال أكرم الأكرمين.
إذن المسألة ليست حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف فقط ، بل أجر عظيم لا يعلمه إلا الله- سبحانه وتعالى- ولذلك قال العلماء: إن قول الله تعالى لأهل الجنة : (كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية) قالوا هذا يقال للصائمين فلصومهم متعهم الله بلذة النعيم في الجنة كلوا هنيئا كلوا واشربوا هنيئا جزاء وفاقا لما أعطشتم أنفسكم وجوعتموها هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية.
ولذلك أحد الأمراء أعطى لصبي صغير درهما ، فرفض الطفل أن يأخذه، فقال له لماذا تمتنع؟ خذ هذا الدرهم، قال أبي سيضربني، قال: قل له الأمير أعطاني الدرهم.
قال لن يصدقني.
قال لماذا يا غلام ؟
قال لأن هذه ليست عطية الأمراء… أمير يعطي درهما !!
فهذا فهم صبي لأمير يعطي درهما فما بالك بأكرم الأكرمين؟
خلاصة خطبتنا :
1- نحمد الله تعالى أن بلغنا رمضان ونسأل الله أن يوفقنا لصيام نهاره وقيام لياليه.
2- الحكمة الكبرى والهدف الأسمي من الصيام ليس الطعام والشراب بل نحن نأكل أكثر في رمضان من غيره من الشهور والحمد لله على نعمه فالهدف ليس التوفير وليس الامتناع الهدف لعلكم تتقون تقوى الله تكون في السر والعلن تقوى الله أن تقدر على الحرام وتمتنع عنه أن الحرام يدك ثم لا تمتد إلى الحرام إذا صمت فلا تمتنع عن الحلال الطيب فقط وتفطر على الحرام الخبيث بل امتنع عما حرم الله قبل أن تمتنع عن طعامك وشرابك.
3- الصيام شرفه الله تعالى بأن جعل الجزاء فيه موكول إليه- سبحانه وتعالى- ومعنى ذلك أن جزاء الصائمين لا يعلم قدره إلا الله يتولى هو الأجزاء أكرم الأكرمين وهو الجواد الكريم- سبحانه وتعالى- نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه وأن يجعلنا من أهل طاعته .