رمضان تجارة رابحة
حل علينا رمضان ضيفا كريما بأنفاسه الخاشعة الزكية، أقبل علينا وأقبل معه الخير كله، ولم لا وهو شهر الرحمات، وشهر البركات، وتكفير الذنوب والسيئات، شهر الصيام والقرآن، شهر الجود والإحسان، شهر العتق من النيران، أسأل الله أن يعتقنا من النار وأن يجعلنا من الفائزين في هذا الشهر الكريم إنه على كل شيء قدير.
أولا رمضان شهر الخير والبركة:
في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أقبل شهر رمضان يقول “” أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه ،
تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه ليله هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم “” رواه أحمد
وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة ذلك أنه صلى الله عليه وسلم قال : إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة “
وفي رواية مسلم “” إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة “”
وفي رواية الترمذي “” إذا كان أول ليلة من رمضان غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار وذلك حتى ينقضي رمضان “”
اللهم اجعلنا من عتقاءك من النار في هذا الشهر الكريم يا عزيز يا غفار.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال ” من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه “
من صام رمضان إيمانا أي إيمان بالله جل وعلا ، واحتسابا للفضل والأجر من عند الله عز وجل .
الله أكبر الله أكبر يا له من فضل والله لا يحرم منه إلا الخاسر ففي الحديث الذي رواه أصحاب السنن أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ” رغم أنف عبد أدرك رمضان ثم انسلخ رمضان ولم يغفر له “
ثانيا رمضان شهر القرآن:
قال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)(البقرة: من الآية185)
عن ابن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال ” من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنه والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ، بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف “”
وفي صحيح مسلم من حديث أبي أمامه ” إقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه “
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم قال :” الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران”
أجر على قراءته وأجر على مشقته وصبره على هذه المشقة
فيا أيها الحبيب الكريم اجعل لك في رمضان وقتا لقراءة القرآن ضع لنفسك من اليوم برنامجا عمليا لقراءة القرآن .
ثالثا رمضان شهر القيام:
ففي هذا الوقت من الليل يصلي المسلمون صلاة القيام صلاة التراويح ومن السنة أن لا تنصرف من صلاة التراويح حتى ينصرف الإمام من الصلاة ، يقول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة “” من قام إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه “”
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال “” من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه “” وليلة القدر في العشر الأواخر في الأيام الوترية فاحرص على أن تقيم العشر كلها لله ليرزقك الله ليلة القدر ، فإن رزقت بهذه الليلة سعدت في دنياك وأخراك ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء …
رابعا رمضان شهر الإنفاق والإحسان:
روى البخاري من حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان ، أخرج زكاة مالك في رمضان لتنال الأجر المضاعف من الرحمن ، أكثر من الصدقة في رمضان ، تعرف على بيوت الفقراء والمساكين في رمضان ، عن أبي كبشة الأنماري” ثلاث اقسم عليهن { الرسول يقسم وهو الصادق الذي لا يحتاج إلى قسم } ما نقص مال عبد من صدقة ، وما ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ، ولا فتح عند باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر “
فأكثر من الصدقة وأكثر من الإنفاق وما من يوم يمر عليك إلا وينادي ملكان من السماء والحديث في الصحيحين ، فيقول الأول :” اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الملك الثاني اللهم أعط ممسكا تلفا “
( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (البقرة:268)
خامسا /رمضان شهر الذكر والاستغفار والتوبة:
والحرص على الطاعة داوم على الذكر على أذكار الصباح وأذكار المساء وعلى الأذكار المطلقة، فليكن لسانك رطباً على الدوام بذكر الله سبحانه وتعالى .
سادسا الفوز بليلة القدر:
الليلة التي جعل الله ثوابها خير من ألف شهر وسوف نفصل الحديث عنها إن شاء الله في العشر الأواخر
اللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان
فنسألك أن توفقنا فيه إلى ماتحب وترضى ،
وأن تجعلنا فيه من عتقائك من النار
واجعلنا من المقبولين الفائزين
اللهم آمين