ما هو واجبنا تجاه غزة؟
تجاوز عدد الشهداء الآن بغزة عشرين ألفا والجرحى خمسين ألفا جراء المجازر البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال الذي قتل النساء والأطفال والمدنيين، ودمر كل شيء الأخضر واليابس، هدم المساجد والكنائس والبيوت والأحياء، وهاجموا المستشفيات وطردوا من فيها من المرضى، ورأينا أحدهم يفتخر أمام الكاميرات في مقطع مصور يرسله هدية عيد ميلاد ابنته يقوم فيه بتفجير مبنى كامل، في الخلفية…حسبنا الله ونعم الوكيل.
فنجد هذه الأحداث الرهيبة، التي ربما نحن معها أكثر من 90 يوما، ونسمع في الأخبار مقتل مئة… مئتين… ، انهيار مبنى، تفجير في حي كذا، الصواريخ، تدمر كذا …الخ.
والله يا أخواني، الأمر خطير جدا وبشع، نحن نعيش مأساة بشرية من الطراز الأول. …ربما لم يشهدها العالم منذ أيام الحرب العالمية …. حسبنا الله ونعم الوكيل.
ومن يشاهد هذه الأحداث ويتأملها ويشعر بتقصيره ووخز الضمير وألمه لما يجري على هؤلاء الأبرياء والعزل، فهذا مؤمن يحمل ضميرا حيا، هذا مؤمن يحمل ضميرا حيا وقلبا ينبض، أما هؤلاء الذين انحرفوا وبدأوا يجعلون الأمور في اتجاه آخر، فهؤلاء لا تلتفتوا إليهم، على سبيل المثال، خرج أحدهم يقول إن المقاطعة أمر غير شرعي لأنها تحريم ما أحل الله، وآخر يقول: “لا تسبوا إسرائيل، فإن إسرائيل نبي من أنبياء الله!!!، وثالث يتحدث عن دعم الشيعة للمقاومة ويقول: “لا يجوز دعم هؤلاء لأنهم اتخذوا الشيعة أنصارا لهم من دون الله،” فلا تلتفتوا لهؤلاء، الذين يدور الواحد منهم على القنوات ويبث بعض السموم التي تلقى إليه وينشرها، ثم يتقاضى أجرا على عمالته وخيانته.
ما هو واجب الوقت؟
عندنا ستة أمور لنتحرك بإيجابية:
الجيل الحالي، لا يعرف شيئا عن القضية، مواليد سنة 2000 وما بعدها القضية كانت غائبة عن وعيه، لا يدري شيئا عن فلسطين ولا عن القدس، فهنا برزت القضية ونجحت في أن تتصدر جميع الأخبار والأحداث والحوارات والمجادلات، وكل الميديا في العالم الآن، لا تتكلم إلا عن القضية الفلسطينية، وهذا الذي دعا بعض المواقع كالفيس بوك وغيرها لمحاولة طمس هذا الموضوع، يحجب أي شيء عن غزة أو فلسطين ، والآن برز التليجرام والتيك توك، فعندنا بدائل لنشر القضية، فكل من عنده مقدرة لغوية على أن يترجم المقاطع من اللغة العربية إلى اللغات الحية الإنجليزية الفرنسية وغيرها، ونشر جرائم الاحتلال في حق النساء والأطفال والجرحى، وهي جرائم لا يكذبها أحد ولا يستطيع أحد أن ينكرها، لأنها بلغت مراحل من البشاعة والوحشية ما لا يصدقه عقل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فيجب علينا التركيز على تسليط الضوء على جرائم الاحتلال ومقارنة التعامل الحضاري والإنساني معها بين الشعوب، لنعكس الحقيقة بأقوى صورة ممكنة ولنعمل معا على تغيير الواقع.
الواجب الثالث/ المشاركة بأي فعاليات للقضية الفلسطينية:
مثل الخروج في مظاهرات سلمية للتعبير عن رفضنا للظلم والاحتلال، أو عمل فاعلية لجمع التبرعات، أو بمراسلة مواقع الأخبار والقنوات ونواب البرلمان والمسؤولين لنشر الحقيقة وتوضيح الوقائع، لضمان تحقيق تأثير إيجابي وتغيير في الرأي العام، فهذا واجب الوقت، أن تساهم في رفع المعاناة بنشر القضية والضغط السياسي لاتخاذ القرار في اتجاهه الصحيح
المظاهرات السلمية هي وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي، ومن وسائل التغيير، ومن وسائل الضغط على الحاكم للرضوخ لرغبة الشعب. فإن كان الرأي صوابا، والتغيير للأصلح، ورغبة الشعب مشروعة كانت المظاهرة حلالا، بشرط أن لا يترتب عليها مفسدة أعظم من مصلحتها المطلوبة. فحكم المظاهرات حكم الوسائل، وللوسائل حكم الغايات والمآلات.
الشركة التي أعلنت (ستار بوكس)عن خسارة 12مليار دولار، في هذه المدة القصيرة تأملوا هذا الرقم المهول، 12مليار أكيد أنها ليست من المسلمين والعرب، أكيد من المسلمين ومن أصحاب الضمائر الحية في العالم، وشركة الملابس الشهيرة(زارا) لما عملت الإعلان على جثث، أهل غزة، من باب السخرية والدعاية وركوب الترند، حدث لها ما حدث، ورغم أنها قدمت اعتذارا، وحذفت الإعلان، ورغم ما فعلت الأن الشعوب كان لها موقفا آخر، جعل، هذه الشركة تصل إلى مرحلة من مراحل الانحدار، بل ورأينا مقطع الفيديو الشهير، وهم يلقون بكل الملابس تحت اسم هذه الماركة أمامهم، وكأنها زبالة لا يرغبون فيها، الشعوب تقول، كلمتها.
ومن الناحية الشرعية :
فالأصل هو جواز التعامل بالبيع والشراء مع اليهود والنصارى وغيرهم ، لما ثبت من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع يهود المدينة بالبيع والشراء والقرض والرهن وغير ذلك من المعاملات المباحة في ديننا.
لكن المقاطعة الاقتصادية مشروعة ، ويدخل في ذلك كل وسيلة تضعف اقتصادهم وتلحق الضرر بهم ، فإن المال هو عصب الحياة في القديم والحديث .
فعلى المسلمين بذل كل الإمكانيات التي يكون فيها تقوية للإسلام والمسلمين ، وإضعاف قتلة النساء والأطفال بكل سبيل متاح
فمن قاطع بضائع الشركات الداعمة لهم وقصد بذلك إظهار إضعاف اقتصادهم ، فهو مثاب مأجور إن شاء الله تعالى على هذا القصد الحسن .
وهذا عند وجود بدائل متاحة لكن من اضطر للتعامل معهم خصوصا بعض الأدوية والاحتياجات الخاصة لبعض الناس وكذلك وفاء للعقود المبرمة قبل الأزمة
فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى ، ولا يكون ذلك قدحا في أصل الولاء والبراء في الإسلام .
الواجب الخامس/ الانفاق بالمــال
الواجب السادس/ الدعاء
اللهم اغث المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم اغث إخواننا في فلسطين، اللهم استر عوراتهم وامن روعاتهم،
اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم، ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم،
اللهم انهم جائعون فأطعمهم، وعراة فاكسهم، وحفاة فاحملهم، اللهم انهم خائفون فأمنهم، اللهم أمدهم بمددك،
اللهم امدهم بمددك، يا من له جنود السماوات والأرض، وأعزهم بنصرك يا خير الناصرين.