ما هو واجبنا تجاه غزة؟

تاريخ الإضافة 15 أبريل, 2024 الزيارات : 484

ما هو واجبنا تجاه غزة؟ 

تجاوز عدد الشهداء الآن بغزة عشرين ألفا والجرحى خمسين ألفا جراء المجازر البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال الذي قتل النساء والأطفال والمدنيين، ودمر كل شيء الأخضر واليابس، هدم المساجد والكنائس والبيوت والأحياء، وهاجموا المستشفيات وطردوا من فيها من المرضى، ورأينا أحدهم يفتخر أمام الكاميرات في مقطع مصور يرسله هدية عيد ميلاد ابنته يقوم فيه بتفجير مبنى كامل، في الخلفية…حسبنا الله ونعم الوكيل.

فنجد هذه الأحداث الرهيبة، التي ربما نحن معها أكثر من 90 يوما، ونسمع في الأخبار مقتل مئة… مئتين… ، انهيار مبنى، تفجير في حي كذا، الصواريخ، تدمر كذا …الخ.

والله يا أخواني، الأمر خطير جدا وبشع، نحن نعيش مأساة بشرية من الطراز الأول. …ربما لم يشهدها العالم منذ أيام الحرب العالمية …. حسبنا الله ونعم الوكيل.

ومن يشاهد هذه الأحداث ويتأملها ويشعر بتقصيره ووخز الضمير وألمه لما يجري على هؤلاء الأبرياء والعزل، فهذا مؤمن يحمل ضميرا حيا، هذا مؤمن يحمل ضميرا حيا وقلبا ينبض، أما هؤلاء الذين انحرفوا وبدأوا يجعلون الأمور في اتجاه آخر، فهؤلاء لا تلتفتوا إليهم، على سبيل المثال، خرج أحدهم يقول إن المقاطعة أمر غير شرعي لأنها تحريم ما أحل الله، وآخر يقول: “لا تسبوا إسرائيل، فإن إسرائيل نبي من أنبياء الله!!!، وثالث يتحدث عن دعم الشيعة للمقاومة ويقول: “لا يجوز دعم هؤلاء لأنهم اتخذوا الشيعة أنصارا لهم من دون الله،” فلا تلتفتوا لهؤلاء، الذين يدور الواحد منهم على القنوات ويبث بعض السموم التي تلقى إليه وينشرها، ثم يتقاضى أجرا على عمالته وخيانته.

ما هو واجب الوقت؟

عندنا ستة أمور لنتحرك بإيجابية:

الواجب الأول: : فهم القضية فهمًا صحيحًا وتحريكها بين الناس(الوعي بالقضية الفلسطينية)

 الجيل الحالي، لا يعرف شيئا عن القضية، مواليد سنة 2000 وما بعدها القضية كانت غائبة عن وعيه، لا يدري شيئا عن فلسطين ولا عن القدس، فهنا برزت القضية ونجحت في أن تتصدر جميع الأخبار والأحداث والحوارات والمجادلات، وكل الميديا في العالم الآن، لا تتكلم إلا عن القضية الفلسطينية، وهذا الذي دعا بعض المواقع كالفيس بوك وغيرها لمحاولة طمس هذا الموضوع، يحجب أي شيء عن غزة أو فلسطين ، والآن برز التليجرام والتيك توك، فعندنا بدائل لنشر القضية، فكل من عنده مقدرة لغوية على أن يترجم المقاطع من اللغة العربية إلى اللغات الحية الإنجليزية الفرنسية وغيرها، ونشر جرائم الاحتلال في حق النساء والأطفال والجرحى، وهي جرائم لا يكذبها أحد ولا يستطيع أحد أن ينكرها، لأنها بلغت مراحل من البشاعة والوحشية ما لا يصدقه عقل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فيجب علينا التركيز على تسليط الضوء على جرائم الاحتلال ومقارنة التعامل الحضاري والإنساني معها بين الشعوب، لنعكس الحقيقة بأقوى صورة ممكنة ولنعمل معا على تغيير الواقع.

الواجب الثاني نحو القضية :إحياء الأمل
بقتل الانهزامية وعلاج الإحباط الذي دخل في نفوس المسلمين ، أو قل رفع الروح المعنوية وبث الأمل في القيام من جديد.. واجب من أعظم الواجبات ، ليس فقط ناحية قضية فلسطين ولكن ناحية أمة الإسلام بأسرها.
النصر لا يأتي إلا بعد أشد لحظات المجاهدة..إذا كنت ترى أن الظلم والاضطهاد قد تفاقم فاعلم أن النصر قد اقترب..
قال تعالى: ” أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ” 214 البقرة
في هذه اللحظة التي بلغ فيها الألم إلى أقصاه، وبلغ فيها الصبر إلى نهايته.. في هذه اللحظة المجيدة يقول الله عز وجل:( ألا إن نصر الله قريب.)
وقال تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) يوسف 110
بل كان النبي في أشد ساعات المحنة يبشر مع خباب، ولندع خبّابا يروي لنا النبأ بكلماته يقول:” شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببرد له في ظل الكعبة، فقلنا: يا رسول الله، ألا تستنصر لنا..؟
فجلس صلى الله عليه وسلم، وقد احمرّ وجهه وقال: قد كان من قبلكم يؤخذ منهم الرجل، فيحفر له في الأرض، ثم يجاء بمنشار، فيجعل فوق رأسه، ما يصرفه ذلك عن دينه..!!وليتمّنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخشى الا الله عز وجل، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون”..!!
وكما حدث مع سراقة في الهجرة ، وكما حدث في غزوة الأحزاب عندما اعترضت صخرة الصحابة وهم يحفرون، ضربها الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث ضربات فتفتتت قال إثر الضربة الأولى: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمراء الساعة»، ثم ضربها الثانية فقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن أبيض»، ثم ضرب الثالثة، وقال: «الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذه الساعة». وقد تحققت هذه البشارة التي أخبرت عن اتساع الفتوحات الإسلامية والإخبار عنها في وقت كان المسلمون فيه محصورين في المدينة يواجهون المشاق والخوف والجوع والبرد القارس.

الواجب الثالث/ المشاركة بأي فعاليات للقضية الفلسطينية:

مثل الخروج في مظاهرات سلمية للتعبير عن رفضنا للظلم والاحتلال، أو عمل فاعلية لجمع التبرعات، أو بمراسلة مواقع الأخبار والقنوات ونواب البرلمان والمسؤولين لنشر الحقيقة وتوضيح الوقائع، لضمان تحقيق تأثير إيجابي وتغيير في الرأي العام، فهذا واجب الوقت، أن تساهم في رفع المعاناة بنشر القضية والضغط السياسي لاتخاذ القرار في اتجاهه الصحيح

المظاهرات السلمية هي وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي، ومن وسائل التغيير، ومن وسائل الضغط على الحاكم للرضوخ لرغبة الشعب. فإن كان الرأي صوابا، والتغيير للأصلح، ورغبة الشعب مشروعة كانت المظاهرة حلالا، بشرط أن لا يترتب عليها مفسدة أعظم من مصلحتها المطلوبة. فحكم المظاهرات حكم الوسائل، وللوسائل حكم الغايات والمآلات.

الواجب الرابع/ المقاطعة
وأقصد به المقاطعة لكل ما هو صهيوني أو يصب في مصلحتهم أو مصلحة من يعينهم ، وهذا يحتاج لتضافر الجهود لبيان الشركات والعلامات التجارية الداعمة لهم.

الشركة التي أعلنت (ستار بوكس)عن خسارة 12مليار دولار، في هذه المدة القصيرة تأملوا هذا الرقم المهول، 12مليار أكيد أنها ليست من المسلمين والعرب، أكيد من المسلمين ومن أصحاب الضمائر الحية في العالم، وشركة الملابس الشهيرة(زارا) لما عملت الإعلان على جثث، أهل غزة، من باب السخرية والدعاية وركوب الترند، حدث لها ما حدث، ورغم أنها قدمت اعتذارا، وحذفت الإعلان، ورغم ما فعلت الأن الشعوب كان لها موقفا آخر، جعل، هذه الشركة تصل إلى مرحلة من مراحل الانحدار، بل ورأينا مقطع الفيديو الشهير، وهم يلقون بكل الملابس تحت اسم هذه الماركة أمامهم، وكأنها زبالة لا يرغبون فيها، الشعوب تقول، كلمتها.

ومن الناحية الشرعية :

فالأصل هو جواز التعامل بالبيع والشراء مع اليهود والنصارى وغيرهم ، لما ثبت من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع يهود المدينة بالبيع والشراء والقرض والرهن وغير ذلك من المعاملات المباحة في ديننا.
لكن المقاطعة الاقتصادية مشروعة ، ويدخل في ذلك كل وسيلة تضعف اقتصادهم وتلحق الضرر بهم ، فإن المال هو عصب الحياة في القديم والحديث .

فعلى المسلمين بذل كل الإمكانيات التي يكون فيها تقوية للإسلام والمسلمين ، وإضعاف قتلة النساء والأطفال بكل سبيل متاح

فمن قاطع بضائع الشركات الداعمة لهم وقصد بذلك إظهار إضعاف اقتصادهم ، فهو مثاب مأجور إن شاء الله تعالى على هذا القصد الحسن .

وهذا عند وجود بدائل متاحة لكن من اضطر للتعامل معهم خصوصا بعض الأدوية والاحتياجات الخاصة لبعض الناس وكذلك وفاء للعقود المبرمة قبل الأزمة
فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى ، ولا يكون ذلك قدحا في أصل الولاء والبراء في الإسلام .

الواجب الخامس/ الانفاق بالمــال

وذلك من خلال المنظمات الإنسانية والإغاثية الرسمية المختلفة ، فما أحوجَ أهلِ غزة للمال في هذه الأوقات.. حصار اقتصادي رهيب…. إغلاق للمعابر .. تجريف للأراضي .. هدم للديار .. نقص في الغذاء والدواء والكساء .. وعائلات لا حصر لها تفقد عائلها..القوة الغاشمة التي تضرب بلا رحمة فلا تفرق بين مدني وغيره خلفت مرضى وجرحى ومعاقين ….وحالة يرثى لها .

الواجب السادس/ الدعاء

والدعاء ليس أمرًا جانبيًا في قضية فلسطين.. ليس أمرًا اختياريًا إن شئنا فعلناه وإن شئنا تركناه…. كلا الدعاء ركن أساس من أركان النصر.. وسببٌ أكيد من أسباب التمكين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك الدعاء أبدًا ، وما يأس منه قط ، مهما تأخرت الإجابة ، ومهما طال الطريق ، ومهما عظم الخطب.. وكان أشدُ ما يكون دعاءً ورجاءً وخشوعًا وابتهالاً عند مواقف الضيق والشدة.. يفزع إلى ربه ، ويطلب عونَه ، ويرجو مددَه وتأييدَه .. في بدر.. في أحد.. في الأحزاب.. في كل أيامه صلى الله عليه وسلم.

اللهم اغث المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم اغث إخواننا في فلسطين، اللهم استر عوراتهم وامن روعاتهم،

اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم، ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم،

اللهم انهم جائعون فأطعمهم، وعراة فاكسهم، وحفاة فاحملهم، اللهم انهم خائفون فأمنهم، اللهم أمدهم بمددك،

اللهم امدهم بمددك، يا من له جنود السماوات والأرض، وأعزهم بنصرك يا خير الناصرين.


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 51 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع