فقه الابتلاء في حرب غزة

تاريخ الإضافة 26 سبتمبر, 2025 الزيارات : 103

فقه الابتلاء في حرب غزة

خبر متداول عن غزة:

خلال الأيام الماضية أرسل إلي عدد من الإخوة مقطعا الخلاصة منه أن شيخا مشهورا -بدون ذكر أسماء – قال بأن ما يحدث لأهل غزة يحدث بسبب ذنوبهم وهذا الخبر تطايرته وكالات الأنباء وكأنه مادة شهية لذيذة لتبرر للجزار ما يفعله بالضحية أنتم مذنبون وعصاة ونحن نعاقبكم بسبب ذنوبكم.

لكن تعلمنا أن المسلم لا ينبغي أبدا أن ينجر وراء الانتقاءات الصحفية والتزوير الذي يتم في بعض التصريحات والكلمات ولي مع هذا عدة تجارب سلبية؛ لأن الإعلام عنده قدرة على أن يقتطع من الكلام جزءا يبرزك أنك رجل سيئ وعدواني وأنت العكس من ذلك تماما.

رجعت إلى المقطع فاستمعت إليه ؛ الشيخ لم يقل هذا الكلام صراحة بهذا الشكل؛ إنما قال : قد حدث في التاريخ فواجع كثيرة منها دخول التتار إلى بغداد، والحروب الصليبية، وما حدث في البوسنة والهرسك، وما يحدث الآن في غزة ، ولعل الله تعالى من حكمته أنه أحيانا قد يسلط الكفار على المسلمين بسبب ذنوبهم .

هذه العبارة استلت من السياق فبرزت العناوين الإخبارية الشيخ فلان يقول ما يحدث في غزة إنما يحدث بسبب ذنوب أهل غزة.

فتبينوا:

فهذا درس نتعلمه يا إخواني وهو ألا نبادر دائما بالاستجابة لهذه المؤثرات المقصودة التي وراءها جيش من الذباب الإلكتروني هدفه هو التبرير للجزار أن يفعل ما يشاء بالضحية، كما حدث في لقاء مع مذيع بريطاني مشهور المقطع متناقل ومتداول مع أحد المؤيدين لإسرائيل يقول إن نصف القتلى في غزة من الإرهابيين، فالمذيع راجعه وقال ستون ألفا قتلوا في غزة نصفهم إرهابيون أنت تكذب وتعلم أنك تكذب وأنت على يقين أنك تكذب، ورفض أن يواصل المذيع معه الحوار قائلا : (Shut up)وأغلق الحوار معه، وهذا طبعا بالنسبة لعالم الميديا والإعلام لغة جريئة لكن الرجل المذيع لم يحتمل هذا الكذب البواح الذي يردده.

فتزيين هذه المجازر على أنها حق وأن الذين يذبحون أو يقتلون سواء من يدعي أن هذا بسبب ذنوبهم أو أنهم إرهابيون ومخربون هذا كله جزء من الحرب المتعمدة التي تبرر لهؤلاء ما يفعلون، لكن مهما فعلوا فإن الصورة لا تكذب والحقيقة لم تتغير العالم كله الآن أبصر ما يحدث في غزة وأيقن الجميع أنه جريمة إبادة جماعية وحشية تتم بأقذر وأسوإ الأساليب في التعامل مع المدنيين بالإضافة إلى حصار محكم وتجويع ممنهج ومنع لكل شيء تتصوره في الحياة كشربة الماء أو لقمة الغذاء ومات من مات من الأطفال والمرضى بسبب هذا الحصار.

سنة التدافع:

وهذا الأسبوع حصل أكثر من شيء وأنا أكرر بأن المنبر ليس مكانا للأخبار وتحليل الأخبار لكن لا مانع من تناول الأحداث من وجهة نظر شرعية لنفهم سنة من سنن الله تعالى وهي سنة التدافع، قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) [البقرة: 251]

فالله يدفع باطلا بباطل، ويدفع باطلا بحق، ويدفع الناس بعضهم ببعض، وإلا لفسدت الأرض بأن يسيطر الطغاة عليها ، أو أن يسيطر الباطل عليها ؛ فيدفع الله عز وجل هذا بذاك.

في لقاء الأمم المتحدة وهو لقاء سنوي يجتمع فيه زعماء العالم لإلقاء الكلمات الرسمية، في هذا الحدث حصل أكثر من شيء يلفت النظر:

  • أولها تصريح الرئيس الكولومبي بأنه يدعو إلى تكوين جيش لإيقاف إسرائيل عند حدها لإيقاف هذه الحرب.
  • الأجرأ من هذا ما لم يكن يخطر ببال أحد قبل هذه الأحداث أنه طالب بمحاكمة الرئيس الأمريكي لأنه مجرم حرب لأنه يساعد إسرائيل بالسلاح .
  • عندنا أسطول الكرامة والصمود الذي تحرك متجها الآن إلى سواحل غزة ورفضوا أي مساومات لعمل إنزال بميناء أسدود إنما يريدون الإنزال على شواطئ غزة لضمان وصول المساعدات إلى المستحقين.
  • إسرائيل كما نعلم البلطجة المعتادة أرسلت عدة طائرات مسيرة منها ما أصاب بعض الناس بحرائق متفاوتة وبعضها كان قنابل دخان من باب التهديد.
  • فوجئنا بتصريح خطير جدا لوزير الدفاع الإيطالي قال بأنه سيحرك فرقاطة بحرية من الأسطول الإيطالي لحماية المواطنين الإيطاليين في هذه القافلة.
  • تبعه حكومة إسبانيا بنفس التصريح أنهم بصدد تحريك فرقاطة بحرية لحماية المواطنين الإسبان في هذه القافلة.
  • العالم يتغير يا إخواني وهذه الأشياء التي نراها الآن لم تكن لتخطر بالبال أو لم تكن لتحدث من قبل إلا مع هذه الغطرسة والبلطجة التي نراها في غزة على يد الصهاينة وما يفعلونه ليلا ونهارا.
  • خلال الأسبوع الماضي حوالي تسع دول أعلنت اعترافها بدولة فلسطين بالإضافة لمن اعترف بها من قبل .

وماذا تغير؟ غزة كما هي تضرب ليلا ونهارا ؟

أعلم أن بعض اليائسين نسأل الله لهم الهداية يقول: وماذا تغير؟ غزة كما هي تضرب ليلا ونهارا ؟ المجاعة كما هي؟

أي نعم لن يوقف حربا ولن يوقف المهزلة لكن يحول المعادلة إلى حسابات جديدة أخرى وأن العالم الذي كان لا يعترف إلا بالولاء لإسرائيل وتأييدها ودعمها الآن يتحول ويتغير، والعجيب أن العالم العربي في اجتماعات الأمم المتحدة ليس له أي خانة أو أي ذكر يعني في كلماتهم التي قالوها لم نر أي تصريح ولو حتى التصريحات العنترية أو التي فيها قوة أو نوع من التصعيد كلهم مستأنسون كلهم كلماتهم دبلوماسية جميلة أو عبارة عن كلمات نشجب بأعلى درجات الشجب ونعلن كراهيتنا لهذا ويجب و… وعلى ولا بد وهذه الكلمات التي سئمناها في الإعلام والتصريحات الكثيرة على ألسن وزراء الخارجية وغيرهم.

هذه الأمور تبين لنا أن العالم الآن يتغير تغيرا كبيرا وسريعا وأن الأحداث تتخذ مسارا دوليا آخر غير الذي كنا نراه منذ عامين فقط

أردت من ذكر هذه التطورات السريعة أن نبرز معنى سنة التدافع، وأن الله عز وجل لا يترك طاغية يستمر على طغيانه ولا فاسدا يستمر على فساده ولا مستقويا يستمر على استقوائه على الضعيف والمظلوم، وليعلم الجميع أن للظلم نهاية ، وأن للطغاة نهاية ، وأن العاقبة دائما للمتقين.

هل الابتلاء يقع بسبب الذنوب؟

في الإطار العام هل الإنسان يتكبر أن يقال له في ساعة الابتلاء لعل الذي أصابك بذنب وقعت فيه؟

كلا ، لأن الإنسان المؤمن فعلا ممكن أن يعاقب بذنب ، فيبتلى هذا الابتلاء إفاقة من الله عز وجل الله تعالى يرسل إليك تنبيها إلى أنك في غفلة إلى أنك مقصر إلى أنك ضيعت وفرطت في حق الله عز وجل؛ فهذا تنبيه لك.

كم من واحد كان يسعى في هذه الدنيا لا يعرف لله حقا ،ولا يفكر في آخرة، وإنما تفكيره كله منصرف للدنيا، فجأة يصاب بحادث بمرض بشيء بخسارة فيراجع حساباته ويعود إلى الله سبحانه وتعالى، فيكون هذا الابتلاء نعمة من الله عز وجل لأنه أفاق ورجع عن غيه وضلاله قبل أن يفارق الدنيا وقبل أن تنتهي حياته فينتقل إلى دار الجزاء والحساب.

فالمسلم رجاع إلى الحق إذا أصبت بأي شيء بخسارة بمرض بحادث بأي أي شيء غير طبيعي في حياتك راجع حساباتك مع الله عز وجل.

وهناك قول مشهور البعض يردد على أنه حديث لكنه من كلام العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم يقول:  (ما وقع بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة) وهذا فيما كان فيه تقصير من العبد فأنا إذا كنت مقصرا في حق الله عز وجل وأراد الله تعالى أن ينبهني بمرض أو بوقعة أو بشدة أو بخسارة فهذا الابتلاء نعمة من الله عز وجل لأني بهذا الابتلاء أرجع إلى الله أعود إلى الله وأتوب إلى الله وأطهر كسبي وأبحث عما قصرت فيه وأراجع حساباتي من ظلمت من الناس حتى أسترضيه إلى آخر ذلك.

فسواء أهل غزة أو أهل الأرض كلهم لا ينبغي أبدا أن يغيب عن بالهم هذا الأمر وهو أن الإنسان في ساعة الابتلاء يراجع نفسه وحساباته مع الله عز وجل.

قد يكون الابتلاء سببه التقصير من العبد:

ولا بد أن ننتبه يا إخواني أنه ليس كل الابتلاء بسبب الذنوب ؛ فقد يكون الابتلاء سببه التقصير من العبد، أو تنبيه من الله للعبد، أو رفع درجات للعبد.

فالتقصير مثلا كما يحدث في زماننا الآن واحد يقود السيارة ويكتب رسالة على الهاتف يقود السيارة ويكتب رسالة فحدث حادث أدى إلى كذا وكذا … هذا إنسان مقصر مضيع (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) [الأحزاب: 4] كيف تكتب رسالة أو تتابع شيئا وأنت تقود سيارة بسرعة خمسين كم ولا أكثر ولا أقل، والله حتى على الطريق السريع ربما ترى بعض الناس يقود السيارة سرعة مائة ومعه الهاتف يعبث به وهذا خطر كبير… لأن الحادث يحدث في لحظة لحظة واحدة فهذا مهمل هذا فرط في حياته وحياة غيره.

طالب مثلا لم يذاكر ولم يعتن لا بدروسه ولا محاضراته ولا المادة العلمية التي سيمتحن فيها ففشل أخفق هنا يلوم نفسه يراجع نفسه.

  •  فإذا إذا كنت مفرطا أراجع حساباتي.
  • إذا كنت غافلا مفرطا في حق الله مقطعا في الصلاة أتوب.
  • ممكن في مالي بعض الشبهات تجارتي فيها جزء حرام.
  • ظلمت إخوتي في الميراث.
  • اعتديت على حق شريكي في الشركة.

أراجع حساباتي فهذا الابتلاء تنبيه من الله عز وجل.

وهناك ابتلاء قدري كوني :

أي ابتلاء من الله سبحانه وتعالى واقع بمشيئته، وهذا إذا كان العبد في خير حال من الطاعة والعمل الصالح، وأراد الله رفع درجاته وهذا مصداق قول الله تعالى : (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) [ العنكبوت: 2]

وهنا قولك أنا مؤمن يستتبع أن هناك ابتلاء لماذا؟

ليتبين من الصادق ومن الكاذب ؟

لو أن الإيمان قول يقال بدون ابتلاء بدون اختبار سيدعي الجميع الإيمان!!

حتى المشركون الذين اتخذوا الأصنام وعبدوها من دون الله يوم القيامة سيقولون : (والله ربنا ما كنا مشركين) سيقسمون والله ربنا ما كنا مشركين ، الله تعالى يقول : (انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون)[الأنعام: 24]

أشد الناس بلاء الأنبياء:

عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فمسسته، فقلت: يا رسول الله؛ إنك توعك وعكا شديدا، فقال: أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، قلت: ذلك بأن لك أجرين؟ قال: أجل، ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها. رواه البخاري ومسلم.

وفي الحديث: (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. أخرجه الإمام أحمد وغيره، وصححه الألباني.

فهل ابتلاء الأنبياء معناه أن الله ليس راضِ عنهم أو أن هذا بسبب ذنوبهم؟

كلا، والله تعالى ضرب لنا أمثلة في الأنبياء ليكونوا قدوة لنا، وأولهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نشأ يتيما مات أبوه وهو في بطن أمه، نشأ فقيرا يرعى الغنم، ابتلي في أولاده ماتوا جميعا في حياته إلا فاطمة، وأصابه ما أصابه من الأذى والابتلاء والتضييق والتجويع في سبيل الله، وجرح في سبيل الله صلى الله عليه وسلم، وكلنا يعرف حياته صلوات ربي وسلامه عليه وقصص الأنبياء مليئة بالعظات والعبر: أيوب الذي ابتلي في ماله وبدنه وعياله فأصابه المرض حتى أقعده وفقد ماله وخسر تجارته ومات جميع أبنائه… ابتلاء صعب وعسير فصبر لله عز وجل، ويوسف ابتلي بمكر إخوته وكيدهم وألقوا به في غيابة الجب ولما تعفف عن الحرام عند العزيز سجن بسبب عفته تهمته تهمة شرف، فسجن لأنه عفيف ثم بعد ذلك رفعه الله تعالى وأعلى قدره وكان بعد ذلك عزيز مصر.

وحتى لا أطيل في الاستشهادات أقول إن الأنبياء أعلى درجات الإيمان التي نتصورها في عالمنا ابتلوا وابتلاؤهم ليكونوا قدوة لعباد الله المؤمنين؛ فالعبد منا حينما يصاب بالابتلاء إن كان على حال فيه خير على طاعة وهدى فليعلم أن هذا الابتلاء لا يد له فيه.

ماذا أفعل؟ سلم لله تعالى (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.)[البقرة: 155-156]

طيب أنا ابتليت لأني مقصر أراجع حساباتي أراجع نفسي هل حساباتي مع الله سليمة أم غير سليمة منضبطة أم غير منضبطة فأعود إلى الله عز وجل بالتوبة بأداء الحقوق برد المظالم فيكون هذا كتنبيه من الله عز وجل.

الخلاصة :

  1. حتى لا يأخذنا الإعلام والميديا إلى تصورات خاطئة ينبغي أن نتحرى الأخبار فلا ننجرف وراء أي قول يقال أو ينسب لأي شيخ من الشيوخ أو عالم من العلماء.
  2. وليس كل علماء الأمة علماء سوء كما يتوهم البعض، لكن هناك من يستطيع أن يجهر بكلمة الحق، وهناك من لا يستطيع .
  3.  قبضة الطغاة شديدة وظلمهم وانتقامهم من أي صوت حر يقول كلمة حق صحيحة فربما نجد من العلماء من يجبر على السكوت ليس سكوته على أنه مقر بالباطل، ولكن هذا ما يستطيعه، وهؤلاء العلماء وهؤلاء المشايخ بشر.
  4. وعندنا مثال عمار بن ياسر وبلال بن رباح؛ بلال لم يأخذ بالرخصة جعل يقول أحد أحد حتى رفع الله عنه البأس والعذاب بأن اشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه، أما عمار فقد قتلوا أمه وقتلوا أباه وعذبوه حتى بلغ درجة أن قال كلمة الكفر الرسول قال وكيف قلبك؟ قال مطمئن بالإيمان قال إن عادوا لمثلها فعد فأذن له النبي بالرخصة.
  5. فنلتمس الأعذار فليس كل الناس عنده القدرة أن يدفع ضريبة كلمة الحق ولا ننتظر من جميع العلماء والمشايخ أن يصرحوا بالكلام الذي يجب التصريح به كما ينبغي داخل بلادنا العربية .
  6. أن نتحرى في نسبة أي قول إلى صاحبه حتى لا نقع في سب أحد بالباطل أو تهمته بالباطل أو الخوض في عرضه كما فعل البعض بتسمية الشيخ بالخبيث وبالضال المضل وبكذا …. وأنا هنا كما قلت لا يهمني الأسماء أنا أتكلم بصفة عامة حتى لا نلقى الله وفي رقابنا أعراض خضنا فيها دون أن ندري ودون أن نشعر.
  7. أي مسلم سواء سادتنا في غزة وأهلنا الكرام الصابرون الثابتون في غزة أو في أي بقعة من بقاع العالم حينما يقع البلاء ما المانع أن يراجع المسلم نفسه؟ ما المانع أن يعلن توبته لله؟ بضبط حساباته مع الله عز وجل باستغفاره وتوبته من التقصير في حق الله برد المظالم إلى أهلها.
  8. قد يكون الابتلاء ابتلاء قدريا كونيا من الله عز وجل كما حدث للأنبياء ولأولياء الله وعباد الله الصالحين، وهذا كله لرفع درجاتهم، وتنقية إيمانهم ،وتطهير قلوبهم، فهذا يكون لنا فيه العبرة والعظة.
  9. إخواننا في غزة نحسبهم ولا نزكيهم على الله عز وجل في الأغلب في النظرة العامة أهل قرآن في وسط هذه المعمعة وهذا الجو الرهيب الفظيع عندهم حلقات لتحفيظ القرآن وختم القرآن، والآف الحفاظ بفضل الله عز وجل، وقد رأينا على الميديا بعض ما نشر من ذلك فالأغلب صغارا وكبارا أطفالا ونساء ورجالا ليس لهم همة إلا حفظ كتاب الله تعالى، والله بغزة أطفال يتكلمون وكأنهم رجال ، هم في سن طفولة لكن الحرب صنعت منهم رجالا، يتكلمون كلاما لا يخطر ببال رجل ابن أربعين أو الخمسين سنة الحرب صنعتهم.
  10. بل قد تجد الطفل الصغير ابن العشر سنوات أبوه وأمه ماتا وصار مسؤولا عن إخوته الصغار فيتحمل مسؤوليتهم ، رأينا هذا الطفل ابن الثامنة أو تسع سنوات يحمل أخاه على كتفيه ويمشي به في الصحراء بعد أن ضرب بيتهم وشردوا وانتشرت صورته على الميديا وأكرمه الله تعالى بمن يغيثه ومن يأخذ بيده، وهذا الطفل مثال من أمثلة كثيرة جدا، فنحن حينما ننظر لهؤلاء الكرام فهم في الأغلب نحسبهم ولا نزكيهم على الله عز وجل.
  11. المسلم إذا قيل له اتق الله لا يستكبر ولا يستنكف ولا يتعالى إنما يقول (اللهم اجعلني من المتقين) والله تعالى قال لنبينا : (يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين)[الأحزاب : 1]

اللهم إنا نسألك لإخواننا بغزة فرجا قريبا

اللهم افتح لهم فتحا مبينا وانصرهم نصرا عزيزا

اللهم استر عوراتهم وآمن روعاتهم

اللهم أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف

اللهم امكر لهم وأنت خير الماكرين

اللهم احفظهم بحفظك يا خير الحافظين

اللهم ادفع عنهم البلاء اللهم ادفع عنهم البلاء

اللهم أنزل بهم سكينتك اللهم أنزل بهم عافيتك

اللهم اجعلهم يا رب العالمين من الصابرين المحتسبين الثابتين

وتقبل شهداءهم في الصالحين واشف مرضاهم

وعاف مبتلاهم وآمن خائفهم وآو مشردهم

وأرنا بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين

في كل من استحل هذه الدماء وهتك الحرمات وهدم البيوت

اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك

أنت حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير

Visited 121 times, 1 visit(s) today

(2) تعليقات


  • أم عمر

    بارك الله فيكم، كلام يكتب بماء الذهب، وفقه وعلم تحتاجه الأمة اليوم . جزاكم الله خير الجزاء .


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 16 أبريل, 2025 عدد الزوار : 14348 زائر

خواطر إيمانية

كتب الدكتور حسين عامر

جديد الموقع