دروس العزة من أرض غزة

تاريخ الإضافة 15 أبريل, 2024 الزيارات : 579

دروس العزة من أرض غزة

 

ثبات عجيب لأهل غزة:

كلنا يتابع أحداث غزة يوميا وكلنا يسمع الأخبار، ويتابع الأحداث لحظة بلحظة وما يجري فيها، ولعل من أكثر الأشياء التي تلفت النظر في هذه الأحداث الجارية هذا الثبات العجيب لأهل غزة هذا الثبات الذي يشرح لنا ركنا من أركان الإيمان؛ وهو الإيمان بالقضاء والقدر.

هذا الثبات الذي جعل العالم كله يسأل من هؤلاء البشر؟

هل هؤلاء فعلا هم الإرهابيون الذين حدثنا عنهم الإعلام قبل السابع من أكتوبر؟

وما هذه المشاعر الإنسانية الفياضة وما هذه الكلمات التي يرددونها عند سماع خبر وفاة قريب أو ابن أو زوج؟

 ما هذا النموذج النادر من البشر؟

وما الذي جعلهم يتحملون كل هذا؟

وما الذي حملهم على أن يتكلموا بهذا الكلام؟

وما السر وراء هذه الحالة النفسية العجيبة رغم عظم المصيبة والبلاء الذي حل بهم؟!

إن ما نراه أمامنا من صبر وثبات، وإيمان ويقين، وصمود وتحد، ورضا واستمرار، لا يمكن أن يصدر عن إرهاب ولا إرهابيين، وإنما يصدر عن بشر استثنائيين في تاريخ البشرية، ولا يمكن أن يصدر هذا عن بشر مجردين بل لابد من وجود سر آخر وباعث مختلف ودافع آخر.. إنه سر الإيمان!

لقد علمونا ما لا يستطيع آلاف الخطباء أن يعلموه للناس في خطب الجمعة، ودروس المساجد علمونا ما لا يستطيع آلاف العلماء كتابته في مجلدات عن الثبات والرضا بالقضاء والقدر ، علمونا السكينة، والعمل أخذا بالأسباب والتفويض، وحسن التوكل على الله عز وجل.

 هذه كلها أمور لم ترددها وكالات الأنباء ككلام مرسل إنما رأيناها عبر مئات المقاطع التي يتبادلها الجميع عبر وسائل التواصل.

شاهدنا صورة ذلك الطبيب الذي أخبر بمقتل ابنه وذهب لرؤية جثته في ثلاجة الموتى ثم عاد إلى عمله!!

ولا ننسى هذا المشهد الذي نرى فيه امرأة وضعت عددا من الشهداء من أسرتها على عربة (كارو) وهي العربات التي يقودها حمار لضربهم لسيارات الإسعاف بالصواريخ، وتمضي هذه المرأة في عرض الطريق ذاهبة لدفنهم بكل شجاعة وثبات وهدوء ولا تبالي بما حواليها.

وهذه الأخبار المتواترة عن الأمهات اللاتي يزف إليهن خبر استشهاد ولدها أو زوجها أو عائلتها فتقول ما يغلوش على ربنا، يعني هؤلاء أكرمهم الله تعالى بالشهادة كلنا مشاريع شهادة….

لقد علمونا معنى الإيمان بالقضاء والقدر، هذا الإيمان لو تحقق فينا لحل لنا مشاكل نفسية كبيرة جدا عند كثير منا.

أي نعم الإيمان بالقضاء والقدر سبب لعلاج كثير من الأمراض العصرية لأن المؤمن حينما يعلم يقينا قول رب العزة جل وعلا: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) [التوبة:51]ويطبقه سيرضى ويثبت عند البلاء.

﴿قُل لَّن يُصِيبَنَآ﴾ أي من حسنة أو سيئة إلا ما كتب الله لنا، وما يكتبه ربنا لنا لن يكون إلا خيراً لأنه مولانا ﴿وعَلى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ ونحن مؤمنون وعلى ربنا متوكلون لأن كل شيء في هذا الكون بتدبير من الله الملك القدير فتطمئن وتهدأ النفوس المؤمنة، وقوله تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) [الحديد:22،23]

لكيلا تأسوا على ما فاتكم: أي لكيلا تحزنوا على ما فاتكم من الخير، أو ما أصابكم من مصيبة أو نقص أو بلاء، فإن العبد إذا علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأنه لو قدر شيء لكان، هدأت نفسه.

 وقد وعد الله كل من يرضى بقضائه بأن يجعل في قلبه السكينة وينزل عليه الرحمة قال تعالى: ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) البقرة/ 155 – 157
فيخبر سبحانه أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن ، ليتبين الصادق من الكاذب ، والجازع من الصابر ، وهذه سنته تعالى في عباده ، يبتليهم بالضراء من خوف وجوع ؛ ومن رحمته أنه قال: ( بشيء من الخوف والجوع ) أي : بقليل من ذلك ؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله ، أو الجوع كله، لهلكوا ، والمحن تمحص لا تهلك .

(ونقص من الأموال) أي: ويبتليهم أيضا بذهاب بعض أموالهم، وهذا يشمل جميع النقص للأموال بالسرقة أو التلف أو خسارة التجارة، وغير ذلك.

(والأنفس) أي: ذهاب الأحباب من الأولاد، والأقارب، والأصحاب بالموت.

 (والثمرات) أي: بسبب شدة برد، أو حرق، أو آفة.

فهذه الأمور، لا بد أن تقع، لأن العليم الخبير أخبر بها، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين: جازعين وصابرين، فالجازع، حصلت له المصيبتان، فوات المحبوب بحصول هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر، فرجع بالخسارة والحرمان، ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان.

وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب، فحبس نفسه عن التسخط قولا وفعلا، واحتسب أجرها عند الله، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له، فهذا قد صارت المصيبة نعمة في حقه، فلهذا قال تعالى: (وبشر الصابرين) أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب.

ثم وصف الله الصابرين بقوله: (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله) أي: مملوكون لله، تحت أمره وتصريفه، فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء، فإذا ابتلانا بشيء منها فقد تصرف أرحم الراحمين بمماليكه وأموالهم، فلا اعتراض عليه، بل من كمال عبودية العبد علمه بأن وقوع المصيبة من العزيز الحكيم، الذي هو أرحم بعبده من نفسه، فيوجب له ذلك الرضا عن الله، والشكر له على تدبيره، لما هو خير لعبده، وإن لم يشعر بذلك.

ومع أننا مملوكون لله: فإنا إليه راجعون يوم المعاد، ليجازي كل عامل بعمله، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده، وإن جزعنا وسخطنا، لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر، فكون العبد لله، وراجع إليه، من أقوى أسباب الصبر.

(أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) عظيمة، ومن رحمته إياهم، أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر، (وأولئك هم المهتدون) الذين عرفوا الحق: وهو في هذا الموضع علمهم بأنهم لله، وأنهم إليه راجعون، وعملوا به: وهو هنا صبرهم لله.

وقد هون الله على عباده شأن المصائب، بما وعد من البشارة الصالحة والوعد الحسن في قوله: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [الزمر: 10]، هذا في الآخرة، وأما في الدنيا: فروى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها)

وعلى المؤمن أن يعلم أن الذي ابتلاه هو أحكم الحاكمين ، وأرحم الراحمين ، وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه به ، ولا ليعذبه به ، ، وإنما ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه وليسمع تضرعه وابتهاله ، رافعا الشكوى إليه .

وكثير من الناس إذا أحسن تلقي البلاء علم أنه نعمة عليه ، ومنحة لا محنة؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:” مصيبة تقبل بها على الله خير لك من نعمة تنسيك ذكر الله

ومن لطفه سبحانه أن يجعل في البلاء رحمة ولطفا ويجعل في قلب عبده السكينة.

ولو تأملنا قصة حياة النبي صلى الله عليه وسلم  دون أن نعرف من هو هذا الشخص لعجبنا طويلا أن شخصا واحدا يتعرض لكل هذه المآسي: رجل مات أبوه وهو في بطن أمه، ثم ماتت أمه وهو ابن السادسة ثم مات جده الذي يكفله وهو ابن الثامنة ثم بعد ذلك مات جميع ولده إلا ابنته فاطمة، ثم نتكلم عن تعرضه للقتل عده مرات وحصاره ثلاث سنوات هو والمؤمنين بشعب ابي طالب حتى أكلوا ورق الشجر، ثم تعرضه لجراحات في المعارك ،وتعرضه لكذا وتعرضه لكذا…

 لقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكثير من الابتلاءات فما وجدناه إلا صابرا محتسبا ورأيناه وهو يودع ابنه ابراهيم وهوفي الثالثة والستين من عمره يفقد ولده الذي لم يتم العامين فيقول العين تدمع والقلب يحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا لله وإنا إليه راجعون .

فهذه السكينة والطمأنينة التي نراها في أهل غزة هي درس عملي واضح لعقيده الإيمان بالقضاء والقدر وأن المسلم يتعامل مع الواقع ولا يبكي على الماضي.

 ديل كارنيجي  في كتابه الشهير (دع القلق وابدأ الحياة) تكلم عن نقطة هي من أهم عوامل القلق الذي يفقد الإنسان سكينة النفس؛ ألا وهي تحسره على الماضي لإن بعض الناس تنـزل به النازلة فيظل فيها شهوراً وأعواماً، ويستعيد ذكرياتها و ألمها ، متحسراً تارة، متمنياً أخرى، يقول ليتني فعلت، ليتني تركت ، لو أنى فعلت كذا لكان كذا، ولذا ينصح أن ينسى الإنسان آلام أمسه، ويعيش في واقع يومه فإن الماضي لن يعود، وقد صور هذا أحد المحاضرين لطلبته حين سألهم : كم منكم مارس نشر الخشب؟
فرفع كثير من الطلبة أصابعهم، فعاد يسألهم: وكم منكم مارس نشر نشارة الخشب؟
فلم يرفع أحد منهم إصبعه، وعندئذ قال : بالطبع لا يمكن لأحد أن ينشر نشارة الخشب، فهي منشورة فعلاً ..
وكذاك الحال مع الماضي فعندما ينتابكم القلق لأمور حدثت في الماضي، فاعلموا أنكم تمارسون نشر النشارة !!

 فبعض الناس يعيش طوال عمره مصابا بالفوبيا أو العقدة النفسية بسبب موقف صعب أو شديد تعرض له في حياته فيبقى طوال عمره أسير هذا الموقف ويعاني من هذا الموقف.

كلا فإن المسلم يحدث ما يحدث والحياة مستمرة لأنه يعلم أن النهاية والمرجع الى الله سبحانه وتعالى.

لكم الله يا أهل غزة:

وهذا الذي دعا الكثيرين على مستوى العالم أن يفكروا في الإسلام وان يقرأوا عن الإسلام وهناك تقرير مصور على موقع قناة الجزيرة لمن أراد أن يراجعه لعدد من صناع المحتوى على اليوتيوب وتيك توك وما شابه ذلك من الأمريكان وكيف أن هذه المشاهد لأهل غزة دعتهم ليقرأوا القران وأن يبحثوا عن الإسلام وأن يحولوا تصوراتهم الخاطئة عن المسلمين فبدأوا فعلا يقرأون عن الإسلام، ويفهمون طبيعة هؤلاء المسلمين، وما هذه الكلمات التي يقولها أهل غزة حينما تعلم المرأة بوفاة ابنها أو أبيها أو الرجل يسمع بخبر استشهاد أسرته، ثم يعاود الحياه ويستمر، وليس عنده أي مشكلة بمنتهى البساطة والهدوء فلم يصب بالإغماء ولا بالانهيار ولا بالسكتة القلبية ولم ينقله الإسعاف الى مستشفى!!

أهل غزة الذين يعانون من تدمير يعانون من جوع يعانون من قلة موارد مياه وغذاء يعانون من ضرب بالصواريخ والطيران ليل نهار مده تقارب الآن 80 يوما من هؤلاء؟!!!

 فكان هذا الأمر مدعاة لأن يبحثوا عن الإسلام ومنهم من أعلن إسلامه بالفعل التقرير رائع جدا وهو يبين لنا الوجه الآخر للأحداث الوجه الإيجابي.

وهذا كما قلت من قبل إن هناك حرب إعلامية على مستوى العالم كما أن هناك حرب على الأرض في غزة هناك حرب إعلامية هذه الحرب تريد من يمد يده لينشر هذه المقاطع ويترجمها باللغات الحية لتصل إلى هؤلاء الناس ليفهموا الصورة الواضحة التي زيفها هؤلاء الذين يقتلون النساء والأطفال بوحشية لا نظير لها ، فدمروا كل شيء لم يبقوا مساجد ولا كنائس ولا مستشفيات دمروا الحجر والشجر قتلوا الكبير والصغير المرأة والرجل والطفل، حسبنا الله ونعم الوكيل .

ومن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر القناعة:

الإيمان بالقضاء والقدر سبب لحصول القناعة بنفس المسلم، فلو بقي ساخطا على  حياته وعلى ظروفه وعلى أحواله لن تطيب له الحياة، والدنيا دار نقص لا شك في ذلك ليس هناك أحد على وجه هذه الدنيا مرتاح بدرجه 100% حتى وان أوتي كل ما تتخيله من وسائل الراحة ليست هذه دار الكمال ولا دار التمام ولا دار النعيم، والله تعالى قال: ( وانما توفون اجوركم يوم القيامة) فلا راحة في هذه الدنيا لا لكبير ولا لصغير سنة الله عز وجل.

ومن فهم طبيعة الدنيا وتعامل معها بهذا الشكل انها دار نقص لا شيء فيها يدوم دار ذات أغيار الأمان فيها لا يدوم ، الصحة لا تدوم، الغنى لا يدوم ، كل إلاحوال تتقلب، وليس المقصود من كلامي أن يصاب أحدكم بالقلق والتوتر إنما أقصد أن نفهم طبيعة الحياة التي نعيشها.

وأنا كشيخ أتعرض للمشاكل والفتاوى الكثير من الناس يقول أنا لا أدري لماذا الدنيا معي هكذا؟ لا  يا أخي هي هكذا والله مع الكل ليست معك أنت ليست مشكلتك وحدك!!

هذه الحياة التي يعيشها الجميع هذه معركة الحياة التي نمضي فيها كلنا قال تعالى : (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) [الملك:2]

هناك التفسيرات الخاطئة: عندنا سحر مس  حسد عين … السبب زوجتي ….السبب زوجي…  كل هذه شماعة من الشماعات كالتي نعلق عليها الملابس ليس أكثر ولا اقل

شماعة الأحداث نعلق عليها الأخطاء ، لكن لو تكلمنا بإنصاف سنفهم أن هذه هي الدنيا.

والله يا اخواني لو قلنا لكل واحد فيكم اكتب ما تعانيه ثم بدلنا الأوراق  كلنا سنحمد الله عز وجل على ما نحن فيه.

لك الحمد ياربّي على نعمة السكر:

 من الأشياء الطريفة يقول طبيب في مستشفى الأحمدي في الكويت: من أغرب ما شاهدت رجل مريض عمره 60 سنة يأتي لعيادة السكر عندي، في كل مرة يقول مع ابتسامة كبيرة على وجهه :( لك الحمد ياربّي على نعمة السكر) سألته مرة :عمي أنت غريب!! أول مرة أسمع أحداً يُسمي مرض السكر نعمة !!!

قال :يا وليدي السكر نعمة ونص!! أقول لك السبب :الله أعطاني مرض مافيه ألمْ ، وكثير من النّاس يتألمون من أمراضهم..

الله أعطاني مرض في وقت الطبّ أوجد له العلاج والدواء، وكثير من النّاس عندهم أمراض لاشفاء لها ولا دواء…
الله أعطاني مرض حتى اسمه حلو ( سكر )
الله أعطاني مرض ليجعلني أراجع عند طبيب حلو مثلك
الله أعطاني مرض يجعلني أراجع الطبيب كل أربعة شهور فأتأكد من دمي وصحتي بشكل دوري..
الله أعطاني مرض لأصبر وأشكر ؛ فتغفر سيئاتي وذنوبي من دون تعب وعناء..
وفي الأخر يقول: الحمدلله أصبحت أصلي قيام الليل ؛ لأنّي أصحو مرتين لقضاء الحاجة …
فالفضل لله ؛ ثم لمرض السكري .

هذا الوالد الشاكر حول المحنة إلى منحة !

يقول الطبيب : قرأت العديد من الكتب عن الإيجابية ، وحضرت العديد من الدورات عن الإيجابية…
والله لم أتعلم منهم كما تعلمت من هذا الوالد في دقيقتين !!

إنه الرضا عن الله وقضائه، فلو أصيب أحدنا بمرض فليست نهاية الدنيا فتسود الدنيا في عينيه انتهت الحياة أنا سأموت وينظر إلى زوجته وأولاده متألما… عش حياتك لن تموت إلا في الميعاد الذي قدره الله ،فهذا من ثمرة الإيمان بالقضاء والقدر.

 الإيمان بالقضاء والقدر سبب لعزة المسلم:

عندك عزة  في سعيك عزة في قول كلمة الحق عزة في طلب رزقك، فرزقك ليس بيد أحد من البشر رزقك بيد الله أجلك ليس بيد أحد من البشر أجلك بيد الله.

قال تعالى : (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها) [هود: 6] الله تكفل برزقك أما عن الموت فقال: ( وما كان لنفس أن تموت إلا باذن الله ) [آل عمران 145] فاجعل في خطواتك عزة في عملك في كلامك في مواقفك، إياك أن تنافق من أجل لقمة عيش زائدة إياك أن تبيع دينك والعياذ بالله من أجل جنيه أو دولار أو درهم إياك أن تخسر أغلى شيء في سبيل دنيا فانية لا تبقى.

يدفع الطمع بعض الناس أو يدفعهم الخنوع أوالجبن  فيبيع أغلى شيء وهو دينه يبيع الكرامة يبيع السيرة الطيبة … فيعيش خانعا ذليلا منافقا ولا حول ولا قوة إلا بالله .

فهنا حينما يتعلم المسلم أن كل شيء بقضاء وقدر يتعلم العزة بالله عز وجل لقد تعلمنا من أهل غزة الذين فيهم ما فيهم كيف أنهم لم تنحني رؤوسهم لم نسمع واحدا في هذه المحنة ساخطا ، والمفاوضات الآن تجري في موضوع الهدنة والاسرى فقالوا: انما النصر صبر ساعة نصبر ساعة زائدة على الجوع ثم يكون ما نريد، نحن نريد أسرانا جميعا الكل مقابل الكل ليس هناك خنوع ولا مذلة .

هكذا علمونا العزة بهذا الثبات وهذا الإقدام؛ فالمسلم لا يبيع أغلى ما يملك وهو يعلم أن رزقه وأجله بقضاء الله تعالى وقدره وأن حرص الإنسان لن يزيد في رزقه أو لن يؤخر أجله ورحم الله الحسن البصري لما سألوه عن سر زهده في الدنيا  فقال أربعة أشياء:

علمت أن رزقى لا يأخذه غيرى فاطمأن قلبى،

وعلمت أن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به وحدى،

وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يرانى عاصيا،

وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء ربى.

 

نسأل الله سبحانه وتعالى في عليائه وهو سبحانه يسمع كلامنا ويرى مكاننا ولا يخفى عليه شيء من أمرنا

اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام

يا حي يا قيوم اللهم اغث المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها

اللهم اغث إخواننا بفلسطين اللهم أغث إخواننا بغزة

اللهم ارحم ضعفهم وتول أمرهم واجبر كسرهم واكفهم شر ما أهمهم وغمهم

اللهم استر عوراتهم وآمن روعاتهم

اللهم اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف

اللهم احفظهم بحفظك يا خير الحافظين

وأمدهم بمددك يا من له جنود السماوات والأرض

وأعزهم بنصرك يا خير الناصرين

 وصلى الله وسلم وبارك على نبينا المصطفى المختار وعلى آله وصحبه الأطهار.

 

 

 


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 48 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع