التوبة من الحسنات
كلنا نعلم أن التوبة تكون من الذنوب ،فهل هناك توبة من الحسنات؟
أي نعم ، ودليل هذا حديث ثوبان وهو في صحيح مسلم: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته، استغفر ثلاثاً، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)
وهو منصرف من صلاة ؟!! وليس منصرفاً من معصية ؟
لماذا ؟ وماالمعنى المقصود من ذلك ؟
الحكمة الأولى من الاستغفار بعد العمل الصالح الاستغفار من أي تقصير أو نقص أو نسيان .
الحكمة الثانية : التخلص من آفة العجب.
أولا / الاستغفار بعد العمل الصالح من التقصير فيه
أستغفر الله: أطلب المغفرة من الله من أي نقص في الصلاة أو نسيان أو تقصير، أستغفر الله من العجب، أستغفر الله من الرياء.
فنتعلم من الحديث : أنَّ الاستِغفارَ ليسَ منَ الذُّنوبِ فقطْ بلْ يكونُ جَبرًا للطَّاعةِ والتَّقصيرِ فِيها.
ومثله قوله تعالى : فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ [البقرة:198] إلى أن قال: وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:199] هذا في الحج بعد الوقوف بعرفة مطلوب من الحاج أن يستغفر، فلا مجال للعجب بالعمل، ولا ليرى الإنسان أنه في حجه قد عمل شيئاً عظيماً وكفر به سيئاته، وقد ضمن به الجنة، بل إن عليه أن يستغفر ليشعر العبد نفسه أنه لا زال يحتاج إلى رحمة ربه ومغفرته، وبالرغم من عبادته أنه لا زال في تقصير، فهل أدى شكر نعمة البصر بهذا الحج؟ وهل أدى شكر نعمة السمع بهذه الصلاة؟ وهل أدى شكر نعمة اليد بهذا الصيام؟
وقال تعالى: وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ [آل عمران:17]” يعني: بعد قيام الليل، في وقت السحر.
وقد أمر الله نبيه بعد أن بلغ الرسالة وجاهد في الله حق جهاده، بعد هذا العمر الطويل، والحياة المباركة من النبي عليه الصلاة والسلام في الدعوة والتعليم والجهاد وإقامة الدين، يقول له: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً [النصر:1-3] فقد أتى صلى الله عليه وسلم بما أمره الله تعالى به ووفى ، ومع ذلك قال له: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ [النصر:3].
ولذلك يحتاج العبد إلى الاستغفار دائماً حتى في الأعمال الصالحة؛ حتى لا يكون العجب بنفسه، وكلنا ذوو تقصير، فمن الذي لا يقصر في صلاته، ولا يقصر في صيامه، ولا يقصر في حجه؟
الحكمة الثانية : التخلص من آفة العجب.
ما هو العجب ؟
هو السرور أو الفرح بالنفس، وبما يصدر عنها من أقوال وأفعال، فيُسر الإنسان ويفرح بنفسه، وتعجبه أفعالها، وتغره أقوالها ، مع نسيان إضافتها إلى المُنعم سبحانه وتعالى .
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث مهلكات : شحُّ مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه )أخرجه البيهقي وحسنه الألباني .
وفي الفتح لابن حجر : قال القرطبي : إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال ، مع نسيان نعمة الله ، فإن احتقر غيره مع ذلك فهو الكبر المذموم .
قيل لابن المبارك رحمه الله ما هو العجب ؟ قال: ” العجب أن ترى أن فيك شيئاً ليس عند الناس ”
هذا هو العجب؛ أن ترى أن عندك من الذكاء ما ليس عند أحد، أو عندك من القوة أو عندك من المهارة ما ليس عند أحد، أو ترى إذا تقدمتَ إماماً أن عندك من حسن القراءة ما ليس عند أحد، أو إذا تقدمتَ خطيباً أن عندك من العلم والفصاحة والتأثير ما ليس عند أحد.
خطورة العجب
والعُجب من الآفات الخطيرة التي تصيب كثيراً من الناس ، فتصرفهم عن شكر الخالق إلى شكر أنفسهم ، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على أنفسهم بما لا يستحقون ، وعن التواضع للخالق والانكسار بين يديه إلى التكبر والغرور والإدلال بالأعمال ، وعن احترام الناس ومعرفة منازلهم إلى احتقارهم وجحد حقوقهم .
ثم إن هذا يؤدي إلى شيء أخطر، أن يُحرم هذا الإنسان المعجب بنفسه من توفيق الله سبحانه وتعالى وتسديده، فيكله الله إلى نفسه، فيكله الله عز وجل إلى عورة وإلى سوءة، فيفشل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – : تَوْبَةُ الْإِنْسَانِ مِنْ حَسَنَاتِهِ عَلَى أَوْجُهٍ :
أَحَدُهُمَا أَنْ يَتُوبَ وَيَسْتَغْفِرَ مِنْ تَقْصِيرِهِ فِيهَا .
وَالثَّانِي أَنْ يَتُوبَ مِمَّا كَانَ يَظُنُّهُ حَسَنَاتٍ ، وَلَمْ يَكُنْ كَحَالِ أَهْلِ الْبِدَعِ .
وَالثَّالِثُ يَتُوبُ مِنْ إعْجَابِهِ وَرُؤْيَتِهِ أَنَّهُ فَعَلَهَا ، وَأَنَّهَا حَصَلَتْ بِقُوَّتِهِ ، وَيَنْسَى فَضْلَ اللَّهِ وَإِحْسَانَهُ ، وَأَنَّهُ هُوَ الْمُنْعِمُ بِهَا ؛ وَهَذِهِ تَوْبَةٌ مِنْ فِعْلٍ مَذْمُومٍ وَتَرْكِ مَأْمُورٍ ، وَلِهَذَا قِيلَ : تَخْلِيصُ الْأَعْمَالِ مِمَّا يُفْسِدُهَا أَشَدُّ عَلَى الْعَامِلِينَ مِنْ طُولِ الِاجْتِهَادِ ؛ وَهَذَا مِمَّا يُبَيِّنُ احْتِيَاجَ النَّاسِ إلَى التَّوْبَةِ دَائِمًا ، وَلِهَذَا قِيلَ : هِيَ مَقَامٌ يَسْتَصْحِبُهُ الْعَبْدُ مِنْ أَوَّلِ مَا يَدْخُلُ فِيهِ إلَى آخِرِ عُمُرِهِ ، وَلَا بُدَّ مِنْهُ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ ؛ فَجَمِيعُ الْخَلْقِ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتُوبُوا وَأَنْ يَسْتَدِيمُوا التَّوْبَةَ …. ( مجموع الفتاوى : 11 / 687 ، 688 ) .
وقال ابن القيم – في ( مدارج السالكين : 1/ 195 ) : ذَنْبٌ تَذِلُّ بِهِ لَدَيْهِ، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ طَاعَةٍ تُدِلُّ بِهَا عَلَيْهِ، وَإِنَّكَ أَنْ تَبِيتَ نَائِمًا وَتُصْبِحَ نَادِمًا، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَبِيتَ قَائِمًا وَتُصْبِحَ مُعْجَبًا، فَإِنَّ الْمُعْجَبَ لَا يَصْعَدُ لَهُ عَمَلٌ، وَإِنَّكَ إِنْ تَضْحَكْ وَأَنْتَ مُعْتَرِفٌ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَبْكِيَ وَأَنْتَ مُدِلٌّ، وَأَنِينُ الْمُذْنِبِينَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ زَجَلِ الْمُسَبِّحِينَ الْمُدِلِّينَ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَسْقَاهُ بِهَذَا الذَّنْبِ دَوَاءً اسْتَخْرَجَ بِهِ دَاءً قَاتِلًا هُوَ فِيكَ وَلَا تَشْعُرُ.
ما الفرق بين الكبر والعُجب والرياء؟
الكبر يكون في القلب، ويعضد ذلك قوله تعالى: {إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه} فجعل محله القلب والصدور.
وأما العجب فهو رؤية العبادة، واستعظامها من العبد، فهو معصية تكون بعد العبادة، ومتعلقة بها هذا التعلق الخاص، فيعجب العابد بعبادته، والعالم بعلمه، وكل مطيع بطاعته، وهذا حرام غير مفسد للطاعة؛ لأنه يقع بعدها، بخلاف الرياء، فإنه يقع معها فيفسدها.
وسر تحريم العجب أنه سوء أدب مع الله تعالى، فإن العبد لا ينبغي له أن يستعظم ما يتقرب به إلى سيده، بل يستصغره بالنسبة إلى عظمة سيده، لا سيما عظمة الله تعالى؛ ولذلك قال الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} أي: ما عظموه حق تعظيمه، فمن أعجب بنفسه وعبادته فقد هلك مع ربه، وهو مطلع عليه، وعرض نفسه لمقت الله تعالى، وسخطه.
وبين الله في كتابه حال المؤمنين الصادقين بقوله تعالى: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} وقد سألت السيدة عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن يصدق عليه قوله تعالى: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) أهم الذين يسرقون ويزنون ويشربون الخمر وهم يخافون الله عز وجل؟ فقال: “لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون، وهم يخافون ألا يتقبل منهم: (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) (رواه أحمد وغيره).
معناه: يفعلون من الطاعات ما يفعلون وهم خائفون من لقاء الله تعالى بتلك الطاعة على قلتها، وهذا يدل على طلب هذه الصفة، والنهي عن ضدها، فالكبر راجع للخلق والعباد، والعجب راجع للعبادة.
وفرّق بعض أهل العلم بين هذه المعاني، فقالوا: إن فرح وسُرّ بعمل نفسه فهو المعجب، فإن احتقر الناس واحتقر أعمالهم فهو المغرور، فإن ترفّع عليهم واعتدى عليهم بعد ذلك بحجة أنه وأنه فهذا هو المتكبر.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: إذا أنت خفت على عملك العجب، فانظر رضا من تطلب، وفي أي ثواب ترغب، ومن أي عقاب ترهب، وأي عافية تشكر، وأي بلاء تذكر، فإنك إذا تفكرت في واحد من هذه الخصال صغر في عينيك عملك.
مظاهر العجب
مظاهر العجب كثيرة منها :
1- احتقاره للآخرين، واستصغاره لأعمالهم فلا يراها شيئاً .
2- طلب التزكية وحب الثناء والتمجيد لأقواله وأفعاله.
3- استعظام الطاعة واستكثارها .
4- التفاخر بالعلم والمباهاة به .
5- عدم قبول النصيحة، ولا يستنصح أحداً أصلاً؛ لأنه يرى نفسه فوق كل أحد.
أنواع العجب
1- أن يعجب بجماله وهيئته وقوته .
2-العجب بكثرة العدد من الأولاد والخدم والعشيرة والأقارب والأنصار والأتباع .
3- العجب المال : كما قال تعالى إخباراً عن صاحب الجنتين { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} [34: سورة الكهف] .
4-العجب بالرأي الخطأ : قال تعالى {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا } [8: سورة فاطر]، وقال تعالى : { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [104: سورة الكهف] . وجميع أهل البدع والضلال إنما أصروا عليها لعجبهم بآرائهم .
أسباب العجب
للعجب أسباب كثيرة أهمها :
1- آفة مدح الناس للعمل :
ولهذا نهى النبي عن كثرة مدح الناس وثنائهم، لأن هذا يسبب أن أحدنا يفرح بنفسه، وأن فيها من الصفات ما استوجب به ثناء الناس، ونسي أو تناسى أن الثناء الذي كان يطلبه هو ثناء الله، ومدح الله، فمال وركن إلى ثناء الناس، فأعجبته نفسه، وبحث عن ثنائهم، ونسي طلب الثناء من عند الله عز وجل.
يقول أبو بكر رضي الله تعالى عنه: ” إن رجلاً ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأثنى عليه رجل آخر خيراً ، فقال عليه الصلاة والسلام: ( ويحك قطعت عنق صاحبك ) قالها مراراً، ثم قال: ( إن كان أحدكم لا محالة مادحاً فليقل: أحسب كذا وكذا، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحداً )، رواه ابن ماجه.
وقال ابن عطاء الله في “حكمه”: الناس يمدحونك لما يظنونه فيك، فكن أنت ذاما لنفسك لما تعلمه منها، ويقول أيضا: من أكرمك فإنما أكرم فيك جميل ستره، فالفضل لمن أكرمك وسترك، ليس لمن مدحك وشكرك.
ويروى عن أبي بكر رضي الله عنه أنه كان إذا مدح يقول: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون.
وأثنى جماعة على أحد الربانيين، فقال معتذرا إلى ربه: اللهم إن هؤلاء لا يعرفونني، وأنت وحدك تعرفني!
وكان الحسن البصري يقول الحمد لله أنه ليس للذنوب رائحة فلو أن للذنوب رائحة ما جلستم إلى .
وفي هذا المعنى يقول أبو العتاهية:
أحسن الله بنا أن الخطايا لا تفوح
فإذا المستور منا بين جنبيه فضوح!
2- من أسباب العجب: الوقوف عند النعمة، ونسيان المنعم سبحانه:
فينظر للنعمة وينسى أن الله هو الذي أعطاه إياها، فينظر لماله فيُعجب، ينظر لذكائه فيُعجب، ينظر لجاهه فيُعجب، ينظر لعلمه، ينظر لفصاحته، فيُعجب بنفسه، وينسى أن الله هو الذي أعطاه هذه النعمة، فيقول كما قال ذاك المغرور الذي خسف الله به وبداره وبماله الأرض: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ﴾ [القصص: 78]، قارون عليه من الله ما يستحق، أُعجب بنفسه، نسي أنه من فضل الله سبحانه.
3- من أسباب العجب: أن يتصدر قبل أن يتفقه وتنضج تربيته:
فيصبح هو المصدر، وهو المقدم، مع أنه ما زال صغيراً في العلم والفقه وما زال غير ناضج في التربية، فيغتر بنفسه، ويُعجب بها، وهذه وصية الفاروق عمر رضي الله عنه، كان يقول: ” تفقهوا قبل أن تُسودوا ” يعني: تفقه في الدين وربِ نفسك وزكها قبل أن تصبح سيداً، وتترأس الناس؛ لأنك عند ذلك ستغتر بنفسك وتُعجب بها، ولن ترجع إلى العلم والتزكية بعد ذلك.
علاج المرض:
1- أن تتذكر حقيقة نفسك، وأن تتذكر عظيم نعمة ربك، لأنك متى رفعت نفسك ونسيت نعمة ربك وقعت في العجب.
2- مصاحبة المتواضعين من أهل العلم والدعاة وأهل الخير، والقراءة في كتب السلف – رحمهم الله تعالى – وهذا خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم ماذا يقول ؟ يقول: ( يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث ؛ لا تكلني لنفسي طرفة عين )
3- سؤال الله قبول العمل : تقول عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها:” يا رسول الله، ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ أهو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر ويخاف من الله ؟ ” قال: (لا، يا ابنة الصديق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق، و يخاف أن لا يتقبل منه)، سبحان الله! هؤلاء هم الصالحون، يصوم، يصلي، يتصدق، ومع ذلك خائف من الله عز وجل ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 60]، يعني يفعل الخير وهو خائف من الله سبحانه وتعالى،ألا يقبل منه .
4- احرص أحياناً على بعض الأعمال التي تكسر نفسك، كأن تخدم الناس، كأن تكنس في البيت أو تكنس الشارع، كأن تساعد بعض الضعفاء والمستضعفين، تكسر نفسك حتى لا تغتر بها.
5- أن نلجأ إلى الله عز وجل، وأن نكثر من الدعاء، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يطهر قلوبنا من هذه الأمراض، ومن هذه الأوصاف الرديئة، يقول صلى الله عليه وسلم: ( إنه لن ينجو أحد منكم بعمله ) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ( ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل )
إذاً نحن لن ننجو إلا إذا تقلبنا في فضل الله، ومنّ الله علينا برحمته، فلا تعجب بنفسك وعملك، وأكثر من الدعاء، اسأل الله أن يلطف، ويمنّ عليك برحمته، ويتفضل عليك بكرمه، حتى تنجو من عذاب الجحيم، وحتى تسعد بجنات النعيم.
اللهم آتِ نفوسنا تقواها، اللهم وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها،
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئ الأخلاق والأعمال لا يصرف عنا سيئها إلا أنت،
اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.