من محاسن الأخلاق : العفة

تاريخ الإضافة 1 يوليو, 2023 الزيارات : 5555

معنى العفة :
العفة تعني البعد عما حرم الله من الأقوال والأفعال، وكذلك البعد عن فعل ما يخرم المروءة، وعما ينبغي أن يتنزه عن فعله أمام الناس مما لم يرد نصاً بتحريمه، وكذلك الزهد عما في أيدي الناس من حطام الدنيا، وعدم التطلع إلى ذلك.

الترغيب في العفة :

1-قال سبحانه: لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم [البقرة: 273].

أي: أن الأنفاق يكون للفقراء الذين من تعففهم عن السؤال وقناعتهم يظن من لا يعرف حالهم أنهم أغنياء، تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ : السمة: العلامة التي يعرف بها الشيء، فعلامة هؤلاء هي التخشع والتواضع، أو أثر الجهد من الحاجة والفقر، وعبر بالفعل المبني للمجهول «أحصروا» للإشعار بأن فقرهم لم يكن بسبب تكاسلهم وإهمالهم في مباشرة الأسباب، وإنما كان لأسباب خارجة عن إرادتهم.

2- وقال تعالى: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا [النساء:6].

أي: من كان في غُنْية عن مال اليتيم فَلْيستعففْ عنه، ولا يأكل منه شيئًا ، إلا إذا كان في حاجة إلى ذلك أما إن كان غنيا فليستعفف فلا ينبغي أن يستولي على مال اليتيم لضعفه وصغره.

3- وقال سبحانه: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور: 33].

أي: ليطلب العفة عن الحرام والزنا الذين لا يجدون ما لا ينكحون به للصداق والنفقة، حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أي: يوسع عليهم من رزقه ، فالشهوة غريزة جعلها الله تعالى فينا حتى يتكاثر النسل ويزداد البشر في متوازنة قدرها الله عز وجل بين وفيات كل يوم ومواليد ، فيتناسل البشر ويتكاثرون فيجعل الله – سبحانه و تعالى – هذه الشهوة في حلالها ، أما من كان عليه الأمر صعبا فالله – سبحانه و تعالى – يوصينا بالعفة وهي ألا تتطلع إلى الحرام وألا تبحث عن إفضاء الشهوة فيما حرم الله عز وجل.

أقسام العفة

التعفف عما حرم الله :

 التعفف عما حرم الله ، أن يكف المسلم عن كل ما حرم الله – سبحانه و تعالى – وهذه مسألة مهمة لأن بعض الناس تجده رائعا في العبادات يصلي كما ينبغي ما شاء الله على الحج والعمرة ، والأعمال الصالحات ، لكنه يفعل الكثير من المحرمات ففي التجارة يستسهل غشا أو كذبا ، وفي المعاملة يستسهل نفاقا أو مراءاة للناس ،والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : ” اتق المحارم تكن أعبد الناس ” هذا هو الباب الأمثل ، اجعل بينك وبين ما حرم الله وقاية ابتعد عن نواهي الله حتى لا تجلب مساخطه وغضبه جل وعلا .
وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن المسلم ليس هو الكثير الصلاة والصيام والعبادات بل قال : ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده “
والتعبير هنا باللسان واليد لأن غالب الأقوال والأفعال باللسان واليد ، فالمقصود هنا أن تكف أذاك عن الناس .

فمن العفة أن تعف بصرك عن إطلاقه فيما حرم الله ، ومن العفة أن تعف سمعك عن سماع الباطل وقد ذم الله قوما في كتابه فقال ” -(سماعون للكذب )- [المائدة/41] فجعل مجرد التسمع للكذب من الأشياء التي يذم بها المسلم .
أيضا عفة اليد ألا تمتد بأذى أو ظلم أو سوء للناس ، عفة القدم ألا تسعى بها لحرام ، عفة البطن ألا تأكل مالا حراما ، عفة الفرج ألا تكون الشهوة إلا فيما أحل الله ، وهكذا يكون المسلم عفيفا بتعففه عن كل ما حرم الله عز وجل .

عفة يوسف عليه السلام:

وأضرب لذلك مثالا بالتعفف عن الحرام بنبي الله يوسف حينما روادته امرأة العزيز عن نفسه ، وغلقت الأبواب ، وقالت هيت لك ، وكان لنبي الله يوسف أكثر من سبب يدفعه للوقوع في هذه الرذيلة :

1- فهو شاب أعزب لا حول له ولا قوة.

2- غريب بأرض مصر لا أهل له ولا أحد يعرفه.

3- هذه المرأة هي سيدته وهو مخدومها ، إن أطاعها فله كل الإحسان وإن خالفها يستحق العقوبة .

4- المرأة ذات منصب وجمال .

5- الرجل بطبيعته هو الذي يرغب في المرأة ويميل إليها ، فإذا كانت المرأة هي الداعية لذلك كانت الشهوة والرغبة أعلى ، وكانت الفتنة أشد ،.

ومع كل هذا قال عليه السلام -( معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون )- [يوسف/23]

وزكته امرأة العزيز فيما بعد حينما دعت النسوة : ( قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين )- [يوسف/32] تأملوا يا شباب في وسط هذه المغريات ، وهذا الواقع الذي نعيشه يطاردك فيه الصور والإباحية والعري والتبرج في كل موقع ومشهد على التلفزة والانترنت وفي الصحف وغيرها ….

تقول : “فاستعصم” لم تقل أنه امتنع بل استعصم ثبت وتمنع قال : ( معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون )- [يوسف/23]

ولاحظوا قول الله – سبحانه و تعالى -( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )- [يوسف/24] فالتمسك بدين الله والتعفف عما حرم الله ليس شيئا وليد اللحظة إنما هو أمر يأتي مع رصيد الإيمان القوي ( اللهم قوي إيماننا ) فالإيمان رصيد كرصيدك في البنك ، أي إنسان منا عنده دخل شهري يفيض عن حاجته فالباقي يجعله رصيدا بالبنك ، ويزداد الرصيد يوما بعد يوم حتى إذا احتاج إلى المال وجد مالا كثيرا ، كذلك الإيمان ، فهو رصيد من الأعمال الصالحة ؛ فإذا عرضت لك فتنة ثبتك الله بإيمانك ( إنه من عبادنا المخلصين )- [يوسف/24] اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين ، فنبي الله يوسف استعصم ومن يستعفف يعفه الله ، كما قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-

عفة أبي بكر رضي الله عنه :

ومن التعفف ما حدث لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فقد كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام أتدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : وما هو؟  قال : كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه. فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه .
قوله : ( يخرج له الخراج ) أي يأتيه بما يكسبه ، والخراج ما يقرره السيد على عبده من مال يحضره له من كسبه .

وهنالك من يأكل مال إخوته البنات ويذهب فيحج ويعتمر ، يا أخي هذا حقهم وميراثهم فيقول : لا نحن لا نورث البنات !!!

هذه جاهلية لا علاقة لها بالإسلام البنت لها حق في ميراث أبيها تماما كالذكر ، لكن سبحان الله ! يصلي ويصوم ويأكل الحقوق ، والحجة أن هذا عرف متفق عليه ، لكنه حرام وأكل لأموال الناس بالباطل .
وهنالك من يستحل الحرام ويقول نحن نعيش بكندا !! ولهذا أقول ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( اتق الله حيثما كنت ) في كل مكان اتق الله إقامتك في بلد أو آخر لا يحرم حلالا ولا يحل حراما ، شريعة الله لا تتلون وفقا للأشخاص والبلدان المختلفة ، فشريعة الله واحد ثابتة ، فأبو بكر تعفف عن هذا الطعام الذي أكله وهو لا يدري أنه من مال حرام .
وكان بعض السلف يقول : ترك دانق من حرام أفضل من سبعين حجة نافلة ” والدانق : سدس الدرهم ، هكذا كانوا يفهمون شرع الله عزو جل

فالورع في أبهى صوره أن تتعفف عن الحرام ، أعلى مراقي الإيمان أن تتعفف عن الحرام .

النوع الثاني من العفة : التعفف عما في أيدي الناس :

والمقصود هنا أن يكون المسلم عزيز النفس لا يتطلع دائما إلى ما في يد غيره ، إن أردت أن تحيا عزيزا كريما فلا تنظر إلى ما في أيدي الناس ، وهذا ما قاله الله لنبينا -صلى الله عليه وسلم- -( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى )- [طه/131]
ولما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دُلَّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: “ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس”.
إذا أردت أن تحيا عزيزا بين الناس ازهد في دنياهم ، ابتعد عما في أيديهم ، فإن طبيعة الأنفس الشح بالمال ، والحرص عليه فإذا نازعتها في هذا الأمر كنت مكروها غير مرغوب فيك ، ولذلك لما جاء أعرابي قال : يا رسول اللَّه ، أوصني وأوجز ، فقال : ” عليك باليأس مما في أيدي الناس ، فإنه الغنى ، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر … ” بعض الناس لما يلقى غنيا أو ذا مكانة يتضعضع له لا أقول يتواضع إنما يتذلل له يتزلف منه ينافقه ….عنده استعداد أن يبيع دينه وشرفه ولا حول ولا قوة إلا بالله في سبيل حطام الدنيا .

وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الأيام فقال : “ستكون فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مسلمًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا”
ومسألة الغنى مسألة نسبة وتناسب يعني لو أنك تملك عشرة دولارات ومن بجانبك يملك ألفا هو بالنسبة لك غني لكن إذا قلنا أن الذي يملك ألفا بجانبه رجلا يملك عشرة آلاف فهذا فقير بجانبه …وهكذا (ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب ) كما جاء في الحديث .

والإسلام يعلمنا العزة فقال -صلى الله عليه وسلم-: (اليد العليا خير من اليد السفلى )احرص على ألا تكون آخذا بل كن معطيا ، كن اليد العليا ولا تكن اليد السفلى ، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبايع أصحابه على ألا يسألون الناس شيئا ، بمعنى ألا يطمع في شيء من حطام الدنيا مما في إيدي الناس فكان أحدهم على الجمل يسقط سوطه فينزل فيأخذه ولا يطلب من أحد شيئا ، وهذا كله إشارة إلى أن يستغنى المسلم بنفسه وأن يتعفف عما في أيدي الناس ، عش ملكا بأن تكون قنوعا ، عفيف النفس ، لا تتطلع إلى ما في يد غيرك ولا تسأل أحدا من أمر الدنيا شيئا .
وقال رجل لأهل البصرة: بم سادكم الحسن البصري ؟ قالوا: احتاج الناس إلى علمه واستغنى هو عن دنياهم.
فالمسلم ينظر دائما إلى أن المعطي هو الله ، وأن القاسم هو الله ، وأن الله لو شاء لبسط الرزق لعباده فهو سبحانه القائل: -( الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم )- [العنكبوت/62] سبحانه وتعالى فالذي أعطى غيرك قادر على أن يعطيك ، كيف ؟ هذه ليست لي ولا لك قال تعالى : -( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا )- [الطلاق2/3]

النوع الثالث من أنواع العفة : التعفف عن الحرام وما فيه شبهة :

وهذه من درجات المتقين أن تترك ما لا بأس به حذرا من أن يكون به بأس ، المال الذي فيه شبهة ولا تستريح إليه النفس ، فمن العفة أن تتورع عنه ، تتورع عما فيه مظنة السرقة أو استغلال حاجة الغير واضطراره .
والنبي -صلى الله عليه وسلم-قال: (إني لأنقلب إلى أهلي؛ فأجد التمرة ساقطة على فراشي، ثم أرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها)
ولما أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كخ كخ! ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة)
يراجع نفسه في تمرة أين هذا من هؤلاء الذين سفكوا الدماء وانتهكوا ما انتهكوا من حرمات وأعراض ؟ وما زالوا على كراسيهم!! فليمت الجميع وليحيون هم !!!ولا حول ولا قوة إلا بالله .

هناك من خانوا أوطانهم بحفنة من الدولارات ، هناك من باعوا أعراضهم ودينهم بمتاع حقير من الدنيا ، هناك من يعيشون عبيد وخدما في سبيل رضا لظالم بنفاق رخيص والظالم يرى كل هؤلاء أحذية يخلعها عندما يريد .
ولذلك ستجد من أكل المليارات وسفك الدماء وانتهك الحرمات، وعاش ظانا أن العمر ممتد به وأنه سيخلد في الدنيا ….حسبناالله ونعم الوكيل .

فتعفف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن تمرة ليكون قدوة لأمته -صلى الله عليه وسلم- فلا تفرح بدنيا لا تساوي شيئا لما عند الله من الجنة هي لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، انظر إليها على حقارتها وحقيقتها كل هذا كما قال الله – سبحانه و تعالى – ( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا )- [الكهف/7] زينة مثل زينة الحائط لو جردنا الحائط من الزينة، ورأيته على حقيقته لعلمت أنه شيء حقير لا يلتفت إليه .
تعفف النبي عن تمرة فربى صحابته على العفة ونشأوا أعفة أعزة كرماء ، لما نقلت خزائن كسرى إلى المدينة ورآها عمربن الخطاب -رضي الله عنه- والطريق وقتها تأخذ قرابة شهر سفرا في الصحراء ، وجاءت الكنوز كما هي لم ينقص منها شيئا فقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يا أمير المؤمنين عففت فعفوا ولو رتعت لرتعوا .

نسأل الله أن يهيئ لنا الخير وأن يرزقنا الحلال الطيب وأن يبارك لنا فيه ،

وأن يباعد بيننا وبين الحرام كما باعد بين المشرق والمغرب

اللهم آمين .


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 14 مايو, 2024 عدد الزوار : 1034 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع