مع قوله تعالى:(إنما يخشى الله من عباده العلماء)

تاريخ الإضافة 2 أغسطس, 2023 الزيارات : 682

(إنما يخشى الله من عباده العلماء) [ فاطر:28]

سئلت عن قول الحق جل وعلا (إنما يخشى الله من عباده العلماء) [ فاطر:28]

 هذه الآية قد يحدث عند بعضنا لبس لجهله بإعراب الكلمات فيفهمها فهما غير صحيح، ويتساءل لماذا يخشى الله العلماء؟

أولا/ إزالة اللبس في الآية:

الفاعل في اللغة العربية يكون مرفوعا والمفعول يكون منصوبا، فالإعراب هنا:

 (الله) لفظ الجلالة مفعول به مقدم.

 والعلماء فاعل مؤخر مرفوع بالضمة، فهم أهل الخشية والخوف من الله.

ثانيا / فهم القرآن الكريم لا ينفصل أبدا عن فهم اللغة العربية:

فلا يستطيع رجل جاهل باللغة أن يفهم كل شيء في القرآن فهما صحيحا، والفهم هنا فهم بتذوق المعاني ومعرفة الإعراب وترتيب الكلمات ومعانيها، وأن التقديم والتأخير في ترتيب الجملة يكون لأغراض بلاغية ، حتى لا يقع في الفهم الخاطئ كما توهم البعض من ظاهر هذه الآية.

وفائدة تقديم المفعول هنا: حصر الفاعلية، أي أن الله تعالى لا يخشاه إلا العلماءُ، ولو قُدم الفاعل لاختلف المعنى ولصار: لا يخشى العلماءُ إلا اللهَ، وهذا غير صحيح فقد وُجد من العلماء من يخشون غير الله.
وأفادت الآية الكريمة أن العلماء هم أهل الخشية، وأن من لم يخف من ربه فليس بعالم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في “مجموع الفتاوى” (١٧/٢١) :” قوله تعالى: (إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لا يَخْشَاهُ إلا عَالِمٌ ; فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ كَمَا قَالَ فِي الآيَةِ الأُخْرَى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) الزمر/٩ ” انتهى.
وقال السعدي رحمه الله:” فكل مَنْ كان بالله أعلم، كان أكثر له خشية، وأوجبت له خشية الله الانكفاف عن المعاصي، والاستعداد للقاء مَنْ يخشاه، وهذا دليل على فضل العلم، فإنه داعٍ إلى خشية الله، وأهل خشيته هم أهل كرامته، كما قال تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) البينة/٨ ” انتهى.
والحاصل: أن الفاعل في الآية هم العلماء.
ومعنى الآية: أن الله تعالى لا يخشاه أحدٌ إلا العلماءُ، وهم الذين يعرفون قدرته وسلطانه.
وليس معنى الآية أن الله تعالى هو الذي يخشى العلماء، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

فالجاهل بالشيء لا يقدره حق قدره، ولو أننا الآن جرى على ألسنتنا اسم شخص من الأشخاص، هذا الشخص مشهور عندك أنت في تخصصك وفي ميدان عملك أو في جامعتك، سنجد تسعين بالمئة من الجالسين لا يعرفونه ولا يعني لهم شيئا لكن حينما يعلم الناس من فلان وما أفعاله وما قدراته وماذا قدم؟ وماذا فعل؟ هنا نعطي هذا الرجل قدره.

ولذلك لما مر النبي- صلى الله عليه وسلم- بامرأة تبكي عند قبر ابن لها، قال لها اتقي الله واصبري، قالت إليك عني، (يعني خليك في حالك)، وهذه كلمة فيها سوء أدب، مع نبينا- صلى الله عليه وسلم-، قالت إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، فقيل لها: إنه رسول الله، هنا تغير الأمر، رسول الله؟!! وأنا قلت له هذا الكلام ولم تكن تعرفه، فذهبت إلى بيته- صلى الله عليه وسلم- تعتذر إليه، بماذا اعتذرت؟ قالت لم أكن أعرفك، فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى)

فهنا الجاهل لا يعرف قدر من يكلم، أما العالم فإنه يعرف من يكلم، فلما رب العباد سبحانه يقول: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، فهذا معناه أن العالمين بالله عزوجل هم الذين يخشون الله حق الخشية، وهم الذين عرفوا ربهم بأسمائه وصفاته وعظيم حقه سبحانه وتعالى وتبصروا في شريعته وآمنوا بما عنده من النعيم لمن اتقاه وما عنده من العذاب لمن عصاه وخالف أمره، فهم لكمال علمهم بالله وكمال معرفتهم بالحق كانوا أشد الناس خشية لله وأكثر الناس خوفا من الله وتعظيما له.

 وهكذا المؤمن كلما كان أعلم بالله وأعلم بصفاته وعظيم حقه كان خوفه من الله أعظم وكانت خشيته لله أكمل من غيره، وكلما قل العلم وقلت البصيرة قل الخوف من الله وقلت الخشية له سبحانه، فالناس متفاوتون في هذا حتى العلماء متفاوتون، فكلما كان العالم أعلم بالله وكلما كان العالم أقوم بحقه وبدينه وأعلم بأسمائه وصفاته كانت خشيته لله أكمل ممن دونه في هذه الصفات، وكلما نقص العلم نقصت الخشية لله، ولكن جميع المؤمنين والمؤمنات كلهم يخشون الله سبحانه وتعالى على حسب علمهم ودرجاتهم في الإيمان.

 ثالثا/  أنواع العلماء:

العلماء خمسة:

1- عالم بالدنيا كافر بالله:

 كما قال الله: (ولكن أكثر الناس لا يعلمون يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [الروم/7]

2 – عالم لا يعمل بعلمه:

ومنهم من هو عالم بالشرع، لكن لا يعمل به، فهو عبارة عن وعاء ملء علم، وهذا ضرب الله له مثالا في القرآن بقوله: ﴿مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الجمعة: 5] وضرب المثل هنا بالحمار لأن الحمار يحمل الكتب (الأسفار جمع سفر وهي الكتب)، فيجعل على ظهره الكتب، هل حمل الحمار للكتب سيؤدي يوما ما إلى أنه سيكون عالما أو مثقفا؟ كلا الحمار سيظل حمارا، حظه من الكتب حملها فقط، فهكذا هناك بعض النوعيات تحمل كتاب الله، وتعلم سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وحظه مما حمل كحظ الحمار من حمل الكتب.

3- عالم يبيع دينه بعرض من الدنيا:

وهذا ما قاله النبي صلى الله وسلم: (تكونُ بينَ يديِ السَّاعةِ فِتَنٌ كقطَعِ اللَّيلِ المظلِمِ يصبِحُ الرَّجلُ فيها مؤمِنًا ويمسي كافِرًا ويمسي مؤمِنًا ويصبِحُ كافِرًا يبيعُ أقوامٌ دينَهم بعرَضٍ منَ الدُّنيا)

قطع الليل المظلم يعني كلما دخلت ساعات الليل كانت الساعة التالية أشد من سابقتها وكلما دخلنا في جوف الليل كان السواد أشد يعني صعبة وعسيرة ومن شدة هذه الفتن أن ضعاف الإيمان المتعجلين للدنيا يصبحون على الإيمان ويمسون على الكفر ويمسون على الإيمان ويصبحون على الكفر يبيع دينه بعرض لأن الإيمان بالآخرة صار ضعيفا صار اليقين بما عند الله ضعيفا، فهو إذا جاءه عرض شيء يعرض ويزول من متاع الدنيا، أخذه وقال هذا أولى هذا أفضل هذا كذا هذا كذا أخذه، وباع دينه أغلى شيء بأرخص شيئا.

4- عالم يكتم علمه خوفا على مكانته الدنيوية:

هناك أيضا من العلماء الذين يكتمون العلم عن الناس، لأنه اختار الدنيا على الآخرة اختار الضلالة على الهدى، اختار الرياسة والمكانة والغنى والسلطة، بعيدا عن اتباع الحق، كما قال الله: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) [آل عمران/187 .]

 أهل الكتاب آتاهم الله علما ومن هذا العلم ببعثة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-، واليهود كانوا يسكنون اليمن، وهم الذين آمنوا مع بلقيس التي أسلمت مع سليمان لله رب العالمين، فلما انهار سد مأرب ساحوا في أرض الجزيرة العربية يبحثون عن مكان جديد، وكانت وصية الأنبياء لأتباعهم أن أوان مبعث نبي آخر الزمان قد اقترب، وإنه سيبعث في أرض ذات نخيل، فساحوا في الجزيرة العربية حتى رأوا يثرب التي عرفت فيما بعد بالمدينة، وهي مميزة فسكنوا فيها، وورثوا لأولادهم وأحفادهم البشارة ببعثة نبي آخر الزمان، كما قال تعالى : ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 146]،

يعرفون وصفه ويعرفون مبعثه والأرض التي سيهاجر إليها فاستوطنوا هذا المكان وورثوا البشارة بالنبي محمد فلما جاءهم النبي- صلى الله عليه وسلم- كفروا به، وقالوا هو نبي العرب وليس نبيا لبني إسرائيل، لذلك عبد الله بن سلام رضي عنه ، وكان اسمه مشكم الرسول غير اسمه لعبد الله بن سلام وهو من علماء اليهود، لما رأى وجه النبي قال لما رأيت وجهه قلت أنه ليس بوجه كذاب، فذهب إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- وتأكد من العلامات والصفات فأسلم بين يدي النبي- صلى الله عليه وسلم-، فلما أسلم قال يا رسول الله إن اليهود قوم بهت، فاجعلني وراء ستار واسألهم عني، فاختبأ وراء ستار وجاء زعماء اليهود فسألهم ما تقولون في مشكم بن سلام؟ قالوا سيدنا وابن سيدنا وحبرنا وابن حبرنا….

فخرج من وراء الستار وقال أما إني أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله، فقالوا سفيهنا وابن سفيهنا وجعلوا يحقرون منه!!!

الشاهد أن هناك من يعلم الحق لكنه لا يريد أن يتبعه لماذا؟

لأن الحق له ضريبة؛ أن ينقل رجله من الباطل إلى الحق أن يترك الدنيا ويشتري الآخرة هذا صعب، وعندنا في التاريخ مثلا النجاشي ملك الحبشة لما سمع آيات سورة مريم من جعفر بن أبي طالب بكى، وأعلن إسلامه، ولما مات صلى النبي عليه صلاة الغائب .

على النقيض ملك الروم: هرقل إمبراطور الروم لما أرسل النبي إليه رسالته أرسل إلى أبي سفيان وسأله عدة أسئلة ليستنبط منها أنه فعلا رسول الله:

قال هل جربتم عليه كذبا؟

قالوا لا.

قال لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يكذب على الله.

هل من آبائه ملك؟

قالوا لا.

قال : إن كان من آبائه ملك قلت يطلب ملك أبيه. إلى آخر هذه الأسئلة.

الشاهد قال لقد علمت أن هذا أوان مبعث نبي آخر الزمان، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه(يعني يقصد أكون خادما له)

 ما الذي منعه؟ منعه ملكه.

هو أيقن وعلم أنه رسول الله، لكن الخطوة التالية اتباع رسول الله ….وكأنه قال : كيف انتقل من ملك مطاع لإمبراطورية ضخمة كبيرة إلى فرد من المسلمين فهنا كتم العلم وخالف اليقين الذي هداه الله إليه خوفا على منصبه ورتبته ودنياه.

وهذا دأب الكثير من مشايخ السلطان قديما وحديثا يكتم العلم أو يواري العلم أو يجامل أهل السلطان ليبقى على رتبته ودرجته. وهؤلاء يذكرون دائما في مزبلة التاريخ.

5- العلماء العاملون:

العلماء الذين يخشون الله ويتقونه، العلماء الذين كلما ازدادوا علما ازدادوا خشية لله- عز وجل-. وهؤلاء العلماء عندهم علم بالله وعظمته، وعلم بدين الله وشرعه، وعلم بالغيبيات التي أخفى الله تعالى علمها أو حقيقتها على الناس وعلمناها بالكتاب والسنة.

ولذلك ستجد سياق هذه الآية قبلها آية تدل على التفكر في عظمة الله- عز وجل-، والله- سبحانه وتعالى- يقول : (أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَ ٰ⁠تࣲ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَ ٰ⁠نُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِیضࣱ وَحُمۡرࣱ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَ ٰ⁠نُهَا وَغَرَابِیبُ سُودࣱ) [فاطر:27]

هنا دليل العظمة: ماء واحد ليس ماء ملون ولا ماء أنواع مختلفة،بل هوماء واحد، (فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها) مختلف في اللون ومختلف في الطعم أحمر وهذا أخضر وهذا أصفر وهذا حلو وهذا حامض وهذا وذاك ثمرات مختلفة ألوانها.

ومن دلائل عظمته : (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابا سود) الجبال فيها جدد: الجدد جمع جُدّة وهي الطريق في الجبل، الطريق في الجبل من يسافر في الصحراء أو عبر الصحراء يرى هذا ؛ يرى جبالا بيضا ويرى جبالا حمر وأخرى سودا. وغرابيب: الغرابيب جمع غربيب والمقصود به الأسود الشديد السواد.

العرب إذا أبلغت تقول أسود غربيب يعني شديد السواد.

هذا التنوع في الجبال وفي الصخور من دلائل عظمة الله- عز وجل- قال تعالى : (وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَاۤبِّ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَ ٰ⁠نُهُۥ كَذَ ٰ⁠لِكَۗ إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ) [فاطر :28]

وهذا التنوع في الثمار والتنوع في الجبال أيضا موجود في الكائنات التي خلقها الله من الناس والدواب والأنعام، هذه المقدمة لشيء عظيم من خلق الله العظيم دال على عظمته ووحدانيته وجلاله، فقال: ( إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور)، فالعلماء بالله يستدلون على الله وعظمته وحدانيته وجلاله من هذا الخلق، قال تعالى : (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) [آل عمران :190] وأي واحد يدرس الكون بعظمته وجلاله واتساعه يدرك عظمة الله جل جلاله، لا يخفى عليه ذلك.

جاجرين ماذا قال؟

رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين ذهب في 1961م على متن أول سفينة فضاء روسية ، وعندما عاد توجه له الصحفيين يسألونه عن مشاهداته وماذا حدث له ، فقال لهم لقد انبهرت بجمال الكون فظللت أبحث عن الله !!!

صدم الجميع من هذا التصريح ، فاجتمعوا طويلاً من أجل دراسة هل ينشر هذا التصريح أم لا في صحف اليوم التالي

أخيرا ، اتفقوا على أن يتم نشر التصريح ويتم إضافة عبارة فلم أجده !!!

فسبحان من أنطق الكافر الملحد وأنساه كل حياته التعليمية في مدارس الإلحاد

معاداة الكنسية للعلم :

ولا يخفى علينا التاريخ الأسود للكنيسة مع العلم والعلماء، وهذا العداء الذي أدى لانفصال العلم عن الإيمان بالله ، وهذا سبب نشأة العلمانية وبداية الثورة الفرنسية، وهذا تاريخ معروف، سببه أن الكنيسة عادت العلماء، وأحرقت كتبهم وحكمت عليهم بالهرطقة (الكفر) والهدف هو أنْ تظلّ لها السيطرة الكاملة على الشعوب وحياة الناس من حيث جباية الأموال، وأخذ القرارات المصيرية، وأخذ قرار الغفران أو عدمه لعبد أخطأ أو ارتكب ذنبًا، فظلت الكنيسة تُحارب العلماء، وتوجد الكثير من الأمثلة مثل مُحاكمة كوبرنيكوس الذي اكتشف دوران الأرض حول نفسها، وأنّ الشمس هي مركز الكون وليست الأرض، فكان هذا الاكتشاف بمثابة الكارثة بالنسبة للكنيسة لأنه كان متناقضًا مع معتقداتهم ومع النصوص المُقدسة، لذلك حاكمته الكنيسة، واتهموه بالكفر، وطالبوا بقتله، ومنعوه من التدريس، وحرّقوا جميع أبحاثه.

أما جاليليو والذي أثبت أن كوبرنيكس كان على حق، وأن الشمس هي مركز الكون، واكتشف أيضًا أن القمر ليس جسمًا مستويًّا، فقد أمر البابا بإحضاره بالقوة رغم شيخوخته وسوء صحته، للتحقيق معه لتأييده فكرة تحرك الأرض، وحكمت الكنيسة عليه بالسجن في بيته (قيد الإقامة الجبرية) إلى أن يموت.

فنشأت العلمانية لهذا السبب حتى يكون للعلماء مطلق الحرية ليبحثوا ويتعلموا، بعيدا عن سلطان الكنيسة.

أما الإسلام فقد جاء ليقول لنا : إن من أراد أن يستدل على الله بعظمته وجلاله فليستدل بالعلم والنظر بآياته الكونية ، ومن يدرس العلم مع إيمان بالله- عز وجل- يستدل أكثر من غيره على عظمة الله وجلال الله- سبحانه وتعالى-

إذا عرفت الله فماذا بعد؟

إذا عرفت عظمة الله وجلال الله فإن عليك تعظيم أمره، وتعظيم قدره، وإجلال الله- سبحانه وتعالى-، ولذلك الآية (وما قدروا الله حق قدره) أي ما عظموا الله حق تعظيمه، وقال نوح لقومه: ( ما لكم لا ترجون لله وقارا)، يعني لا تعظمون الله ولا تجلون الله تعالى حق التعظيم.


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 66 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع