أيهما أولى : التبرع لمسجد أم مستشفى؟
تأتيني رسائل من المستشفيات التي اعالج فيها يطلبون فيها مني التبرع لها وللعلم هذه مستشفيات كبيرة ، ودائما لا افكر في التبرع لهم لاني اقول; المسجد والمسلمون أولي، فهل أنا على صواب، وهل إذا قدر الله لي ثوابا في تبرعي للمساجد والمسلمين يكون نفس الثواب لتبرعي للمستشفيات. جزاكم الله خيرا واثابكم على ما تقومون به.
الصدقة نوعان
النوع الأول :الزكاة الواجبة ، فهذه لا يجوز أن تدفع إلا إلى الأصناف الثمانية التي حددها الله تعالى في كتابه : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة / 60 .
النوع الثاني :صدقات مستحبة , فهذه يجوز دفعها في وجوه الخير ومنها دعم المستشفيات والمدارس وغيرها من المنافع
اما من ناحية التفضيل ايهما أولى فهذا يختلف باختلاف الحاجة زمانا ومكانا، فإن أمكن أن يُجْمَعَ بين التَّصَدُّقِ في أبواب الخير كلها ، فيجعلُ المُتَصَدِّقُ جُزْءًا من الصدقة في بناء المساجد، وجُزْءًا في بناء المستشفيات، وآخر على الفقراء السائلين، وبهذا ينال ثواب الجميع، فهذا خير وبركة وإن تعذر الجمعُ فيُتصدق فيما كان أكثر حاجة، فالسائل الفقير الذي لا يجد من يتصدق عليه أولى بالتصدق من بناء المستشفيات أو المساجد التي قد تجد من يهتم بها من الأثرياء أو المؤسسات الخيرية أو الحكومات، والمسجد الذي يحتاجه الناس ولا يوجد من يتصدق في بنائه أولى من السائل الفقير الذي يكون في بيئة يتسابق الناس فيها إلى سد حاجته.