لماذا يغسل المتوفى بالماء والثلج والبرد؟
شيخنا يغسل المتوفى بالماء والثلج والبرد، فلماذا لا يكون بالماء الدافئ ؟
هذا الدعاء يقال في دعاء صلاة الجنازة لما روى مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك الأشجعي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وصلى على جنازة يقول: اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب النار. قال عوف فتمنيت أن لو كنت أنا الميت لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الميت.
والغسل بالماء والثلج والبرد ليس على حقيقته وإنما هو مجاز يراد به المبالغة في محو الخطايا وحصول الرحمة والمغفرة وقد ذكر أهل العلم توجيهات للجمع بين الماء والثلج البرد ذكرها الحافظ ابن حجر في الفتح، وسنقتصر منها على ما ذكر المناوي في فيض القدير عند شرح حديث: اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج، قال: والبرد بفتحتين حب الغمام جمع بينهما مبالغة في التطهير أي طهرني منها بأنواع مغفرتك، وخصها لأنها لبردها أسرع لإطفاء حر عذاب النار التي هي غاية الحر وجعل الخطايا بمنزلة جهنم لكونها سببها، فعبر عن إطفاء حرها بذلك وبالغ باستعمال المبردات مترقيا عن الماء إلى أبرد منه وهو الثلج ثم إلى أبرد منه وهو البرد بدليل جموده ومصيره جليدا، والثلج يذوب. انتهى.