ما الحكمة في قوله تعالى : (أَفَلَا تَسْمَعُونَ) و الأية التي تليها( أَفَلَا تُبْصِرُونَ)

تاريخ الإضافة 21 فبراير, 2023 الزيارات : 553

ما الحكمة في قوله تعالى : (أَفَلَا تَسْمَعُونَ) و الآية التي تليها( أَفَلَا تُبْصِرُونَ)

ما الحكمة في اختلاف ختام الآيتين في قوله تعالى : (أَفَلَا تَسْمَعُونَ) و الآية التي تليها ( أَفَلَا تُبْصِرُونَ) في سورة القصص ؟

 الجواب

الآيات المقصودة في السؤال هي الآيات: 71-72 من سورة القصص ، حيث يقول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ . قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ )

وفي بيان الحكمة في ختم الآية الأولى بقوله عز وجل : ( أفلا تسمعون ) ، والثانية بقوله تعالى : ( أفلا تبصرون ) قال أهل العلم إن الآية الأولى ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ ) إنما تتحدث عن ” الليل ” ، والتفكر في شأنه ، وأن من نعم الله على البشر أن جعله مؤقتاً وليس دائماً ، والحديث عن ” الليل ” يناسبه ختم الآية بقوله : ( أفلا تسمعون )، فإن حاسة البصر تضعف فيه ، وتبقى حاسة السمع أكثر فاعلية ، فكان ختم الآية بالدعوة إلى الاعتبار من خلال السماع أنسب من غيرها من أدوات الاعتبار .

وأما حين تحدث عز وجل في الآية الثانية عن نعمة ” النهار ” ، فقال سبحانه ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) ناسب أن يختمها بالدعوة إلى التبصر في نعمة الله عز وجل ، فالنهار يناسبه الإبصار ، والليل يناسبه السمع . يقول ابن القيم رحمه الله : ” خص سبحانه النهار بذكر البصر لأنه محله ، وفيه سلطان البصر وتصرفه ، وخص الليل بذكر السمع لأن سلطان السمع يكون بالليل ، وتسمع فيه الحيوانات ما لا تسمع في النهار ؛ لأنه وقت هدوء الأصوات ، وخمود الحركات ، وقوة سلطان السمع ، وضعف سلطان البصر ، والنهار بالعكس ، فيه قوة سلطان البصر ، وضعف سلطان السمع ” انتهى من ” مفتاح دار السعادة ” (1/208).

ويقول العلامة زكريا الأنصاري رحمه الله : ” ختم آية الليلِ بقوله : ( أفلا تسمعون ) ، وآية النهارِ بقوله : ( أفلا تُبصرون ) لمناسبة الليل المظلم الساكن للسَّماع ، ومناسبة النهار النيِّر للِإبصار ” انتهى من ” فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن ” (ص/261) .


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 28 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع