في ظلال الهجرة : ما السر في عظمة الإسلام؟

تاريخ الإضافة 13 يوليو, 2024 الزيارات : 2519

في ظلال الهجرة :ما السر في عظمة الإسلام؟

بعض المتكلمين والكتاب عندما يتحدثون عن الهجرة يعرّفون الإسلام على أنه دين قد نزل لمنع عبادة الأصنام وتوجيه الناس إلى عبادة الله الواحد، وأن العرب كانوا يعيشون قبائل متفرقة متناحرة فألف الإسلام بينهم ، وجعلهم أمة واحدة ، وكانوا يشربون الخمر ، ويلعبون الميسر ويرتكبون المفاسد الخلقية ، فنهاهم عن ذلك ، وحرمه عليهم، كما حرم عليهم بعض العادات السيئة ، كالأخذ بالثأر ووأد البنات و … الخ . ودعا الإسلام المؤمنين به لنشر الدعوة فقاموا بنشرها ، وقامت الحروب والغزوات التي انتهت بانتشار الإسلام إلى حدوده المعروفة اليوم .
فنتصور أن هذه كانت هي مهمة الإسلام ؛ مرحلة تاريخية وانتهت اليوم واستنفدت أغراضها ..
ولتصحيح ذلك التصور الخاطيء أقول :

إن الإسلام هو الرسالة الخاتمة، منهج السماء لتعبيد البشر لله رب العالمين ، ولذلك إذا أردنا أن نلخص الإسلام في جملة واحدة فماذا نقول ؟
سنقول : الإسلام في كلمة واحدة هو ” التحرر ” نعم التحرر من كل سلطان على الأرض ، من كل عبودية لغير الله سبحانه وتعالى ، أن تكون عبدا لله وحده ،في عبادتك توحيدا وقصدا ، فتوظف حركتك في الكون وفق منهج الله سبحانه وتعالى لا بناء على شهوات وأهواء ورغبات ،أو أطماع وأحقاد.
عبودية كاملة لله تنقلك من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة .

ربعي بن عامر :

وكان هذا المعنى واضحا عند الجيل الأول جيل الصحابة؛ حينما سئل ربعي بن عامر من رستم قائد جيش الفرس ما الذي أتى بكم ؟ فقال :

( إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة )

فكانت رسالة الإسلام تحرير البشر من العبودية للبشر إلى العبودية لله وحده ، ويقصد بجور الأديان : ظلم الناس باسم الدين وأخذ أموالهم وسفك الدماء واستحلال الحرمات والأعراض باسم الدين (ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام)
(ومن ضيق الدنيا ) لأن الناس دائما مرتبطة بالراحة والرغد في الدنيا ولا يعتقدون في الآخرة فينتقلون بالإسلام إلى (سعة الدنيا والآخرة ) نعم هي سعادة الدارين ، وهكذا لخص ربعي رسالة الإسلام بإيجاز شديد .

هذه هي رسالة الإسلام واضحة ومعالمها بينة نحن عبيد لله لا لغيره ولذلك قال بعض العلماء : “كن عبدا لله تكن حرا ” لأن العبودية لغير الله مذلة، العبودية لغير الله سخرة، العبودية لغير الله استنزاف لكل طاقة وجهد، أماالعبودية لله فهي رفعة، وعزة ، من يعبد العلي الأعلى يعليه الله ويعلي قدره ، قال تعالى : -( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا )- [فاطر/10] ، فجاءت رسالة الإسلام لتنتشل الناس من أوحال الشرك إلى عز التوحيد لله سبحانه وتعالى أن تقول لا إله إلا الله ، وتؤمن برب عظيم قادر لا تستسلم لآلهة عاجزة لا تضر ولا تنفع ، ولا تكن عبدا لإله أضعف منك أو هناك من هو أقوى منه.

الإسلام جاء يحارب عبودية البشر للبشر:

أمر آخر وهو أن الإسلام جاء يحارب عبودية البشر للبشر وهذا ما لا يناسب السادة الذين ينتفعون من هذا الوضع الظالم ،فكانوا يقولون بعبادة الأصنام وتقديس الآلهة والسجود لها والذبح لها ، قالت الآلهة ، حرمت الآلهة ، والسؤال هنا : هل هذه الآلهة تتكلم ؟ كلا ،هل هذه الآلهة تشرع ؟ كلا هل هذه الآلهة ترسل رسولا يبين للناس مراد الآلهة منها ؟ كلا …. إذن هم الناطق الرسمي باسم الآلهة الخرساء التي لا تتكلم ، الآلهة هي الستار الذي من ورائه يبررون الظلم والحرص على الشهوات والسيادة وتقديسهم من قبل العبيد الذين يستعبدونهم ويستذلونهم ، يستعبدون البشر لأنفسهم ، ويستذلونهم بالقهر والتخويف. فيفرضون عليهم ما يخالف الحق ، ويسلبون كرامتهم أو أعراضهم أو أموالهم أو أنفسهم .
التحرر من طغيانهم برد السلطان كله إلى الله وحده ، وتقرير تلك الحقيقة العظمى التي ينبغي أن تكون بديهية في أذهان الناس وضمائرهم ، وهي أن الله وحده مالك الملك، وهو وحده القاهر فوق عباده ، وكلهم عباده ، لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً . عند ذلك يتحرر الناس من خوف بشر مثلهم لا يملك من أمر نفسه شيئاً ، وهو وإياهم خاضع لإرادة الواحد القهار .
فديننا علمنا أن الحاكم أجير عند الأمة ، دخل رجل على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قائلا : السلام عليك أيها الأجير! فصحح له الحاضرون قل: السلام عليك أيها الأمير، فكررها الرجل : السلام عليك أيها الأجير ، فصححوا له قل: السلام عليك أيها الأمير ، قال بل الأجير ، فقال معاوية دعوا الرجل فهو أبصر بما يقول .
فالحاكم ليس إلها ولا نصف إله ، بل هو بشر يصيب ويخطيء ويراجع ويعارض في قراراته .
لما ولي أبو بكر الخلافة قال : أيها الناس، إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني …. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم.

التحرر من سلطان الشهوة:
وهي السلاح الذي يستخدمه الطغاة عن قصد أو عن غير قصد في استذلال البشر؛ فلولا حرص الناس على هذه الشهوات ما قبلوا الذل ، ولا قعدوا عن مقاومة الظلم الذي يقع عليهم . ولذلك عني الإسلام عناية شديدة بتحرير الناس منها ، ليقفوا من الشر موقف القوي المجاهد ، لا موقف الخانع المستخزي .

والعجيب أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن صنفين من الناس سيظهرون من بعده كما في الحديث الذي  رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( صنفان من أهل النار لم أرهما رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) فالرجال الذين في أيديهم سياط كأذناب البقر هم من يتولى ضرب الناس بغير حق ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ) فمعناه أنهن كاسيات كسوة لا تسترهن إما لرقتها أو لقصرها أو لضيقها، فقرن النبي صلى الله عليه وسلم بين الصنفين في حديث واحد إشارة إلى أن الفساد السياسي وانتشار الظلم يتبعه إغراق للناس في الشهوات حتى لا يفيقوا من غفلتهم أبدا ويقبلون بالظلم والخنوع ، وقد استمعت لممثل مصري يقول :  ”  محتاجين نسبة عري في التلفزيون شوية لتكسر الكبت الموجود عن الناس..”

عبودية الشهوات عبودية لا خلاص منها ، وشقاء لا راحة فيه:

وليس التحرر من سلطان الشهوات مقصوداً لمقاومة الطغاة والجبارين فحسب ، ولكنه إلى جانب ذلك هدف شخصي لكل فرد ، لينقذ نفسه من استعباد الغرائز والوقوع تحت سلطانها الجائر المذل .

إن الذي يغرق في شهواته يظن بادئ الأمر أنه يستمتع بلذائذ الحياة أكثر مما يستمتع غيره ، ولكن هذا الظن الخاطئ يسلمه بعد قليل إلى عبودية لا خلاص منها ، وشقاء لا راحة فيه؛ فالشهوة لا تشبع أبداً بزيادة الانكباب عليها ، ولكنها تزداد تفتحاً واستعاراً ، وتصبح الشغل الشاغل لمن تملكه فلا يستطيع التخلص من ضغطها عليه ، فضلاً عن التفاهة التي يهبط إليها حين يصير همه كله أن يستجيب لصياح الشهوات .
ومن هنا كان حرص الإسلام الشديد على تحرير البشر من شهواتهم ، لا بفرض الرهبنة عليهم ، ولا بتحريم الاستمتاع بطيبات الحياة ، وإنما بتهذيب استجابتهم إليها ، وإتاحة القسط المعقول من المتاع ، الذي يرضي الضرورة الفطرية، ويطلق الطاقات والهمم لتعمل لعمارة الكون وإعلاء كلمة الله في الأرض بتعبيد العباد لله وليس لشهواتهم .

وهكذا انتشرت حريات هي في الحقيقة عبوديات، حرية الغريزة فصار بعض الناس عبيداً للشهوات، فالشهوة هي التي تحركه، هي التي تقيمه، وهي التي تقعده، وهي التي تؤزه، وهي التي تسكنه، وهي التي تجعله يدفع، وتجعله يحجم، فأطلقوا للبشر عناناً في أنواع المحرمات والشهوات، فصار هذا عبداً لامرأة، وهذا عبداً لكأس ومخدر يدفع من أجله شبابه وثروته، بل ويسرق لأجل تحصيله، فصار هنا عبيد للنساء، وهناك عبيد للمخدرات والمسكرات، وفي ذاك التوجه عبيد للمال، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم)، وهنالك من هو عبد للموضة للثياب والقماش: (تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة) 

ولم يترك الإسلام الإنسان لأن يكون عبداً لنفسه واتباع شهواتها ورغباتها وملذاتها ، فتدفع به إلى المهاوي والطغيان، إنما حرره من هذه الشهوات ودعاه إلى الزهد مع القدرة دون العجز، وبالمقابل أباح له الاستمتاع بالملذات الدنيوية المباحة، ولكن بين له أن هذا المتاع قليل بمقابل متاع الآخرة، وهذا لمن اتقى ربه وعقل ذلك، قال تعالى: ” وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَي ء فَمَتَاعُ ا لحَيَاةِ الدُّ نيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللهَّ خَير وَأَ بقَى أَفَلَا تَعقِلُونَ “القصص ، آية 60

ووازن سبحانه بين متاع الدنيا ومتاع الآخرة، لتحرير نفس الإنسان لشهواته، وقال تعالى: “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيلِ ا لمُسَوَّمَةِ وَالأَنعَامِ وَالحَرثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنيَا وَاللهّ عِندَه حُسنُ المَآبِ * قُل أَؤُنَبِّئُكُم بِخَير مِّن ذَلِكُم للَّذِينَ اتَّقَوا عِندَ رَبِّهِم جَنَّات تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزوَاج مُّطَهَّرَة وَرِضوَا ن مِّنَ اللهّ وَاللهّ بَصِير بِا لعِبَادِ “آل عمران ، آية 14  15

فالآيات الكريمة تدل على أن نظرة الإنسان في الغالب آنية وقتية، لا ينظر إلى المستقبل البعيد، ولا يقارن بين الباقي الدائم والمنقطع المؤقت، فالخالد المستمر أفضل من الزائل بسرعة، والشهوات التي ذكرت في الآية الكريمة هي التي يحدث فيها الإفراط والمغالاة أو تكون سبباً في التفريط في الواجبات الدينية، فإن قصدت ضمن الحدود المعتدلة والمعقولة لم تكن وبالاً على صاحبها، وقد تكون سبباً للثواب وزيادة الأجر، وإن قصد بها الخير والصون والعفاف وتسخيرها لمرضاة الله، فلا بد من الموازنة بين متاع الدنيا ومتاع الآخرة حتى تتحرر النفس من الشهوات فلا يطغى جانب على الآخر.

كذلك حرره من الغلو والتكبر، ففرض عليه الصلاة تدريباً على التواضع والخشوع .

وفرض عليه الزكاة ليحرره من عبودية المادة ولتطهير نفسه من لوثة المال وحبه.

وفرض الصيام لكسر شهوة الجسد والطعام ولتعويد نفسه على التحمل وقوة العزيمة، وغرساً للخشية والمخافة من الله ومراقبته في السروالعلانية .

وفرض عليه الحج ليجمع هذا الخير كله.

فذلك كله لم يكن إلا لبنائه من الباطن ؛ حتى يرتفع ويسمو إلى القمة العالية ؛ فلا يركع أمام الطغاة والظلمة، ولا يركع أمام الشهوات والرغبات ، ولا يستبعد لمنزلة أو مكانة .

تحرير العقل من الخرافة وسلطان العادات:
فقد كانت البشرية غارقة في خرافات عدة ، بعضها صنعه البشر ونسبوه إلى آلهتهم التي صنعوها بأيديهم ، وبعضها صنعه رجال الدين ونسبوه إلى الله ! وكلها نشأ من الجهالة التي كان يعيش فيها العقل البشري ، فجاء الإسلام ليخلص البشرية من الخرافة ممثلة في الآلهة المزعومة ، ويردهم إلى الله الحق ، في صورة بسيطة يفهمها العقل ويدركها الحس ويؤمن بها الضمير؛ ويدعوهم إلى إعمال عقلهم لتفهم حقائق الحياة ، واسمعوا لبعض آيات القرآن :
قال تعالى : -( أفلا تعقلون )- [البقرة/44] و -( ولنبينه لقوم يعلمون )- [الأنعام/105] و -( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )- [الذاريات/21] و -( انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون )- [الأنعام/65]

وسار الأمر على وتيرتين :

الأولى : تصحيح الاعتقاد في الإسلام وتوضيح الإسلام بصورته الناصعة التي ليس فيها أي جدال .
والأخرى :هي إظهار هؤلاء السدنة على حقيقتهم وكيف أنهم يضللون أتباعهم بما يقولون ويفعلون، ويوم القيامة سيعلنون التبرؤ من أتباعهم العميان الذين اتبعوهم بدون وعي أو بصيرة أو فهم قال تعالى : -( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار )- [البقرة166/167 ] كانت مهمة هؤلاء السادة إلغاء العقول نهائيا فجاء الإسلام ليحرر العقل ، ليحرك الفهم والتفكير ووعي الأمور وإدراكها بشكل صحيح .

جاء الإسلام ليقول لهم : اخرجوا من هذا النطاق الضيق الذي يحكمكم في شربة ماء وطعمة غذاء إلى هذا الافق الكبيروهذا الكون العظيم الذي يملكه إله قادر سبحانه وتعالى فهو الأولى بالعبادة .
فما أحوج العالم اليوم إلى الإسلام ، كما كان محتاجاً إليه قبل ألف وأربعمائة عام ! ما أحوجه إليه ينقذه من الخرافة ، ويرفع عقله وروحه من التردي فيها ، سواء كانت الخرافة هي عبادة الأوثان ، أو عبادة العلم الذي أدى بأهله إلى الإلحاد.
وما أحوج الناس إلى الإسلام اليوم ينقذهم من الطغاة والجبارين ، والجبارون اليوم كثيرون ، بعضهم ملوك ، وبعضهم أباطرة ، وبعضهم رأسماليون يمتصون دماء الكادحين ويقهرونهم بذل الفقر والحاجة ، وبعضهم دكتاتوريون يحكمون بالحديد والنار والتجسس، ولا حول ولا قوة إلا بالله !
نسأل الله أن يحفظنا بالإسلام قائمين،  وأن يحفظنا بالإسلام قاعدين ، وأن يحفظنا بالإسلام في كل وقت وحين ، اللهم آمين .


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 14 مايو, 2024 عدد الزوار : 1033 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع