خمسة أشياء لا تخبر بها الناس
هناك خمسة أشياء لا تخبر الناس عنها ألا وهي :
1- لا تخبر الناس عن أمورك المادية ( ممتلكات ،ثروة، تجارة ، راتب شهري) ولا عن مشاريعك المستقبلية .
2- لا تحدث الناس بأسرار العلاقة الزوجية ولا مشاكلك مع زوجتك.
3- لا تخبر الناس عن نقاط ضعفك أو تدلهم على عوراتك.
4-لا تخبر الناس عن الحلم المزعج الذي رأيته.
5- لا تخبر الناس بعملك الصالح حتى لا تقع في الرياء.
*********************
1- لا تخبر الناس عن أمورك المادية ( ممتلكات ،ثروة، تجارة ، راتب شهري) ولا عن مشاريعك المستقبلية :
لماذا ؟ لأن هذه الأمور يقع فيها الحسد أو على الأقل الإصابة بالعين ممن رأى أو علم ولم يبرك، وقد ورد في الحديث: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود)صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
فلا ينبغي أن يتحدث الإنسان كثيرا عن نفسه يقول: أنا كسبت كذا وأنا راتبي كذا وأنا أجريت صفقة تجارية بكذا.
والإخوة هداهم الله على الفيس بوك يصور أحدهم رحلته مع أسرته ويحتضن زوجته بجانبه وأبناؤه يضحكون بجانبه…. وما شاء الله على رحلة المشاوي والناس لا يجدون ثمن اللحم ولا حتى الخبز الناشف، وكذا وكذا…
ولا يخفى علينا أن الفيس بوك مفتوح على جميع العالم فينظرون إليك على أنك عايش في النعمة، عايش في الجنة ونحن نعيش في المقابر…اللحم يأكلونه مشاوي ونحن لا نجد الخبز اليابس.
زوجته انظر للحب والحنان آه وزوجتي كذا وكذا… وزوجي كذا وكذا… هل ترى أولاده؟
الولد الذي تراه هذا عنده ثمان سنوات فقط وكأنه ابن ثلاث عشر سنة.
هل ترى عينيه؟ هل ترى ابنته كيف كبرت؟ هل ترى البنت لما بلغت كيف صارت ملكة جمال؟
هذا كله يا إخواني كثير وكثير…وأنت طبعا لا تدري أن الفيس بوك قناة فضائية مفتوحة للعالم تنشر ما تنشره وتذيعه.
استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان…. اجعل صورك وذكرياتك وأمورك العائلية خاصة بك أو خاصة بمن تحب ومن يحبك.
إنما إطلاع العالم كله على حياتك الخاصة وعلى صورك الخاصة وعلى رحلاتك وعلى سيارتك الجديدة وعلى كذا وعلى كذا…
كل هذا يا إخواني نصيحة لله لا تفعلها.
ويدل على جواز كتمان النعم، خوفاً من الحسد، قوله تعالى: (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ).
قال ابن كثير رحمه الله:“قوله تعالى: (قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك…)، يؤخذ من هذا، الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر، كما ورد في حديث: (استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها، فإن كل ذي نعمة محسود) ” انتهى من ” تفسير ابن كثير ” (4/318).
فالرؤيا تبين أن يوسف سيكون له شأن كبير في المستقبل فأوصى يعقوب ابنه يوسف عليهما السلام بعدم إفشائه حتى لإخوته لكيلا يحدث شيء من تلك العواقب السيئة.
وأيضا نطالع بنفس السورة عندما تكلم إخوة يوسف مع أبيهم أن يأخذوا أخاهم الأصغر معهم قال لهم : ” وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ“
يعني أنا لن أحول بينكم وبين قدر الله شيئا…. لكن من باب الأخذ بالأسباب لا تدخلوا من باب واحد ، وكان ليوسف أحد عشر أخا ، فأحد عشر أخا رجالا ما شاء الله فتوة وشباب وجمال فخاف أبوهم عليهم من العين.
وفي الآية التي تليها قال : ” وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ۚ …” وهي الخوف عليهم من العين.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ( العين حق. وإن العين لتدخل الجمل القدر والرجل القبر. )
( العين حق. وإن العين لتدخل الجمل القدر)أي ترى الجمل طول بقوة بضخامة… عين واحدة تصيب الجمل تدخله القدر يعني يقع في الأرض فيدركونه فيذبحونه. فيدخل القدر يعني يكون طعام.
(وتدخل الرجل القبر) تجد الرجل ما شاء الله صحة وفتوة وكذا وكذا وفي سن يعني ليس شيخوخة تصيبه العين فربما يموت من أثر هذه العين.
كيفية تطبيق قوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث)؟
هل يوجد تعارض بين قوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) وحديث: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود)؟
لا تعارض بينهما ، وقد وفق العلماء بينهما فقالوا: الكتمان يكون قبل حصول الحاجة، فإذا حصلت، وأنعم الله عليه ببلوغه ما يريد، فإنه يتحدث بالنعمة ويشكر الله عليها، ما لم يخش من حاسد.
والمقصود من التحديث بالنعمة: هو القيام بشكرها، وإظهار آثارها، فإذا أنعم الله عليه بالمال شكر الله تعالى على هذه النعمة، وأكثر من التصدق والكرم والجود، حتى يقصده الفقراء والمحتاجون كان هذا هو المقصود بالتحديث بالنعم، وليس المراد تعديد ثروته، وإخبار الناس بما عنده، فإن هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا هو ـ أيضا ـ من فعل ذوي الحزم والهيئات.
ومن عادة البخلاء أن يكتموا مالهم، لمنع الفقراء والمحتاجين من قصدهم بالسؤال، فلا تجدهم إلا شاكين من الفقر، أما الكرماء فلا يزالون يظهرون بالبذل ما آتاهم الله من فضله، فلا يبخلون عن البذل وإطعام الفقراء وإعانة المحتاجين.
وأيضا التحديث بالنعم لا يلزم أن يكون على سبيل التفصيل، بل قد يكون إجمالاً، بأن يقول: إن الله أنعم علىَّ بالصحة والغنى والهداية، ولا يفصل في ذكر هذه النعم.
قال السعدي رحمه الله في تفسير الآية:(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ): وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية؛ أي: أثن على الله بها، وخُصها بالذكر، إن كان هناك مصلحة، وإلا؛ فحدث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدث بنعمة الله داع لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها؛ فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن” انتهى من ” تفسير السعدي ” (ص 928).
2- لا تحدث الناس بأسرار العلاقة الزوجية ولا مشاكلك مع زوجتك:
أسرار العلاقة الزوجية هي : جميع الأحداث والأحوال وما يصاحبها من أقوال وأفعال داخل الأسرة التي لا يرغب أحد أفرادها أن يعرفها الآخرون.
لأن نقل أسرار العلاقة الزوجية – أسرار البيت – خارج نطاق الأسرة يعني إضرام نار العداوة والبغضاء بين الزوجين إضراماً يذهب بما بقي من أواصر المحبة بينهما، وكتمان الزوجين أسرار بيتهما يعقبه السلامة ، وصبرهما على كتمان السر أيسر من الندامة على إفشائه.
ومِمَّا لاَ يَجُوزُ إِفْشَاؤُهُ: مَا يَجْرِي بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ حَال الْوِقَاعِ، فَإِنَّ إِفْشَاءَ مَا يَقَعُ بَيْنَ الرَّجُل وَزَوْجَتِهِ حَال الْجِمَاعِ أَوْ مَا يَتَّصِل بِذَلِكَ حَرَامٌ مَنْهِيٌّ عَنْهُ.
وقد توعد الرسول صلى الله عليه وسلم الزوج أو الزوجة التي تفشي أسرار الزوجية الخاصة بوعيد شديد فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ من أشرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها) رواه مسلم. قال الصنعاني: أي وتفشي سره.
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الرجال فقال: « هل منكم الرجل إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى عليه ستره واستتر بستر الله ؟
قالوا : نعم ، قال : ثم يجلس بعد ذلك فيقول فعلتُ كذا ، فعلتُ كذا ؟قال : فسكتوا ، قال : فأقبل على النساء ، فقال : هل منكن من تحدث ؟
فسكتنَ ، فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها فقالت : يا رسول الله إنهم ليتحدثون ، وإنهن ليتحدثن، فقال : هل تدرون ما مثل ذلك ؟ فقال : إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيتْ شيطاناً في السكة فقضى منها حاجته والناس ينظرون إليه. «رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني
المشاكل الزوجية:
وخير علاج لأي مشكلة بين الزوجين أن تبقى كما هي بينهما لتكون سريعة وسهلة الحل إنما اللجوء لصديق أحمق أو قليل العقل أو شيطان من شياطين الإنس فيكون من أسباب خراب البيت وضياع الأسرة ، وإن كان لابد من وسيط للإصلاح فليكن طرفا عاقلا حكيما ، أما كثرة الشكوى للأصدقاء والزملاء والجيران فضلا عن الأهل فهذا مما يؤدي إلى زيادة المشكلة وتفاقمها .
بل رأيت كثيرا من حالات الطلاق تحدث بعد رجوع الزوجين من إجازتهما بالبلاد وذلك سببه أن الزوجة عند حدوث المشكلة تتكلم مع أمها وأخواتها والزوج يفعل نفس الفعل يحكي لأمه وإخوته ويصطلح الزوجان لكن يبقى ما في النفوس عند الأهل كما هو لم يتغير خاصة أن البعض ينزل إجازة كل عامين أو ثلاث فينزل وعنده صحيفة مشاكل مسجلة عند أصهاره وعندها تضيق الصدور وتسوء المعاملة ويكون أول انفجار للمشكلة بعد الرجوع من الإجازة !!
3- لا تخبر الناس عن نقاط ضعفك أو تدلهم على عوراتك :
الصداقة الحقيقية هي التي تبنى على الصدق والإخلاص والتعاون والمحبة والمشاركة في السراء والضراء ، ومعنى هذا أنه ليس كل الناس يصلح أن يكون صديقا مخلصا، وليس كل ما يحدث في حياتك يجب أن تعلم به الصديق، وهناك من يبدعون في التسلل إلى حياتنا ومن ثم التغلغل في أمورنا إلى أن يصلوا إلى مبتغاهم، وهناك من يتقنون فن التمثيل ويختارون دور الصديق الوفي الأمين، وهم في الواقع كالثعابين، يبدأون بالتقرب من ضحاياهم، ومن ثم الالتفاف حولهم وتدميرهم.
قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- ( أَحبِبْ حبيبَكَ هَونًا ما عسى أن يكون بغيضَك يومًا ما وأبغِضْ بغيضَك هونًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا مَّا)
والمعنى أن الدنيا ذات أغيار، فلا عداوة تدوم ولا صداقة تدوم ، فالمقصود من هذا الأثر النهي عن المبالغة والإفراط الشديد في الحب، لأن اندفاع العواطف حباً وبغضاً إذا جاوز الحد فهو مذموم، ولا شك أن القصد والاعتدال في الأمور مما يوافق الشرع.
وقديما قالوا : (لا تخبر أحدا عن يدِك التي تؤلمك فقد يأتي زمان ويلويها ولا تخبر أحدا سر دمعتك فيعرف كيف يبكيك )
فلا تكشف نقاط ضعفك أمام أحد أبداً ، ولا تخبر أي أحد عن أسرارك وتدله على عوراتك، فنحن في زمن ضعف فيه الدين وتقوى الله في قلوب الناس ، وظهر عندنا تسجيل المكالمات وإذاعتها ،ونشر المحادثات الخاصة على وسائل التواصل ، وكشف ما فيها من أسرار وعورات .
وقد صدق الشاعر حينما قال :
احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة
فعندما ينقلب الصديق تصبح طعناته أشد ألماً من طعنات العدو، فلربما تكون طعنة عدوك جارحة، ولكن الصديق أعلم بنقطة ضعفك وسيوجه طعنة واحدة ستكون هي القاتلة.
4-لا تخبر الناس عن الحلم المزعج الذي رأيته:
فقد يرى الشخص في نومه حلما مزعجا عن وفاة قريب أو مرض حبيب أو سرقة بيته أو احتراق شركته ….الخ، وكل هذا من الشيطان؛ فيقوم منزعجا مما رأى.
إذن عند رؤية الحلم المزعج لا تخبر أحدا ، وهناك أمور ينبغي مراعاتها وفعلها لمن رأى حلما مزعجا:
أولا : الاستعاذة من شرها: والدليل حديث أبي سعيد الخدري السابق وفيه: (وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها)
ثانيا : الاستعاذة من الشيطان: دليل ذلك حديث أبي قتادة وفيه (.. والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم فليتعوذ منه).
ثالثا : أن يبصق عن شماله: ودليله حديث أبي قتادة (… وليبصق عن شماله)
رابعا :اليقين أنها لا تضره: وهذا في غاية الأهمية لارتباطه بجانب مهم وهو جانب الاعتقاد فلا بد أن يعتقد أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم صدق وأنها حقا لا تضره، دليل ذلك نفس حديث أبي قتادة وفيه قال صلى الله عليه وسلم (وليبصق عن شماله فإنها لا تضره).
خامسا : التحول عن جنبه: ففي صحيح مسلم عن جابر مرفوعا (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق على يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه).
سادسا: أن يقوم فيصلي: دليل ذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وفيه قال صلى الله عليه وسلم (… فإن رآى أحدكم ما يكره فليقم فليصل).
سابعا : قراءة آية الكرسي: والصواب أن يقرأها عند إرادته أخذ مضجعه ودليل ذلك حديث أبي هريرة المشهور والذي فيه تعليم إبليس أباهريرة لآية إذا قرأها لم يقربه شيطان ثم ذكر هذه الآية فقال صلى الله عليه وسلم (صدقك وهو كذوب).
ثامنا : أن لا يحدث بها أحدا: كما جاء ذلك في حديث أبي سعيد الخدري السابق وفيه (ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره).
أما الحكمة في ذكر هذه الأشياء :
- أما الاستعاذة من شرها: لأنها مشروعة عند كل أمر يكره.
- أما الاستعاذة من الشيطان: لأن هذه الرؤيا منه وأنه يخيل بها بغرض تحزين الآدمي والتهويل عليه كما ذكرنا ذلك سابقا.
- أما البصق أو التفل يسارا: وذلك لطرد الشيطان وإظهار احتقاره ، وأما كون البصق عن اليسار لأنها محل الأقذار ونحوها. وأما كون البصق ثلاثا قيل للتأكيد وكونها ثلاثا لتكون وترا.
- أما كونه يعتقد أنها لا تضره: معناه أن الله جعل ما ذكر سببا للسلامة من المكروه.
- أما الصلاة: لأن فيها لجوءًا إلى الله سبحانه وتعالى ولأن في التحريم بها عصمة من السوء وبها تكمل الرغبة وتصح الطلبة لقرب المصلى من ربه عند سجوده.
- أما التحول: فهو للتفاؤل فإنه به يتفاءل العبد بتحول تلك الحال التي كان عليها.
5- لا تخبر الناس بعملك الصالح حتى لا تقع في الرياء:
ينبغي على المؤمن أن يجتهد في إخفاء طاعاته، وستر أعماله الصالحات عن أعين الخلق وآذانهم ما استطاع، مكتفيا بأن الله تعالى يسمع ويرى، وأن الخلق لا يملكون له ضرا ولا نفعا، وأن رضوان الله تعالى ومثوبته فوق رضا الخلق وثنائهم، وقد ابتلينا في زماننا بتصوير الناس أنفسهم أثناء الصلاة وأثناء الإنفاق والصدقة وأثناء الذبح لإطعام الفقراء ، وذكر حلاوة قيام الليل التي شعر بها الليلة الفائتة ، وشدة الحر ومعاناته وهو صائم نهار أمس…الخ.
قال الغزالي :وقد بالغ في الإخفاء جماعة حتى اجتهدوا أن لا يعرف القابض المعطى فكان بعضهم يلقيه في يد أعمى وبعضهم يلقيه في طريق الفقير وفي موضع جلوسه حيث يراه ولا يرى المعطى وبعضهم كان يصره في ثوب الفقير وهو نائم وبعضهم كان يوصل إلى يد الفقير على يد غيره بحيث لا يعرف المعطي (يعني من خلال وكيل )
وكان علي زين العابدين كثير التصدُّق على فقراء المدينة ، لا سِيَّما التصدُّق في السِّر .وجاء في كتاب ( الحلية ) أنه كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل ، فيتصدَّق به ، ويقول : ( إنَّ صَدَقة السِّرِّ تُطفِئُ غَضَب الرَّبِّ عَزَّ وَجلَّ ) .فلما توفي تَبيَّن أنه كان يُعيلُ مِائة عائلة من عوائل المدينة ، وكان أهل المدينة يقولون : ما فقدنا صَدقَةَ السر حتى مات علي بن الحسين .
والواجب على المؤمن أن يفتش عن دخيلة نفسه، ويحترس من خداعها، فإنها أمارة بالسوء، خداعة غرارة، وليحذر ما استطاع من الرياء، فربما كان هناك رياء في غاية الخفاء، يتسلل إليه، وهو لا يشعر، فيحبط عمله، وهو يحسب أنه يحسن صنعا، وهنا لا بد له من الاستعانة بالله جل وعلا، والبراءة من الحول والقوة، واللجوء إلى حول الله سبحانه وقوته، ومن الدعاء المأثور: “اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه”.
قال الغزالي : (ومهما كانت الشهرة مقصودة له حبط عمله لأن الزكاة إزالة للبخل وتضعيف لحب المال، وحب الجاه أشد استيلاء على النفس من حب المال وكل واحد منهما مهلك في الآخرة )
وقد يكون الجهر أفضل في عدة حالات ذكرتها في هذه الخطبة :