مع قول الحق : “فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى”
نعيش في هذا اللقاء مع قول الحق تبارك وتعالى: ﴿قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا﴾ [طه: 123-124]
قوله تعالى: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) هذا قانون عام لجميع البشر، من اتبع الله وطريق الله فلا يخطئ طريق السعادة والفوز في الدنيا والآخرة، ولا يشقى في الدنيا ولا في الآخرة.
والشقاء نوعان:
- شقاء الجسد
- وشقاء الروح.
شقاء الجسد: يشترك فيه جميع الخلق، الشقاء هو التعب الشديد كما يقول المفسرون، فالإنسان يصيبه الجهد والتعب في المعيشة والسعي في طلب الرزق وما شابه ذلك، هذا يشترك فيه الجميع المؤمن والكافر، لأن الله تعالى قال (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد 4]
كبد يعني في مشقة ومعاناة من ساعة ميلاده إلى أن يموت، لأن الدنيا ليست دار السلام وليست دار النعيم، والجسد حينما يشقى ويتعب يحتاج إلى الراحة، يحتاج إلى الطعام والشراب، يحتاج إلى النوم، يحتاج إلى أن يرد عن نفسه ما يؤذيه، وأن يجلب ما ينفعه، وهذه مسألة فطرية، الخلق جميعا يسعون إليها ويطمعون فيها.
أما شقاء الروح: فهذا لا يشعر به إلا من كفر بالله وأعرض عن طريق الله، أما سعادة الروح فإنها سعادة لا يجدها إلا من سلك طريق الله، وهذا معنى الآية: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) هذه الآية في سورة طه، في أول السورة رب العالمين قال لنبينا: ﴿طه مَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰٓ﴾ [طه: 1-2] فالشقاء هنا المقصود به الروح، شقاء الدنيا والآخرة بأن يظل الإنسان في حالة ضيق دون أن يعرف السبب.
ما هو الفارق بين الأمرين؟
الفارق بين الأمرين أن شقاء الجسد كما قلت ذهاب هذا الشقاء في الراحة والاستجمام وإذا كان جائعا يطعم إذا كان في برد يستدفئ إلى آخر هذه الأمور.
أما شقاء الروح فإنه متعلق ببعدها عن الله- عز وجل-، ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا ﴾ [طه: 124] والأعراض هنا هو أعراض الكفر والعصيان، والضنك هو الشيء الضيق، والمقصود هنا أن معيشته تكون خانقة، دائما يشعر بالضيق يشعر بالقلق بالتوتر يفكرفي الانتحار يفكر في الموت يفكر في الخلاص من هذه الحياة المجهدة رغم أنه ربما يملك من المال الكثير ومن أسباب الرفاهية الكثير والكثير، وهذه النقطة مهمة جدا غفلت عنها البشرية في عصرنا الحالي، كل المشاكل تفسر تفسيرات مادية بحتة، ونغفل عن أهم جانب وهو جانب الروح، هذه الروح صلاحها وعلاجها بأن تأخذ بهداية ربها( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)
إذن فأنت باتباعك للهدى الذي هدانا الله إياه يرفع الله عنك الضلال والشقاء، وعندنا الآية الأخرى في سورة النحل ﴿مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [النحل: 97]
ما معنى الحياة الطيبة؟
هل الحياة الطيبة بكثرة الأكل والشرب والنوم والراحة؟
الحياة الطيبة قرب من الله- عز وجل-، إذا اقترب العبد من مولاه شعر بالسعادة وشعر بالطمأنينة، وشعر بأن لحياته هدفا وقيمة، وطاب له كل ما يتعرض له من مشاق ومتاعب وهموم.
أما التفسير المادي للأمور الصعبة في الدنيا مثلا: واحد مريض أصابه عدوى أصابه فيروس، واحد عنده ديون فشل في التجارة حظه سيئ في التجارة، فشل في التعليم لأن التعليم صعب، لأنه لم يوفق ليس له في التعليم، فهكذا نفسر التفسيرات المادية، لكننا إذا بدأنا في التفسير الدقيق للأمر سنرى أن هذا هو خلاف الحياة الطيبة، العلاج هو أن تصطلح مع الله، فإذا اصطلحت مع الله يصلح الله لك أحوالك.
انظر إلى نظرة النبي لهذا الأمر وهو خير خلق الله، لما دعا أهل الطائف وسلطوا عليه العبيد والسفهاء وألقوا عليه الحجارة وسبوه، وأهانوه- صلى الله عليه وسلم-، دعا ربه قائلا: (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس! يا أرحم الراحمين! أنت رب المستضعفين وأنت ربى، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمنى؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟! إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، ألا تنزل بي غضبك، أو يحل على سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك) رواه الطبراني وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ورجاله ثقات ما عدا ابن إسحاق وهو مدلس ثقة، وله شاهد آخر يقوي هذا الحديث عند ابن إسحاق موصولاً وكلاهما يقوي بعضهما الآخر.
لاحظوا الرسول يؤذى ويسب ويهان فيلوذ بالله ويتضرع لمولاه، رغم أن أي واحد منا يسلك طريقا ثم يبدو فيه مصاعب ومشقات ويتعرض للسب والإهانة، ما هو أول تفكير يفكر فيه؟
أن يترك هذا الطريق، وأن يترك هذا العمل، النبي يعلم أنه على الطريق الصحيح، لكنه يشكو إلى الله ضعف قوته، فهو يطلب من الله العون والمدد ليستمر في هذا الطريق، ثم يخاطب مولاه مناجيا إياه (إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي)، طالما أن هذا الذي يحدث من مشقات وصعوبات وصدود وسب وإهانة، هذا ليس غضب منك فأنا لا أبالي بهذا.
وكان النبي يقول لأصحابه إن قريشا تزعم أنها تسبني وهي إنما تسب مذمما ولست مذمما إنما أنا محمد، طبعا هم كانوا يحاولون تشويه اسم النبي لأن اسم محمد اسم جميل يسمونه بعكس اسمه محمد عكسها مذمم، فكان النبي يقول إنهم يسبون شخصا آخر ولست أنا، هكذا كان النبي يستقبل هذه الأمور.
ويقول عبد الله بن مسعود دَخَلْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَمَسِسْتُهُ بيَدِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا! فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجَلْ، إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رَجُلانِ مِنكُم، فَقُلتُ: ذلكَ أنَّ لكَ أجْرَيْنِ؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجَلْ. ثُمَّ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أذًى؛ مَرَضٌ فَما سِواهُ، إلَّا حَطَّ اللَّهُ له سَيِّئاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَها.)
وقال: (يُبتلَى المرءُ على حسبِ دِينِه، فإن كان في دِينه صلابةٌ شُدِّدَ عليه البلاءُ، وإن كان في دِينِه رِقَّةٌ خُفِّفَ عنه البلاءُ)
أي واحد في الدنيا ليس عنده إيمان بالله لا تهون عليه الصعاب، صعبة جدا شاقة، لأنه يفسر تفسيرات مادية، أما المؤمن أي صعاب يتعرض لها يعلم أن فيها أجرا، ويعلم أن فيها سعادة، ويعلم أن الطريق إلى مرضاة الله ابتلاءات وهكذا.
عجبا لأمر المؤمن :
اسمعوا إلى قول رسول الله (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن إصابته سراء (نعمة) شكر فكان خيرا له، وإن إصابته ضراء صبر فكان خير له)
إذا أنا في النعمة اعلم أن هذا عطاء الله، وعطاء الله يستلزم الشكر والثناء والعطاء للمحتاجين من خلقه، أما إذا منع الله عنه فهو يعلم أن الله منع عنه ليربيه، ليبتليه هل يصبر؟ هل يحتسب؟ هل عنده ثقة في الله أم تزعزع إيمانه بالله؟
فهو يعلم أن كلا الأمرين فيهما خير، (السراء والضراء) كلا الأمرين هو مثاب فيهما، فالرسول قال: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير)
هذه هي السعادة تواجه المخاطر والآلام والصعاب والشدائد، وقلبك معلق بالله، أما التفسيرات المادية البحتة وتفسير الأمور على أنها: الحظ التعاسة الشقاء أحوال السوق التعب الغلاء كذا كذا، هذه كلها تفسيرات مادية لكنها تؤدي إلى المعيشة الضنك فتضيق الحياة أمامك، وتسود الدنيا في وجهك، كمْ من شخص قرأنا عنه في الإعلام أنه لما أحاطت به الديون انتحر، لما اشتد به المرض انتحر، لما قضى قصة حب فاشلة انتحر، لما فشل في التجارة انتحر … انتحر لماذا؟
لأن القلب فارغ من الإيمان بالله، القلب ليس عامرا بالإيمان بالله، لا يفهم ما هي الدنيا، هو فاهم أن الدنيا أنه يتعب قليلا ويسعد كثيرا وهذا خطأ الدنيا مراحل كل مرحلة فيها متاعب، متاعب وصعوبات ثم راحة متاعب وصعوبات ثم راحة، تأمل مرحلة الطفولة وما فيها مرحلة الشباب وما فيها مرحلة الكهولة ثم الشيخوخة، وهكذا كل مرحلة فيها متاعب ومصاعب.
فكلما زادت الآلام والمتاعب والاختناق على الجسد فإن الروح تميل إلى الله، فهنا يولد الطاقة الإيجابية، ويدفع عنك الطاقة السلبية، ويجعلك تفكر في الأمور بنحو آخر، المؤمن يرى الدنيا بخلاف ما يراها الناس، المؤمن يفهم سنن الله وقوانين الله بخلاف ما يراه الناس، ولذلك كان بعض السلف يقول والله إنا لفي سعادة لو علمتها الملوك لقاتلتنا عليها بالسيوف، لأن الملوك يحتاجون الراحة والنعيم ، فهم يبحثون عن كل أسباب الرفاهية فهو يقول: إنا لفي سعادة يقصد قربه من الله، وطاعته لله- عز وجل-، وأنه دائم الإقبال على الله إذا ضاقت به الدنيا فإنه يقول : يا رب يا رب، يلجأ إلى الله- سبحانه وتعالى-
فيا إخواني الله- سبحانه وتعالى- بين لنا الأمر في هذا الوضوح والإيجاز (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) إذا رأيت في نفسك ضيقا أو هما غالبا أو كآبة تعلوك وحزنا أسأل نفسك ما الذي قصرت فيه؟
ما الذي ابتعدت به عن منهج الله سبحانه وتعالى؟
هل هناك شبهة في عملك؟ هل هناك أكل لمال حرام؟
هل ظلمت أحدا؟ هل أسأت لأحد؟
هل وقعت في كبيرة من الكبائر؟
هل خضت في عرض من الأعراض؟
وهكذا يا إخواني لتكن عندك شفافية في فهم الأمور حولك، فإذا أصابك ما أصابك فإنك تعود إلى اتهام نفسك.
لما قصر الصحابة في غزوة أحد وحدثت الانتكاسة قال لهم الله تعالى ﴿أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [آل عمران: 165]
النصر يأتي من عند الله بأسبابه فإذا قصرتم في الأخذ بالأسباب فلوموا أنفسكم لأن قوانين الله وسنن الله لا تحابي أحدا حتى وإن كان هؤلاء صحابة وفيهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
إخواني وأحبابي الكرام فهنا اتباع الهدى، اتباع الهدى (فمن اتبع هداي) أي شيء يعرض لك في حياتك، لا تستطع فهم حكمه الشرعي اسأل أهل الذكر، اعرف أين أنت هل هو حلال؟ هل هو حرام؟ هل هو جائز؟
فإذا سألت عرفت أين الطريق وأبصرت، لكن أن الواحد يفعل ما يملي عليه هواه أو ما يوسوس به شيطانه، فإن من اتبع هواه أهواه، (ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا)
حياة القلب:
والإمام ابن القيم- رحمه الله- في قول الله تعالى ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 24]
قال: اعلم أن حياتك بقدر استجابتك، حياتك هنا المقصود بها حياة القلب، لاحظوا أن رب العزة فرق بين الحياة وبين المعيشة، المعيشة واحدة عايش يأكل ويشرب وينام، شأنه شأن الأنعام.
أما الحياة هنا فالمقصود بها حياة القلب، فالله تعالى ضمن لك رزقك، هذه حياة الجسد، لكنه كلفك بالعمل الصالح فهذه حياة القلب، إذن فحياة القلب قوامها وحقيقتها في الاتصال بالله- عز وجل-، في اتباع طريق الهدى عن طريق الضلالة.
ولا أقول جربوها إنما أقول هذا يقين يا إخواني، كلما ازددت طاعة لله جعل الله لك سعادة في قلبك، كلما ازددت قربا من الله كلما جعل الله لك طمأنينة وراحة بال على الدنيا، كلما أعرضت وكلما فرطت وكلما ضيعت كلما أكلت مالا حراما أو ظلمت أو أسأت فإنك تبتعد عن الله فتشعر بالوحشة، والضيق والكآبة وسواد الدنيا وضيقها عليك رغم اتساعها.
هذه سنن الله- عز وجل-، ولذلك المؤمن في هذه الدنيا يرى أن كل ما حوله أسباب يتبلغ بها رضا الله، وكل الفتن التي يتعرض لها هي امتحانات يمتحنه الله بها حتى يصل إلى مرحلة الصدق مع الله، ﴿أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰاذِبِينَ﴾ [العنكبوت: 2-3]
الكلام واضح والأمور واضحة نحتاج إلى مغالبة النفس ومجاهدتها وأن نفهم الأمور على وجهها الصحيح أن سعادتنا وأن نجاتنا بطاعة الله باتباع هدى الله (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) لا يضل طريق الجنة ولا يضل في دنياه عن طاعة الله، ولا يشقى في الدنيا ولا في الآخرة، (ومن أعرض عن ذكرى) فإن عقوبته الدنيوية (فإن له معيشة ضنكا) معيشة كلها ضغوط كلها كآبة كلها ضيق، والعقوبة الأخروية (ونحشره يوم القيامة أعمى، قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)والنسيان هنا ليس نسيان القرآن كما يظن البعض، إنما النسيان هنا هو الترك، الترك أتته آيات الله- عز وجل- فأعرض عنها إعراض الترك، كالغافل عنها كالذي لا يبصرها، ولذلك الآية التالية قال ﴿وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي مَنۡ أَسۡرَفَ وَلَمۡ يُؤۡمِنۢ بَِٔايَٰتِ رَبِّهِۦۚ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبۡقَىٰٓ﴾ [طه: 127]
فقوله: (وكذلك نجزي من أسرف) يعني جاوز الحد في العصيان ولم يؤمن بآيات ربه بإعراضه وتركه للإيمان بهذه الآيات. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة، وأن يرزقنا الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وإن يعيذنا من النار وما قرب إليها من قول وعمل.