2-حديث جبريل عن الإسلام والإيمان والإحسان
عن عمر رضي الله تعالى عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر ،ولا يعرفه منا أحد؛ حتى جلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام؟
فقال رسول الله ﷺ : ” الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ”
قال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه.
قال: فأخبرني عن الإيمان؟
قال: ” أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ”
قال: صدقت.
قال فأخبرني عن الإحسان؟
قال: ” أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ”
قال: فأخبرني عن الساعة؟
قال : ” ما المسئول عنها بأعلم من السائل “
قال : فأخبرني عن أماراتها ؟
قال : ” أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ”
ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال : ” يا عمر أتدري من السائل ؟”
قلت الله ورسوله أعلم.
قال: ” فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم “، رواه مسلم [1]
شرح الحديث
قوله: (بينما نحن جلوس عند رسول الله ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد )
بينما كان أصحاب النبي ﷺ يوما جلوسا حوله إذ دخل عليهم رجل غريب ليس من أهل المدينة، وعمر بن الخطاب كان دقيق الملاحظة يعرف كل جالس من هو، والمدينة في حالة مواجهات عسكرية مع قريش والأعراب وغيرهم ، فأي شخص يأتي من سفر بعيد سيبدو عليه من السفر غبرة أو عرق والملابس صفراء ومتسخة، وشعره أشعث لأن شعورهم طويلة فكانوا يلبدونها بالدهن، ومع السفر الطويل الشعور تهيش فيكون المسافر أشعث أغبر، فمن يأتي من سفر طويل ، لا يلتفت إلى هيئته لطول سفره، وشعره لأنه لا يجد ما يسكنه به.
لكن هذا الرجل الذي طلع عليهم طلع عليهم في هيئة حضري بكلام بدوي، هيئة حضري يعني رجل مقيم معهم في المدينة، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحد منهم، فلو كان رجلا غريبا مسافرا لجاء يلبس ثيابا فيها العرق ويظهر على شعره أنه أشعث ، فعمر يتعجب أنه لا يرى عليه أثر سفر ولا هو من أهل المدينة، وطبعا كون أن سيدنا عمر يقول : (ولا يعرفه منا أحد) معناه أنهم سألوا بعضهم.
ووصف عمر يبين لنا القدرة التحليلية للمعلومات عنده فاستطاع أن يحلل أن هذا الرجل عليه علامة استفهام كبيرة، لأنه ظهر بدون مقدمات وأنه لا يبدو عليه آثار السفر وأنه لا يعرفه أحدا من أهل المدينة.
( حتى جلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه)
جاء الرجل فجلس في مواجهة النبي ﷺ حتى أنه أسند ركبتيه إلى ركبتي النبي ﷺ
(ركبتيه، فخذيه) الضمير هنا عائد على جبريل أم على النبيﷺ؟
بعض العلماء قالوا : الضمير يعود على جبريل، وهذه هيئة المتعلم إنه وضع يده هكذا من باب الأدب والإنصات وليتعلم.
والبعض قال: وهذا هو الراجح أنه وضع يده على فخذي النبي من باب التعمية أكثر، إن هذه هيئة أو أسلوب الأعراب.
فوضع يده على فخذي النبي وفي رواية النسائي (قال: حتى وضع يده على ركبتي النبي ﷺ)
إذن المعنى: فأسند جبريل ركبتيه إلى ركبتي النبي ﷺ ووضع جبريل كفيه على فخذي النبي ﷺ
والصحابة تعلموا من الهدى الرباني أنهم إذا نادوا على رسول الله ﷺ لا يقولون: يا محمد إنما يقولون: يا رسول الله ، ويا نبي الله .
أما جفاة الأعراب لأنهم يعيشون في الصحراء لم يكن عندهم هذه المدنية بمعنى التأدب والذوق ومناداة الناس بالألقاب، فهو معتاد على الغلظة في التعامل والخشونة ، ولذلك في سورة الحجرات قال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [الحجرات: 4]
لأنهم قعدوا يقولون يا محمد اخرج إلينا يا محمد اخرج إلينا، فرب العزة قال : ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63] ، فالرسول ﷺ ليس كواحد منكم، فمن باب الأدب والتكريم لرسول الله ﷺ ، لا تنادوه باسمه كما ينادي أحدكم صاحبه.
وقال : (يا محمد أخبرني عن الإسلام ) جبريل عليه السلام مبالغة في التعمية أو إخفاء شخصيته قال: ( يا محمد أخبرني عن الإسلام ) لأنه لو قال يا رسول الله فمعناه أن أحد الطرفين يعرف الآخر.
هل النبي كان يعرف أنه جبريل ؟
بعض العلماء قالوا نعم عرفه حينما جاءه بهذه الهيئة وأدرك ذلك، وبعضهم قالوا: عرفه فيما بعد، جبريل أخبره بأنه هو الذي أتاه.
قدرة الملائكة على التشكل بصورة بشرية:
وهذا يبين أن وجود الملائكة في الصورة البشرية لا يجعلنا نشك أبدا أنهم بشر، وهذه قدرة جعلها الله تعالى في الملائكة.
و( الرسول ﷺ رأى جبريل على صورته وله ستمائة جناح قد سد الأفق)[2]
الآن يأتي في صورة بشرية، كيف ذلك؟
هذا خارج نطاق قدرات إدراكنا العقلي، لكننا ندركه بالإيمان بالغيب ويقيننا أن هذا كله كائن بقدرة الله عز وجل.
ولذلك في سورة مريم لما ظهر لها جبريل في خلوتها ظهر لها بشر سويا: ﴿فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴾ [مريم: 17-19] ، بشرا سويا يعني كامل الهيئة لا تشك أنه بشر، ليس كأفلام الخيال العلمي مخلوق بثلاثة عيون وخمسة أيادي، والعيون لامعة مدببة وكبيرة !! كلا، بشرا سويا كامل الهيئة والخلقة فلا تشك أنه بشر.
ولما جاءت رسل الله جبريل ومن معه من الملائكة إلى إبراهيم لم يشك أنهم بشر، فجاء بعجل سمين ذبحه وسوى اللحم وشواه وقدمه لهم، لم يشك إبراهيم أنهم بشر، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ﴾ [هود: 69-70]
وهذا معناه أن الملك إذا تحول إلى الصورة الآدمية لا يشك أحد في هذه الصورة أنه بشر مثله مثل البشر .
والملائكة إذا تمثلوا بصورة بشرية لا تراه إلا في أحسن هيئة وفي أحسن صورة ولا يخيفك، فالملائكة لا تخيف المؤمنين ، والجن عندهم هذه القدرة أيضا، لكن الجن المؤمنين يظهرون في صورة حسنة ، أما الشياطين فغالبا ما يتشكلون بصورة قبيحة سيئة كالكلاب السوداء، وكل هذا بقدرة الله عز وجل؛ فهو سبحانه الذي أقدرهم على ذلك.
إذن فهنا نلاحظ فطنة الفاروق عمر – رضي الله عنه- ودقة فهمه وتحليله ، ونلاحظ أيضا تعمية جبريل على الناس، وقدرة الملائكة على التشكل بأشكال حسنة، وهذه إحدى الصور التي كان يأتي بها جبريل إلى النبي ، فقد كان يأتيه مثل صلصلة الجرس وكان يلقي في روعه يعني في قلبه الكلام، وكان يأتي في صورة رجل وأغلب ما كان يأتيه كان يأتيه في صورة صحابي اسمه دحية الكلبي رضي الله عنه، وكان حسن الهيئة حسن السمت فكان يأتي بصورته، هذه المرة جاء بهيئة غير معروفة، لكنها هيئة جميلة.
(قال يا محمد أخبرني عن الإسلام، قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه)
الإسلام: يفسر بالأعمال الظاهرة، وهو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة والخلاص من الشرك .
قال: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله )
أي تشهد ألا معبود يستحق العبادة إلا الله؛ فالمعنى الكامل:لا معبود بحق إلا الله وحده، وهذا يتضمّن:التوحيد، والإخلاص، وترك الشرك، والانقياد لأوامر الله
وتشهد (أن محمدًا رسول الله) بتصديق النبي ﷺ فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر.
لماذا جعل النبي ﷺ (الشهادتين) أول ركن؟
جعل النبي صلى الله عليه وسلم الشهادتين أول ركن من أركان الإسلام؛ لأن الشرط الأساسي لدخول المرء في دين الإسلام: أن ينطق بالشهادتين، فبدونهما لا يُعد مسلماً، وهما الأساس الذي تُبنى عليه جميع الأعمال الأخرى.
فلا تُقبل العبادة إلا إذا كانت خالصة لله (بمقتضى الشهادة الأولى) وموافقة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم (بمقتضى الشهادة الثانية).
والأعمال الصالحة (مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج) لا تكون صحيحة ومقبولة إلا إذا صدرت عن شخص مؤمن موحد يقر بالشهادتين، ويلتزم بمقتضاهما؛ فالعقيدة الصحيحة هي الأساس الذي يُبنى عليه الإيمان والعمل.
وبعد أن عرفنا أن الشهادتين هما أساس الإسلام، تأتي الأركان الأربعة التالية لتشكل الإطار العملي للإسلام، وهي:
(وتقيم الصلاة) وهي خمس صلوات مفروضة يومياً في أوقات معلومة، والصلاة هي الصلة المباشرة بين العبد وربه، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، وتركها جحوداً يُخرج من الملة عند جمهور العلماء.
(وتؤتي الزكاة ) وهي حق معلوم ومقدر فرضه الله تعالى في المال إذا بلغ نصاباً معيناً وحال عليه الحول (عام هجري كامل)، ويُصرف هذا الحق لجهات محددة ذكرها الله في القرآن الكريم (كالفقراء والمساكين).
والزكاة فيها تطهير للمال والنفس: هي تطهير لمال الغني من الشوائب، وتطهير لنفسه من الشح والبخل، قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [التوبة: 103]
(وتصوم رمضان) الصيام هو الامتناع عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات، من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، بنية العبادة، في شهر رمضان المبارك.
والغاية الأساسية منه هي تحقيق التقوى، قال تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]، فهو تدريب على مراقبة الله سراً وعلانية.
(وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا) الحج هو: قصد مكة المكرمة لأداء مناسك محددة (كالإحرام، والطواف، والسعي، والوقوف بعرفة) في وقت محدد (أشهر الحج)، مرة واحدة في العمر.
والاستطاعة شرط لوجوبه، وهي: القدرة المالية والبدنية وأمن الطريق
(قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه) نلاحظ أن الفاروق عمر يسجل ويراقب كل كلمة للرجل، وسبب تعجب عمر رضي الله عنه أنه من المعلوم أن السائل، إذا سأل فهو جاهل بالجواب، لكن إذا سأل وصدق بالجواب، فمعناه أن عنده معرفة بالإجابة، فهو سأل سؤال العالم وليس سؤال الجاهل، فجبريل يسأل النبي ﷺ والنبي يجيب فيقول له : صدقت.
قال: ( فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال صدقت)
( فأخبرني عن الإيمان) الإيمان هو: التصديق بالقلب الذي يتبعه العمل، أو كما قال العلماء: القول باللسان، والتصديق بالجنان( بالقلب)، والعمل بالجوارح والأركان.
ولا يكون المرء مؤمنا إلا إذا كان مسلما، فيجتمع فيه عمل القلب – وهو الإيمان – وعمل الجوارح وهو الإسلام.
فالإسلام نطق باللسان، لكن الإيمان عمل قلبي لا يطلع عليه إلا الله.
ولو أن رجلا دخل الدين بنطق الشهادتين فاسمه مسلم، أما كلمة مؤمن فهذه درجة بعد ذلك، ولذلك في آية سورة الحجرات : ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 14]
(لما ) أداة تنفي حصول الفعل في الزمن الماضي، مع إمكان حدوثه في المستقبل، (ولما يدخل الإيمان) في الماضي لم يدخل الإيمان بعد، لكن ممكن حدوثه فيما بعد، أن يدخل الإيمان في قلوبكم في المستقبل.
ما الفرق بين الإسلام والإيمان؟
جبريل قال: أخبرني عن الإسلام ثم قال: أخبرني عن الإيمان ، فما الفرق بينهما؟
الإسلام هو الانقياد الظاهري، بمعنى الاستسلام، من أسلم بمعنى انقاد لله، يعني، أنا أقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، معناه أني صرت مسلما مطيعا لأوامر الله عز وجل ، فأنا مسلم عندي دين يأمرني وينهاني، لكن الإسلام متعلق بالجوارح، فالعبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحج، كلها عبادات ، لكن ما في القلب هو الإيمان.
والظاهر لنا الإسلام، لأن الإسلام انقياد ظاهري بالجوارح، فلو أن رجلا أعلن إسلامه وفي باطنه الكفر أو منافق، تجري عليه أحكام الإسلام، لأن لنا الظاهر والله يتولى السرائر.
والدليل على ذلك : حديث أسامة بن زيد: قال بعثنا رسولُ اللهِ ﷺ إلى الحُرَقَةِ، فصبحنا القومَ على مياههم… فلحقتُ رجلاً فقال: لا إلهَ إلا اللهُ، فطعنتُه فقتلته.
فلما قدمنا على رسول الله ﷺ قال لي:أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟
قلتُ: يا رسول الله، إنما قالها تعوُّذًا.
فقال:أفلا شققتَ عن قلبه؟
فما زال يكررها عليّ حتى تمنيتُ أني لم أكن أسلمتُ قبل ذلك اليوم.) [3]
الأركان الستة للإيمان:
- الإيمان بالله: الاعتقاد الجازم بوجوده، ووحدانيته في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
- الإيمان بملائكته: الاعتقاد بأن لله ملائكة مخلوقين من نور، عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة لا رجال ولا نساء ولا أطفال ولا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون، إنما يسبحون الليل والنهار لا يفترون، لا ينقطعون عن عبادة الله عز وجل
- الإيمان بكتبه: الاعتقاد بأن الله أنزل كتباً على رسله لهداية البشر، مثل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن، والاعتقاد بأن القرآن هو آخرها وناسخها وحافظها.
- الإيمان برسله: الاعتقاد بأن الله أرسل رسلاً مبشرين ومنذرين لإقامة الحجة على خلقه، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
- الإيمان باليوم الآخر : يوم القيامة واسمه اليوم الآخر لأنه يوم لا ليل بعده، كل أيام الدنيا فيها نهار وليل نهار وليل، يوم القيامة هو يوم لا ليل بعده، انتهت الدنيا، انتهى الليل، فسمي اليوم الآخر، وهو اليوم الذي يبعث الناس فيه بين يدي رب العالمين فيبعثهم من قبورهم ويسألهم عن أعمالهم، ويجازيهم عليها، فيجب الاعتقاد بكل ما أخبر الله به ورسوله مما يكون بعد الموت، كفتنة القبر وعذابه ونعيمه، والبعث والحساب والجزاء والصراط والميزان والجنة والنار.
- الإيمان بالقدر خيره وشره: الاعتقاد بأن كل ما يقع في الكون من خير أو شر هو بتقدير الله وعلمه وإرادته وكتابته.
لماذا قال الرسول: بالقدر خيره وشره:
قال العلماء نؤمن أن الله هو الخالق المقدر لكل شيء خير كان أو شرا، لكن الشر لا ينسب إلى الله تأدبا، كما قال إبراهيم عليه السلام: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء: 80]، لم يقل: (وهو الذي يمرضني فهو يشفيني)، إنما نسب المرض لنفسه رغم أن الذي يمرضك بقدره هو الله سبحانه وتعالى، والذي يفعل الخير والشر ويقدرهما جميعا هو الله سبحانه وتعالى، فإذا وقعت المصيبة أو وقع البلاء تؤمن به تقول: (قدر الله وما شاء فعل)
ويرى الإمام ابن القيم أن الشر الذي يُخلقه الله ليس شراً محضاً (خالصاً) مطلقاً من جميع الوجوه، فالشر قد يكون شراً بالنسبة للمخلوق المصاب به، لكنه خير وحكمة من جهة نسبته إلى الله تعالى وإرادته الكونية، ومن جهة ما يترتب عليه من نتائج ومصالح عامة، فمن الممكن أن يكون الأمر خيرا في أصله وشرا بالنسبة لما أضيف إليه، مثل المرض ، هو شر بالنسبة للمريض، وبالنسبة للطبيب خير، فهذا عمله، وهو خير للصيدلي، وخير لصانع الدواء، ومن هنا قالت العرب مصائب قوم عند قوم فوائد.
نحتج بالقدر في المصائب وليس في المعائب:
قال العلماء: نحتج بالقدر في المصائب وليس في المعائب، من يحتج على الله بقدره في المعائب (أي فعل المعاصي) فهو كاذب على الله، فمن قتل شخصا ويحتج بأن هذا قدره أن يموت على يده فهو كاذب، وكذلك من يسرق، لماذا سرقت؟ فيقول هذا رزقي قدره الله لي في جيوب الناس، فلا يحتج بقدر الله على فعل المعصية، فلا يقل عصيت لأن الله قدر على هذه المعصية، لكن في المصائب تحمد الله وتقول: (قدر الله وما شاء فعل)
ما الفرق بين القضاء والقدر؟
هناك كلام طويل لأهل العلم في تعريفهما وذكر الفرق بينهما، وخلاصة الكلام أوضحه بمثال: لو أن قاضيا حكم حكما : أن يسجن فلان مثلا سنتين، هذا قضاء، طيب متى ينفذ فيه الحكم؟ إذا نفذ الحكم كان قدرا، من الممكن أن هذا الذي حكم عليه قضاء يعمل استئناف مثلا أو أن تظهر أدلة جديدة في القضية فيعاد التحقيق فيها ، أو يموت، أو يعفو عنه الملك أو الرئيس أو يهرب فلا يستدلون عليه فلا ينفذ فيه الأمر فحصل قضاء لكن لم يقع القدر.
هذا بالنسبة للأمور الدنيوية، أما بالنسبة لله عز وجل فقد سبق في علم الله أن فلان سيولد في اليوم الفلاني، إن فلانا سيتزوج بفلانة، إن فلانا سينجب ذكرا أو أنثى أو عددا من الذكور والإناث، فهذا قضاء، قضاه الله .
ومن يقصر في الأخذ بالأسباب، ويقول ربنا مقدر علي الفشل، هذا كذب على الله، بل الفشل هو نتيجة تقصيرك في الأخذ بالأسباب.
والصحابة رضوان الله عليهم ورسول الله معهم، قال لهم رب العزة:﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران: 165]
في غزوة أحد لما كان خمسون من الرماة يحمون ظهور المسلمين ، وأوصاهم الرسول ألا يتركوا أماكنهم، فتركوا أماكنهم لما انتهت المعركة والغنائم كثيرة، فقام خالد بن الوليد وكان قائد سلاح الفرسان ومعه 200 فارس فاحتل هذا المكان فطوق المسلمين من الخلف وبقي عشرة من الخمسين فقتلهم، وأمطر المسلمين بالسهام والنبال فكانت مقتلة وانتكاسة كبيرة جدا، فهؤلاء الكرام كان فيهم رسول الله ﷺ فلما قصروا في الأخذ بالأسباب لم يحابِ الله صحابة نبيه وهو فيهم ومعهم، لنتعلم.
وهذا معنى قول العلماء: (نؤمن بالقدر ولا نحتج به)
اجتماع الإسلام والإيمان وافتراقهما
إذا قرن الإسلام بالإيمان صارا شيئين، وإذا ذكر الإسلام وحده، أو الإيمان وحده صارا بمعنى واحد، ولهذا نظائر في اللغة العربية كثيرة.
ولهذا قال أهل السنة والجماعة: إن الإسلام والإيمان إذا اجتمعا، يعني إذا ذُكرا في سياق واحد فهما شيئان، وإذا ذُكر أحدهما دون الآخر فهما شيء واحد.
أمثلة للتوضيح :
- قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فيشمل الإيمان والإسلام.
- ومثل قوله – تعالى -: (وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران :102] أي مسلمون مؤمنون.
- ويدل على هذا أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم عدد أعمالاً هي من الإسلام، وجعلها من الإيمان فقال: “الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله” مع أنها من الإسلام، قال: “الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله”. “وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”، وإماطة الأذى عن الطريق من الإسلام؛ لأنها عمل، والأعمال جوارح “والحياء شعبة من الإيمان“[4]، وهذا في القلب.
- إذن الإيمان والإسلام إذا افترقا فهما شيء واحد، وإن اجتمعا فهما شيئان.[5]
قال: (صدقت فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
الإحسان على درجتين:
الأولى: (أن تعبد الله كأنك تراه)، والمقصود هنا أن تستحضر عظمة الله وقرب الله تعالى منك وجلاله وهيبته وعظمته، فعندما تقف في الصلاة تقف وأنت على يقين أن الله جلا في علاه يراك .
الرتبة الثانية في الإحسان: (فإن لم تكن تراه فإنه يراك) هنا مرحلة المراقبة، فاستشعر أن الله هو الذي يراني، يراني في صلاتي، يراني في خلوتي، يراني وأنا قادر على فعل المعصية، يراني وأنا أستطيع أن أكذب فلا أكذب، وهذا هو معنى التقوى.
إذن فالعبد يترقى في ثلاث درجات: الدرجة الأولى: الإسلام ثم الثانية الإيمان ثم الدرجة الثالثة الإحسان.
قال: ( فأخبرني عن الساعة): كلمة الساعة هي جزء من الوقت لكن ليس المراد بها ما تعارفنا عليه أن الساعة ستون دقيقة والدقيقة ستون ثانية هذا تعريف حديث، لكن عند العرب الساعة هي جزء من الزمن، ولذلك الآية: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [الأعراف: 34] يعني أقل جزء من الزمن ، فلا تأخير إذا جاء أجل الله.
وعندنا مثلا حديث (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشًا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرّب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرّب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر.)[4]
فليس المقصود إنها ساعة ستين دقيقة، لأنك لو حسبت من الفجر للجمعة فمعناه إنك ستأتي في الساعة السادسة صباحا المسجد وهذا لم ينقل عن صحابة الرسول ﷺ بل هي ساعة يعني جزء من الوقت مما اعتاد الناس الذهاب والرواح فيه إلى المساجد، ولم يثبت أن صحابة رسول الله كانوا يصلون الفجر، ويبقون بالمسجد إلى وقت الجمعة أو كانوا يبكرون جدا جدا فيأتون في الصباح الباكر لصلاة الجمعة لم يثبت هذا، إنما هي جزء من الوقت مما اعتاد الناس أن يأتوا فيه إلى الجمعة.
والقيامة اسمها الساعة لأنها الساعة المنتظرة المرتقبة التي تنتهي فيها الدنيا، ويقوم الناس فيها لرب العالمين ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا﴾ [الأحزاب: 63] فصار الاسم علما على هذا اليوم فيقال يوم الساعة وهكذا.
قال: ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل) يعني أنا وأنت يا جبريل لا ندري، فوقت الساعة لا يعلمه أحد إلا الله كما قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 187] سبحانه وتعالى، يظهرها وقت ما شاء.
قال: (فأخبرني عن أماراتها) جمع أمارة وهي العلامة، علامة الشيء أمارته يعني علامته.
قال: (أن تلد الأمة ربها أو ربتها) على اختلاف النطق في الروايتين، (وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاة، يتطاولون في البنيان)
هنا ذكر النبي علامتين من علامات الساعة:
العلامة الأولى: أن تلد الأمة ربها: الأمة هي المملوكة، الذكر يقال له عبد، ويقابله في النساء الأمة، فهي المرأة المملوكة لسيد، ومعنى ربها: سيدها، يقال: رب البيت معناها السيد المالك المتصرف المسئول ، وعبد المطلب قال: أما الإبل فأنا ربها وأما البيت فللبيت رب يحميه، ولذلك ليس من الحرمة استعمال لفظ الرب في الكلام لأنه من الألفاظ المشتركة.
والمعنى: أن العرب كانوا يستنكفون أن يتزوج السيد الشريف من الأمة، بل يتزوج حرة شريفة مثله، أما الأمة فتتزوج عبدا مثلها، جاء الإسلام وجعل من وسائل تحرير العبيد والإماء أن تعامل الأمة المملوكة معاملة الزوجة، فإذا أنجب منها صارت اسمها أم ولد، أم ولد هنا ليس معناه ذكر فقط ؛ إنما تشمل ذكر أو أنثى فصارت بمنزلة الزوجة.
بعد الفتوحات الإسلامية وهذا كان عرف في القانون الدولي وقتها ، أن السبايا غالبا من النساء والأطفال يباعون بيع العبيد، فبدلا من معاملة هؤلاء معاملة العبيد كان الرجل يعامل الأمة معاملة الزوجة، فيطؤها أو يجامعها وتحمل منه ، وتكون أم ولد عنده، فوصل الأمر إلى أن ظهر ملوك أو خلفاء أو أمراء أمهاتهم في الأصل إماء، فولي العهد سيتولى الخلافة أو سيتولى الإمارة فيما بعد وهو ابنها، فولدت الأمة ربها، يعني هي في الأصل كانت أمة.
الحر لا يتزوج أمة، الإسلام قال: تزوجها وعاملها معاملة الزوجة، يسمونها ملك اليمين، هذا الرجل هو الخليفة، أو هو الأمير، أنجب منها أولادا، هم أولادها، في يوم من الأيام هذا الولد صار هو الملك، فصار ربها ، فهذا إشارة إلى انتشار الإسلام، وأن العرب ستتنازل عن الشرط الذي كانوا يجعلونه في الزواج وهو أن الحر يتزوج بالحرة والحرة تتزوج بالحر، فالإسلام قال تعامل الأمة معاملة حسنة وتسمى ملك اليمين إلى آخره، وطبعا هذا الكلام حصل بعد زمن من وفاة النبي ﷺ وهذا من الإخبار عن الغيب.
العلامة الثانية: أن ترى الحفاة العراة، حفاة يعني ليس في أقدامهم نعال، وعراة : مبالغة في التعبير عن الفقر، يعني الرجل منهم بالكاد عليه شيء يستر عورته المغلظة، فتقول عليه عاري، رعاة الشاة أو رعاء الشاء بالهمزة كلاهما صحيح.
رعاة جمع راع، والشاة جمع شاة، وهي واحدة الضأن، واحدة الضأن.
البدو الرحل الذين كانوا يرحلون خلف الماء والكلأ والعشب، الرسول أخبر أن هؤلاء الأعراب الذين هم شديدو الفقر، ضعيفو الحال سيعملون بنايات ضخمة، ويتطاولون في البنيان، وهذا حصل فعلا بعد البترول، فصار هؤلاء الذين كانوا يعيشون بدوا رحلا في الصحراء من ملاك البنايات الضخمة أصحاب الثروات الكبيرة هذا أمر مشاهد الآن.
سؤال : وهل يحرم أن نبني بنايات كبيرة؟(كناطحات السحاب)
كلا، الرسول قال: يتطاولون في البنيان يعني أن هذا من علامات الساعة أن يكون التفاخر والتعالي في البنيان، إنما البنيان نفسه ليس حرام، والرسول بنى الحجرات وبنى المسجد، والصحابة بنوا بيوتهم فهذا ليس حرام، والبنايات الضخمة ليست حرام، بل صارت من ضروريات الحياة خاصة في المناطق الحيوية والمدن الكبرى والسياحية.
وليس كل علامة من علامات الساعة ذكرها الرسول حرام، يعني الرسول ذكر من علامات الساعة فشو التجارة، أي انتشارها، هل معنى هذا أن التجارة حرام؟ كلا، إنما ذكرها النبي ﷺ كعلامة من علامات الساعة.
ليس معنى أن الرسول ﷺ ذكر علامات وتحققت أن القيامة ستقوم الأسبوع القادم، إنما معناه قرب الوقوع – ﷺ وأخبر عن علاماتها حتى نعلم أنها حق، وأنها ستقع.
نختم الحديث: (ثم انطلق فلبث مليا) انطلق هذا السائل لم يكن الصحابة يدرون شيئا عنه، (فلبث مليا) في رواية : ثلاثة أيام، ثم قال لي الرسول: ﷺ (يا عمر أتدري من السائل ؟ قلت الله ورسوله أعلم)
حين تقول هذه الكلمة تقولها في الأمور الشرعية، الله ورسوله أعلم في الأمور الشرعية، لكن في أمور الدنيا الله أعلم فقط لأن الرسول لا يعلم الغيب إلا إذا أطلعه الله عليه، الله وحده هو الذي يعلم.
قال: (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) جبريل جاء يعلمكم الدين بهذه الأسئلة الواضحة الجامعة، علمهم ما هو الإسلام وما هو الإيمان وما هو الإحسان وهذا من ضمن أساليب التعليم السؤال والجواب، لأن السؤال يستثير فيك ملكة حب المعرفة، ثم تسمع الإجابة.
فوائد هذا الحديث
- هذا الحديث يُطلَق عليه أُمُّ السُّنَّة؛ لاشتماله على جميع مراتب الدين، وهو من الأحاديث التي عليها مدار الدين.
- دقة الملاحظة والفطنة عند الفاروق عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-.
- أن الملائكة أعطاها الله القدرة على التشكل، وأن الملائكة تتشكل بصورة حسنة.
- مفتاح العلم السؤال.
- تواضع النبي بجلوسه بين أصحابه وتركه لهذا الرجل بأن يضع يده على فخذه .
- معرفة ما هو الإسلام والإيمان والإحسان.
- الإحسان من مراتب الدين وهو أخص من الإيمان والإسلام
- من أخطأ “لا أدري” أصيبت مقاتله: فينبغي لمن سئل عن شيء لا يعلمه، أن يقول: لا أعلم، أو: لا أدري، ولا يكون في ذلك نقص من مرتبته؛ بل يكون ذلك دليلا على مزيد ورعه وتقواه.
- لا يعلم متى الساعة إلا الله عز وجل.
- أن الساعة لها علامات وقعت بالفعل، وأخرى ستقع، وفيها دلالة على صدق الرسول ﷺ.
[1] الحديث بهذا اللفظ أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان بقدر الله، حديث رقم 8)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل عن الإيمان والإسلام والإحسان، حديث رقم 50)
[2]أخرجه البخاري في صحيحه ،كتاب التفسير، باب قوله تعالى: {لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}، حديث رقم 4857(،وأخرجه مسلم في صحيحه حديث رقم 176)
[3] أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله، حديث رقم 96)
[4] أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الإيمان، باب أمور الإيمان، حديث رقم (9) ،ومسلم في صحيحه (كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان، حديث رقم 35))
[5] إتماما للفائدة: قوله تعالى : (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) [الذاريات:35، 36] نلاحظ أنه عندما ذكر الإخراج قال: من المؤمنين، وفي التالية قال: المسلمين ؟ ما سر التغاير ؟ الآية موافقة لهذا المعنى في وصف أهل بيت لوط عليه السلام مرة بالإيمان ومرة أخرى بالإسلام. فالمراد بالإسلام هنا الإسلام الظاهر ، والإيمان هو الإيمان القلبي الحقيقي ، فلما وصف الله تعالى أهل البيت جميعاً وصفهم بالإسلام ، وذلك لأن امرأة لوط عليه السلام من أهل بيته ، وكانت مسلمة في الظاهر ، كافرة في حقيقة الأمر، ولما وصف الله تعالى المخرجين الناجين وصفهم بالإيمان . (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) [الذاريات:35، 36] قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :”امرأة لوط كانت منافقةَ كافرةً في الباطن ، وكانت مسلمة في الظاهر مع زوجها ، ولهذا عُذِّبت بعذاب قومِها . فهذه حال المنافقين الذين كانوا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مستسلمين له فيَ الظاهر ، وهم في الباطن غير مؤمنين” مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (7-334)
[6] أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجمعة، باب فضل الغسل يوم الجمعة، حديث رقم 881) ) ، ومسلم في صحيحه (كتاب الجمعة، باب فضل التهجير إلى الجمعة، حديث رقم (850)