الجواب
ثبت في السنة النبوية ما يدل على مشروعية التكبير عند استحسان شيء أو التعجب منه ، وذلك في أحاديث عدة ، منها :
الحديث الأول : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ . فَكَبَّرْنَا .
فَقَالَ : أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ . فَكَبَّرْنَا .
فَقَالَ : أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ . فَكَبَّرْنَا ) رواه البخاري
قال الإمام النووي رحمه الله : ” أما تكبيرهم فلسرورهم بهذه البشارة العظيمة …وفيه حملهم على تجديد شكر الله تعالى وتكبيره وحمده على كثرة نعمه ” انتهى باختصار من” شرح مسلم ” (3/95)
الحديث الثاني : عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :( قُلْتُ لِلنَّبِي صلى الله عليه وسلم : طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ ؟ قَالَ : لاَ . قُلْتُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ) رواه البخاري
وقد بوب عليه الإمام البخاري رحمه الله بقوله : ” باب التكبير والتسبيح عند التعجب “
قال ابن بطال رحمه الله :” التكبير والتسبيح معناهما تعظيم الله وتنزيهه من السوء ، واستعماله عند التعجب واستعظام الأمور حسن ، وفيه تمرين اللسان على ذكر الله ، وذلك من أفضل الأعمال ” انتهى من ” شرح البخاري ” (9/364)
وعلق الحافظ ابن حجر رحمه الله على كلام ابن بطال بقوله :” وهذا توجيه جيد ، كأن البخاري رمز إلى الرد على من منع من ذلك ” انتهى من ” فتح الباري ” (10/598)
الحديث الثالث : عن أنس بن مالك رضي الله عنه ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزَا خَيْبَرَ … فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ) رواه البخاري ومسلم
وتكبيره عليه الصلاة والسلام وقع استبشارا وتفاؤلا بفتح خيبر وتخليص المسلمين من أذى اليهود فيها .
فهذه الأحاديث – وغيرها – تدل على مشروعية التكبير عند رؤية الشيء المستحسن ، أو عند التعجب من أمر ما ، وأنه لا حرج على من يفعل ذلك ، سواء كان على وجه الانفراد أم في جماعة من الناس .
والله أعلم .