
عناصر الخطبة:
أولا /﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾
ثانيا /تواضعه ﷺ وزهده في الدنيا
ثالثا/ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾
أولا /﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾
يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]
هذه الآية المباركة خاطب الله تعالى بها نبينا ﷺ مثنيا عليه في خُلُقه، وثناء الله جل في علاه على عبد من عباده هذا شرف أيما شرف.
وروي مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت لمن سألها: (ألست تقرأ القرآن؟ كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن).
وفي دنيا الناس عندما يعطي أحد الملوك أو أحد الرؤساء لقبا لأحد الناس يكون له درجة وتشريف وحضور ومكانة .
وكان في القديم أيام الخلافة العثمانية لقب الباشا، ولقب الأعيان في بعض البلاد العربية، وفي إنجلترا لقب اللورد، وهذه ألقاب يسعد بها الناس، ويشرفون بها، وتكون لهم مكانة اجتماعية وسياسية في بلادهم، فما بالك بهذا اللقب وهذا الوسام العالي من رب العالمين جل جلاله لنبينا ﷺ؟!!
وثناء الله تعالى على نبينا إشارة إلى مكانته عند رب العالمين، ومدح الله لنبيه في أخلاقه هو لفت لأنظارنا لنسأل ما هي أخلاقه العظيمة التي أثنى عليه الله بها؟
النبي ﷺ كان يقيم الليل حتى تتورم قدماه…. وجاهد في سبيل الله مبلّغا دعوته في مكة ، وفي المدينة في ثلاث وعشرين سنة جهاد دائم متواصل بلا انقطاع، فلماذا خص الله عز وجل الثناء عليه بأخلاقه؟
لأن الأخلاق هي ثمرة العبادات، فالهدف من العبادات تنقية القلب وتزكيته وتطهيره، فإذا زكي القلب وطهر فإن ذلك ينتج أخلاقا طيبة.
ولذلك حينما تجد إنسانا في جانب العبادة ما شاء الله وفي جانب الأخلاق أعوذ بالله ، لابد وأن نتساءل هل عباداته فعلا صحيحة؟
هل عنده نية مدخولة؟ (يعني عنده رياء أو مرض في القلب )
لأن العلماء دائما يقولون : إن النتائج تنسجم مع المقدمات ، فالمقدمة عبد طائع لله… يصلي الجماعة ، يقرأ القرآن، يصل الرحم …الخ، النتيجة تحسن أخلاقه.
قال تعالى:﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45] ، وقال : ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103]
ولما قالوا: ( يا رسول الله، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها؟ قال: هي في النار.
قالوا: يا رسول الله، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تتصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها؟ قال: هي في الجنة.) صحيح الترغيب
“وتتصدق بأثوار” أي: القطع من الأقط، وهو اللبن المجفف.
فهذا إشارة إلى معنى هام وهو أن العبادات ثمرتها الصحيحة أخلاق، فالعبادات المقبولة، علامة قبولها أخلاق طيبة بين الناس، وهذا الذي أشار إليه نبينا -ﷺ- عندما قال:(إنَّكم لن تَسَعُوا النَّاسَ بأموالِكم ولكنْ يَسَعُهم منكم بسطُ الوجهِ وحُسنُ الخُلُقِ) أخرجه ابن أبي شيبة وسنده ضعيف.
ما السر في ذلك؟
السر هو أن العبادة بيني وبين الله، كل واحد فينا لن ينتفع من عبادة الآخر، هذا شأن بيني وبين الله -عز وجل-.، أما الأخلاق فهي المحك الذي يدور عليه تعاملات الناس، فأنت لما تعاملني بالصدق يصبح عندي ارتياح وطمأنينة، لكن لما تعاملني بالغش والكذب فأنا لن آمنك على شيء قليل أو كثير، ونفس الحال في أمور كثيرة في حياتنا.
ولو أردنا أن نتكلم عن النبي -ﷺ- وقدره ومكانته عند رب العالمين لطال بنا المقام، لكن يكفينا أن نعلم أنه خير خلق الله، سيد ولد آدم، رفعه الله في مكان لم يصله مخلوق، (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) [النجم 14:16]
دعاؤه ﷺ ربه أن يرزقه حسن الخلق
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يرزقه حسن الخلق، ويدعو ربه تبارك وتعالى أن يحسن خلقه:
عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم أحسنت خلْقي فأحسن خُلقي).
وكان صلى الله عليه وسلم يدعو في دعائه في قيام الليل: (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت)
وإذا كان صلى الله عليه وسلم يسأل ربه تبارك وتعالى ويستعين به على أن يرزقه حسن الخلق، وعلى أن يحسّن خلقه، فنحن أحوج ما نكون إلى أن نترقى في مكارم الأخلاق، وأن نتعلم من حسن خلقه ﷺ.
ثانيا /تواضعه ﷺ وزهده في الدنيا
ومع هذا الشرف الكبير كان رسول الله -ﷺ- يفيض رحمة وتواضعا بين الناس بشكل لا تتخيله، فقد درج الناس أن الملوك والرؤساء والسادة يكون لهم وضعية في التعامل وفي الخطاب ، وفي الحركة وكل شيء بحضرتهم يكون بحساب، وكل كلمة بحساب، أما نبينا -ﷺ- فكان يخالط أصحابه ، ويكلمهم لا يتعالى، ولا يترفع ، ولا يجعل لنفسه حاجزا بينه وبين الناس، وكان إذا دخل المسجد يجلس حيث ينتهي به المجلس، فيدخل الداخل ويقول أيكم محمد؟ أين محمد؟ لأنهم اعتادوا في مجتمعهم حتى رؤساء القبائل أو شيوخ القبائل كان لهم وضعية في المجلس.
أما خير خلق الله فإنه يجلس مع أصحابه كواحد منهم، وكان إذا أراد أن يجلس للطعام مع أصحابه يقول: إنما أنا عبد اجلس كما يجلس العبد وأكل كما يأكل العبد، وكان إذا أقبل صلى الله وسلم قام إليه صحابته احتراما وإجلالا له- وحق له صلوات ربي وسلامه عليه- فيقول لا تفعلوا كما يفعل الأعاجم، ونهاهم أن يقوموا له أبدا.
وقال عنه أنس رضي الله عنه: “خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات فما قال لي أفّ قط، وما قال لشيء صنعته: لم صنعته؟ ولا لشيء تركته: لم تركته”.
وكان رسول الله -ﷺ- ذا هيبة، كساه الله جلالا وهيبة؛ لدرجة أن عمرو بن العاص (أسلم سنة 7هجرية) قال ( وما كان أحد أحب إلي من رسول الله ﷺ، ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه)
ورأى رجل النبي-ﷺ- فجأة ارتعد فقال -ﷺ-: هون عليك يا أخي ، فإنما أنا ابن امرأة من مكة كانت تأكل القديد) [1]
لا تظن اني هبطت من كوكب آخر أو من عالم آخر، أنا واحد منكم.
وهذا معاذ ابن جبل رضي الله عنه لما قدم من الشام سجد للنبي ﷺ قال ما هذا يا معاذ قال: أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك، فقال رسول الله ﷺ: ( فلا تفعلوا فإني لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) صححه الألباني في صحيح ابن ماجة.
ودخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله -ﷺ-، وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدمٍ حشوها ليف… فرأى أثر الحصير في جنبه، فبكى؛ فقال: (ما يبكيك؟) فقال له: “يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله” فقال عليه الصلاة والسلام: (أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة) متفق عليه.
وسادة من أدم: الأدم هو الجلد.
وفي رواية أخرى : (ثم رفعت بصري في بيته فو الله ما رأيت فيه شيئاً يردّ البصر غير أُهبة ثلاثة، فقلت: ادع الله فليوسع على أمتك، فإن فارس والروم وُسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله”، وكان متكئا فقال: ( أو في شك أنت يا ابن الخطاب ؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا ) متفق عليه.
كان بكاء عمر رضي الله عنه مفاجئاً للنبي -ﷺ-، الأمر الذي جعله يتساءل عن سرّ بكائه، فقال: “يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله” أَوَ هذا الذي يُبكيك يا عمر ؟، دع طغاة الأرض وملوكها منغمسين في ترفهم فهو متاع قليل.
ولو شاء النبي -ﷺ- لأجرى الله بين يديه ألوان النعيم، ولكان له من ذلك أوفر الحظّ والنصيب، لكنّه كان راضياً بالقليل، قانعاً باليسير، واضعاً نُصب عينيه قول الحقّ تبارك وتعالى: { ورزق ربك خير وأبقى} (طه : 131).
ويروي لنا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي -ﷺ- قال عن نفسه: (إن عبداً عُرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة) رواه أحمد.
ونزل إليه ذات مرّة ملكٌ من السماء فقال له: ( إن الله يخيّرك بين أن تكون عبداً نبيّاً، وبين أن تكون ملكاً نبيّا )، فأجاب: (بل أكون عبداً نبياً) رواه البخاري في تاريخه.
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا) متفق عليه.
ثالثا/ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]
خلق الله مخلوقا هو محمد ﷺ، وجعل رحمته تفيض على العالمين إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله.
رحمته في منهجه وفي اخلاقه وفي دعوته، رحمة بالصغير والكبير، كان يلاعب الصبيان وكان يحملهم.
وكانت الجارية تأخذ بيده حيث شاءت من المدينة ليقضي لها النبي ﷺ حاجتها، وكان يدخل الى الصلاة يحمل حفيدته أمامة فيصلي بها.
وكان يصلي يوما فاعتلى ظهره الحسن حفيده، فما زال ساجدا ﷺ حتى انتهى الحسن، ونزل من على ظهر جده، وقال إن ابني هذا ارتحلني [2] فكرهت أن أعجله)
كره النبي ﷺ أن يعتدل من سجوده، فهذا طفل صغير لا يتماسك ربما انقلب على رأسه فأصابه مكروه، فظل ساجدا ليعلم الصحابة الرحمة بالصغير والكبير.
وأراد ﷺ أن يصلي يوما فيطيل، فسمع بكاء طفل صغير فقصر القراءة والصلاة وقال : ( إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها ، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي ، كراهية أن أشق على أمه » أخرجه البخاري.
هكذا كان صلوات ربي وسلامه عليه رحمة تفيض على الكبير والصغير.
ويحكي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه: أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حائطاً فرأى جملاً، فحن الجمل لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إليه فأقبل إليه ومسح ذفراه، ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أين صاحب الجمل؟
فجاء شاب من الأنصار فقال: أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اتق الله فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه)
يجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو صاحب القلب المليء بهموم الأمة كلها يجد في قلبه صلى الله عليه وسلم مكاناً لأن يعتني بشأن بهيمة من البهائم، وكأن هذا الجمل قد أدرك حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يعدم مكاناً لدى هذا الرجل العظيم، ثم يأتي صلى الله عليه وسلم فيسأل عن صاحبه؟ ويوصيه به خيراً.
وعن عبدالله بن مسعود قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته فرأينا حمرة (طائر) معها فرخان فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها.
ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال: من حرق هذه؟ قلنا: نحن. قال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار»
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته أن يدعو: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه).
أخ كريم وابن أخ كريم:
الذين يتكلمون عن الإسلام ويقولون إنه دين الوحشية وكذا ؛ نقول لهم لقد عاد النبي ﷺ إلى مكة بعد ثمان سنوات من هجرته وهم الذين آذوه وفعلوا ما فعلوا به ، وكان أهل مكة في هذا الوقت في وضع الانهزام ، وقف النبي حوله عشرة آلاف جندي رهن إشارته، فقال لأهل مكة: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيرا؛ أخ كريم وابن أخ كريم!!!
الآن وهو في وضع القوة صار أخا كريما؟! ومن قبل كان مجنونا وساحرا وشاعرا، وقالوا ما قالوا فيه -ﷺ- ، لكنه كان لا يعرف الانتقام لنفسه، ما كان يعرف الدماء ولا الوحشية.
إنما قال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء وتمثل كلمة يوسف لإخوته ﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: 92]لا تثريب أي يعني لا لوم ولا عتاب.
لم يمسكهم واحدا واحدا يحاسبهم، ويقول أنت قلت يوم كذا فيا كذا وأنت فعلت كذا وأنت كذا إنما عفا عن الجميع، ووسعهم بعفو الإسلام وسماحته؛ فدخل الناس في دين الله أفواجا، والدليل على ذلك أنه في فتح مكة جيش المسلمين كان عشرة آلاف هذا في رمضان سنة 8 هجرية ، في شهر رجب سنة 9هجرية خرج النبي ﷺ إلى غزوة تبوك ، وكان قوام الجيش ثلاثين ألفا.
الجيش يتضاعف ثلاثة أضعاف في أقل من عام، وهذا يبين كيف أن النبي ﷺ برحمته وبأخلاقه مع أعدائه ومع المؤمنين ومع الناس والكبير والصغير دان له الناس.
فهذا بيان كيف أن الإسلام انتشر بهذه الأخلاق الكريمة وأن الإسلام عقيدة ندين بها لله، لا تفرض بإغراء مادي، ولا باكراه على قتل أو أذى أو ضرب، إنما من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
يقول أحمد شوقي:
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الكرماء
وإذا عفوت فقادراً ومقدراً لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غضبة للحق لا ضغن ولا بغضاء
وإذا رضيت فذاك في مرضاته ورضا الكثير تحلم ورياء
وإذا خطبت فللمنابر هزة تعرو الندي وللقلوب بكاء
إن رب العالمين أراد أن تتجسد الاخلاق العظيمة في نبينا الكريم ﷺ، وأشار الى هذا المعنى بهذه الآية المباركة لنكون إن شاء الله تعالى خير خلف لخير سلف، ونتخذ نبينا قدوة في رحمته في تواضعه في عفوه في حلمه في سعيه لهداية الناس، صلوات ربي وسلامه عليه .
وفي الختام فهذه كانت إشارات سريعة لخلقه ﷺ وفيما ذكر الفائدة إن شاء الله.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا صدق اتباعه ﷺ
وأن يقبضنا على ملته
وأن يحشرنا إلى الجنة معه في زمرته
اللهم امين.
[1] والقديد هو اللحم الذي يقطعونه شرائح ثم يعرضونه للشمس وكانت وسيلة من وسائل الحفظ، فلما يجف يحتفظون به ثم بعد ذلك إذا أرادوا تناوله يقومون بغليه في الماء كما هو المعتاد، وهذا كان طعام عامة الناس لأن اللحم لم يكن طعام الأغنياء كما هو متبادر إلى بعض الأعراف هنا لكن كان هو القوت الموجود عند الكثير من الناس.
[2] من يركب الجمل يسمى مرتحل