تأملات في آيات للشيخ عبد العزيز الطريفي

تاريخ الإضافة 3 أغسطس, 2023 الزيارات : 5168
تأملات في آيات للشيخ عبد العزيز الطريفي
هذه بعض تأملاتٍ قرآنية وتدبر لآياتٍ القرآن منتقاة  للشيخ / عبد العزيز الطريفي 
القلب الذي يجد أُنسا عند قراءة حكم الأدباء والفلاسفة وانقباضاً عند كلام الله مقفل بذنب ومعاقب بحرمان { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } .
ترك النبي صلى الله عليه وسلم الخطبة ونزل من المنبر لحمل الحسن والحسين ثم قال : صدق الله : { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } .. معنى دقيق للفتنة لا يُرى إلا بعين نبي .

انشغال النبي عليه الصلاة والسلام بــ (حمل ابنيه) عن الأولى (وهو الخطبة) لِـلَحظات يسيرة لا تؤثر ومع ذلك سماه فتنة، فما مقدار فتنة من انشغل بفضول الانترنت عما وجب عليه لأمته.

إذا كثر اضطراب الإنسان وتقلبه، أو كثرت زلاته مع أنه أوتي علماً، فهذا علامة على ضعف توكله على الله، وقصور في التعبد لديه، فقلّت كفاية الله له .
قال تعالى : { ومن يهد الله فماله من مضل } لا يتأثر أو يتغيّر أو يتراجع من ثبّته الله، ولو أرادت نفسه أن تُغيُّره ما استطاعت، فقلبه في يد الله فأيّ يَدٍ تطاله .

{ وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن }
إذا وَرِث العالم من النبي عليه الصلاة والسلام رسالته فلا بد أن يرث معها خصومَه، وإلا ففي رسالته خلل فليُفتش عنه .
{ ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلاً }
كل ثمن يُقبض في قول الباطل فهو قليل وإن استكثروه في مقابل عقاب الله لمن قصّر، وعظيم ثوابه لمن وفّى
قد يولع الإنسان برأي وهو موغل في الضلال وتعلقه به ليس دليلا على صحته، فلن يكون أشد حباً من بني إسرائيل لعجلهم { وأُشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم }
{ اجعلني على خزائن الأرض } يجوز للعالم البصير طلب كف اليد التي لاتحسن تدبير شأن الأمة في المال والدين، وطلب يوسف عليه السلام للخزائن متضمن طلب كف اليد الحالية
حق الشعوب على الحكام أعظم من حق والديهم عليهم { وأتوني بأهلكم أجمعين }
الأصل أن يذهب يوسف عليه السلام لأبيه لا أن يُرسل إليه ولكن الانشغال بحق الرعية أولى 

أضعف الناس يقيناً برأيه من يقابل الحجة بالاستهزاء، قال الله تعالى عن خصوم نبيه عليه الصلاة والسلام : { وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا } والاستهزاء ملاذ الضعفاء .

أفضل أدوية ظلم الإنسان، والافتراء عليه وعلى رسالته تجاهل المفترين وفريتهم وعدم التفكير بها، فهذا أطهر لقلبه وأوفر لوقته { فذرهم وما يفترون } .

ينبغي أن يكون صاحب الرسالة متبسطاً مع المخاطبين، وكلما قرب من حياتهم رسخ قوله،قال الله عن نبيه : { يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون } .

{ بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم } العلم الذي لا يحفظ في الصدور دليلاً وتعليلاً لا يسمى صاحبه عالماً، ومسألة لاتستظهرها لست بعالم فيها

· كثيرا ما تُطلق الفتنة ويراد بها الإثارة والهرج، مع أن أخطر أنواعها قلب الحقائق والمفاهيم والسكوت عنها (لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله) ومن يجيء بالحق ويُظهر أمر الله دارىء للفتنة، ومطالبته بالسكوت درءاً للفتنة هو من الفتنة

{ ومن يُهن الله فما له من مكرم } ما أضعف الإنسان إذا أراد الله إهانته مهما علا قدره , يُذل العظماء في الدنيا هذا الذل , فكيف بذل الآخرة ؟

لا حرمة للأسرار إن خرجت عن حكم الله فيجب إظهارها للمتضرر بها، جاء رجل لموسى وقال : { يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين }

* المتكبرون أقل الناس فهما لأن قلوبهم مليئة بالوهم، وإذا جاءهم الحق فاض، قال تعالى : { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون } .. وأكثر الناس فهما المتواضعون .

* كثير من الناس عند انتشار الباطل يلزمون الصمت مع القدرة على البيان ويرون هذا أدنى مراتب السلامة وهو خطأ قال الله : { سماعون للكذب } يعني ويسكتون !!

من كان له مسكن وزوجة وخادم فقد سماه الله ملكاً قال تعالى : { وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا } .. قال عبدالله بن عمرو لرجل : ألك امرأة ؟ قال : نعم، قال : ألك مسكن ؟ قال : نعم، قال : أنت من الأغنياء، قال : فإني لي خادماً، قال: أنت من الملوك .. رواه مسلم
يسن النظر إلى السماء عند الدعاء وهو أهيب وألح {قد نرى تقلب وجهك في السماء} وهو سنة مهجورة قال المقداد : رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء فقلت : الآن يدعو .

خلطاء الباطل يؤثرون على رأيك: (ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك) هذا النبي! فمن يملك فضلاً من الله ورحمةً كنبيه فيأمن كأمنه !؟

رُبما يُردي الإنسان في آراء الباطل أقرب الناس وأكثرهم جلوساً إليه، وآنسهم له : { حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين }

* يظنون الوسطية أن يقفوا بين الحق والباطل ويسلموا من نقد الجميع { يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها }.
يظن نفسه حراً وهو عبد، ينشغل بأخذ طرف حبل عنقه من يد ويضعها في يد، والحرية أن يُخرج الحبل من عنقه، ويتركه باليد، ولن يحتاج إلى يدٍ إلا يد الله.
الحرية الحقة بينها الله لإبليس: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك) عُبّاد إبليس ينتقلون بين أيدي نُوّابه، يفرحون بحريتهم من يدٍ سلمتهم لأخرى !
* لا يحفظ التاريخ سقوط دولة تقيم الصلاة والزكاة والحسبة (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) وتضطرب بحسب اختلال هذه الثلاث .

* أول صفات النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب السابقة : الحسبة { يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر } ولذا كرهوه وكرهه المنافقون .

* يجتهد الإنسان ليفهم الحق ولايستطيع، وأعظم منه من ينظر في الحق فيفهم منه الباطل، يأخذ بكل سبب ويغفل عن أنه حُجب عن الحق لحكم أظهرها حرمانٌ بسبب ذنب: (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) .

* تتقلب آراؤهم طلبا للسلامة لا طلبا للحق { يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم } .

الحقيقة تجلت لقوم إبراهيم لحظة لما حطم أصنامهم وسألوه عن الفاعل، قال تعالى: {فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون} فتجلت لهم الحقيقة عارضة {فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون} ولما رأوا أن لوازم هذه الحقيقة أفعال وتروك كثيرة جدا تركوا ذلك الحق الذي أقروا به لحظة بل قلبوه حجة باطلة على إبراهيم {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} أي أنت تدرك أن أصنامنا لا تفهم الخطاب، ولا ترد الجواب، وماتريد بقولك {فاسألوهم إن كانوا ينطقون} إلا التنصل من جرمك.
وهذا هو سبب الحكمة الإلهية في توجيه الخطاب للنفوس والقلوب والعقول قبل خطاب الجوارح للعمل؛ لأن النفوس تحتاج ترويضا لتتمكن من قبول الحق قبل أن تعمل؛ لأن العمل والترك ثقيل بعد استدامته والاعتقاد والقناعة أسهل منهما وأسرع، وعلى أرض العقائد والأفكار تثبت الأفعال وليس العكس.

* إذا جعل الإنسان بينه وبين الحق حاجزاً نفسياً فلن يقبله ولو جاء به إليه نبي: (أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)

إخراج الإنسان من بلده بالسجن أو النفي بلا حق قرنه الله بالقتل لشدّته على النفس ولعظمته عند الله (لاتسفكون دماءكم ولاتخرجون أنفسكم من دياركم)
* لا يكاد يتواصى شياطين الإنس والجن كما يتواصون على أفكار الشر، وهذا سر قوّة الباطل { جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض } .
* فرعون هو الذي جمع السحرة من المدينة واحداً واحداً ليهزم موسى فلما خالفوه جعلهم خلية مؤامرة رئيسها موسى {إنه لكبيركم الذي علمكم السحر}

*المنافق كثير القلق لتردده بين صدق يخفيه وكذب يبديه فيخرج كرهه بالاستهزاء {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا}.

*المنافق حذِر من خروج ما يُخفيه في غير وقته المناسب، ولكن لا بد من أن يخونه حذره فيخرج ما يُخفيه {قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون}

* من عجز عن قيام السحر فلا ينبغي أن يعجزَ عن الاستغفار فيه {والمستغفرين بالأسحار} قال ابن كثير: دل على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار .
* كلما زاد نفاق النفس زاد ترقبها للنقد وقلقها منه، الواثق من رأيه مما يقلق وليس لديه شيء يُخفيه (يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم)
لا يخاف من النقد إلا من لديه شر يُخفيه، أو لديه خير يُبديه، فالأول منافق والآخر غير واثق ..
* تحميل قول المتحدث ما لايحتمل تشويها فعله المشركون فقد حرم النبي الربا فصاحوا (حرم علينا البيع) فأنزل الله مفرّقاً (أحل الله البيع وحرم الربا)

* الإكثار من ذكر الله يعين على سداد الرأي، وقليل الذكر قلّما يصيب وإن أصاب قلّت بركة إصابته (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه) .

* ذكر الله والهوى لا يجتمعان، كلما لهج اللسان بالذكر نفر الهوى من القلب (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه) .

* قد يحرمك الله من شيء وتتألم: {وحرمنا عليه المراضع من قبل} لأنه خبّأ لك الأفضل فلا يريدك أن تنشغل بغيره {فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن}
قلوب الناس تُستمال بالمال لكن لاتستقر وتأتلف إلا بالاجتماع على العقيدة {لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم} يُخطىء كثيرٌ من الحكام بجعل المال مثبتا لولاء الناس، وهو وسيلة لفتح القلوب وتليينها لتَقبُّل العقائد، وسُمّي مالا لميل القلوب إلى مُعطيه .
العقيدة إذا غرست اجتمع الناس وثبتوا ولو على الفقر، والمال تثبيته مرهون بتوفره، ويدعو إلى الشره فإعطاء العشرة يدعوا إلى المطالبة بالعشرين، وكل الدول التي تجعل المال مثبّتاً لاجتماع الناس تسقط أو تضطرب إذا افتقرت، وهكذا كل الدول المادية اليوم، فتسلب غيرها لتدوم.
* ذكر الله في القرآن ( السلطان والسلطة ) في ثمانين موضعا وجلّها يريد بها الحجة وقوة البينة ولو من رجل ضعيف، واستعملها الناس لكل قاهر ولو كان جاهلا .
* كل الأنبياء تبرأوا من طلب المال على دعوتهم { لا أسألكم عليه أجراً } لأنهم يعلمون أن أقوال الباطل والهوى تنبت على أرض المال والجاه.


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 353 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم