كنوز من بها سيفوز

تاريخ الإضافة 7 أكتوبر, 2023 الزيارات : 5844

لاشك أن كلمة الكنز تهفو إليها النفس، كما نرى في خطاب المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم عندما قالوا : (لولا أُنزل عليه كنز او جاء معه ملك)

فالنفوس تهفو إلى فكرة الكنوز ؛ فيقولون إن كان كلامه حقا لما لا يكون معه كنز؟ أي لما لا يوحى إليه ربه بكنز؟ فيجعلنا نصدقه فعلا.

وهم لا يعرفون أن النبي صلى الله عليه وسلم يمتلك اعظم الكنوز هذه الكنوز لا تقدر بثمن .
واليوم أدلكم على كنوز اعظم من الذهب والفضة، كنوز اعظم من الياقوت والمرجان .

الكنز الاول:
خواتيم سورة البقرة

وقد ورد في فضلها :

  • 1- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعنده جبرائيل، إِذْ سَمِعَ نَقِيضًا فَوْقَهُ فَرَفَعَ جِبْرِيلُ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: هَذَا بَابٌ قَدْ فُتِحَ مِنَ السَّمَاءِ مَا فُتِحَ قَطُّ، قَالَ: فَنَزَلَ منه ملك فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ” أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ حَرْفًا مِنْهُمَا إِلَّا أُوتِيتُهُ” وَهَذَا لَفْظُ النَّسَائِيِّ. وصححه الألباني
  • 2- وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(أُعطيت هذه الآيات من اخر سورة البقرة من كنز من تحت العرش لم يعطها نبي قبلي) مسند الامام احمد والطبراني وصححه الألباني

 

  • 3- وقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله كَتَب كِتابا قبل أن يَخْلق السماواتوالأرض بألْفَيّ عام ، فأنزل منه آيتين فَخَتَم بهما سورة البقرة ، ولا تُقْرآن في دارٍ ثلاث ليالٍ فَيَقْربها الشيطان . رواه الترمذي و صححه الألباني.

 

  • 4- كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم(من قرأ بالآيتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) رواه البخاري عن أبي مسعود

وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى سبعة أقوال في معنى (كفتاه) في فتح الباري عند شرحه لكتاب فضائل القرآن:

القول الأول: بمعنى أجزأتاه عن قيام الليل، فلو أنه قرأهما قبل نومه ولم يستطع تلك الليلة أن يقوم الليل فقد كفتاه عن ذلك.
القول الثاني: أنهما كفتاه من قراءة القرآن مطلقاً، سواء كان يقرأه في الصلاة أو في غير الصلاة.


القول الثالث: أنهما كفتاه فيما يتعلق بالاعتقاد، فكل العقيدة موجودة ومتضمنة في هاتين الآيتين، لأنهما اشتملتا على أمور الإيمان وأعماله وأصوله جميعاً، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وهذا القول هو ما ذكر المصنف رحمه الله تعالى أنه المقصود لذكر هاتين الآيتين، فيكفيك في باب الاعتقاد -المجمل لا المفصل- أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ثم تفصيل ذلك يعلم ويؤخذ من أدلته.

القول الرابع: أنهما كفتاه من كل شر، فلو قرأ في ليلته هاتين الآيتين لكفتاه من كل شر، وينام ليلته تلك آمناً مطمئناً بإذن الله.

القول الخامس: وهو أخص مما قبله، أنه بمعنى كفتاه شر الشيطان، فمن قرأهما فقد كفي شر الشيطان اللعين.

القول السادس: أنهما كفتاه شر الجن والإنس.

القول السابع: بمعنى أنهما تغنيانه عن طلب الأجر فيما سواهما، فينال بقراءة هاتين الآيتين من الثواب والأجر ما يغنيه عن طلب الأجر والثواب فيما سواهما.

والثلاثة الأقوال: الرابع والخامس والسادس متقاربة،
يعني: كفتاه شر كل شيء: شر الشيطان وشر الجن والإنس،
فأمكن أن نجعلها خمسة أقوال.

والصحيح من هذه الأقوال كلها كما قال الحافظ ابن حجر وقبله الإمام النووي رحمهما الله: “يجوز أن يراد ذلك كله، ففضل الله واسع، فإذا قرأتُ هاتين الآيتين حصل لي ما يعنيني عن قيام الليل إن لم أقم، وحصل لي ما يغنيني عن قراءة القرآن كله إن لم أفعل، وحصل لي ما يعنيني في باب الاعتقاد، كما حصل لي الكفاية من شر كل ذي شر” من الشياطين ومن الجن والإنس، ومن كل أنواع الشرور “وكذلك يحصل لي الكفاية إذا قرأتها من أن أطلب عملاً آخر أطلب به نفس الأجر والمنزلة من الله سبحانه وتعالى“.

ونأخذ من هذا قاعدة في الفضائل، قال: “ما جاء من الفضائل عن رسول الله صلـى الله عليه وسلم أو في كتاب الله عز وجل مطلقاً، فالأصل فيه أن يبقى مطلقاًأي: ما لم يخصصه الله أو رسوله صلـى الله عليه وسلم يبقى مطلقاً ولا نحجر فضل الله تبارك وتعالى، فالله ذو الفضل العظيم.

يقول ابن حجر رحمه الله بعد ذلك معقباً: “إن هذه الأوجه بعضها دل عليها أدلة صريحة، من ذلكالوجه الأولوالذي هو بمعنى: كفتاه من قيام الليل. قال: “إن ذلك ورد صريحاً في حديث أبي مسعود رضي الله عنه نصه : {من قرأ خاتمة البقرة أجزأته عن قيام الليل }.ودليل الوجه الرابع والذي هو بمعنى كفتاه كل شر، والذي يندرج تحته الوجه الخامس والسادس، وقد دل عليها حديثان رواهما الحاكم وصححهما قال صلـى الله عليه وسلم: (لا يقرب الشيطان داراً قرئت فيها ثلاث ليال )، وفي رواية أخرى: (لا يقربه الشيطان -أولا يدخل الشيطان معه- تلك الليلة )

 وذكر الشيطان يشمل ما بعده، فالشيطان رأس كل شر، فإذا لم يدخل الشيطان فلن يدخل أتباعه من الجن، وكذلك أولياؤه من الإنس، فإذا كفي الإنسان الشيطان فقد كفي كل شر؛ لأن الشيطان أصل كل شر يقع في هذا العالم، أعاذنا الله وإياكم من شره.

 

 

الكنز الثانى
لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ
عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له ” قُلْ : لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، فإنها كَنزٌ من كُنوزِ الجنةِ ) . أو قال : ( ألا أدُلُّكَ على كلمةٍ هي كَنزٌ من كُنوزِ الجنةِ ؟ لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ ” صحيح البخاري
وقال أبو ذر الغفاري : ” وأمرني أن أُكثِرَ من قولِ : ( لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ ) فإنَّهنَّ من كنزٍ تحت العرشِ ، [ وفي روايةٍ : فإنَّها كنزٌ من كنوزِ الجنَّةِ) صححه الالباني

لَفْظُ الْحَوْلِ يَتَنَاوَلُ كُلَّ تَحَوُّلٍ مِنْ حَالٍ إلَى حَالٍ، وَالْقُوَّةُ هِيَ الْقُدْرَةُ عَلَى ذَلِكَ التَّحَوُّلِ ؛
فَدَلَّتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ الْعَظِيمَةُ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ لِلْعَالم حَرَكَةٌ وَتَحَوُّلٌ مِنْ حَالٍ إلَى حَالٍ وَلَا قُدْرَةَ عَلَى ذَلِكَ إلَّا بِاَللَّهِ .
و «لَا حَوْل وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ» كلمةُ استسلامٍ وتفويضٍ، وأن العبد لا يملك من أمْره شيئاً، ولا له حيلةٌ في دفعِ شرٍّ، ولا في جلب خيرٍ إلا بإرادة الله تعالى.

« من كنز الجنة» : الْمُرَاد أَنَّهَا مِنْ ذَخَائِر الْجَنَّة، أَوْ مُحَصِّلَات نَفَائِس الْجَنَّة ، أو أجرُها مُدَّخَرٌ لقائلها كالكنز وثوابُها معدٌّ له.


وقَالَ النَّوَوِيّ: الْمَعْنَى: أَنَّ قَوْلهَا يُحَصِّل ثَوَابًا نَفِيسًا يُدَّخَر لِصَاحِبِهِ فِي الْجَنَّة.


«
لَا حَوْل وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ»: هي كلمة استسلامٍ وتفويضٍ، وأن العبد لا يملك من أمْره شيئاً، ولا له حيلةٌ في دفعِ شرٍّ، ولا في جلب خيرٍ إلا بإرادة الله تعالى.


الكنز الثالث

صلاة الضحى

  • 1- عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يصبح على كل سلامي (عظام البدن ومفاصله ) من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) رواه أحمد ومسلم وأبو داود .

يجزي – بفتح أوله – بمعنى يكفي ، أو بضمه ويكون من الإجزاء .

 

  • 2- ولأحمد وأبي داود عن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل عليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة ) قالوا فمن الذي يطيق ذلك يا رسول الله ؟ قال : ( النخامة في المسجد يدفنها أو الشئ ينحيه عن الطريق ، فإن لم يقدر فركعتا الضحى تجزئ عنه ) .

قال الشوكاني : ( والحديثان يدلان على عظم فضل الضحى وكبر موقعها وتأكد مشروعيتها وأن ركعتيها تجزيان عن ثلاثمائة وستين صدقة ، وما كان كذلك فهو حقيق بالمواظبة والمداومة .

 ويدلان أيضا على مشروعية الاستكثار من التسبيح والتحميد والتهليل ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ودفن النخامة ، وتنحية ما يؤذي المار عن الطريق وسائر أنواع الطاعات لنسقط بذلك ما على الإنسان من الصدقات اللازمة في كل يوم )

 

  • 3- وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله عز وجل : ابن آدم لا تعجزن عن أربع ركعات في أول النهار أكفك آخره ) رواه الحاكم والطبراني ورجاله ثقات . ومعنى أكفك آخره يعنى من كل سوء وأذى.

 

  • 4- و قال النبي صلى الله عليه وسلم (من صلى الضحى أربعا وقبل الأولى “الظهر” أربعا بنى له بيت في الجنة) حسنه الألباني في صحيح الجامع .

 

  • 5- و قال النبي صلى الله عليه وسلم (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة) . حسنه الألباني في صحيح الجامع .

ومعنى الحديث أن من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله بتلاوة القرآن أو مدارسة العلم الشرعي أو الذكر إلى وقت الشروق ثم بعد ذلك صلى ركعتي الضحى بعد الشروق باثنتي عشر دقيقة ، وله أن يصليها خارج المسجد إلى ما قبل الظهر بسبع دقائق كان له هذا الأجر العظيم .

هذا وقد أفتى الشيخ ابن باز بأن المرأة التي تصلي في بيتها منفردة ثم تقعد تذكر الله في مكان صلاتها أن لها نفس الأجر لأنها لا يجب عليها الجماعة .

حكمها :

صلاة الضحى عبادة مستحبة
وقتها :

يبدأ وقتها بارتفاع الشمس قدر رمح ويقدرها الفلكيون باثنتي عشر دقيقة إلى أن يقوم قائم الظهيرة، وهو قُبيل زوال الشمس بزمن قليل، وقدَّره بعض العلماء بعشر دقائق تقريباً قبل دخول وقت الظهر، ولكن المستحب أن تؤخر إلى أن ترتفع الشمس ويشتد الحر ، فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون الضحى فقال : ( صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى ) . رواه أحمد ومسلم

قباء : مكان بينه وبين المدينة نحو من ميلين .

الأوابين : الراجعين إلى الله .

رمضت : احترقت . والفصال جمع فصيل وهو ولد الناقة : أي إذا وجدت الفصال حر الشمس ، ولا يكون ذلك إلا عند ارتفاعها .

عدد ركعاتها :

أقل ركعاتها اثنتان كما تقدم في حديث أبي ذر وأكثر ما ثبت من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني ركعات .

الكنز الرابع

قراءة سورة الكهف
عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ” من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نورٌ من تحت قدميه إلى عَنان السماء، يُضيء له يوم القيامة، وغُفر له ما بين الجمعتين ” رواه أبو بكر ابن مِرْدَوَيْه في تفسيره بإسناد لا بأس به

وعن أبي سعيد (من قرأ سورة ( الكهف ) يوم الجمعة أضاء له النور مابينه وبين البيت العتيق) صححه الألباني

ومن مجموع هذه الروايات نرى أن الثواب على سورة الكهف سيكون نورًا، وهذا النور يوم القيامة، وطوله يقدَّر بالمسافة التي بين قدَمَيِ القارئ ومكة أوعنان السماء، والعنان هو السحاب ، أي أن التقدير إما بالامتداد الأفقي، وإما بالامتداد الرأسي.

وقد يكون المُراد عدم التحديد، بل الإشارة إلى طول المسافة التي يَغمرها النور، الذي ربما يكون هو المشار إليه بقوله تعالى :

( يومَ ترى المؤمنين والمؤمنات يَسْعَى نورُهم بيْن أيديهم وبأيْمَانِهِم ) ( الحديد : 12 ) .
ولذلك من العلماء من قال : ومعنى إضاءة النور له فيما بينه وبين البيت العتيق المبالغة في ثواب تلاوتها بما تتعقله الأفهام وتتصوره العقول ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ نُورُ الْأَقْرَبِ إلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ بِقَدْرِ نُورِ الْأَبْعَدِ عَنْهُ لَوْ جُمِعَ وَإِنْ كَانَ مُسْتَطِيلًا . وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ فِي النُّورِ سِيَّانِ ، وَعَلَى كُلٍّ فَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ حُصُولِ الثَّوَابِ الْعَظِيمِ بِحَيْثُ لَوْ جُسِّمَ لَكَانَ مِقْدَارُهُ مِنْ مَكَانِهِ إلَى الْبَيْتِ .

والثواب الثاني لقارئ الكهف يوم الجمعة هو مغفرة الذنوب التي وقعت بين الجمعتين، وهى الصغائر، ولعل هذا هو المراد بإضاءة النور ما بين الجمعتين، فنورُ الطاعة يمحو ظلام المعصية ( إن الحسنات يُذْهِبْن السيئات ) هود 114
فَالْمُرَادُ بِالنُّورِ لَازِمُهُ وَهُوَ الْمَغْفِرَةُ وَالثَّوَابُ .

 

الكنز الخامس

سورة الإخلاص

سبب التسمية :

سميت سورة الإخلاص لأنها تتحدث عن التوحيد الخالص للَّه عز وجل، المنزه عن كل نقص، المبرأ من كل شرك، ولأنها تخلّص العبد من الشرك، أو من النار.

ما ورد في فضلها :

   -1عن أبي سعيد الخُدْريّ: ” أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } يردّدها؛ فلما أصبح جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، وكان الرجل يَتقالُّها؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثُلُثَ القُرْآن» صحيح البخاريّ

-2 وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” احْشِدوا فإني سأقرأ عليكُم ثلثَ القُرْآن»، فحشدَ مَنْ حَشَد؛ ثم خرج نبيّ الله صلى الله عليه وسلم فقرأ { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } ثم دخل، فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبراً جاءه من السماء، فذاك الذي أدخله. ثم خرج فقال:«إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن، أَلاَ إنّها تَعْدِل ثلثَ القرآن ” رواه مسلم

والسر في أنها تعدَلَ ثلث القرآن : قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: وذلك لأن العلماء قسموا القرآن إلى: أحكام ، وعقائد ، وقصص وأخبار؛ وقد جمعت { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } أحَدَ الأثلاث، وهو العقائد.

ودل على هذا التأويل ما في صحيح مسلم، من حديث أبي الدرداء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: ” إن الله جلّ وعز جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } جزءاً من أجزاء القرآن ” روى مسلم

-3 وعن عائشة: ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سَرِية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }؛ فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «سَلُوهُ لأيّ شَيء يصْنع ذلك؟» فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أحِبُّ أن أقرأ بها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخبروه أن الله عز وجل يحبه» ” صحيح البخاريّ

-4 وعن أنس بن مالك قال: كان رجل من الأنصار يؤمّهم في مسجد قُباء، وكان كلما افتتح سورة يقرؤها لهم في الصلاة فقرأ بها، افتتح بـ { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }؛ حتى يفرغ منها، ثم يقرأ بسورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة؛ فكلمه أصحابه، فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تَجْزيك حتى تقرأَ بسُورة أخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بسورة أخرى؟ قال: ما أنا بتاركها وإن أحببتم أن أؤمّكم بها فعلت، وإن كرهتم تركتكم؛ وكانوا يرونه أفضلهم، وكرهوا أن يؤمّهم غيره؛ فلما أتاهم النبيّ صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: «يا فلان ما يمنعك مما يأمر به أصحابك؟ وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة»؟ فقال: يا رسول الله، إني أحبها؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ حُبَّها أدْخَلَكَ الجَنَّة» ” رواه الترمذيّ وصححه الألباني

-5  و عنه أيضا قال: أقبلت مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فسمع رجلاً يقرأ { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وجبت». قلت: وما وجبت؟ قال: «الجنة» ” رواه الترمذيّ وصححه الألباني

-6  وعن معاذ بن أنس الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من قرأ { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } عشر مرات بُنِي له قصر في الجنة” فقال عمر : إذاً نستكثر يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكثر وأطيب). قوله: (إذاً نستكثر) يعني: إذاً نقرؤها كثيراً. قوله: (الله أكثر وأطيب) أي: الله أكثر أجراً وثواباً من عملكم . صححه الألباني

-7  والدعاء بها مستجاب ، لما رواه النسائي عن مِحْجَن بن الأدرع رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ، إذا رجلٌ قد قضى صلاته وهو يتشهد ، فقال: اللهم إني أسألك يا الله ! بأنك الواحد الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي ، إنك أنت الغفور الرحيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قد غفر الله له ). ثلاثا.
وعن بريدة : (أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا رجل يصلي ويدعو، يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فسمعه الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: والذي نفسي بيده! لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب).صححه الألباني

فهذا بعض الوارد في فضلها.

 

الكنز السادس

الذكر المضاعف
أخرج مسلم في صحيحه وغيره عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: ما زلت على الحال التي فارقت عليها؟! قالت نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
قولها: ( خرج من عندها ): رواية مسلم فيها: ” بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا “، ومسجدها هو مكان صلاتها.

قولها: ” ثمّ رجع بعد أن أضحى “: فيه حرص النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على المكث في المسجد إلى الضّحى.

قوله: ” ما زلتِ على الحال الّتي فارقتك عليها ” فيه بيان اجتهاد جويريّة بنت الحارث على ذكر الله تعالى، وعبادة الله.

وفيه بيان أنّ من العبادات المسنونة: الجلوس لذكر الله الأذكار المشروعة غير قراءة القرآن. وهذه الجلسة حرِص عليها السّلف كما يحرص المسلمون اليوم على غذائهم.

قوله: ( أربع كلمات ): أي أربع جمل.

– ( منذ اليوم ): أي في اليوم

قوله: ( لوزنتهنّ ): أي: إنّ الأجر الّذي يتحصّل عليه العبد من ترديد هذه الكلمات ثلاث مرّات يعدل أجر من جلس من الفجر إلى الضّحى وهو يذكر الله تعالى، وهذا أحد وجوه كونها جامعة، فهي شاملة لعظيم الأجور زيادة على شمولها لعظيم المعاني.

قوله: ( عدد خلقه ) أي: قدر عددِ خلقِه، وهو وإن كان محصورا لكن لا يعلم عدد خلقه إلاّ الله، من إنس وجنّ، وملائكة الّذين قال فيهم المولى تبارك وتعالى:{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدّثر: من الآية31]، والدوابّ صغيرها وكبيرها، بَرّيها وبحريّها، الطّائر والزاحف والماشي منها، والنّبات وكلّ ما خلق الله تعالى !

قوله: ( رضا نفسه ): أي أسبّحه تسبيحا قدر ما يرضاه.

قوله: ( وزنة عرشه ) أي أسبّحه بمقدار وزن عرشه، ولا يعلم وزنه إلاّ الله تبارك وتعالى، فهو أكبر مخلوقات الله على الإطلاق.

قوله: ( مداد كلماته ) المداد يطلق على أمرين:

الأوّل: الحبر الّذي يكتب به.

والثّاني: العدد، وهو مأخوذ من المدد، فإذا مددت الشّيء زدت في عدده، ومنه قوله تعالى:{وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} [الإسراء: من الآية6]، ويمكن أن يكون الحبر سمّي مدادا لأنّه يمدّ به القلم.

ويحتمل الحديث المعنيين، أي لو كتب كلام الله تعالى بمداد فأنا أسبّحه بمقدار ذلك الحبر، أو يقال: أي: مثل عدد كلماته.

قال العلماء: واستعماله هنا للمبالغة، وإلاّ فإنّ كلمات الله تعالى لا تحصر بعدّ ولا غيره، لأنّه ذكر أوّلا ما يحصره العدّ الكثير من عدد الخلق، ثمّ زنة العرش، ثمّ ارتقى إلى ما هو أعظم من ذلك. وعبر عنه بهذا، كأنّه قال: ما لا يحصيه عدٌّ، كما لا تحصى كلمات الله تعالى.

قال في “تحفة الأحوذي“:

والحديث دليل على فضل هذه الكلمات، وأنّ قائلها يدرك فضيلة تكرار القول بالعدد المذكور، ولا يتّجه أن يقال: إنّ مشقّة من قال هكذا أخفّ من مشقّه من كرّر لفظ الذّكر حتّى يبلغ إلى مثل ذلك العدد، فإنّ هذا باب منحه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعباد الله وأرشدهم ودلّهم عليه، تخفيفا لهم، وتكثيرا لأجورهم من دون تعب ولا نصب، فلله الحمد “.

الكنز السابع

الصدقة الجارية

قوله – صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم

الصدقة الجارية:
والصدقة هي ما يخرجه المؤمن من المال أو غيره يراد به الثواب والأجر.

والجارية : أي الغير منقطعة ، وهي التي يستمر ثوابها في حياة المسلم وبعد موته ، فإذا أعطيت الفقير طعاما فأكله أو مالا فانتفع به فهذه الصدقة ليست صدقة جارية إنما يكتب أجرها فقط ، وأما الصدقة الجارية فلبقاء نفعها يدوم أجرها عند الله.

أمثلة عن الصدقة الجارية :

1- بناء المساجد وعمارتها :

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله “من بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة

وقوله: “ولو كمفحص قطاة” مفحص القطاة موضع بروكها على بيضها، وهو مشتق من الفحص أي البحث، فالدجاجة والقطاة تفحص في الأرض برجليها لتتخذ لنفسها مفحصاً تبرك فيه أو تبيض فيه ، والقطاة : نوع من الحمام الصحراوي
ومعلوم أن ذلك المكان صغير جدًا، ومفحص القطاة لا يمكن بحال أن يتسع لمصلي، فدل على أن أيّ تبرع يُسهم في بناء مسجد موعودٌ صاحبه ببيت في الجنة.

و يدخل في ذلك من ساهم في شرائه أوبنائه ، أو عمل فيه بيده، أو دفع أجرة العاملين، ونحو ذلك من العمل الذي ينسب إلى صاحبه أنه ساعد في بناء المسجد بنفسه أو ماله، أو صيانته ، أوقام بالمساهمة في فرش المساجد بالفرش المناسب لها ، أو قام مثلا بتركيب برادات المياه بالمساجد ليشرب منها المصلون ، أو ما يهيأ الجو الملائم للمصلين من تدفئة أو تهوية ، وتوفير لوازم المساجد من مكبرات الصوت ، وغيرها ، احتسابا وطلبا للأجر المرتب على ذلك، وهو أن يبني الله له بيتا في الجنة.

ولا ننس أن كل من يشارك في هذا المسجد فله أجر كل من يصلي ويتعبد وكل تال للقرآن وكل معتكف وكل مهتد إلى الإسلام أو تائب إلى الله ،لأنه ساهم في بناء أو دعم هذا البيت من بيوت الله .

2- شراء المصاحف وإهدائها للغير :

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ) حسنه الألباني في ” صحيح ابن ماجه

فتوزيع المصاحف ونشرها وإهدائها للمساجد أو لإخوانك، أو نقصد إلى مدارس القرآن فنوزع على الطلبة أمثال جزء عم ، والعشر الأخير وربع يس ، فكل من يقرأ في هذه المصاحف أنت شريك له في الأجر.

3- نشر العلم النافع بإهداء الكتب أو المطويات الدعوية أو المحاضرات النافعة: وقد يجعلها الله سببا لهداية الكثيرين وتعليم الجاهلين ،والدال على الخير كفاعله .

4- إصلاح الطرق :

فإن المسلم إذا أصلح الطرق وأزال عنها الأذى واستمر الناس ينتفعون بهذا فإن ذلك من الصدقات الجارية.

5- بناء المدارس الإسلامية :

سواء في البلاد المسلمة أو البلاد التي بها أقلية مسلمة، وخاصة مدارس نهاية الأسبوع لتعليم اللغة العربية ومدارس القرآن .

6- المساهمة في بناء المستشفيات لعلاج المرضى:

وخاصة من الفقراء والمحتاجين ولا يخفى على أحد حال المستشفيات في بلادنا العربية ، من حيث انعدام التجهيزات وعدم توفر الأدوية وغياب أبسط الضرورات الطبية فكم من مريض لم يجد سريراً وهو بأمس الحاجة إليه؟ وكم من مريض احتاج إلى غسيل للكلى وعانى الأمرّين ليجد موعداً؟ وكم من المرضى الذين يرهقهم البحث عن علاج أو عن دواء ولم يجدوه ؟.

فالمساهمة في تخفيف الألم ورفع المعانة ودوام نفع ذلك للفقراء والمعوزين من أفضل أبواب الصدقات الجارية .

سؤال يتكرر كثيرا :

هل تجزئ الصدقة الجارية عن المتوفى ؟ خاصة أن هناك من يقول بعدم جدوى ذلك لأنها ليست من ماله وأن الصدقة الجارية لابد أن تكون من صنع المرء بنفسه في حياته وقبل وفاته ؟
الصدقة عن الميت مقبولة للعديد من الأدلة ؛ فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة: (أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت (ماتت فجأة)نفسها ولم توصي وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم)

وثبت في البخاري عن سعد بن عبادة : ( أن أمه توفيت وهو غائب فقال : يا رسول الله إن أمي ماتت وأنا غائب فهل ينفعها إن تصدقت عنها فقال : نعم ، فقال : أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها ) رواه البخاري
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات ولم يوص أينفعه إن تصدقت عنه؟ قال: نعم)

ومما سبق تعلم أن الصدقة عن الميت تنفعه ويصل إليه ثوابها.

 

الكنز الثامن

علم ينتفع به
قوله – صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم
الثاني :علم ينتفع به:
والمراد بالنفع هنا النفع الأخروي والدنيوي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ” علم ينتفع به ” والعلم الدنيوي يدخل فيه الطب والهندسة والصناعات والمهن والحرف ونحو ذلك، فهذه يشملها عموم الحديث، ولا شك أن أفضلها العلوم الشرعية ، مما يتعلق بالكتاب والسنة من علوم التفسير والحديث والفقه والعقيدة التوحيد ونحوها.

فتعليم الناس العلم ، وخاصة الدين ، والشريعة من أعظم العبادات المتعدية النفع إن لم تكن أعظمها على الإطلاق ، وثواب من علم الناس الخير عظيم جدا و من ذلك أن له مثل ثواب من عمل بذلك العلم ، كما قال النبي صل الله عليه وسلم : ” من علم علما فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل ” رواه ابن ماجة وهو حديث حسن.

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى جعل أهل السموات و أهل الأرض يستغفرون لمن يعلم الناس الخير ، و ألهم الله تعالى أنواع الحيوان الكبير و الصغير منها ؛ من النملة إلى الحوت ، الاستغفار للعالم فقال عليه الصلاة و السلام : ” إن الله و ملائكته و أهل السماوات و الأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ” حديث حسن
كم نوع من السمك في البحار ؟ كم سمكة؟ كم نوع من البهائم ؟ كم نوع من الحيوانات ؟ كم نوعا من الطيور ؟ كم واحد كلها تدعو لمن يعلم الناس الخير ، كم مليون كم بليون – ليستغفر له من في السموات و من في الأرض حتى الحيتان في الماء .

لماذا ؟ لأن نفعه يصل إلى الآخرين نفع متعدي ،وهذا الحديث كاف لتحميس و دفع الناس لتعليم الآخرين الخير.

لماذا يستغفرللعالم من في السموات و من في الأرض ؟

أولا كرامة من الله لمن حمل العلم الشرعي بين جنبيه
ثانيا –  أن نفع العالم قد تعدى حتى انتفعت به الحيوانات لأن العالم يقول للناس حد شفرتك و أرح ذبيحتك و لا تذبحها بحضرة الأخرى ، و أسقها ماء و أرفق بها و إذا قتلتم فأحسنوا القتلة و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، ويقول للناس : ” في كل ذات كبد رطبة أجر ” حتى لو سقيت قطا فلك أجر شكرت الحيوانات هذا التعليم النافع لها لهذا المعلم فألهمها الله الاستغفار له دائما ، أهل السموات و أهل الأرض و لذلك فإن العلم الشرعي التعلم و التعليم من أعظم العبادات

هذا ويدخل في العلم الذي ينتفع به يدخل فيه : العلم الذي يأخذه عنه تلاميذه، أوعن طريق كتابة العلم، وتصنيف المؤلفات النافعة التي يخلفها الإنسان وتبقى بعده سنين طويلة، وقد تمكث مئات السنين، فإنه كلما انتفع من هذه المؤلفات منتفع وصل إليه ثوابه، وإن مضى على موته مئات السنين.
فإذا علم الناس وانتفعوا بعلمه بعد موته فإن له أجرهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً لأن الدال على الخير كفاعله، وهذا دليل على بركة العلم وفائدته في الدنيا والآخرة .

ويدخل في هذا من له مواد مفيدة منشورة في صورة مادة مرئية او مسموعة ، وكذلك من ورث مكتبته لغيره ينتفع بها ، أو أهداها إلى إحدى دور العلم مثلاً؟كذلك إذا كان عنده مكتبة فيها كتب نافعة مفيدة وجعلها وقفا لطلبة العلم أو أهداها لمسجد أو جامعة لينتفع بها الدارسون والباحثون .

ولا شك أنه يدخل في ذلك من يقوم بتعليم القرآن وتحفيظه وتعليم العلوم المتصلة به كالتجويد والقراءات كما في الحديث : “خيركم من تعلم القرآن وعلمه

وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من علم آية من كتاب الله عز وجل كان له ثوابها ما تليت ).صححه الألباني

وقد ذكر بعض العلماء أن العلم الذي ينتفع به هو أفضل هذه الثلاثة الأشياء، لأن الولد يموت والصدقة الجارية تنتهي، ولكن العلم يبقى ولو قرونا.

الكنز التاسع

الولد الصالح 
قوله – صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم
والولد كلمة تشتمل الذكر والأنثى، فيدخل في ذلك الابن والبنت إذا كانا صالحين.
والصالح هو الذي قام بحقوق الله وحقوق العباد.
وكل من ربى أولاده وأحسن تربيتهم على الإسلام ورعايتهم وتوجيههم يكتب له أجر كل الاعمال الصالحة التي يقوم بها أبناؤه ،وكل مكرمة يعلّمها الأهل لأبنائهم تزيد من مقامهم ودرجتهم يوم القيامة حتى يبلغ المرء بذلك أعلى الدرجات، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم:” مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا” رواه مسلم

ومن فضائل إحسان تربية الأولاد التكريم في الدنيا بالذكر الحسن، وقد مدح الله تعالى إسماعيل عليه السلام في كتابه، فكان من أهم ما أثنى به عليه أنه كان مهتما بأهله يأمرهم بالصلاة ويربيهم على العبادة فقال سبحانه : (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً) (مريم:55)

وكرم الله تعالى عبدا صالحا من عباده فذكره باسمه في القرآن، وذلك لوصيته العظيمة لابنه ولحرصه على تربيته على العقيدة الصحيحة والأخلاق الفاضلة، قال تعالى :(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان:13).

ومن فضائل تربية الأولاد الشرف العظيم يوم القيامة، لأن من حسن تربية الأولاد تحفيظهم القرآن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في جزاء صاحب القرآن يوم القيامة:« ويكسى والداه حلتان لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان بما كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن » رواه أحمد وحسنه الألباني.

وفي المقابل فإن كل منقصةٍ يكتسبها الأبناء من آباءهم ستترك إثمها وعارها عليهم فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “”كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول”.. فإن كان في تربيتهم حفظهم ورعايتهم الأجر والثواب وعالي الدرجات فإن في ضياعهم الإثم والعقاب والعذاب ، عن ابن عمر – رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، فكلكم راع ومسئول عن رعيته ) أخرجه البخاري ومسلم
وقال – صلى الله عليه وسلم -: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ، أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) أخرجه الترمذي

ولد صالح يدعو له :

والدعاء من الولد مقبول ، سواء كان صالحا أو غير صالح، لكن الحديث خصه بالصلاح لأنه مظنة أن يدعو لوالده، بل مقبول من الولد وغيره لكن دعاء الولد أولى لأنه من كسب ابن آدم نفسه، فقوله: (ولد صالح) لتقرير الحال والأولوية، وإلا فكل مسلم يدعو لأي مسلم فإن دعاءه نافع له، ومن أفضل الأعمال دعاؤك لأخيك بظهر الغيب.

صلاح الأولاد وفسادهم:

وصلاح الولد هبة من الله، وليس بحزم أو عزم الوالد، ولكن هذا سبب، فهذا نوح عليه السلام مكث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، ولم يهتد ولده: “يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ [هود:43]، فما استطاع نوح أن يهدي ولده ليكون معه في السفينة، فلا والد يهدي ولده، ولا ولد يهدي والده، هذا إبراهيم عليه السلام كم قال لأبيه: (يَا أَبَتِ) (يَا أَبَتِ) ، (يَا أَبَتِ) فقال له: “لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا “[مريم:46]. وهكذا امرأة نوح وامرأة لوط، زوجها نبي وما أغنى عن زوجته شيئاً.

فالصلاح هبة من الله، والإنسان مكلف بالتأديب والقيام بالواجب، أما خلق الهدى والتوفيق في قلب الولد فهذا بيد الله، ونحن لا نملك في صلاح الأولاد إلا التأديب والرعاية ، فمن رزق بولد فليحمد الله، وليسأل الله أن يجعله صالحاً، فإذا صلح الولد كان نعمة في الدنيا والآخرة، نسأل الله أن يصلح أولادنا وأن يأخذ بنواصيهم إلى الحق! وأن يوفقهم ويهديهم، ويصلحهم في أمر الدنيا والآخرة!

 

 

الكنز العاشر

زيارة المريض 
عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من عاد مريضا نادى مناد من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا ” حسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وعن علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، وكان له خريف في الجنة ” صححه الألباني في صحيح الترمذي .

والخريف هو البستان ..
وينبغي أن يدعو للمريض بما ثبت في السنة : ( لا بأس ، طهور إن شاء الله ) رواه البخاري .

ويدعو له بالشفاء ثلاثاً , فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وقال : ( اللهم اشف سعداً ، ثلاثاً ) رواه البخاري ومسلم

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح بيده اليمنى على المريض ويقول : ( أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ , وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي , لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا ) رواه مسلم

ولأحمد وأبي داود أن النَّبِيًّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ : أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ ) صححه الألباني في صحيح أبو داود .

وينبغي أن يسأله عن حاله : كيف حالك ؟ كيف تجدك ؟ ونحو ذلك ، فقد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي وحسنه الألباني .

وثبت ذلك عن عائشة في صحيح البخاري لما عادت أبا بكر وبلالاً رضي الله عنهما كما سبق .

وينفس له في الأجل

ورد في ذلك حديث عند الترمذي وهو حديث ضعيف : ( إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي أَجَلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَرُدُّ شَيْئًا وَيُطَيِّبُ نَفْسَهُ ) ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي .

ولكن يشهد له من حيث المعنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس ، طهور إن شاء الله ) فينبغي أن يهون عليه ما يجد ، ويبشره بحصول الشفاء والعافية إن شاء الله تعالى , فإن ذلك يطيب نفس المريض .

 

الكنز الحادي عشر

دعاء دخول السوق

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير “كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف الف درجة رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم عن ابن عمر. وحسنه الألباني

كتب له ألف ألف حسنة: أي كتب له مليون حسنة في صحيفته التي بيد الكرام الكاتبين.

ومحا عنه ألف ألف سيئة: أي محي عنه مليون سيئة في صحيفته التي بيد الكرام الكاتبين

ورفع له ألف الف درجة: أي رفع مليون درجة في الجنة.

ومعنى رفع الدرجة (الواحدة): هو إعطاؤه من المنازل التي فوق منزلته, (التي حصلت له قبل هذا الدعاء)

فلا تعجب من هذا الأجر العظيم مقابل هذا الذكر اليسير, فهذا من فضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم, يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فلا تتهاون ولا تغفل عن هذا الكنز العظيم واحرص عليه كل الحرص حتي لا يفوتك هذا الخير العظيم، فقد كان الصحابة والسلف الصالح يتعمدون المرور بالأسواق يقصدون الأسواق لا لبيع ولا لشراء ولا لحاجة أخرى وإنما لذكرالله وقول هذا الدعاء فقط ثم ينصرفون،

فقد كان قتيبة بن مسلم رحمه الله يركب في موكبه حتى يأتي السوق فيقول هذا الدعاء ثم ينصرف، فيسن هذا الدعاء عند دخول السوق لحاجة ما (شراء, بيع, لقاء…..(

أو عند المرور بسوق قريب أو عند قصد السوق خصيصا لقول هذا الدعاء (بدون حاجة: بيع, شراء, موعد…(.

والحكمة في حصول هذا الأجر العظيم هي لأمرين, فالأول: كأنه لما كان أهل السوق مشتغلين بالتجارات والمكاسب, وهم في غفلة من ربهم, بل أكثرهم مبتلون بالأيمان الكاذبة, وكان هذا بينهم ممن ذكر الله تعالى, واشتغل بأمر الآخرة مخالفة لهم وتعظيما لربه عز وجل, لا جرم حصل له هذا الأجر العظيم.

والأمر الثاني: باعتبار أن هذه الكلمات مشتملة على التهليل والتوحيد والثناء على الله تعالى بالصفات الجميلة،

ملاحظة: السوق معناه كل ما فيه بيع وشراء, مهما كان حجمه (صغيرا أو كبيرا)

الكنز الثاني عشر

الذكر بعد الوضوء
حديث عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) رواه مسلم، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة) رواه الطبراني في الاوسط، ورواته رواة الصحيح، واللفظ له ورواه النسائي وقال في آخره: (ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة) وصوب وقفه إلا أن مثل هذا له حكم المرفوع كما قال الألباني رحمه الله .

وأما دعاء: (اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين) فهي في رواية الترمذي، والتي صححها الشيخ أحمد شاكر وكذلك الألباني في تمام المنة .
و فيه الجمع بين سؤال الله أن يجعله من التَّوابين الذين طهَّروا قلوبهم، ومن المتطهِّرين الذين طهَّروا أبدانهم.

أبواب الجنة :
أخرج الشيخان عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (في الجنة ثمانية أبواب: باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون )
وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان. فقال أبو بكر رضي الله عنه: والله يا رسول الله ما على أحد من ضرورة من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم)

مَعْنَى الْحَدِيث : أَنَّ كُلّ عَامِل يُدْعَى مِنْ بَاب ذَلِكَ الْعَمَل , وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ صَرِيحًا مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَبِي هُرَيْرَة ” لِكُلِّ عَامِل بَاب مِنْ أَبْوَاب الْجَنَّة يُدْعَى مِنْهُ بِذَلِكَ الْعَمَل ” أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَابْن أَبِي شَيْبَة بِإِسْنَادٍ صَحِيح .

وَفِي الْحَدِيث إِشْعَار بِقِلَّةِ مَنْ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَاب كُلّهَا , وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْمُرَاد مَا يُتَطَوَّع بِهِ مِنْ الْأَعْمَال الْمَذْكُورَة لَا وَاجِبَاتهَا ، لِكَثْرَةِ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِالْوَاجِبَاتِ كُلّهَا , بِخِلَافِ التَّطَوُّعَات فَقَلَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِجَمِيعِ أَنْوَاع التَّطَوُّعَات .

ثُمَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ ذَلِكَ إِنَّمَا يُدْعَى مِنْ جَمِيع الْأَبْوَاب عَلَى سَبِيل التَّكْرِيم لَهُ , وَإِلَّا فَدُخُوله إِنَّمَا يَكُون مِنْ بَاب وَاحِد , وَلَعَلَّهُ بَاب الْعَمَل الَّذِي يَكُون أَغْلَب عَلَيْهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
فيخير إظهارا لمزيد شرفه ، لكنه لا يلهم إلا اختيار الدخول من الباب المعد لعاملي نظير ما غلب عليه من أعماله ، كالريان للصائمين “

 

الكنز الثالث عشر

الاغتسال والتبكير يوم الجمعة
عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله : { من غسل واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ودنا من الإمام فأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة، وقيامها، وذلك على الله يسير } رواه أحمد وصححه الألباني

قوله – صلى الله عليه وسلم – ( غسل واغتسل ) : ” روي غَسَلَ بتخفيف السين , وَغَسَّلَ بتشديدها، روايتان مشهورتان وفسرت بعدة تفسيرات أشهرها اثنين :

أحدها: الجماع ويقال: غسل امرأته إذا جامعها.

والثاني: غسل رأسه ثم غسل باقي جسمه ؛ وإنما أفرد الرأس بالذكر؛ لأنهم كانوا يجعلون فيه الدهن ونحوه ، وكانوا يغسلونه أولاً ثم يغتسلون ويؤيده رواية لأبي داود في هذا الحديث من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم”وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ”: راح في الساعة الأولى و” ابتكر ” : أدرك باكورة الخطبة، وهي أولها.

وقيل : معناهما واحد كرره للتأكيد والمبالغة.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم ” ومشى ولم يركب ” :نفي الركوب بالكلية ؛ لأنه لو اقتصر على ” مشى ” لاحتمل أن المراد وجود شيء من المشي ولو في بعض الطريق , فنفى ذلك الاحتمال , وبين أن المراد مشى جميع الطريق , ولم يركب في شيء منها .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم ” ودنا واستمع ” فهما شيئان مختلفان ، وقد يستمع ولا يدنو من الخطبة , وقد يدنو ولا يستمع فندب إليهما جميعاً ” .

وقوله صلى الله عليه وسلم ” ولم يلغ ” معناه ولم يتكلم لأن الكلام حال الخطبة لغو.

 

الكنز الرابع عشر

 صلاة الفجر


مكانة صلاة الفجر عند الله عز وجل :
1- “
من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة (أي مع العشاء كما نص على ذلك حديث أبي داود والترمذي) فكأنما صلى الليل كله” رواه مسلم عن عثمان بن عفان

2-  أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً ) رواه أحمد ، وهو في صحيح الجامع .

3-  من صلّى الفجر فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته ) رواه الطبراني ، وهو في صحيح الجامع. ومعنى في ذمة الله : أي في حفظه وعنايته سبحانه .

4- من صلّى البردين دخل الجنة ) رواه البخاري عن أبي موسى. والبردان الفجر والعصر .

5- بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة” رواه الترمذي عن بريدة الأسلمي

6 –ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها” ويقصد بهما ركعتا السنة رواه الإمام مسلم عن عائشة


منظر افتراضي تخيلي !!
تخيل لو أن رجلاً من الأغنياء وعدك بأنه سيعطيك ألفاً من الجنيهات كل يوم في الساعة الخامسة صباحاً إذا أتيت له في هذا الموعد.. أكنت تذهب؟ أم كنت تعلل بأنك نمت متأخراً، أو أنك مرتبط بموعد بعد ذلك فلا تستطيع القدوم ؟
تخيل أنك ذهبت إليه بالفعل وأخذت الألف جنيه يومياً، وظللت على هذه الحالة سنة كاملة، فإنك تكون قد حصلت على 365 ألف جنيه.. أليس كذلك ؟
ثم تخيل بعد ذلك أنه قد جاءك الموت بعد نهاية هذه السنة ،تخيل نفسك وأنت ذاهب إلى قبرك محمولاً..
تخيل نفسك في هذا المقام، وأجب على هذا التساؤل بصدق :
أتود أنك تدخل قبرك ومعك 365 ألف جنيه، وليست معك صلاة فجر واحدة ؟
أم أن الأفضل أن تدخل قبرك ومعك 365 صلاة فجر، وليس معك جنيهاً واحداً ؟أجب بصدق !!أيهما يبقى وينفع ؟ كيف تفسر قيام الناس لجمع المال وعدم قيامهم لجمع الحسنات ؟
أهو شك في الموت؟ أم شك في البعث؟ أم شك في الله عز وجل؟!


كيف يصلي رجال من الصين الفجر؟
أسلم بعض الصينيين وبدأوا يتعلمون الصلاة وشعائر الدين لكن واجهتهم مشكلة الاستيقاظ لصلا ة الفجر وجربوا جميع الوسائل حتى شق عليهم الأمر .. وفجأة توصلوا لطريقة للاستيقاظ ..!
لقد قرر كل واحد من هؤلاء شرب كميات كبيرة من الماء قبيل النوم لكي يستيقظ للذهاب للخلاء ومن ثم ينظر إلى ساعته ويعلم كم بقي من الزمن لصلاة الفجر فإن قارب الوقت انتظر وصلى وإلا شرب كمية أخرى من الماء ….ومع تكرار التجربة مراراً قدَّرَ هؤلاء الكميات المناسبة التي تجعلهم يستيقظون في وقت يكاد يقترب من وقت الفجر، وصار كل منهم يؤدي صلاة الفجر في وقتها
هؤلاء حديثو عهد بإسلام وبلغ حبه في قلوبهم إلى هذه الدرجة ، فأين نحن من هؤلاء ؟!!

 

الكنز الخامس عشر

سيد الاستغفار
عَنْ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. رواه البخاري

قَوْلُهُ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ : لَمَّا كَانَ هَذَا الدُّعَاءُ جَامِعًا لِمَعَانِي التَّوْبَةِ كُلِّهَا اسْتُعِيرَ لَهُ اسْمُ السَّيِّدِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الرَّئِيسُ الَّذِي يُرْجَعُ إِلَيْهِ فِي الْأُمُورِ

قوله ” وأنا عبدك ” اعترف لله بالعبودية ، فإن الله تعالى خلق ابن آدم لعبادته فإذا خرج العبد عما خلقه الله له من طاعته ومعرفته ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه ، فقد هرب من سيده ، فإذا تاب إليه ورجع إليه فقد راجع ما يحبه الله منه ، فيفرح الله بهذه المراجعة.

قَوْلُهُ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ : يُرِيدُ أَنَا عَلَى مَا عَهِدْتُكَ عَلَيْهِ وَوَاعَدْتُكَ مِنَ الْإِيمَانِ بِكَ وَإِخْلَاصِ الطَّاعَةِ لَكَ مَا اسْتَطَعْتُ مِنْ ذَلِكَ .
أي إنما أقوم بذلك بحسب استطاعتي ، لا بحسب ما ينبغي لك وتستحقه علي.

فالله سبحانه وتعالى عهد إلى عباده عهدا أمرهم فيه ونهاهم ، ووعدهم على وفائهم بعهده أن يثيبهم بأعلى المثوبات ، فالعبد يسير بين قيامه بعهد الله إليه وتصديقه بوعده. أي أنا مقيم على عهدك مصدق بوعدك. وهذا المعنى قد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ، كقوله : (( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )). والفعل إيمانا هو العهد الذي عهده إلى عباده ، والاحتساب هو رجاؤه ثواب الله له على ذلك ، وهذا لا يليق إلا مع التصديق بوعده.

وَفِي قَوْلِهِ ” مَا اسْتَطَعْتُ ” فلاأَحَد يَقْدِرُ عَلَى الْإِتْيَانِ بِجَمِيعِ مَا يجب عَلَيْهِ لِلَّهِ وَلَا الْوَفَاءِ بِكَمَالِ الطَّاعَاتِ وَالشُّكْرِ عَلَى النِّعَمِ فَرَفَقَ اللَّهُ بِعِبَادِهِ فَلَمْ يُكَلِّفْهُمْ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا وُسْعَهُمْ

قَوْلُهُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ : مَعْنَاهُ أَعْتَرِفُ .

قَوْلُهُ ” أَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي ” أَعْتَرِفُ بِوُقُوعِ الذَّنْبِ مُطْلَقًا لِيَصِحَّ الِاسْتِغْفَارُ مِنْهُ لَا أَنَّهُ عَدَّ مَا قَصَّرَ فِيهِ مِنْ أَدَاءِ شُكْرِ النِّعَمِ ذَنْبًا

أي فأنا معترف لك بإنعامك علي ، وإني أنا المذنب ، فمنك الإحسان ومني الإساءة. فأنا أحمدك على نعمتك ، وأنت أهل لأن تحمد وأستغفرك لذنوبي.

قَوْلُهُ فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ مَنِ اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ غُفِرَ لَهُ .

قَوْلُهُ مَنْ قَالَهَا مُوقِنًا بِهَا أَيْ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ مُصَدِّقًا بِثَوَابِهَا

وفي فتح الباري عن ابْنُ أَبِي جَمْرَةَ : جَمَعَ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ بَدِيعِ الْمَعَانِي وَحُسْنِ الْأَلْفَاظِ مَا يَحِقُّ لَهُ أَنَّهُ يُسَمَّى سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ فَفِيهِ الْإِقْرَارُ لِلَّهِ وَحْدَهُ بِالْإِلَهِيَّةِ وَالْعُبُودِيَّةِ ، وَالِاعْتِرَافُ بِأَنَّهُ الْخَالِقُ ، وَالْإِقْرَارُ بِالْعَهْدِ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيْهِ ، وَالرَّجَاءُ بِمَا وَعَدَهُ بِهِ وَالِاسْتِعَاذَةُ مِنْ شَرِّ مَا جَنَى الْعَبْدُ عَلَى نَفْسِهِ ، وَإِضَافَةُ النَّعْمَاءِ إِلَى مُوجِدِهَا وَإِضَافَةُ الذَّنْبِ إِلَى نَفْسِهِ ، وَرَغْبَتُهُ فِي الْمَغْفِرَةِ ، وَاعْتِرَافُهُ بِأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا هُوَ ، …..انْتَهَى مُلَخَّصًا .

 

الكنز السادس عشر

 من جوامع الدعاء
عن عائشة أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكلمه في حاجة وعائشة تصلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة: عليك بالجوامع والكوامل، قولي: اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدا.
والحديث رواه الإمام أحمد في المسند بلفظ قريب من هذا، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح

الكنز الثامن عشر

 اسم الله الأعظم

الاسم الأعظم معناه : هو الاسم الذي إذا سئل الله به أعطى وإذا دُعي به أجاب .

والراجح من أقوال العلماء أنه مؤلَّف من عدة أسماء، بناء على الأحاديث الواردة فيه وقد صح منها ما يلي :

  1. روى أصحاب السنن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلاً يدعو ويقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.

فقال: والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى ) صححه الألباني

  1. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلى ثم دعا فقال : ( اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ). صححه الألباني
  2. وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) وفاتحة آل عمران: ( آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) صححه الألباني.
  3. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء وإذا اجتهد في الدعاء قال: ( يا حي يا قيوم )
  4. وعن أنس بن مالك قال كان النبي إذا كربه أمر قال:( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) .
  5. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن البقرة وآل عمران وطه ). قال القاسم فالتمستها فإذا هي في البقرة آية الكرسي )الله لا اله إلا هو الحي القيوم )وفي آل عمران فاتحتها (الله لا اله إلا هو الحي القيوم) وفي طه (وعنت الوجوه للحي القيوم) صححه الألباني
  6. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( دعوة ذي النون اذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين إنه لم يدع بها مسلم في شي قط إلا استجاب الله له ). صححه الألباني
  7. وفي الصحيحين من حديث بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكربلا إله الا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم
  8. وعن على بن أبي طالب رضي الله عنه قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل بي كرب أن أقول: ( لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين ).

10- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا ) فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها قال عليه الصلاة والسلام  بل ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها . صححه الألباني

والظاهر من تعدد الروايات أن القاسم المشترك بينها هو توحيد الله سبحانه، والدعاء بالتوحيد فيه إخلاص وثقة بالله، ونفي للشريك عنه، وتقرير أنه لا يستحق أحد سواه أن يُلجأ إليه، فلا بد لكل دعاء أن يصحبه هذا الشعور حتى يكون في موضع الرجاء للقبول.

 

 


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 44 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع